شهاب: الشعب المصري يكره الحكومة وينافقها ويخشاها في نفس الوقت
الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية
القاهرة: نفى الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية ما يقال على انه محامي للحكومة، مشيراً إلى أن الناس تنظر إليه لمجرد أنه يمثل الحكومة.
وقال شهاب في حوار أجرته معه صحيفة الدستور الثلاثاء إنه من الخطأ النظر للحكومة على أنها مخطئة على الدوام وأنها تواصل العمل ليل نهار من أجل المواطن وراحته.
ورفض اتهام الحكومة بأنها كلها "حرامية" لأن وزير سرق أو أنها حكومة مهملة ومقصرة حال أهمل مسئولاً فيها أو قَصر، مشيراً إلى أن الشعب المصري يكره الحكومة وينافقها ويخشاها في نفس الوقت.
وأكد أن حال اتهام أحد الوزراء بالفساد فإنه أول من يطالب بتقديم المستندات ضده وتقديمه للمحاكمة، وذكر أن وافق على تمرير قوانين عديدة في مجلس الشعب على عكس رغبة الوزارات لرؤيته أن هذه القوانين تعمل للصالح العام.
وتحدث وزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية عن طفولته وصباه وذكرياته في الإسكندرية مسقط رأسه وأعتبرها أجمل فترات حياته وأنه مازال أتذكر شوارعها النظيفة وهدوءها الشديد في فترة الخمسينيات والستينيات والجاليات الأجنبية التي كانت تسكن شوارعها.
وأعرب شهاب عن اعتزازه بوالده الذي كان شديد الاعتداد بذاته وكرامته وأنه تعلم منه الكثير مثل القراءة وقال " كان والدي يأخذوني إلي دار المعارف في محطة الرمل ويشتري لي كتباً مازلت أحتفظ بها.. كان يحتفظ بصورة لزعماء مصر وعلمائها وأدبائها في مكتبته.. وكان يجيد الإنجليزية والفرنسية وتعلم الألمانية وعمره 55 عاماً.
وذكر أيضا أنه كان دائم التردد على قهوة "ميرامار" التي اعتاد والده الجلوس عليها وقهوة الغرفة التجارية التي كانت مركز إشعاع ثقافيًا وملتقى المثقفين والسياسيين.
وكشف مفيد شهاب عن انه كان لا يرغب في دراسة الحقوق وكان يحلم بأن يصبح مدرس لغة فرنسية لولعه الشديد وانبهاره بالثقافة الفرنسية وأنه كان يقرر الالتحاق بكلية الآداب قسم اللغة الفرنسية، ولكن والدة رفض وأصر علي دخولي كلية الحقوق.
وأشار إلى أن بداية اهتمامه بالسياسة وهناك كون مع مجموعة من الشباب العربي منهم الدكتور عبد الأحد جمال الدين "اتحاد الطلبة العرب" خلال بعثته الدراسية إلى روما..وكذلك تكوينهم اتحاد الطلبة العرب" في فرنسا أيضا خلال فترة المد الثوري وأنه والطلبة العرب كانوا يخرجون في مظاهرات في الشوارع وتطالب بتحرير الجزائر.
وأشار إلى أن عيوب الزعيم الراحل جمال عبد الناصر تكمن في قضائه على الحريات وخديعة نكسة يونيو 1967 المتسبب فيها عبد الناصر على حد قول وزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية، الذي أكد أيضا على ناصر سيبقى رمزاً كبيراً وزعيماً قومياً.
ولفت إلى أنه أشرف علي رسالة الدكتوراه الخاصة بالدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية الذي كان وقتها موظفاً صغيراً في رئاسة الجمهورية.
وعن اختياره عضوا في فريق الذي تولى ملف إعادة طابا قال أنه كان وقتها في الكويت وتلقى اتصلا من الدكتور مصطفي الفقي سكرتير الرئيس للمعلومات في ذلك الحين أخبره خلالها أن الرئيس يحتاجه في أمر ضروري، ثم بعد ذلك طلب منه الانضمام للجنة شكلها برئاسة عصمت عبد المجيد وزير الخارجية حينذاك لدراسة ملف طابا .
وأشار أن الحكم الذي أصدره التحكيم الدولي بأحقية مصر في طابا كان أكبر نصر شهده في تاريخه.
وعبر عن حزنه الشديد من اتهامه بأنه "رجل كل العصور ويقول "يحزني بشدة أن يقال عني ذلك وكأني رجل ألعب علي كل الأحبال وأتلون بكل الألوان".
وأضاف أنه تولى أول منصب سياسي في حياته منذ 17 عاما حين اختير وزيراً للتعليم العالي والدولة للبحث العالمي وظل في منصبه لمدة 7 سنوات حتى وقع الاختيار عليه ليشغل منصب وزيراًُ اختياري وزيراً لشئون مجلس الشورى عام 2004.