مثل مذيع السيرك الذي يقف أمام السرادق ينادي علي الجمهور لشراء التذاكر ومشاهدة رجل الأكروبات العالمي الذي تضع اللمبة علي صدره تنور وعلي ظهره تنور، ينشط الملياردير إبراهيم كامل في إفراز وإذاعة تصريحاته عن ترشيح جمال مبارك للرئاسة في الانتخابات القادمة، ورغم أن إبراهيم كامل لا وزن سياسياً له ولا يتمتع بقرش صاغ أهمية في الشارع السياسي ولا يحظي بأي شعبية من أي نوع بل لا يعرفه الناس ويجهل المواطنون، فيما عدا العاملين في شركاته ومن يرتزق بتصريحاته في الإعلام، أن هناك شخصاً اسمه إبراهيم كامل أصلا، فإنه مصمم علي إبداء فروض الولاء بعدما أنهي ولاء القروض!
ما حكاية تلك القروض ؟
أقولك..
علي مدي أشهر كان إبراهيم كامل مخلصاً ومندفعاً في الدعاية لجمال مبارك بينما كان يجلس في اجتماعات منتظمة لتسوية ديونه وقروضه المدين بها لبنك مصر الذي كان قد استحوذ علي بنك القاهرة الذي كان إبراهيم كامل مديونا له!
كان إبراهيم كامل يطنطن ويطلب من صحفيين خاصين وصحف خاصة نشر تصريحاته وحواراته حول روعة وعظمة جمال مبارك وأنه مرشح الرئاسة القادم. بينما كان يتفق مع بنك مصر علي جدولة المديونية علي مدة خمس سنوات بالفائدة، السؤال بقي: مديونية الأخ إبراهيم كامل ميكروفون الدعاية لترشيح جمال مبارك كام؟
المديونية يا سيدي هي قرابة ثلاثة مليارات جنيه!.
أكيد إنه مبلغ يستحق !
نفخ إبراهيم كامل في فيلم ترشيح جمال مبارك هل كان حرصاً منه علي تسوية الديون أم كان فرحاً بتسوية الديون؟! هذا مجرد سؤال يخاطب ذكاء سعادة المواطن المصري الذي يفهمها وهي طائرة !.
لكن يبدو أن إيمان إبراهيم كامل بصاحبه وشريكه جمال مبارك لدرجة أنه يريق جهده في الإلحاح علي ترشيحه له أسباب موضوعية بعيدة عميقة بعيداً عن القروض، فالأخ كامل كان شريكاً مع جمال مبارك في كيان اسمه صندوق مصر للاستثمار الذي تم تأسيسه (للغرابة في يوم 23 يوليو ) عام 1996 ومقره لكسمبورج تلك الدولة الصغيرة المفتوحة للبيزنس والبزنسة في أوروبا.
يا تري ما هذا الصندوق وما هدفه ؟
حسب التقرير المحاسبي الصادر عن شركة المراجعة الأمريكية «إيرنست آندينج» عن نشاط الصندوق فإن هدفه يتمثل في تحقيق أرباح متوسطة وطويلة الأجل من خلال الاستثمار في أسهم الشركات التي يتم إدراجها في سوق البورصة المصرية !
إدراجها فين يا جماعة ؟
في البورصة المصرية !!
وقد ضم مجلس إدارة صندوق استثمار مصر حتي فترة قريبة جمال حسني مبارك شخصياً وإبراهيم كامل وأحمد منير البردعي مع ملاحظة أن ديون إبراهيم كامل كانت لبنك القاهرة الذي كان يرأسه مين يا جماعة ؟
كان يرأسه (يا محاسن الصدف ) أحمد البردعي !
وشغل إبراهيم كامل منصب رئيس صندوق مصر للاستثمار ثم استقال بينما احتفظ مع مرشحه الرئاسي بعضوية الصندوق!
واضح إذن أن ترشيح الأخ إبراهيم كامل لأخيه في الصندوق جمال مبارك من نتائج صندوق مصر للاستثمار... في السياسة!!