رسالة 3 الى الأحبة

آحمد صبحي منصور في السبت ٢٤ - فبراير - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

 

أحمد صبحى منصور

رسالة 3

الى الأحبة

24 فبراير 2007

 

أرجو أن تتقبلوا خالص الشكر و الامتنان على قبولكم بأن أخاطبكم عبر هذه الرسائل ، لأننىcedil;ئل ، لأننى أكتبها وقت الراحة بعد الاجهاد ، و أتخيلكم معى نتسامر بعد يوم طويل من العمل الشاق.

لو كان الأمر بيدى لذهبت الى كل كاتب فى حجرته على هذا الموقع أعلق عليه و أتجاذب معه أطراف الحديث ( يعنى إذا كان للحديث أطراف ) ، ولكن الوقت لا يسمح .

كما ارجو ان تتقبلوا خالص الشكر و الامتنان على إنعاشكم هذا الموقع ، وهو بكم يتقدم باستمرار. أن هناك الكثير من الرسائل التى تأتينى ممن لا يتيسر له الكتابة فى الموقع ، وهم مبهورون بتعليقاتكم ، ويحكى بعضهم عما ناله من شتم و تحقير حين حاول أن يناقش شيخا جاهلا فى أحد المراكز الاسلامية فى بلده الأوربى ، وآخر أقسم أنه لقى الأمرين لأنه استفتى شيخا فى مركز اسلامى فى منطقة واشنطن ، فتكلم له الشيخ بلغة عربية أصولية لم يفهمها فحاول أن يستوثق مما يسمع لمجرد التاكد فكادوا يلقون به الى الشارع. و المضحك أننى أعرف هذا الشيخ شخصيا ، و يبدو معى غاية فى دماثة الخلق ، وقد أهديته بعض كتبى لأرفع من مستواه العلمى ، و لكنه لا يزال مستمتعا بجهله . وخطابات أخرى مماثلة تشكو من ديكتاتورية أئمة المساجد فى المهجر. وقد ذكرنى هذا بأوائل تعرفى بصديقى الحبيب الاستاذ فوزى فراج ، وقد كان يشكو من جهل امام المسجد عندهم فى ولاية نورث كارولينا ، و يصف انزعاجه من خطب ذلك الشيخ بأسلوب ساخر رائع ، و زادت خطاباته من توثيق عرى المحبة بيننا ( بالمناسبة : ما هى حكاية عرى المحبة ؟ وكم عدد هذه العروات ؟ )

نعود الى الرسائل المنبهرة و المبهورة ، وهى تقارن بين ديمقراطية الرأى عندنا و ديكتاتورية الصغار من الشيوخ الذين يرون فى دينهم الأرضى حاميا لجهلهم ، فاذا اعترضت على ما يقوله الشيخ وهو يخطب فالويل والثبور و عظائم الأمور ، فاذا تنهدت أو همست أو قلت لصاحبك والامام يخطب : أنصت فقد لغوت ، ومن لغا فلاصلاة له . أى سدوا على المستمع للخطبة كل المنافس ، فلا يستطيع البوح من هنا ولا من هناك ، و المصيبة لو أعلن رأيه من هناك ، فسيحتاج الى وضوء جديد وربما تنظيف المكان بعد أن جرى ما كان ..!!

أصدقاؤنا لا يفهمون أننا لسنا طائفة و لسنا فرقة و لسنا تنظيما.  إننا اتجاه فكرى مسلم يتحاور معبرا عن نفسه وأرائه ـ دون ان يتخفى تحت رأى السابقين أو قال فلان أو علان .. نناقش ما قاله فلان و علان و نحن نعبر عن أنفسنا ورأينا فيهم وراينا فيما ينفعنا فى عصرنا ، ونختلف ونبتسم .

ليس لدينا شيخ مقدس أو حتى شيخ حارة .. كلنا باحثون مجتهدون أو يحاولون الاجتهاد .

فى الدين السنى اذا اجتمع ثلاثة فلا بد أن يؤمروا واحدا منهم. ويكون على الباقين السمع و الطاعوة للأمير . فى الدين الصوفى  فالطريق الصوفى يتكون من شيخ ومريدين . والمريد يتعامل مع شيخه بالعبادة و التقديس ، و المريد بين يدى الشيخ كالميت بين يدى من يغسله ، و المريد يتلذذ بتلذذ شيخه ويمرض لمرض شيخه ، واذا قال لشيخه لماذا فقد كفر. ومن لا شيخ له فشيخه الشيطان. الأمر أسوا فى دين التشيع حيث يشارك الكهنوت الشيعى  كل أفراد الشيعة فى الدخل وفى الصلاة وشتى مناحى الحياة .

نحن صنف مختلف .. ونريد أن ينتشر هذا الصنف المختلف بين سائر المسلمين حتى لا يتخذوا أشياخهم وأحبارهم و رهبانهم اربابا من دون الله ..

