نصّ الحوار الأصلى
حوار مع أحمد صبحى منصور ، نشرته جريدة ( فيتو )

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ٢٦ - فبراير - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

-         فى البداية نريد تعريف من هم "القرأنيون" و أهدافهم التى يسعون لتحقيقها ؟

 

فى ( دستور أهل القرآن ) والمنشور فى موقعنا بالعربية

http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=11598

وبالانجليزية

 http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=11634

 

قلنا (لسنا طائفة ولا حزبا ولا مذهبا ولا تنظيما . نحن تيار فكرى إسلامى يسعى فى إصلاح المسلمين سلميا بالاحتكام الى الله جل وعلا فى القرآن الكريم  طبقا لقوله جل وعلا : ( أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمْ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً ) 114) الأنعام ). ولأننا تيار فكرى فإن فضاء الانترنت فقط هو مجال التعارف بيننا . ونتمنى أن تُتاح لنا او لبعضنا فرصة اللقاء فى مؤتمر فى أى مكان فى العالم .  )

 

-         هل شارك القرانيين في ثورتي يناير ويوينو؟ ولماذا لم  يكونوا حزبا؟ وما هي طموحاتهم السياسية؟

 

 طبعا شاركوا كمواطنين ، بالاضافة الى أن هجومنا على نظام مبارك قام بدور أكبر ، ومقالاتنا كانت لا تكتفى بالتوجيه والتنوير بل كانت تستشرف المستقبل وتتبأ به . ومن أراد الدليل فليقرأ ما كتبناه فى موقعنا فى السنوات الأخيرة من حكم مبارك .

عملنا الاصلاحى الاسلامى يباعد بيننا وبين الطموح السياسى . من يعمل فى الاصلاح يجب أن يتنزه عن طلب الطموحات الدنيوية ، وإلا كان شأننا مثل أعداء الاسلام الذين يستغلون الاسلام مطية للوصول للحكم والحطام الدنيوى.

نحن نؤمن بالفصل بين الدين والعمل السياسى ، وطالما نعمل فى الاصلاح الدينى السلمى فلا مجال لنا فى الصراع السياسى . وهذا لا يمنع من النضال ضد الاستبداد تحت شعار الحرية والعدل للجميع ومناهضة التعذيب والقهر ، والدفاع عن كل الضحايا . وعملنا كان يجمع بين هذا وذاك ، دون الدخول فى صراعات سياسية تسعى الى الحكم وجمع الأموال .

 

-         قلت في تصريح سابق ان هناك مئات الألاف من القرأنيين.. هل هذا صحيح؟ ولماذا لا نشعر بهم في مصر أو يظهرون في وسائل الإعلام؟

 

يزداد عدد القرآنيين يوميا . وتضاعفت أعدادهم فى السنتين الأخيرتين . ولدى مؤشرات على هذا . المشكلة أن القرآنيين لهم تجارب مؤلمة من الاضطهاد رسميا وشعبيا ، وهم كتيار فكرى يتعرضون للتكفير والتشويه الظالم ، لذا يضطرون لإخفاء هويتهم الفكرية .

الذى يعبر عن القرآنيين فعلا ليس عددهم وهم الآن عشرات الألوف من المثقفين فى العالم كله ، الذى يعبر عنهم كتيار فكرى هو تأثيرهم الفكرى والدينى الذى أحدثوه خلال ربع قرن مضى . بسببهم إنتهت قدسية البخارى وائمة الحديث والفقه ، وتجرأ الكثيرون على نقد الخرافات التى كانت مقدسة ومُحرّمّنقاشها . وبالاضافة الى ( أهل القرآن ) ـ وهم رواد التيار القرآنى  ـ فهناك تصنيفات شتى للقرآنيين ، نشأت على هامش جهادنا ( أهل القرآن ) ، حتى من داخل المتطرفين الذين اصبحوا قرآنيين بعد أن قرأوا لنا . يكفى أن الكثيرين من أهل القرآن كانوا من قبل مثقفين سنيين فتحولوا الى التيار القرآنى . وهم من رواد الكتابة فى موقعنا ( أهل القرآن ) .

