شكوك عن وجود فتوى بقتل المرتدين عن المسيحية والكنيسة تنفي
في
الإثنين ٠٢ - أغسطس - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
شكوك عن وجود فتوى بقتل المرتدين عن المسيحية والكنيسة تنفي |
كتب جون عبد الملاك (المصريون): | 02-08-2010 01:01
هل هناك فتوى كنسية بقتل المرتدين عن المسيحية إلى الإسلام ، هذا هو السؤال الذي فرض نفسه على كثير من المراقبين للمشهد الطائفي في مصر مؤخرا بعد تعدد حوادث القتل التي تعرض لها مواطنون أعلنوا تحولهم من المسيحية إلى الإسلام ، سواء كانوا رجالا أو نساءا ، في ظل صمت كنسي واضح يصر على الامتناع عن إدانة مثل هذه الجرائم ، بما يشي بموافقة ضمنية أو وجود فتاوى دينية من بعض القيادات الكنسية بإهدار دم من يترك المسيحية إلى الإسلام ، فقد شهدت مصر مؤخرا سلسلة من حوادث الاعتداء المتزامنة على عدد من الأقباط الذين أعلنوا إسلامهم، وبلغ الأمر حد القيام بمحاولات للتصفية الجسدية من قبل ذوي هؤلاء، وكان آخرها محاولة اغتيال شاب أمس في أبو قرصاص بالمنيا، على يد شقيقه إثر إشهاره إسلامه، إلا أن مصادر كنسية استطلعت المصريون رأيها نفت وجود مثل هذه الفتوى الدينية وأكدت على أنها ردود أفعال طبيعية من الأسر.
ففي قرية اتليدم بمركز أبو قرقاص، حاولت أسرة شاب أشهر إسلامه قتله أمس لولا تدخل الأهالي، حيث تعرض الشاب أحمد فوكية بشرى، حنا سابقا، (28 سنة)، لطلق ناري على يد شقيقه الأصغر أيمن فوكية بشرى، وابن عمهما بولس قاصد بشرى في محاولة للتخلص منه بعد إشهار إسلامه منذ يناير الماضي، وكان يقيم منذ ذلك الوقت عند أحد أصدقائه المسلمين بالقرية بعيدا عن أسرته، إلا أن شقيقه وابن عمه ترصدا له أكثر من مرة لكنه كان يفلت منها إلى أن أصاباه بطلق ناري في قدمه أمس.
وانتقلت قوات الأمن إلى القرية لمنع تفاقم المشكلة وامتدادها إلى نزاع طائفي بين المسلمين والأقباط، في الوقت الذي يؤكد فيه الشاب أنه قام عن اقتناع شديد بتغيير ديانته منذ يناير الماضي، وأنه قام بتوثيق إسلامه بالأزهر الشريف، وأقام بالقاهرة لدى أحد أصدقائه وعمل هناك في عدة مهن.
وفي محافظة الغربية، سادت حالة من الاحتقان والغضب بين أهالي فتاة أشهرت إسلامها منذ نحو ٦ أشهر في مدينة المحلة الكبرى، بعد أن ترددت أنباء عن اختفائها، حيث أكد عمها الذي يعمل فراناً في مدينة المحلة، إن ابنة شقيقي تدعى جاكلين فوزي (٢٥ سنة)، وتعمل في مصنع الغزل والنسيج بالمحلة، تركت أسرتها بالإسكندرية وتعيش معه منذ أن أشهرت إسلامها وهو يريدها أن تعود لمنزلها.
وفي محافظة الجيزة، شهد سكان منطقة الطالبية بالهرم جريمة بشعة أقدمت عليها عائلة شابة مسيحية - أشهرت إسلامها تدعي ياسمين بعد زواجها من شاب مسلم منذ شهر حيث استغلوا عدم وجود زوجها وقاموا بخطفها بعد إرسال ما يقارب من 20 رجل مسلح على مرأى ومسمع من سكان العقار لخطفها ولم يفلح أحد في اعتراضهم، ومنعهم من اقتيادها إلى جهة غير معلومة.
