وأما الشجاعة
وصف الطاغية.

يحي فوزي نشاشبي في الثلاثاء ٢٥ - فبراير - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

 

أفكـــار للتأمــــل

XI

من أقوال  ثائر:

إن الطاغية  هو  أشهر مبصوق  عليه  في  التاريخ:  يبصق  عليه الضعفاء  والمتملقون  عفوناتهم  النفسية والأخلاقية بأسلوب الإمتداح له !

***

فالطغاة ، إن كانوا  يقبلون الملق  والكذب  على أنهما  ملق  وكذب  فلا  مثيل  لوضاعتهم ،  وإن كانوا يقبلونهما  على أنهما  صدق  وتمجيد  لهم  فلا  مثيل لبلادتهم !

*** 

* إن الثوار والزعماء والمعلمين  هم جهاز القيئ  الذي تتقيأ  به  الجماهير أحزانها  وعدوانها وفحشها وأحقادها  وغباواتها -  تتقيؤها  على  نفسها  وعلى  ما حولها  وعلى ما تمارس  من مذاهب ومعتقدات .

***

* وأما الشجاعة فهي أن تكون جبانا  جدا حتى لا تستطيع أن  تجسر  على عصيان تعاليمك  وتاريخك وطغاتك حينما يدفعون بك إلى أن تقتل  نفسك وتقتل أيضا أبرياء مغلوبين مثلك، دفع  بهم  جبنهم أن يكونوا شجعانا على  قتلك وقتل أنفسهم لأنهم ليسوا  شجعانا  على عصيان تاريخهم  وطغاتهم  وتعاليمهم الآمرة لهم بأن يموتوا دون أن يعرفوا لماذا أو أن يسألوا: ما الثمن. وحينئذ يموتون جبنا وهوانا، يموتون لأنهم لا يستطيعون من جبنهم وهوانهم أن يرف ضوا  الموت.

***

* إن الشجاعة في الأكثر جبن  لا  خديعة ، والخديعة  ليست  إلا  جبنا ما .

***

* وأما رجل الدين فهو الذي يظل يشتم الناس والحياة  لحسابه الخاص، ثم يذهب بطالب الله  والمجتمع  بثنت  شتائمه .

***

* وأما الناس -  كل الناس -  فهم الكائنات التي تقسو عليها الطبيعة  ويقسو  عليها زعماؤها وأربابها فتذهب تـرد على هذه القسوة التي تمارس ضدها بالقسوة على نفسها وعلى جيرانها.

***

* وأما المجد فهو أن يخضع لك الناس أو ضعفاؤهم  أن أن يخافوك أو يخدعوا  بك  أو يتملقوك، أو أن يهتفوا غباء  أو رهبة  لاسمك  أو لموكبك أو لقوتك أو لما يظن فيه ولك من نبوغ أو تفوق أو فضيلة -  هو أن تأخذ  من كرامة  الآخرين  أو من شجاعتهم أو من قوتهم أو مالهم أو من طغيانهم أو من سمعتهم أو من ذكائهم أو من لحومهم ودمائهم لتضيف إلى نفسك، لتكون أعلى منهم زئيرا  وأطول أنيابا وأظفارا.  وأيّ  تشويه لك وللآخرين وعدوان عليك  وعلى  الآخرين  أفظع  من هذا ؟

***

* إنه لا يوجد أشقى  أو أجبن أو أضعف  أو  أشد  خوفا  أو أفقد  للمجد  أو  لصفات المجد ومزاياه من صاحب المجد ومن الباحث  عن المجد. إن امتلاك المجد كالسعي للمجد  كلاهما  ضد  المجد، كلاهما هوان وذل  وتلوث  وإسقاط  للكرامة ولجميع الفضائل  الإنسانية وتوحش  في  نفس  والعقل  والأخلاق،  إن فيهما كل معاني الإفتراس والوحشية  مع أن فيهما كل  معاني السقوط والهوان والخوف. 

***  

اجمالي القراءات 11082