فالإرهابي حين يقتل هو يحصر مشاكله وصراعه في الحياة مع الضحية، حتى أنه على وشك أن يُحمّل ضحيته نكد زوجته وعقوق أبنائه وقسوة أبائه وأجداده.
نقل المقريزي أنه في عام 721 هجرية أن قام بعض المتعصبين المجهولين بهدم كنائس الأقباط، وكانت هذه الفترة –كما أسميها-الإحياء الثاني للتقليد والمذهبية في الإسلام، أي أن التعصب في هذه الأثناء لم يكن أقل مما هو عليه الآن..
وبعد مرور 7 قرون على جريمة هؤلاء يحيي أحفادهم سيرة وسنة هؤلاء المجرمين بالتعرض للأقباط تحت ستار الدين...فالأقباط لديهم هم أصل البلاء ولا مشكلة إلا ولهم يد في إشعالها...هكذا يفكرون..!!
لذلك عندما نتحدث في ذم التقليد وضرورة الاجتهاد ومواجهة شيوخ الفتنة والظلام والجهل ..أثق حينها أننا نبني جيلاً يعرف الإسلام على حقيقته.
لا تستهينوا بسطوة الشيوخ على عقول هؤلاء المجانين..فهؤلاء تربية محمد حسان وحسين يعقوب وغيرهم، حتى إن اختفلوا معهم في السلوك فهم يدينون لهم بالفضل في المنهاج وصناعة المذهب الذي ساروا عليه وهدموا كل شئ في طريقهم بما فيه الدين.
نعم فالإرهابيون هم صنيعة شيوخ وأئمة السلفية المعاصرة..
يتشكل عقل الإرهابي من قاعدة مذهبية ومنهاج فكري شأنه كشأن أي إنسان، ولكنه يختلف مع الآخرين في تفسير وربط الأحداث ببعضها حسب قدراته الذهنية والمعرفية..
لذلك ترى أن أكثر هؤلاء هم جهال بجهل شيوخهم، فلو علم الشيخ سيعلم الإرهابي، ولو جهل الشيخ سيجهل الإرهابي..وهكذا..ولكن غالباً ما يعلم الشيخ أشياءً ويكتمها انتصاراً لمذهبه وطريقة تدينه، وأكثر من يتضرر من هذا العمل هم التلاميذ والأتباع..
فيخلقون جيلاً متعصباً يمتلئ قلبه حقداً وكراهية ضد أي مخالف، وعقله كذلك مشبع بالأساطير والخزعبلات التي لصقها أسلافه بالدين، فيسعى لتحقيق أهدافه بقصور ذاتي على مستوى المعلومة والسلوك، ويظهر من أفعاله الإرهاب والشر بينما هو مقتنع ومطمئن تماماً أن ما يفعله هو عين الحق الذي تعلمه من شيخه حتى ولو لم يأمره بأن يفعل..