ومع ذلك فنحن ممنوعون من الظهور فى الاعلام المصرى والعربى ، بل يناقشون فكرنا فى غيابنا ، يرفضون أن نحضر لنوضح رأينا . يرفضون ذلك لأنهم يعرفون قوة حجتنا وضعف حجة خصومنا . وكم طلبنا نشر مقالاتنا فى الصحف دون جدوى .. وحتى وقت تعرض بعض أهل القرآن للإعتقال والتعذيب فى عصر مبارك ، وظهور ذلك فى الاعلام فقد رفضت الصحف المصرية نشر بعض مقالاتنا لتعريف القارىء بمن هم أولئك القرآنيون الذين يتعرضون للتشويه والتعذيب .

وأعتقد أن الجمهور متشوّق لأن يعرف عن أهل القرآن ، وتاريخهم وآرائهم ، ونضالهم ومعاناتهم . وأعتقد أن منح أهل القرآن الفرصة العادلة فى التعبير عن الرأى شأن خصومهم سيؤدى الى فضح الارهابيين والذين يتخذون الاسلام العظيم مطية للوصول للحكم ، والذين يحولون العالم الاسلامى الى ميادين للمذابح . أهل القرآن هم الذين يستطيعون فضح هذه الحركات الارهابية لو أتيحت لهم الفرصة . ومهما إعتبر المترددون الخائفون أن ما نقوله هو ( بلبلة ) فإن هذه (البلبلة) مطلوبة بل واجبة فى مواجهة خرافات وأكاذيب تخالف الاسلام ، وأصبحت من الثوابت بسبب السكوت عنها قرونا وعدم مناقشتها علميا وقرآنيا . مطلوب مناقشتها و ( بلبلتها ) ، لأنها مجرد خرافات ( تتبلبل ) أمام النقاش وبالحجة القرآنية . وهى لا تستمر إلا بحمايتها بسلطة الدولة ، فإذا زالت عنها الحصانة وحماية الدولة وتعرضت للنقاش ( تبلبلت ) انهارت . وهذا مطلوب ، فلا يقدر على البقاء إلا صاحب الحجة القوية التى  لاتخشى من ( البلبلة ) . ثم أن ما نقوله ـ علاوة على أنه حُجج قرآنية وتراثية ـ فهو الذى يبرىء الاسلام من تُهم الارهاب والتعصب والتطرف والتخلف. ثم إن ما نقوله هو الرد المناسب على حركة الالحاد وهجر الاسلام من مسلمين يرون الاسلام هو الذى يرتكبه ارهابيون . وفى النهاية : فإن ما نقوله هو مجرد كلام ، ومهما بلغ وقعه وخطورته يظل مجرد كلام ، ولكن هذا الكلام ليس بشىء بالمقارنة بالحروب الأهلية والمذابح فى سوريا والعراق ..وتهدد غيرهما من بلاد المسلمين .

 

-         ما أشكال الضغوط التى التى تعرض لها القرآنيون فى ظل عهد مبارك؟

 

الملاحقة الأمنية ، والسجن والتعذيب ، والمنع من التوظيف والتجويع ، والتشويه الاعلامى ، والقهر والإذلال .. كل هذا لأننا نسعى فى الاصلاح السلمى نحتكم فيه الى القرآن الكريم وتراث المسلمين خوفا من وقوع ما يحدث الآن . وهو يحدث الآن .

يكفى أن من الاتهامات الموجهة لأهل القرآن فى مصر أنهم يؤدون الصلاة فى بيوتهم ، وانهم لا يقرأون التحيات فى صلاتهم ويكتفون بدلا منها بآية التشهد ( الآية رقم 18 من سورة آل عمران ) . كانوا يتعرضون للتعذيب والسجن بسبب إتّهامات من هذا النوع . ويعلم أولئك المجرمون أن أهل القرآن كانوا يبتعدون عن المساجد خوفا من أئمتها السلفيين وتكفيرهم لأهل القرآن وتحريضهم العوام ضد أهل القرآن . فكان أهل القرآن بين نارين : إذا صلوا فى المسجد سمعوا ما يكرهون وتعرضوا لما يخافون ، وإذا صلوا فى بيوتهم لاحقهم أمن مبارك بالسجن والاعتقال . هذه حالة فريدة من القهر والظلم .

