ملامح تأليه الحنابلة لابن حنبل : ( جعل ضرب ابن حنبل ضمن تراث الدين السُّنى)

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ١٩ - نوفمبر - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

 

النبى لا يشفع يوم الدين :( كتاب الشفاعة بين الاسلام والمسلمين ). الباب الثالث :  تتبع موضوع الشفاعة فى تاريخ المسلمين الدينى . الفصل الخامس: الأرضية التاريخية التى نبتت فيها أساطير الشفاعة ملامح تأليه الحنابلة لابن حنبل : ( جعل  ضرب ابن حنبل ضمن تراث الدين السُّنى ) : ب3 ف 5 / 13

مقدمة

1 ـ نحن مع حرية الدين والفكر والرأى بلا حد أقصى وفقا لما جاء فى القرآن الكريم . ونشجب عقوبة ابن حنبل وغيره من ضحايا مصادرة الفكر والرأى . ولكننا فى نفس الوقت ضد الكيل بمكيالين . فالحنابلة الذين ملأوا الدنيا لطما وحزنا على هذه العقوبة البسيطة لابن حنبل وهى عقوبة بسيطة بمقياس عصره بينما هم الذين أبادوا المعتزلة ، وهم الذين طبقوا ( حد الردة ) وهم الذين اشاعوا قتل خصومهم بتهم من أمثال ترك الصلاة و الخروج عن الجماعة والزنا للمحصن و الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر طبقا لحديثهم الكاذب ( من رأى منكم منكرا فليغيره ) والذى سنعرض له فى مقال قادم . ونحن نستنكر اكثر إستخدام هذه العقوبة البسيطة فى تأليه ابن حنبل ورفعه فوق مستوى الأنبياء .

2 ـ دعاية الحنابلة فى تضخيم عقوبة ابن حنبل لا تفسير لها إلا فى ضوء إعتقادهم فى تأليهه . وسيتضح هذا جيدا فى المقالات التالية عن الملامح الواضحة فى تأليه الحنابلة لابن حنبل . لكن نبدأ بموضوع ضربه بالسياط فى محنة (خلق القرآن ) وننظر لها فى ثقافة عصرها وفى ثقافة عصور الاستبداد حتى عصرنا البائس حيث التعذيب هو سيد الموقف . والضحايا لا يستحقون من المؤرخين سوى المرور السريع فى بضع سطور ، فالمفهوم أنهم بشر , ولكن إختلف الحال مع عقوبة ابن حنبل البسيطة وما قيل فيها من منامات مزورة عن كلام منسوب لله جل وعلا ورسوله الكريم ، بما يقطع أنهم يؤلهون ابن حنبل فى دينهم ( الملاكى ) الذى صنعوا فيه الاها يستخدمونه فى تأليه الاههم الأول ابن حنبل ، وصنعوا نبيا من خيالاتهم يعمل أجيرا فى تقديس ابن حنبل ، وملائكة مشغولة بابن حنبل . أى إن الاههم الأكبر ليس الله بل هو ابن حنبل . هذا هو التحليل الذى يخرج به الباحث فى مناماتهم واقاويلهم . هى بالطبع كاذبة من حيث نسبتها لله جل وعلا ورسوله . ولكنها صادقة فى التعبيرعن عقائدهم ومكنون قلوبهم .

أولا : بين عقوبة ابن حنبل والعقوبات السائدة فى العصر العباسى

1 ـ صنعت الدعاية الحنبلية من ضرب إبن حنبل مأساة كبرى ، يقول ابن الجوزى : ( وفي رمضان من هذه السنة امتحن المعتصم أحمد بن حنبل فضربه بين يديه بعد أن حبسه مدة .  ). فكم عدد الأسواط التى عوقب بها ابن حنبل ؟ ، يقول ابن الجوزى (  وفي رواية أخرى‏:‏ أنه ضرب ثمانية عشر سوطًا وفي رواية‏:‏ ثمانين سوطًا ) ( المنتظم 11 / 44 عام 219 ). ويذكر ابن الجوزى فى مناقب ابن حنبل أن الطبيب الذى عالج جروح ابن حنبل بعد إطلاق سراحه أفتى بأنه رأى من ضُرب ألف سوط ، ولكنه ما رأى مثل هذه الجروح . وهذه الرواية من صُنع عبد الله بن أحمد بن حنبل ، وهو يقول أيضا إن أباه ظل يعانى من آثار ضربه الى أن مات ، أى من عام 219 الى عام 241 . هذه مبالغات يسيرة يمكن التغاضى عنها طالما لا تكذب على الله جل وعلا ورسوله .

