ردود على المقالات

عفاف صبري في الثلاثاء ٢٠ - فبراير - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

أشكركم على مجهوداتكم

فعلا الصلاة وجدت في الكتب السماوية الأخرى بدون شك..وتحليل اللأستاذ شريف هادي لما جيء بخصوص احتجاج أهل الكتاب على ابراهيم.. أكان ابراهيم الخليل ياهوديا أو نصرانيا أو مشركا؟؟..صحيح ..لكن

لما هذا الاحتجاج؟؟؟ لماذا اختلف أهل الكتاب في ما يخص ابراهيم؟؟؟؟ &t;/font>

اختلفوا لأنهم حرفوا كتبهم..وضاعت ملة إبراهيم عندهم..واتبعوا أهواءهم..ونسبوا له ما يتماشى مع أمانيهم..

التوراة كانت فيها حكم الله ..

يقول الواحد الأحد..

إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ(44) المائدة

لكن أهل التوراة..حرفوها وعبثوا بما قيها من حكم الله..يقول المولى..

يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَـذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ(41) المائدة

هؤلاء القوم حرفوا التوراة وغيروا القبلة وغيروا الصلاة..وضيعوا ملة إبراهيم..فأنزل الله الإنجيل..فكانت..من بعدهم النصارى..يقول الله:

وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ(46) المائدة..

وهاؤلاء القوم حرفوا الانجيل و ألهوا نبيهم..وهل هناك أعظم من ذلك؟؟.. وبالتالي ضيعوا ملة ابراهيم يقول الله:

مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ(79) آل عمران

هذه الآية تدل على أنه لا يجب أن يتبعوا سنة رسولهم ولكن يدرسون الكتاب فيه كل شيء ويعلمونه لمن بعدهم ولا يوجد في قصص السابقين أي إشارة لسنة نبي من الأنبياء..يقول الله

قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ(68) المائدة

من أجل كل هذا كان يجب أن.. يبعث رسول يأتي بكتاب شامل ومهيمن..يعني فيه ما جيء في التوراة والإنجيل..  وبالتالي ملة ابراهيم..وأحكام أخرى وهو القرآن فيقول الله

وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ(48) المائدة

هذه الآية تدل على أن الكتب السماوية  مختلفة عن بعضها وهذا ما أفهم من" لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا"..وهم في حياة الرسول لم يتهاونوا في تكذيب هذا الكتاب المنزل...لأنهم يعلمون أنه الحق وفيه كل ما أخفوه من الشريعة.. وفيه أيضا ملة إبراهيم..واضحة لمن أراد التدبر..فكان القرآن الفيصل والحكم فيما اختلفوا فيه من ملة ابراهيم..وغيرها من الشريعة.

نبدأ الان لدراسة كلام د.حسن

أنت تقول أن الصلاة والحج شوهوا..وجاء جبريل ليعلم النبي المناسك.. وهذا إن دل على شيء يدل على صحة كلامي..العبادات شوهت..والنبي الكريم جاء بالقرآن لكي يصحح العبادات والمفاهيم التي حرفت..وها نحن أخيرا نتفق..على أن العبادات  قابلة للتحريف...

ويقول د.حسن أيضا..أن جبريل رسول الله جاء بالوحي وعلم الرسول الصلاة والحج والصوم..

 نحن كسائر الأقوام..حرفنا الكتاب..وكتب البخاري ومسلم وغيرها تشهد على ذلك..لكن والحمد لله تفطنا لذلك ..وها نحن نعيد تدبر الكتاب..ونحن ندرس فيه.. ونعلمه للذين لا يعلمونه..إلا أننا غير قادرين على الاعتراف بأن قوم محمد الذين هجروا القرآن وليس سنته وحرفوه وكذبوا على الله وعلى النبي  ..قادرين على تحريف الصلاة..وغيرها من العبادات

 لكني أسأل أستاذي د.حسن بما أن العبادات حرفت .. وجاء جبريل ليعلمها للرسول..أذهب معك جدلا بصحة هذا الكلام رغم أنه لا يوجد نص قرآني بذلك  والله يقول:

لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ(64) آل عمران

.. فكيف قبلتم بتحريفها قبل الاسلام ولم تقبلوا بها بعده؟؟؟؟ خصوصا وكما قلت أننا لسنا اقل منهم في مادة التحريف..لولا فضل الله علينا في حفظ الكتاب.. فقط.. فعندما نتوضأ بغير ما في الكتاب..الوضوء  لم ولن يتغير في الكتاب..أما ما نفعله نحن فهو متغير.. ونحن نضيف وننقص..ونفعل ما نشاء..