-         طالبت من المسئوليين الامريكيين ان يفتحوا باب اللجوء السياسى أمام القرآنيين لما يتعرضوا له من ضغوط فى ظل نظام مبارك  . لماذا قمت بهذه الخطوة ؟

 

ألا يكفى ما سبق لأن اطلب لأهل القرآن اللجوء السياسى ، وهم يتعرضون لهذا الإذلال ، ومن حقهم طبقا للقانون الأمريكى اللجوء ؟

 

-         كيف ترى وضع القرأنيين في مصر حاليا ؟ وألم تفكر في العودة لمصر؟

 

الوضع ملتبس الآن . شأن كل شىء فى مصر الآن .

ولا أعود لمصر إلا إذا تم إغلاق كل القضايا الظالمة التى بسببها إعتقلوا القرآنيين ووضعوهم فى الحبس الاحتياطى ، ثم أفرجوا عنهم تحت التهديد بإعادة إعتقالهم .ولا زالت تلك وسائل لارهاب أهل القرآن . ولا بد من إنهاء هذا الظلم . هذا هو ما يخصّنى فى موضوع العودة لمصر. فلا أعود إلا لممارسة دورى الاصلاحى متمتعا بالأمن شأن أى مفكر مسالم يعمل لصالح مصر .

أيضا ، أتمنى من الرئيس القادم لمصر أن يقوم بإصلاح تشريعى يؤكد حرية الفكر ويزيل القوانين سيئة السمعة التى تجعل بعضهم يطاردون المفكرين واصحاب الرأى باتهامات مطاطة حان وقت إلغائها . ولا بد من إلغاء قانون ( إزدراء الدين ) الموضوع خصيصا للدفاع عن ثقافة الارهاب ، او أن يتم تعديله ليتم تطبيقه فقط على من يستخدم الدين فى الدعوة الى الارهاب ، فهذا هو الذى يزدرى الدين فعلا . أما من يدعو الى الله جل وعلا على بصيرة مسالما يطلب الاصلاح فمن المؤلم أن تعاقبه الدولة بقانون إزدراء الدين .

وقد حدث هذا فعلا فى الموجة الثانية من القبض على أهل القرآن عامى 2000 ، و2001 والتى بسببها هاجرت لأمريكا لاجئا سياسيا . فقد حكم القضاء المصرى على إخوانى من أهل القرآن بالسجن عدة سنوات بتهمة إزدراء الدين . ولم يستجب القضاة لبكائهم وتوبتهم . وكانت جريمتهم  أنهم يصلون فى بيوتهم . وفى البداية قبضوا على كل الأطفال والنساء فى معتقلات أمن الدولة ، وبعد التعذيب والتنكيل أفرجوا عن معظمهم وأحالوا للقضاء بعضهم . فحكم القضاة بسجنهم عدة سنوات .!! آن لمصر أن تتطهّر من هذا الرجس الظالم .!!.

 

-         هل ممكن ان تطالبوا ان يكتب فى البطاقة قرآنيين ؟

قلنا كثيرا برفض وجود مادة للديانة فى البطاقة الشخصية .

 

-         كيف ترى تعامل الدولة مع الشيعة والقبض على بعضهم (لينك خبر للمراجعة..http://www.almasryalyoum.com/News/Details/392806#.UvzPFdTWl1t.facebook)

 

 كنا وما زلنا أكبر المدافعين عن حق الشيعة المصريين منذ التسعينيات فى مصر . دافعت عنهم فى مؤتمرات المنظمة المصرية لحقوق الانسان ، وحين كنت أدير المؤتمر الاسبوعى فى مركز ابن خلدون ( رواق ابن خلدون ) كنت أستضيف زعماءهم ليتحدثوا ، وأتحت لهم لأول مرة فرصة التعبير عن مذهبهم فى الملتقى الفكرى الذى كنت أديره لصالح المنظمة المصرية لحقوق الانسان . وعندما إعتقلت الدولة الشيخ حسن شحاتة  أمام مسجد  الجامعة فى الجيزة دافعت عنه وناصرته ضد شيخ الأزهر وقتها ( سيد طنطاوى ) فى مقال فى جريدة روز اليوسف .

