موضوع لبحث الدكتوراة

آحمد صبحي منصور في الخميس ٢١ - فبراير - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
أريد أن ترشدنى لموضوع للدكتوراة يجمع بين البحث فى التاريخ وفى علم الحديث معا .
آحمد صبحي منصور

 

 هناك مجال مسكوت عنه فى البحث ، هو ربط تأليف الأحاديث بعصرها الذى تمت فيه صناعتها ، بمعنى أن احاديث البخارى مثلا تحتوى على إنعكاسات فى عصر البخارى هى التى أوجدت وصنعت هذه الأحاديث ، وعلى سبيل المثال ، أحاديث علامات الساعة ، فمنها ما يعتبر إحتجاجا على أحوال سيئة فى هذا العصر ، وتعتبرها من علامات نهاية الزمان أو قيام الساعة فيتحول هذا الى أحاديث منسوبة للرسول عليه السلام . ومعلوم أنه عليه السلام لا يعلم الغيب وليس له أن يتكلم فيه . أيضا الأحاديث التى تعبّر عن الاختلافات السياسية والمذهبية والعصبيات القبيلية والتعصب لمدينة أو بلد ما ، مثل أحاديث الطعن فى الخوارج ، ومناقب قبيلة كذا وكذا من اليمن والأشعريين ، ومناقب آل البيت ، ومدح وطعن معاوية ، ومدح وطعن الأئمة الأربعة السنيين ، ومدح المدينة وجعلها حرما ، وذم الأتراك والسودان ..الخ .. هذه الأحاديث موجودة بكثرة في كتب الموضوعات لابن الجوزى وابن تيمية وابن القيم الجوزية والسيوطى ، عدا ما يعتبرونه من كتب الصحاح , ونحن نؤمن ان كلها أحاديث كاذبة فى نسبتها للنبى عليه السلام ، ولكنها صادقة فى التعبير عن عصرها وما كان يموج فيه عصرها من آراء وأفكار تمت نسبتها كذبا للنبى عليه السلام ، وهو منها ومن أصحابها برىء .

أنصح باختيار فترة زمنية تاريخية وبحث الأحاديث التى تمت كتابتها فى هذا العصر ، ومدى تعبير هذه الأحاديث عن ثقافة عصرها ، وبنفس القدر مخالفتها لعصر النبوة . ومن السهل بحث القرن السادس الهجرى وفيه عاش ابن الجوزى وسجل أحداث عصره فى المنتظم ، كما سجل نواحى من الحياة الاجتماعية فى كتبه الأخرى عن أحكام النساء وفى تلبيس ابليس ن وفى كتابه عن الموضوعات فى الحديث . ولا بد من المقارنة بما كتبه المحدث ابن الاثير وايضا المؤرخ ابن الأثير وكلاهما كان معاصرا لابن الجوزى ، ولاعطاء صورة متكاملة عن القرن السادس الهجرى الذى يحتل مكانة مميزة فى تاريخ ( علم الحديث ) و انتهاء سطوة الحنابلة وبدء نفوذ الصوفية ، وتبيان آثار ذلك فى صنع الأحاديث وقتها ، والتى جعلت ابن الجوزى المحدث المؤرخ الحنبلى يهب لنقد تلك الأحاديث التى اعتبرها موضوعة .

وبالتوفيق . 

اجمالي القراءات 8616