بالمصري فيلم نوح في جمهورية التحريم..!

سامح عسكر في الأربعاء ١٢ - مارس - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

بغض النظر عن موقفي من فيلم.."نوح"..ولكن موضوع ان الأزهر يعترض عليه مش جديدة، الأزهر عملها قبل كدا كتير، وصدرت فتاوى بتحريم تمثيل الأنبياء والعشرة المبشرين بالجنة، وحجتهم في كدا إن تمثيل هذه الشخصيات هو إهانة ليهم، ولو كان دا صحيح فجميع شخصيات الأئمة والصحابة والتابعين اللي تم تمثيل أدوارهم -والأزهر وافق عليها- كلها أًصبحت شخصيات مهانة..!

ودا دليل على فساد منطقهم..

مبدئياً الأزهر لا يستفيد منه عملياً سوى الجماعات المتطرفة ودي مش مبالغة دي حقيقة هانجملها في السطور اللي جاية..رغم إن القيادة العامة للأزهر ضد هذه الجماعات، ولكن مبتحاولش تناقشهم فكرياً، ولما يقعدوا في مناظرة بتكون حجة الجماعات أقوى، لأن القواعد الأزهرية هي هي نفس قواعد الجماعات(أصول الفقه- الحديث-حجية الإجماع-المذهب السني-الخلافة-الناسخ والمنسوخ)..

لذلك بتخرج حُجة الأزهريين ضعيفة وبيخرج منطقهم بصورة تبريرية ولي أعناق النصوص وتأويل الآيات، رغم ان خلاف الأزهريين مع الجماعات مش سياسي بل هو خلاف عقدي ، لأن الجماعات في العقائد هي سلفية وهابية على مذهب الحنابلة القدماء وابن تيمية، بينما الأزهر أشعري على مذاهب المالكية والشافعية والعز ابن عبدالسلام وأبوحامد الغزالي..

ودا يفسر موقف الإخوان والسلفية من الأزهر بالعموم، خلافهم عقدي بشكل أساسي، وأحيانا بيكون فيه خلاف فقهي نظراً لأن السلفية بتعتمد على تراث الحنابلة وابن تيمية، بينما الأزهر بياخد من معظم المذاهب في الأمور الخلافية، ولكن كل دا محصور في المسائل الفقهية والعقدية.

أما السياسة فالأزهر والسلفيين تراثهم واحد، ولما بيختلفوا بيكون على النفوذ، ولينا في واقعة خلق القرآن مثال..إن دعم السلطة لأحد المذاهب بيساعدها على الانتشار، وكل طرف منهم.."الأزهريين والسلفيين"..خايفين على مذهبهم من الضياع فيما لو تمكن الآخر من السلطة..

فيه أربع محطات هانقف عندها عشان ندلل على إن الأزهر بيعتمد على نفس التراث والفكر اللي أنتج الجماعات المتطرفة، وان الأزهر بيمثل الشريان المغذي لتلك الجماعات فكرياً ومعنويا:

1-الأزهر لا زال يقول بوجوب الخلافة الإسلامية وبحُرمة فصل الدين عن الدولة..وهناك فتاوى رسمية على موقع دار الإفتاء بتقول إن الخلافة .."فرض كفاية"..وان الدين والدولة واحد، وان العلاقة بين الحاكم والمحكوم هي علاقة دينية وليست سياسية..

طب ومش عاوزين الشباب بعد كدا يروحوا يموتوا نفسهم في سوريا ؟!

2-الأزهر بيرفض أي تجديد لعلوم الفقه والحديث بدعوى الخروج والبدعة ونفس الأسلحة اللي تم توجيهها ضد الباحثين القدماء زي الفلاسفة والمعتزلة، حتى علماء السنة اللي شغلوا دماغهم شوية تم تكفيرهم، والباقي ظل مهدد وأجبروه على السكوت حتى مات من غير ما يخرج اجتهاده للعلن، وموقف الشيخ أبو زهرة في أوائل السبعينات من حد الرجم بيدل على كدا، الراجل طول عمره مش مقتنع بحد الرجم، وظل كاتمه لحد ما قبل ما يموت بسنتين اتكلم عليه في مؤتمر بليبيا..

3- من خمسين سنة كان الأزهر غالباً بيطلع الفتوى انه يعرض الخلافات عليها، وقال فلان ثم قال علان ورد عليهم ترتان..وبعد كدا يرجّح أحد الآراء، نفس الأسلوب بتاع الفخر الرازي من 1000 سنة، ودا أسلوب علمياً قوي جداً وبيخضع المسائل للمشاكلة والجدال المنطقي، بتطلع النتيجة في النهاية أقرب إلى الصواب والمصلحة، الكلام دا ماعادش موجود دلوقتي، الفتوى بتطلع قال الله وقال رسول الله كذا وكذا والحُكم كذا وكذا..ودي مش طريقة علمية لطرح الفتوى اللي هي في الأصل حُكم عن الله مش مجرد رأي.

4-الأزهر مخترق من الفكر السلفي ، خصوصاً بعد عصر الانفتاح واللي حصل معاه ترويج لما يُسمى.."بالصحوة الإسلامية"..وهي هي نفس الصحوة اللي نشرت الفكر السلفي والإخواني بين العرب والمسلمين ونشرت الإرهاب بعد كدا، لذلك فالضمير الأزهري مرتبط بالتراث الديني بشكل كبير، اللي هو في الأصل قائم على قواعد سياسية وليست دينية ..(كالخلافة وعدم الخروج على الحاكم والشريعة والحدود)..كل دي قواعد سياسية بتنظم المجتمع على شكل معين، بينما العقائد والأخلاق والرقائق فمساحتها في التراث الديني ضعيفة جداً ونسبتها لا تتعدى 20% على أقصى تقدير.

اجمالي القراءات 10829