ولا زلت أدافع عن كل المضطهدين : الشيعة فى الخليج والسعودية ومصر ، والأقباط والسنيين فى ايران .

 

-         هل الازهر أقرب للفكر الوهابي أم الوسطية (الأزهر صادر كتب فرج فودة ونصر حامد أبو زيد على سبيل المثال)؟ وموقفه من السلطة في عهدي (مبارك ومرسي والنظام الحالي)؟

 

 تحكمت الوهابية فى الأزهر فى عصر مبارك ، فهو الذى أوسع للنفوذ السعودى فى مصر. وكان القبض على أهل القرآن بتحريض من شيوخ الأزهر وأئمة السلفيين والسفارة السعودية فى القاهرة ، حتى لا تتعرض الوهابية للمناقشة القرآنية والتراثية والتاريخية .

وسطية الأزهر الآن شائعة ، كانت صحيحة عندما كانت تسيطر على الأزهر عقيدة التصوف السنى المعتدل تفرض الجهل والسكون والتقليد والجمود .

انتهى عصر التصوف فى الأزهر برسالتى للدكتوراة عن الأثر المدمر للتصوف فى العصر المملوكى ومعاناتى من أجلها ثلاث سنوات ، والتى أكدت التناقض بين التصوف والاسلام . وبانهزام التصوف فى الازهر فى الثمانينيات حلت الوهابية محله . وكنت وقتها سنيا معتدلا ، إلا أننى عندما بدأت فى مناقشة السّنّة كما ناقشت التصوف تعرضت لاضطهاد أشد نتج عنه العزل من الأزهر والسجن عام 1887 ، مع أكثر من ستين شخصا ، كانوا أول جيل من أهل القرآن . وبهذا بدأ أهل القرآن رد فعل أيجابيا ضد الوهابية فى مصر. وقلت فى كتاب عن دستور مرسى وفى كتاب آخر عن مبادىء الشريعة الاسلامية بوجوب إصلاح الأزهر حتى لا يكون عبئا على نهضة مصر فى القرن الحالى .  

 

-هل توقعت صعود الإخوان للحكم بعد ثورة يناير؟ وهل تعتقد ان هناك صفقة عقدت مع مجلس طنطاوي (مع شرح رأيك في اداء المجلس العسكري في الفترة الإنتقالية)؟

 

فى مقالاتى المنشورة تنبأت بصعود الاخوان وبسقوطهم ،وقلت إن الاخوان لبثوا ثمانين عاما يفكرون ويتآمرون على حكم مصر ولم يفكروا كيف سيحكمون مصر ، وهاجمت بشدة قسوة المجلس العسكرى وتخبطه وتعاونه مع الاخوان . وقبيل سقوط الاخوان أشرت الى الحاجة الى العسكر للتخلص من الاخوان . وتنبأت فى حديث صحفى تم منعه من النشر فى احدى صحف الخليج بأن الثورة التالية ستكون على حكم العسكر ، إن لم يقم إصلاح ديمقراطى حقيقى يتم فيه تحديد دور الجيش فى الدفاع فقط طبقا للنظم الديمقراطية . أرجو الرجوع الى المقالات المعنية المنشورة فى موقعنا  فى هذه الفترة .

 

-         كيف تقرا دعم امريكا للإخوان رغم علمها بخطورة التيار الاصولي على الغرب؟

 

هى سياسة خاطئة ، أعلنت موقفى منها حين كنت استاذا زائرا فى الوقفية الأمريكية للدسمقراطية عام 2002  ، وعارضت السياسة الأمريكية فى العراق . وقلت فى مقال منشور على موقعنا أن أمريكا عندما احتلت العراق قامت بتسريح الجيش العراقى أملا فى تقسيم العراق ، وظهرت أسلحة الجيش العراقى فى أيدى الميليشيات بعلم أمريكا . واضح أن هناك خطة غربية لاعادة تقسيم الشرق الأوسط ، وإدخاله فى حروب أهلية وتحول ( الجهاد ) من قتال ضدّ اسرائيل الى ( قتال مذهبى ) بين الشيعة والسنة .