2 ـ ولكن أين 18 سوطا أو 80 سوطا بالمقارنة بالعقوبات المتبعة فى العصر العباسى فى شأن أصحاب الفكر والرأى والخصوم المسالمين ؟ نعطى أمثلة سريعة : في سنة‏133 ‏ قتل داود بن علي العباسى كل الأمويين الذين كانوا يعيشون بمكة والمدينة بعيدا عن الفتن .  وفى فتنة محمد النفس الزكية عام 145 ضرب المنصور حفيد عثمان بن عفان ( محمد بن عبد الله بن عمر بن عثمان ) ألف سوط ( المسعودى 2 / 226 ). ولم يكن ضالعا فى الفتنة . وغضب أبو جعفر المنصور على الكاتب عبد الله بن المقفع فأمر الوالى بقتله عام 144 . وكان هذا الوالى خصما لابن المقفع ، فقتله شرّ قتلة :( فأمر بتنُّور فسجر حتى إذا حمي ، أمر أن تقطّع أعضاؤه فكلما قطعوا عضوًا قال‏:‏ ألقوه في النار‏.‏ فيلقونه وهو ينظر إليه ، حتى أتى على جميع جسده، ثم أطبق التنور ... واختفى أثره  ) المنتظم 8 / 57 : 58 ). وفى ‏سنة 141 خطب المنصور فى مدينة الرقة بسوريا ، وكان فيها طاعون ثم إنقشع ، فقال المنصور فى خطبته : (‏:‏ احمدوا الله يا أهل الشام فقد رفع عنكم بولايتنا الطاعون)‏.‏ فقال منصور‏ بن جعونة :‏( الله أكرم من أن يجمعك علينا والطاعون‏.‏ ) فقتله المنصور بسبب هذه الكلمة . ( المنتظم 8 / 29 ) . والمأمون المشهور بالحلم والعفو  قتل الوزير الفضل بن سهل بالسم عام 202 ، وعين عليا بن موسى الرضا وليا للعهد ثم قتله عام 203 ، وقتل ابن عائشة أحد أمراء البيت العباسى وصلبه عام 209 . وقتل عشرة ممن إعتنقوا المانوية ( تاريخ المسعودى 2 /  329 : 332 / 333 ) .  وأحرق المعتصم غناما المرتد ( الطبرى 9 / 103 ) وضرب المتوكل عام 241 عيسى بن ابى جعفر الف سوط .( الطبرى 9 / 201 ).هذا الإضافة الى القتلى ضحايا الاتهام بالزندقة فى عهد الخليفة المهدى ، ومنهم الشاعر الكهل ابن عبد القدوس والشاعر الضرير بشار بن برد وقد مات تحت ضرب السياط عام 167 وقد جاوز التسعين من عمره ..

2 ـ هى مجرد أمثلة مؤلمة ودامية، ولكن لم يتوقف ابن الجوزى عند هذه المحن إلا فى معرض تبجيل ابن حنبل ، وأنه أوذى كما أوذى العلماء من قبل . يقول فى مناقب أحمد بن حنبل ( 342 : 343 ): ( وما زال الناي يُبتلون فى الله تعالى ويصبرون ، وقد كانت الأنبياء تُقتل ، وأهل الخير فى الأمم السابقة يُقتلون ويُحرقون ويُنشر أحدهم بالمنشار وهو ثابت على دينه . ولولا كراهية التطويل لذكرت من ذلك بأسانيده ما يطول ، غير أننى أوثر الاختصار ) . هذا كلام جميل . ولكن هل قام أحد بتضخيم ما حدث لأولئك الناس كما فعل ابن الجوزى والحنابلة فى عقوبة ابن حنبل ؟ . ولكن الحنابلة قاموا بتضخيم العقوبة البسيطة لابن حنبل بجعلها جزءا من دينهم الأرضى (الملاكى ) من خلال المنامات والآراء التى ذكرها ابن الجوزى ، خصوصا فى مناقب ابن حنبل .  ثم ، إنّ إبن حنبل لم يكن يدافع عن الاسلام ضد الدولة العباسية ، بل كان يدافع عن دينه السُّنى المؤسس على أحاديث باطلة كان هو من رواتها . وكان يرى إن الاسلام وحده لا يكفى ، بل لا بد من الاسلام والسّنة معا . هى عقيدته وهو حرُّ فى إختياره العقيدى، وليس من العدل معاقبته بسبب رأيه كما أنه ليس من العدل إعتباره مدافعا بموقفه هذا عن االحق مثل أنبياء الله جل وعلا .  