إننى أحسب عمرى وفق ما جاء فى القرآن الكريم ( فاطر 11 ). لا أحسب عمرى كم عشت من السنوات، ولكن أحسب كم بقى لى على موعد موتى المحدد سلفا، فاذا كان الله تعالى قد قدّر اننى ساعيش ستين عاما ـ مثلا ـ فأنا اليوم أقترب من الثامنة و الخمسين و سأصلها بعد أيام. وكل يوم يمر أقترب من موتى ، وعليه لا بد أن أعد عدتى ، وأن أتزود بما ينفعنى عند ربى جل وعلا. ومن هنا تفهمون مدى حرصى على ـ وفى نهاية العمر ـ  أن يتاح وقت لمناقشتى فى أعمالى. ولقد تخوف بعض الأحبة أن يكون هذا نزوعا الى التقديس والتمجيد ، مع أننى أطلب المناقشة وليس الموافقة. وهذا اعتراض أجده محمودا ومحترما لأنه يدل على حساسية حادة ترفض التقديس للأشخاص ، وهذا ما أريده وألحّ عليه.  خصوصا وأن من طرح ذلك هو الصديق العزيز حسن أحمد عمر الذى عايشنى . ويعرفنى عن قرب القرب. ولكن لأن الأمر لا علاقة له اطلاقا بالتقديس ولا بالتقريع ـ من القرع العسلى أى النفاق ـ فلا يبقى إلا رغبتى فى أن أتعلم منكم حتى أصحح نفسى قبل أن أترككم ، ومن يدرى فربما تتعلمون انتم منى أيضا قبل الرحيل ..هذا مع حقكم فى أن تكونوّا أروقة أخرى تناقشون فيها كتاباتكم وكتابات الأساتذة الآخرين .

لقد طلب منى أحد رؤساء المراكز الاسلامية القرآنية الأمريكية إزالة صورتى من على الموقع لأنه ايضا حساس جدا من تقديس الأشخاص ، فأزالها ابنى أمير فورا.

أقول : لا تقلقوا .. فنحن جاهزون لعلاج أى نوع من الحساسية .. بكل صراحة و شفافية.

تبقى نقطة أخرى

أن لدينا شعراء ماجدين ، الدكتور حسن أحمد عمر و الاستاذ فوزى فراج والاستاذ شريف هادى و الاستاذة ايمان خلف. ولقد أعجبنى انهم سارعوا بالتعليق الفورى على نادرة الشيخ العاشق. وهناك شعراء آخرون يتمسكون بالصمت ونريد ان نشجعهم. وهناك شعراء لا يعرفون أنهم شعراء ، ونريد أن ( نعمل لهم عمل ) لاخراج شياطين الشعر من داخلهم لينطق على ألسنتهم ..

ولذا سأضيف الى نوادر التراث طرائف الشعر التراثى المجهول الذى لن يتركك دون أن تبتسم أو أن تتاثر أو أن تفكر أو (أن تخبط الحائط بالشلوت ..!!). ( ملحوظة : هذه الجملة موزونة شعريا )

وسيكون هذا الباب واحة نستريح فيها من الكلام الفقهى والتراثى ( المجعلص ) ..

والى لقاء  ..

ملاحظة

 قبل تثبيت هذا المقال فى الموقع قرأت رسالة موجهة لى من الابن الحبيب محمد أو أشرف ابو الشوش. ولقد تاثرت بها جدا ، و تذكرت كلمة الابن الغالى د. محمد ثروت عبد الرحمن بأن الأبوة  فى الايمان و العقيدة هى الأقوى ، و هذا ما أؤكد عليه ، إن ما بيننا من رحم هو وثيق الصلة بربنا جل وعلا. وبينما سيفر يوم البعث الأخ من أخيه و الأب من بنيه سينتهى الأمر بالأخلاء يومئذ على سرر متقابلين. وهذا ما نرجوه من ربنا جل وعلا.

ويا ابنى العزيز محمد أبو الشوش أو أشرف .. إننى أفخر بان أكون والدا لك ولكل من يحس معك نفس الشعور. وأفخر بكونى أخا للجميع ، لا يهم أن أكون أخا أكبر أو أخا أصغر. المهم أن يجمعنا حبل الله تعالى المتين و صراطه المستقيم.

وأقول لابنى ابو الشوش :  إن الكلمات الطيبة التى ترد لى منه و من بقية الأخوة أعتبرها وساما على صدرى ـ قد لا أستحقه ـ ولكن أعتبره تعويضا يخفف مرارة السب و الشتم الذى يلاحقنى تعليقا على ما أكتب ، و يلاحقنى حتى فى بريدى الخاص. كلمة طيبة من ابن بار أو أخ نبيل تجعلنى اصفح عن آلاف العبارات من السب و الشتم واللعن.

وأقول للجميع :إنه من المصرح لكل من يدخل هذا الموقع أن يكتب اسمه كيف شاء ، ونحن نحترم حريته. وحتى لو أساء و هاجم فاننا يجب أن نصفح الصفح الجميل ، إنتظارا ليوم الدين (وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ) ( الحجر 85 ).

وفى النهاية فان لكل منا دورا. ارتضينا دورنا فى الدفاع عن كتاب الله تعالى ودينه ورسوله الكريم  دون أن نفرض أنفسنا على أحد ، وارتضى الآخرون السب و الشتم والكيد وأن يقتحموا علينا أبوابنا بهذه البضاعة.

وهنيئا لكل منا اختياره.

(وَقُل لِّلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ: اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ ) ( هود 121 ـ )

ودائما .. صدق الله العظيم ..

 

اجمالي القراءات 19293