ولكن أمريكا لم تخترع الوهابية ولم تخترع الصراع السنى والشيعى . ولنا كتاب منشور على موقعنا عن أثر الحنابلة فى تدمير العراق فى العصر العباسى الثانى ، يوضح أن الوهابية الآن تقوم بما كان أسلافهم الحنابلة يفعلون من الاضطهاد المذهبى للشيعة بما سبب فى تدمير العراق وقتها . يحدث هذا الآن من الوهابيين الحنابلة الجُّدُد . أمريكا لم تخترع هذا ولكن تقوم باستغلاله لمصلحتها ومصلحة اسرائيل .

وأرى أن هذا ليس فى مصلحة أمريكا واسرائيل على المدى البعيد فى عصر أصبح الارهاب الوهابى فيه عابرا للقارات .

 

-         هل توقعت سقوط الإخوان بهذه السرعة (في البداية رأيك في عام حكم مرسي سياسيا ودينيا)؟ وماذ لو اكمل محمد مرسي مدنة الرئاسية (مصر كانت رايحة على فين)؟

 

أتذكر فرحتى الشديدة بوصول مرسى للرئاسة ، فقد تحققت أمنيتى بإعطاء الفرصة للإخوان لفضحهم ولإظهارهم على حقيقتهم . وتنبأت بأن مدة مرسى لن تزيد على عام واحد . وهذا ما حدث . وقلت فى حديث صحفى منشور فى موقعنا أن الاخوان لن يرضوا بالتنازل عن السلطة لأن مبدأهم ( إما أن نحكمكم وإما أن نقتلكم )، وهذا هو مبدا أى حركة دينية تعمل بالسياسة لتصل الى الحكم ، وعندما تصل اليه لا تتخلى عنه وفقا لما أسميته بالمعادلة الصفرية ( إما وأما ) . وهذا ضد العمل السياسى الديمقراطى القائم على النسبية والمناطق الرمادية والمشاركة فى الحكم وتداول السلطة وتساوى الفرص أمام الجميع ، بحيث لا يحتكر فريق الدين ليستخدمه ضد رفاقه فى العمل السياسى .

  

-         رأيك في اداء التيار الاسلامي (سلفيين وإخوان) بعد ثورة يناير؟

 

هم عاهات ثقافية ودينية وسياسية . أرفض دائما وأبدا إنتماءهم الى الاسلام ووصفهم بالاسلاميين . يجب إطلاق مسمياتهم الأصلية عليهم ( سنيين وهابيين سلفيين ) وليس إسلاميين ، لأنهم يتناقضون مع الاسلام فى تاريخهم وشريعتهم .

أداؤهم يتناقض أصلا مع الاسلام ، ويتناقض أيضا مع ثقافة هذا العصر من الديمقراطية وحقوق الانسان وحرية الأديان . هذا يرشحهم الى العودة الى سطور التاريخ الذى سقطوا منه .

وجودهم مرتبط بفساد التعليم والاعلام والاقتصاد والسياسة والتشريع . إذا تم الاصلاح عادوا الى عصرهم العباسى الثانى الذى سقطوا منه .

 

-         هل ترى أن صعود السلفيين الى مراتب عالية فى الاحزاب والبرلمان زادهم تأثير و قوة فى نشر الفكر الوهابى فى مصر؟

 

طبعا . وهذا خطأ يجب علاجه بالمنع التام والحازم من استغلال الدين والمساجد فى العمل السياسى وفى الدعوة السياسية . وبإتاحة الفرصة لمناقشتهم بالاسلام والقرآن .

