قالت صحيفة «المصري اليوم» أن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، انتقد الداعية الاسلامي، الشيخ يوسف القرضاوي، بشدة، بسبب موقف الأخير الرافض لزيارة العرب والمسلمين إلى القدس المحتلة، قائلاً إنه «لا يفهم فى الدين». ونقلت عن عباس قوله إن «إعلان القرضاوي أن الذهاب إلى القدس حرام»، يعني أنه «لا يفهم في الدين»، مضيفاً «أنا من عيّنته فى قطر، الله لا يوفقه».
وهذا ليس السجال الأول بين عباس والقرضاوي. ففي وقت سابق، انتقد عباس عدم تراجع القرضاوي عن فتواه التي دعت إلى رجمه (عبّاس) في الكعبة، مؤكداً أن هذه الفتوى جاءت بناءً على انحياز حزبي لا على موقف علمي أو معلومات حقيقية، ودعاه إلى إعلان التراجع عن هذه الفتوى والاعتذار عن التدخل في الشأن السياسي بلا معلومات أو أدلة.
كذلك رد أبو مازن على تهم القرضاوي له بالفساد، وقال «هل يمكن أن تقول لي أين الفساد في السلطة الفلسطينية، وأن تسمّي لي شخصاً واحداً؟».
وتعود جذور الأزمة بين عباس والقرضاوي إلى سنوات مضت، إذ عملا معاً في دولة قطر قبل نصف قرن، وتصادما أكثر من مرة بسبب اختلاف أفكارهما. بعدها غادر عباس الدوحة إلى دمشق ومنها الى موسكو، قبل أن يعود الصدام بينهما إثر توقيع اتفاق أوسلو بين منظمة التحرير وإسرائيل، الذي عارضه القرضاوي بشدة، وهاجم عباس مراراً باعتباره المخطط والمنفذ الرئيسي للاتفاق.
ومع صعود حركة «حماس» ووصولها الى قمة هرم السلطة، ثم حدوث الانقسام الفلسطيني، وقف القرضاوي في صف «حماس» ولم يتوقف عن مهاجمة السلطة ورئيسها من خلال خطبه، محملاً إياه أكثر من مرة مسؤولية التردي الذي وصل إليه الوضع الفلسطيني بسبب رهانه على المفاوضات وخيار السلام.