ثانيا : كرامات فى ضرب ابن حنبل

1 ـ يقول ابن الجوزى تحت عنوان ( قصة ضرب الإمام أحمد رضي الله عنه : أخبرنا محمد بن أبي منصور قال‏:‏ أخبرنا أبو الحسن بن أحمد الفقيه أنبأنا عبيد الله بن أحمد أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبيد الله الكاتب حدثنا أبو علي الحسن بن محمد بن عثمان القسري قال‏:‏ حدثني داود بن عرفة قال‏:‏ حدثنا ميمون بن الأصبع قال‏:‏ كنت ببغداد فسمعت ضجة فقلت‏:‏ ما هذا قالوا‏:‏ أحمد بن حنبل يمتحن فدخلت فلما ضرب سوطًا قال‏:‏ بسم الله فلما ضرب الثاني قال‏:‏ لا حول ولا قوة إلا بالله فلما ضرب الثالث قال‏:‏ القرآن كلام الله غير مخلوق فلما ضرب الرابع قال‏:‏ لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ، فضرب تسعًا وعشرين سوطًا . وكانت تكة أحمد حاشية ثوب فانقطعت فنزل السراويل إلى عانته فرمى أحمد بطرفه إلى السماء وحرك شفتيه فما كان بأسرع من أن بقي السراويل كأن لم تزل . فدخلت إليه بعد سبعة أيام فقلت‏:‏ يا أبا عبد الله رأيتك تحرك شفتيك فأي شيء قلت قال‏:‏ قلت‏:‏ اللهم إني أسألك باسمك الذي ملأت به العرش إن كنت تعرف أننى على الصواب فلا تهتك لى سرا . وفي رواية أخرى‏:‏ أنه ضرب ثمانية عشر سوطًا وفي رواية‏:‏ ثمانين سوطًا .‏ ) ( المنتظم 11 / 43 : 44 ) . هذه الاسطورة كررها ابن الجوزى ثلاث مرات فى مناقب أحمد بن حنبل ( ص 331 : 332 ). وهى كرامة ( رفع السراويل ) ، أى بدعاء ابن حنبل لم يسقط سرواله ولم تنكشف عورته عند الضرب . لكن إذا كان مستجاب الدعوة بهذا الشكل ويعرف الدعاء المستجاب فلماذا لم يستخدمه فى تحصين نفسه من الضرب أصلا ؟ لماذا لم يستخدم كراماته فى (شلّ يد من يضربه ) أو فى ( قفل فم ) المعتصم الذى كان يأمر بالضرب ؟..أو تسليط كراماته عليهم ليجعل بغداد تضحك عليهم ..مثلا يجعلهم يسيرون عُراة فى بغداد يتفرج عليهم الناس مع منادى من السماء يقول : هذه عقوبة من يتجرأ على ضرب ابن حنبل ..يعنى مثلا ..!

