من الأمور التى نقلناها عن الأمم الأخرى مقولة كاذبة تقضى بعزل العسكر والمراد أفراد الجيش والشرطة وأيضا القضاء عن العمل بما يسمى السياسة وهى الحكم أو المشاركة فى الحكم
بداية لا يوجد فى الاسلام ما يسمى العسكر وإنما الموجود المجاهدون فى سبيل الله وجيوش المنطقة بأكملها حاليا لا يوجد فيها جيش يجاهد فى سبيل الله ومن ثم فالجيش الذى نتحدث عنه لا وجود له حاليا فى بلادنا
والشرطة هى أكثر الوزارات عملا بالسياسة فهى دوما فى بلادنا تابعة للرئيس أو الملك تنفذ سياسته التى دوما ما تكون سياسة ظالمة رغم أن القوانين فى بلاد المنطقة تمنع عملها بالسياسة
والقضاء ممنوع عمل القضاة طبقا للقوانين بالسياسة أو إبداء رأيهم فى المسائل السياسية
وهذا كله هذا منقول عن الأمم الأخرى ولا علاقة له بالإسلام ومن ثم فهى أحكام باطلة
فى الاسلام من حق كل مسلم المشاركة فى الشورى وهو اتخاذ القرار فى المسائل العامة لقوله تعالى بسورة الشورى "وأمرهم شورى بينهم "فلم يستثن أحدا من المسلمين من المشاركة فى اتخاذ القرارات العامة
ومن المسائل العامة الترشيح للمناصب والترشيح لا يكون من قبل المرشح نفسه لمخالفته قوله تعالى بسورة النجم "فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى " فترشيح الإنسان لنفسه تزكية لنفسه لا تجوز ولكن الأخرين يرشحون المرشح بناء على علمه بالشرع وصحته السليمة كما قال تعالى بسورة البقرة "وزاده بسطة فى العلم والجسم "
ومن ثم يجوز ترشيح ايا كانت وظيفته معلم أو طبيب أو مجاهد أو شرطى أو قاضى ........فى المناصب العامة
ومما ينبغى قوله أن المجاهدين على نوعين :
الأول مجاهدون ثابتون وهم من يسمون الجيش
الثانى مجاهدون يجاهدون وقت الحرب من أنفسهم بالتنسيق مع الجيش وهم يعملون بوظائف أخرى بعد انتهاء الحرب وقبلها وفيهم قال تعالى بسورة النساء "فانفروا ثبات أو انفروا جميعا"
وهؤلاء يكون الترشيح منهم فقط فى بداية الدولة الاسلامية فقد فضل الله السابقين للإيمان والهجرة والجهاد درجة دنيوية وهى وجوب اختيار أصحاب المناصب العامة منهم دون غيرهم فقال بسورة الحديد :
"لا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ "
والشرطة والقضاء مجرد وظائف وكذلك الجيش وغيره والكل فى الاسلام مطالب بالعمل السياسى وأهمه الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فالكل يجب عليه العمل ضد ما يخالف حكم الله ولذا قال الله فى المسلمين بسورة التوبة "وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ "
الكل فى الاسلام مطالب بالمشاركة فى الشورى والعمل على تطبيق شرع الله