ولنأتي الآن لتعليقات الأخ شريف هادي الذي أشكره عليها  جدا..وتسعدني مداخلاته دائما..

يقول أخي شريف

يفهم من ذلك إختي رحمة أنه لا إنقطاع بين الرسالات ، ولكن هذا لا يفهم منه أننا أخذنا الصلاة بالتواتر عن إبراهيم فهذا الكلام يحتاج إلي دليل والأصل في الإنسان النسيان والتضيع ومخالفة أصل الدين بعد فترة وجيزه فهؤلاء قوم نوح قالوا " ولا تذن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواع ولا يغوث ويعوق ونسرا" فقد ضيعوا دينهم وعبدوا صالحيهم ثم أي صلاةهذه التي جائتنا عن رسول الله إبراهيم والله سبحانه وتعالى يقول " وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ " إذا فكانت صلاة قريش والعرب عند البيت هي التصفير والتصفيق ولم تكن كصلاة إبراهيم أو صلاتنا الآن ، فنحن لم نأخذ بالتواتر عن إبراهيم كمل قال البعض وإن كانت صلاتنا هي صورة طبق الأصل من صلاة إبراهيم ولكنهم ضيعوها وقال في حقهم رب العزة سبحانه وتعالى" فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا19/59

عين الصواب يا اخي شريف..لكن الانقطاع حصل من البشر الذين حملوا الأمانة لكن لم يؤدوها.

ثم إنك تدبرت الصلاة في الكتاب لكن للأسف..تدبرتها متأثرا بالتراث..وسنرى هذا الموضوع في المقالة القادمة..وأشكرك على تساؤلاتك الأخيرة لأنها محور المقالة الرابعة..

أعود الآن إلى تعليق د.حسن

 وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ(48) العنكبوت

هذه الآية أخي العزيز تثبت أن الرسول كان يقرأ ويكتب قبل نزول القرآن ..لماذا؟؟؟

لأن الله لو أراد أن يقول أن النبي لا يقرأ ولا يكتب لقال:

وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّ بِيَمِينِكَ

لكن الله أراد فقط بهذه الآية نفي التهمة عن الرسول كما ذكرت سابقا.. و"ه" أتت هنا لتؤكد أن النبي يقرا ويكتب قبل البعث لكنه لم يقرا الكتب السابقة ولم يكتب منها شيئا..والقرآن ليس من تلك الكتب.

أما أختي آية فتقول أننا لم نأخذ الصلاة من الياهود والنصارى ..بل من ذرية ابراهيم ..وأختي إيمان تقول أن البعض فقط من ترك الصلاة من تلك الأقوام ..

 والله  يقول:

 أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا(58) فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا(59) مريم

الخلف الذي أضاع الصلاة يا اختي من ذرية إبراهيم ..رغم ان نبيين آخرين وجدوا..من بعد ليذكروا..إلا أن أقوامهم رفضوهم وأهلكهم الله وما نجى إلا القليل ..و يتكاثرون من جديد وينسون ويضيعون الصلاة وضياع الصلاة..ليس تركها.. بل نسيانها تماما.. انعادت هذه الصورة  مرات ومرات.. ومن اجل ذلك أنزل الله التوراة..وحرفت.. ومن بعدها الانجيل..وحرف.. وآخرهما القرآن الكريم..وبفضل الله هو محفوظ

 أعتقد الآن أننا تقدمنا خطوة.. وإني سعيدة لأننا تجاوزنا أول مشكلة بإثباتاتكم.. وهذا فضل من الله..بقي الآن أن تتيقنوا.. وبإثباتاتكم إن شاء الله.. بأن أهل القرآن السابقين بشر..يحرفون ويتبعون أهواءهم كالأقوام السابقين تماما..وكما كان حال الوضوء ستكون حالة الصلاة ..موجودة واضحة لكن مختلفة عن ما نحن فيه.

والله المعين

أشكركم على تعاونكم معي ورحابة صدوركم ولنا لقاء في المقالة القادمة إن شاء الله.

أختكم المحبة رحمة

 

 

 

اجمالي القراءات 13015