 

-         كيف تفسر سلوك الإخوان بعد 30 يونيو في ضوء الاعمال الإرهابية التي تقوم بها الجماعة وحلفاؤها؟

 

تصرفوا بتلقائية حسب عقيدتهم الوهابية وفهمهم للجهاد السنى الحنبلى الوهابى . بهذه التلقائية فضحوا انفسهم وزعمهم بأنهم معتدلون . 

 

-         كيف يتم القضاء على فكر التيار الأصولي؟

 

ليس بمنعه ومصادرته ، ولكن بمنع إحتكاره للساحة ومنع تبنى الدولة له باعتباره وحده دين الاسلام .

المطلوب إتاحة الفرصة لمناقشته قرآنيا وتاريخيا تراثيا . هو يستمد خطورته من زعمه الانتماء الى الاسلام بل من زعمه إحتكار الاسلام . بذلك أصبح كالقنبلة ؛ خطورتها فى المُفجّر فيها . فإذا تم نزع المفجر اصبحت القنبلة مجرد قطعة من حديد . هكذا الاخوان وسائر تنظيماتهم وفكرهم . إذا تم إثبات تناقضهم مع الاسلام وعدائهم للاسلام زال خطرهم .

ومنطقى أن نحتكم فيهم الى القرآن الكريم طالما يزعمون الانتماء الى الاسلام ويعتبرون ما يقومون به من قتل عشوائى ومذابح جهادا إسلاميا

 

 

-         كيف ترى الدور الذي يقوم به الشيخ يوسف القرضاوي وتحريضه على الجيش؟

 

حين كان القرضاوى يحظى بالتقديس والتمجيد هاجمته بقسوة فى مقال ،وتعرضت بسببه الى اللوم . وحين كانت ( حماس ) يهلل لها الجميع هاجمتها محذرا من خطرها. وتعرضت أيضا للهجوم على ( حماس قدس الأقداس ) كما قلت عنها ساخرا وقتها .

هناك أصنام وهابية تراثية يجب تحطيمها . السكوت عن تعريتها يعطيها فرصة النمو والانتشار ..والتدمير . ليس القرضاوى وحده الذى يجب تعريته ،بل كل داعية يستخدم الدين فى السياسة خدمة للسلطان أو ضد السلطان . لن يتم إنقاذ العرب والمسلمين إلا بتحجيم هذا الصنف من الناس ، سواء منهم من كان فى حاشية السلطان أو يثور طلبا للسلطة والسلطان .

 

-         البعض يتخوف من ابتعاد الجيش عن السياسة في ظل غياب التيار المدني وقوة التيار الإسلامي.. من وجة نظرك كيف يجب ان يكون وضع الجيش؟

 

 أتمنى اصلاح التشريع المصرى ليقتصر دور الجيش على حماية الحدود وليكون خاضعا للدولة المدنية ومجلسها النيابى . وأن تنتهى حرية الجيش فى إحالة من يشاء من المدنيين للقضاء العسكرى ، وحريته فى مصادرة الأراضى من المواطنين ومن أملاك الدولة إلا فى حدود الاحتياجات الفعلية للدفاع ، وإلّا فالمعنى أن الجيش يحتل مصر لصالح حفنة من قياداته  . إن لم يحدث هذا الاصلاح فستقوم ثورة ضد الجيش ، ويكون ضحاياها اكثر مما سبق .

مصر تحتاج الان الى قيادة حازمة ضد خطر الأصولية الوهابية الذى يهدد فعلا الدولة المصرية . ولكن مواجهة هذا الخطر لا تعنى أن يحلّ إستبداد العسكر محل إستبداد الاخوان .

فى النهاية فالشباب المصرى هو الذى أوصل الاخوان ثم العسكر للحكم . والشباب كما ظهر فى استفتاء الدستور ليس مُغرما بعودة العسكر ، وتجاربه معهم مؤلمة اثناء حكم المجلس العسكرى والآن . ويكفى معاناة قادة الشباب فى ثورة 25 يناير فى عصر مبارك والمجلس العسكرى والاخوان ..والان هم ايضا فى السجون . لا بد من إستكمال الاصلاح ، وإلا فالثورة الشبابية قادمة أخطر مما كان .

