تقارير أمريكية تدعم الرواية الإسرائيلية لقصف إيلات

في الإثنين ٠٢ - أغسطس - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

 

تقارير أمريكية تدعم الرواية الإسرائيلية لقصف إيلات .. إسرائيل تطالب مصر بالتصدي للهجمات المنطلقة من سيناء ومصر تنفي وتعتبرها مزاعم
كتب محمد عطية ورضوى جمال– وكالات (المصريون):   |  03-08-2010 00:30

سقطت عدة صواريخ صباح الاثنين على ميناء إيلات الإسرائيلي وميناء العقبة الأردني، ما أدى إلى مقتل مدني أردني وإصابة ثلاثة آخرين، فيما تشتبه إسرائيل بأن مصدرها على الأرجح مصر، فيما يعيد إلى الأذهان قصفًا مماثلاً وقع في أبريل الماضي، وهو ما نفاه مسئولون مصريون.

وقال قائد شرطة إيلات موشي كوهين لـ "راديو إسرائيل إنه يبدو أن اثنين مما يشتبه بأنه صواريخ أو قذائف "مورتر" سقطا في البحر بينما سقط آخر على العقبة، وأضاف "من السابق لأوانه الجزم بشيء لكن من المعقول افتراض أنها جاءت من المنطقة الجنوبية" مشيرا إلى سيناء.

غير أن مصادر أمنية مصرية قالت إنه لا يمكن أن تكون هذه الصواريخ قد أطلقت من سيناء بسبب الجبال التي تحول دون ذلك في المنطقة، وفق ما نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط.

وقال اللواء عبد الفضيل شوشة محافظ جنوب سيناء إن الصواريخ الوحيدة التي يمكن إطلاقها من سيناء هي قذائف المورتر لأنها قادرة على العبور فوق تلك المنطقة الجبلية، وأضاف أن عملية كهذه تحتاج إلى منطقة مفتوحة.

في المقابل، شن يتسحاق هليفي رئيس بلدية إيلات هجوما على مصر في أعقاب الهجوم مطالبا إياها بالعمل ضد ما أسماه "الإرهاب والتطرف" المنطلق من شبه جزيرة سيناء، على حد زعمه.

وقال هليفي في مقابلة مع القناة السابعة الإسرائيلية أمس، إن الحركات "الإرهابية" بسيناء تحاول من خلال أفعالها التشويش على الحياة في المدينة الإسرائيلية وكذلك في العقبة الأردنية، وأضاف: الرد المفترض والمرغوب على ما تفعله تلك الجماعات هو الوقوف ضد أهدافهم وبحزم.

ودعا إلى الإسراع بإقامة الجدار الحدودي مع مصر لعرقلة أهداف "الجماعات الإرهابية"، موضحا أن الجدار سيمنع تغلغل العناصر المعادية لإسرائيل من الدخول عبر الحدود عن طريق الحدود الغربية"، مطالبا مصر بالعمل بقسوة ضد المنظمات المتطرفة، حسب وصفه.

من جانبه، اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية بي جي كرولي إن إطلاق الصواريخ "عمل مؤسف" يهدف إلى إفساد المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين، وسئل خلال إفادة صحفية عما إذا كانت واشنطن تعرف المسئول عن الهجوم فقال "هناك عناصر مسلحة هنا تريد استمرار الصراع. وقد استخدمت هذه الأساليب من قبل ولا يدهشنا أن تستخدمها من جديد".

من جانبها قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" ، إن عملية إطلاق صواريخ من سيناء على ميناء إيلات سلطت الأضواء على القلق المستمر إزاء مدى سيطرة الحكومة المصرية على ما وصفتها بـ "الأنشطة المسلحة المشبوهة" في هذه المنطقة.

وأضافت إنه في الماضي كانت هذه المخاوف تتركز على الجماعات الإسلامية العالمية التي يعتقد أنها تعمل هناك بمساعدة البدو المحليين، لكن مع صعود حركة "حماس" في قطاع غزة يتزايد القلق في إسرائيل أن حركة المقاومة الإسلامية تسعى لتوسيع بنيتها التحتية العسكرية داخل سيناء.

ونقلت الصحيفة عن جيرالد شتاينبرج، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بار إتلان في تل أبيب، قوله إن الحكومة الإسرائيلية لن تقوم بإحراج المصريين، مضيفًا: "إنها مشكلة عامة في مصر الآخذة في الانحدار، إنها نهاية عصر مبارك".

وقالت الصحيفة إنه مع قيام إسرائيل بإغلاق حدودها مع قطاع غزة، أصبح المسئولون الإسرائيليون متخوفين من إمكانية قيام "حماس" بتنفيذ هجمات على إسرائيل من خلال مغادرة غزة إلى سيناء عبر الأنفاق ثم السفر جنوبًا بمحاذاة الحدود الإسرائيلية المصرية، ومن ثم دخول إسرائيل من خلال الحدود التي يسهل اختراقها.

وتابعت قائلة، إن تنفيذ الهجمات أصبح صعب التنفيذ بسبب قيام الحكومة المصرية ببناء جدار فولاذي لسد أنفاق التهريب بين غزة وسيناء، لكن بسبب اضطراب الأوضاع في مصر وسط مخاوف بشأن صحة الرئيس مبارك، والمعركة الوشيكة على الحكم، لم يعد من الواضح إلى أي مدى تستطيع مصر السيطرة على البدو وشركائهم.

وأشارت الصحيفة إلى تصريحات رونين بيرجمان، المحلل الاستخباراتي، لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية بأنه كلما ابتعدنا عن القاهرة كلما ضعفت السلطة المركزية للحكومة المصرية والتي تواجه صعوبات كبيرة مع البدو، محذرًا من أنه إذا تمكنت "حماس" من تعميق تعاونها مع البدو و إنشاء قواعد تجنيدية لها في سيناء، فإن الأوضاع ستصبح مختلفة تمامًا.
 
اجمالي القراءات 4723