عاش نبي الله إبراهيم في شبه الجزيرة العربية , وليس في العراق كالذائع المشهور , ولم يذهب إلى مصر القبط أو الشام كما جاء في التاريخ السائد الذي زوره اليهود وعملاؤهم . فقد جاء في التوراة السبعينية المزوَّرة أنه وُلد في مدينة " أور" الكلدانية في حوالي سنة 1991-1816 قبل الميلاد , وهذا محض تلفيق . فنبي الله إبراهيم عاش في حوالي سنة 1700 قبل الميلاد , وعاش ومات قبل بدء ظهور الدولة الكلدانية بأكثر من نحو ألف سنة أو يزيد ! " فالعهد الكلداني بدأ في حوالي سنة 626 ق.م وحتى سنة 539 ق.م" ( المرجع: قسم الدراسات والبحوث–جمعية التجديد الثقافية الاجتماعية كتاب-نداء السراة – اختطاف جغرافيا الأنبياء) . وإذا كانت التوراة قد نزلت في حوالي 1260ق.م وكانت بداية عصر الدولة الكلدانية في أوائل القرن السابع ق.م (626 ق.م) , فكيف يمكن تصديق كلام التوراة عن الدولة الكلدانية قبل ظهورها بأكثر من 700 سنة تقريبا ! فالتزوير واضح واضح . ونبي الله إبراهيم هو الأب السادس لموسى": موسى بن عمران بن قاهث بن عازر بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام " (المرجع : ابن كثير - قصص الأنبياء) . وعصر موسى كان في حوالي القرن الثالث عشر قبل الميلاد حتى برواية اليهود أنفسهم , فأقرب تاريخ لزمن الخروج هو سنة 1260 قبل الميلاد . وفِرية مولد إبراهيم في مدينة (أور) حلقة في سلسلة التزوير اليهودي الرامية إلى انتحال مكاسب ليست لهم "فالإشارة إلى أصل إبراهيم في (أُور )كانت ستقدم لهم نسبا وأصالة ثقافية بارزة وقديمة" ( المرجع : التوراة اليهودية مكشوفة على حقيقتها ,مرجع سابق ), مثلما زعموا تواجدهم في مصر-بلاد القبط-لانتحال الانتساب الحضاري لأمة وادي النيل العريقة ."ومسقط رأس خليل الله إبراهيم هو حوران النجدية الواقعة على مسافة 300 كم تقريبا جنوب مكة في الجهة الشرقية من سهول جبال السراة" (المرجع : قسم الدراسات والبحوث –جمعية التجديد الثقافية الاجتماعية -نداء السراة – اختطاف جغرافيا الأنبياء– ص 404 ) , وقد أسقط اليهود موقعها على حاران التي في سوريا ضمن تزوير جغرافيا تاريخ التوراة ."والدولة الكلدانية أسسها في العراق شيخ عربي ينتمي إلى القبائل العربية اسمه كلدة " , المرجع : انستاس ماري الكرملي – إبراهيم الخليل نسله وعصره , نقلا عن نداء السراة :اختطاف جغرافية الأنبياء-جمعية التجديد الثقافية والاجتماعية , وذلك يتطابق تماما مع نظام التسميات في الدول العربية اللاحقة مثل الدولة الأموية والعباسية والأيوبية , حيث تسمى الدولة باسم شخصية مهمة في تاريخ عائلة المؤسس أو قبيلته . ولما تعرض إبراهيم (ص) لمحنة الصدام العقيدي مع أهله , وبعد نجاته من النار إذ جعلها الله له بردا وسلاما , اعتزل قومه ومعه ابن أخيه لوط , ورحلا شمالا (من حوران النجدية) إلى الأرض التي باركها الله وفيها مكة , "ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين"الأنبياء 71 , أي في الأرض المباركة التي تقع فيها مكة كما سنرى لاحقا. وقرية لوط التي دمرها الله كانت قريبة أيضا من مكة , إذ كانت تقع في المنطقة التي نزل بها لوط بعد خروجه مع إبراهيم وهي قريبة أيضا من وادي عرفات :( وَإِنَّ لوطاً لَّمِنَ الْمُرْسَلِينَ{133} إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ{134}إِلَّاعَجُوزاً فِي الْغَابِرِينَ{135} ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ{136} وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ{137}الصافات133-137. فالآية مكية والحديث موجه إلى أهل مكة ,فالرحلة منها وإلي قرية لوط تتم في أقل من يوم . ولما اعتزل إبراهيم أباه وغادر"حوران"موطن آبائه - وليست حاران بالشام - كما أسلفنا - سكن"عند بلوطات مَمْرا (نَمِرة) بمنطقة عرفات , وبلوطات تعني أشجارا , و(ممرا)هو اسم صاحب هذه الأشجار, وذلك هو موقع المسجد المعروف الآن بمسجد (نمرة) المقام تخليدا للمحل الأول لإقامة إبراهيم ", المرجع : قسم الدراسات والبحوث - جمعية التجديد الثقافية الاجتماعية -نداء السراة – اختطاف جغرافيا الأنبياء -- ص 231 ) . وأقام إبراهيم في هذه المنطقة هو وجاريته هاجر وزوجته سارة . انتهى المقال السادس من سلسلة مقالات : مصر ليست بلاد القبط وعدم خروج موسى من مصر النيل , ويتبعه السابع إن شاء الله تعالى - بتصرف من كتابنا ......بين القرآن والتراث - نبيل هلال هلال