والتراث التوراتي المزيف يذكر كنعان على أنها في الشام (بسوريا القديمة) ,في حين أن الصحيح"هو أنها منطقةحجازية تقع بجوار مكة, فالكنانيون (الكنعانيون) قبائل عريقة بالحجاز ويسكنون منطقة محاذية لمكة تدعى كنانة, وهم آباء قريش " ( المرجع : انظر نداء السراة - مرجع سابق , وللمزيد يمكن الرجوع إلى كتاب البحث عن يسوع لكمال الصليبي ص132. "والمصادر الأثرية والتاريخية تخبرنا عن هجرات لساميين من كنعان إلى مصر (مصر القبط) وعن قيام المصريين بطردهم بالقوة . والسؤال الآن:مَن هم هؤلاء المهاجرون الساميون ؟ ذلك كان سؤال يطرحه العالمان اليهوديان ,وجوابه هو أن هؤلاء الساميين المهاجرين من أرض كنعان ( وهي في الحجاز وليست في الشام) إلى مصر القبط , هم ماسجلهم التاريخ القديم باسم (الهكسوس) , وهم رعاة نزحوا إلى دلتا مصر نزوحا تدريجيا ثم استوطنوها إبان ضعف الدولة المركزية القبطية في وقت الأسرات من الخامسة عشرة إلى السابعة عشرة إلى أن طردهم المصريون بزعامة أحمس , وذلك هو ما سبق وصفه بأنه (العودة العنيفة) . وجاء في مؤلَّف الأستاذ أحمد عيد ( جغرافية التوراة في جزيرة الفراعنة ) أن الهكسوس من الفراعنة العرب وهم هكسوس عند اليونان وعند العرب هم من العمالقة أو العرب البائدة , وأن الهكسوس هم البدو الذين كانوا يتنقلون في الصحراء الشرقية أي العرب ."وزعم بعض المؤرخين أنهم أدوميون من جبل سعير , وخلصوا إلى أنهم قوم رحالة أو عرب أتوا من المشرق" (المرجع: نعوم بك شقير - تاريخ سيناء القديم والحديث وجغرافيتها –تحقيق دكتور صبري أحمد العدل - ص 590 ). "ودلت الاكتشافات على تطور بطيء تدريجي من الحضور الكنعاني في الدلتا , وعلى سيطرة سلمية على السلطة هناك ..... وبعد ابتداء عهد المملكة الجديدة , أي ابتداء من عهد طرد الهكسوس ,شدد المصريون رقابتهم على الحدود الشرقية ليمنعوا تدفق المهاجرين من كنعان إلى الدلتا , وأسسوا نظاما من الحصون على طول حدود الدلتا الشرقية. وهكذا كانت الحدود بين كنعان ومصر مراقبة عن كثب (التوراة اليهودية مكشوفة على حقيقتها ) .
"وترك لنا سرجون الثاني (721-705) ق.م آثارا تسجل استلامه إتاوة من (في- ير-ع- ومو- صو- ري) أي (فرعون مصر) . ومن المؤكد أن الأخير لم يكن أحد ملوك مصر وادي النيل , وإنما واليا على (إقليم مصر) , ومن الأمور المثيرة أنه يوجد حتى الآن قبيلة حجازية تقطن منطقة رانية غربي جزيرة العرب تسمى "الفراعنة" .لا شك أنها من أحفاد فراعنة إقليم مصر الذين كثيرا ما ترددت أخبارهم في النقوش الآشورية وبعض مقاطع العهد القديم "( المرجع: زياد منى - جغرافيا التوراة مصر وبنو إسرائيل في عسير -ص-57). ويستشهد الدكتور زياد منى على وقوع (مو- وص -ري) أو(إقليم مصر) في غرب وجنوب غرب جزيرة العرب, بوجود العديد من المواقع التي ما تزال تحمل اسم مصر إلى يومنا هذا , ومنها (مصر) في منطقة بيشة , و(المصرمة )في منطقة أبها , ( وآل مصري - ذوي مصري ) في منطقة الطائف , ويضاف إلى ذلك قبيلة (مُضَر)الشهيرة والتي تعود تسميتها إلى مصر ( المرجع : زياد منى - جغرافيا التوراة مصر وبنو إسرائيل في عسير ص57- 58). انتهى المقال الحادي عشر ويتبعه إن شاء الله المقال الثاني عشر . بتصرف من كتابنا ........بين القرآن والتراث - لنبيل هلال هلال