ومن سُبُل الاصلاح إتاحة الفرصة لتعزيز التيار المدنى . هذا التيار المدنى لا يقوى على مناقشة التيار الوهابى الذى يحتمى باسم الاسلام ويقوم بتكفير خصومه باسم الاسلام ،أى يقوم بالارهاب   الفكرى للعلمانيين والأقباط والشيعة و أنصار الدولة المدنية . فى ظل عجز أولئك عن مواجهة التيار السلفى يتحتم الاستعانة بأهل القرآن ، وهم أصحاب خبرة علمية وعملية فى دحض وفضح أولئك الذين يستغلون اسم الاسلام مطية للوصول الى الحكم .

 

  

-         هل تسير مصر بعد 30 يونيو في طريق الديمقراطية أم عودة الدولة الامنية من جديد؟

 

مصر الديمقراطية آتية بعون الله جل وعلا . تغير المصريون ، ومعظم المصريين تحت سنّ الأربعين ، وهم رافضون للإستبداد الدينى والعسكرى على السواء . وتؤيدهم ثقافة العصر ، ثقافة الديمقراطية وحقوق الانسان وكرامة الانسان . والانترنت بما فيه من تبكيت وتنكيت سيقضى على تأليه أى حاكم ، عسكريا أو مستغلا للدين . انا متفائل . وقلت فى  مقال نشرته بعد إغتيال صديقى الراحل ( فرج فودة ) : ( أنا عندى أمل ) ..ولا يزال عندى أمل .!

 

-         ما رأيك في الدستور الجديد وهل يؤسس لدولة علمانية تحترم حقوق الإنسان وتكفل حرية العقيدة؟

كتبت كتابا كاملا فى نقد دستور مرسى والاخوان . الدستور الحالى لا تزال لى تحفظات عليه . وأتمنى أن تأتى فرصة لاصلاحه ليؤسس فعلا الدولة العلمانية فى مصر . وقلت فى مقالات فى موقعنا إن الاسلام دين علمانى ، وأن الدول العلمانية فى الغرب هى الأقرب الى الاسلام وشريعته القرآنية ، بينما تتناقض الدول الدينية السنية والشيعية مع الاسلام .

 

 ما رأيك في المشير السيسي.. وأيهما تفضل للرئاسة حمدين صباحي ام السيسي ام حمدين صباحي أم ترفضهم جميعا.. من تختاره رئيسا لمصر (مش شرط الاسماء اللي اعلنت ترشحها)؟

 

أعتقد أن مصر الآن وهى تواجه الخطر الحقيقى تحتاج الى شخصية رجل دولة قادر على الإبحار بها الى شط الأمان ، ولكن مع شرط أن يكمل الاصلاح .

الأمن لا يتحقق على حساب الحرية . أوضحت فى مقالاتى تجربة الدولة الاسلامية الحقيقية فى عهد النبى عليه السلام . فقد كانت الحرية مطلقة فى الدين وفى المعارضة السياسية السلمية للمنافقين بدون حد أقصى ، مع وجود الدولة الاسلامية وقتها تحت الحصار، من كفار قريش من الخارج ومن اليهود والأعراب على حدودها ، ومن المنافقين فى داخلها . بالحرية أمكن مواجهة كل تلك الأخطار .

 الحرية هى التى تؤكد الأمن . الحلول الأمنية فى مواجهة الارهاب تزيد الارهاب إنتشارا ، وتزيد أصحابه تمكينا ، وتؤجل الحل الحقيقى لمواجهة الارهاب وهو الاصلاح ومناقشة ثقافة الارهاب . أتمنى أن يعلى رئيس مصر القادم هذا .. مهما كانت خلفيته . لسنا بصدد شخص بل نتحدث عن ( دور ) للرئيس المصرى القادم . لو قام بهذا الدور سيدخل تاريخ العظماء . لو تقاعس عنه أو أفسد واستبد سينتهى به الحال مع مبارك ومرسى ، مذموما مدحورا .!

اجمالي القراءات 17338