ويأتي ذلك بعد أيام قليلة من جريمة أخرى شهدتها منطقة شبرا الخيمة، حيث لقي شاب مسلم يدعى ياسر خليفة مصرعه على يد 6 أقباط، بعد زواجه من فتاة تربطها بهم علاقة قرابة وتدعى هايدي، بعد أن أشهرت إسلامها.
وأعادت تلك الجرائم إلى الأذهان الحادثة البشعة التي شهدتها منطقة الأميرية قبل عامين، حينما قامت كتيبة إعدام في أكتوبر 2008 بتصفية أحمد صلاح مشاري وإصابة زوجته مريم عاطف حلة وابنتهما مريم (9 شهور) بنيران أطلقها شقيق الزوجة لرفضها الطلاق من زوجها المسلم واعتناقها الدين الإسلامي، وذلك بمساعدة أقرباء له بعد قطع التيار الكهربائي عن المنطقة.
وأثارت سلسلة الجرائم من هذا النوع التي انتشرت بشكل يحيلها إلى ظاهرة تنذر بالخطر تساؤلات حول ما إذا كان ارتكابها يتم بدافع شخصي، أم بدافع ديني يستند إلى رأي ديني من بعض رجال الدين المسيحي بحق المرتدين عن المسيحية، وهو ما يرجح إمكانية تأثر هؤلاء بتلك الآراء والفتاوى.
غير أن قيادات كنيسة سألتها "المصريون" نفت وجود عقوبة للردة في نصوص الديانة المسيحية قد يتم استغلالها في القيام بعمليات تصفية جسدية للمتحولين عن الإسلام، واستباحة أرواحهم.
وقال القمص صليب متي ساويرس، كاهن كنيسة الجيوشي بشبرا، ووكيل المجلس الملي الأرثوذكسي إنه ليس هناك وجود عقوبة دنيوية للمرتد عن الإيمان المسيحي، وأضاف: يكفيه التوبة فقط لو فكر في الرجوع مرة أخرى إلى المسيحية، على أن يخضع لعقوبات كنسية قاسية كالصلاة لفترات طويلة والصوم المتصل، وفي تلك الحالة لا يتم تعميده وإنما تصلى عليه صلاة معينة فقط.
وانضم إليه في الرأي الأب بولس جرس، المتحدث باسم الكنيسة الكاثوليكية الذي شدد على عدم وجود أي تعاليم كنسية بخصوص المرتدين، مؤكد أنه يكفي في تلك الحالة العقوبة في الرب في الآخرة ويمكنهم العودة متي شاءوا للكنيسة بعد توقيع العقوبات الروحية المناسبة لكل حالة علي حد.
وهو ما أكده أيضًا الدكتور إكرام لمعي رئيس لجنة الإعلام بالكنيسة الإنجيلية، مشيرًا إلى أنه لا توجد أي تعاليم مسيحية تختص بتوقيع عقوبة للردة، وإن كانت هناك نصوص فهي تختص بفئات بعينها ولا يصح التعميم، مضيفًا أن الكنيسة الإنجيلية لا توقع عقوبات علي من يريدون العودة لها مرة أخري.
إلا أن باحثين في الملف الديني أكدوا على أن ثمة عددا من النصوص الدينية الملتبسة التي قد تكون ذريعة لبعض الآراء المتطرفة داخل الكنيسة لتبرير مثل هذه الجرائم الطائفية ،وأشاروا تحديدا سفر الخروج من النسخة الشعبية "كل من ذبح لآلهة إلا الرب، فقتله حلال"، وفي طبعة البروتستانت ورد النص "من يقرب للآلهة غير الرب وحده يبد".
وفي سفر الخروج أيضا يوجد ذكر "قتل 3000 من اللاويين لارتدادهم عن ملة موسى"، كما أن هناك نصًا جاء فيه: "قال الرب إله إسرائيل: على كل واحد منكم أن يحمل سيفه ويطوف المحلة من باب إلى باب فيقتل أخاه وصديقه وجاره"، فضلا عن قول يسوع في إنجيل لوقا الإصحاح 19الفقرة 28: "أما أعدائي أولئك الذين لم يريدوا أن أملك عليهم فأتوا بهم إلى هنا واذبحوهم قدامي". |
|
|