2 ـ ونحن نركز على ابن الجوزى ، لأنه عاصر المرحلة الأخيرة فى نفوذ المعتزلة ، قبل أن يتسيد التصوف ( السّنى ) محل الحنبلية المتشددة . ولقد واجه إبن الجوزى إنحلال نفوذ الحنابلة بالتضخيم من مناقب ابن حنبل ، فتعرض له بالتفصيل فى ( المنتظم )، وبعد أن كتب ترجمة ابن حنبل فى المنتظم قال:( فضائل أحمد رضي الله عنه كثيرة وإنما اقتصرنا ها هنا على هذه النبذة لأني قد جمعت فضائله في كتاب كبير جعلته مائة باب، ثم مثل هذا التاريخ لا يحتمل أكثر مما ذكرت والله الموفق .‏). وفى كتاب ( مناقب احمد بن حنبل ) جمع ابن الجوزى ما قيل فى مناقب ابن حنبل من تاريخ موته عام 241 الى عصر ابن الجوزى ت 597 . ومنها ما كتبه البيهقى ت 458، والحافظ الحنبلى الخطيب البغدادى فى موسوعته ( تاريخ بغداد ) والمتوفى عام 463. ويقول الخطيب البغدادى أيضا فى نهاية الترجمة لابن حنبل : ( قد ذكرنا مناقب أبى عبد الله أحمد بن حنبل مستقصاة فى كتاب أفردناه لها ، فلذلك إقتصرنا فى هذا الكتاب على ما أوردناه منها ). وجاءت ترجمة ابن حنبل فى تاريخ بغداد ج 4 / 412 : 423 رقم الترجمة 2317 . ومع إعتماد ابن الجوزى على تاريخ بغداد للخطيب فقد إختلف مع الخطيب البغدادى فى تحديد العام الذى تعرض فيه ابن حنبل للضرب. يجعله الخطيب عام 220 ويجعله ابن الجوزى عام 219 .

3 ـ والاسطورة السابقة عن ( رفع السراويل ) لم يذكرها الخطيب البغدادى مما يدل على إختراعها بعد عصر الخطيب البغدادى .وربما صنعها ابن الجوزى نفسه . وفيما يخصّ ضرب ابن حنبل يضع الخطيب البغدادى إسنادا لرواية تقول : ( كان أحمد بن حنبل بالذى قال النبى صلى الله عليه وسلم : " كائن فى أُمّتى ما كان فى بنى اسرائيل ، حتى إن المنشار ليوضع على فرق رأسه ما يصرفه ذلك عن دينه ". ولولا أحمد بن حنبل قام بهذا الشأن لكان عارا علينا الى يوم القيامة ، إن قوما سبقوا فلم يخرج منهم أحد )وجاء برواية أخرى تقول : ( لو كان احمد بن حنبل فى بنى إسرائيل كان آية . )  ( تاريخ بغداد 4 / 418 ). وصنع الخطيب البغدادى رواية أخرى بإسناد لها يزعم فيها أحدهم : ( رأيت كأن الناس قد جُمعوا الى مكة ، وكأن الحجر الأسود إنصدع فخرج منه لواء ، فقلت : ما هذا ؟ فقيل لى : أحمد بن حنبل بايع لله عزّ وجلّ ) ( تاريخ بغداد 4 / 418 ).وقد نقل ابن الجوزى هذه الاسطورة مع تغيير فى الاسناد فى كتب المناقب، مع زيادة يقول فيها ( وقيل إنه كان فى اليوم الذى ضُرب فيه .) ( ص 459 ). وهناك رواية ذكرها بإسنادها الخطيب البغدادى يزعم فيها أن شخصا غريبا دخل على ( أحمد بن حنبل ) وأصحابه وسأل عن ابن حنبل ، وقال : " جئت من البحر من مسيرة اربعمائة فرسخ ، أتاتى آت فى منامى فقال : إئت أحمد بن حنبل وسل عنه، فانك تُدلّ عليه ، وقل له : ان الله عنك راض ، وملائكة سماواته عنك راضون ، وملائكة ارضه عنك راضون ..) ( تاريخ بغداد 4 / 421 ) . أما كان من السهل أن يرى أحدهم هذا المنام وهو فى بغداد بدلا من تكليف هذا الرجل عناء ركوب البحر من 400 فرسخ ؟، يعنى أنه أتى من استراليا مثلا مثلا ليفترى هذه الأكذوبة . وقد إحتفل ابن الجوزى بهذه الاسطورة فكررها فى المناقب ست مرات ، وبصيغ مختلفة وإسناد مختلف . ( ص 459 ــ ). ويهمنا أنه فى إحدى صياغاته يفترى أن رب العزة يقول له : ( إن الله عز وجل قد باهى بضربك الملائكة )( 479 : 480 ).!  وهناك أسطورة نقلها ابن الجوزى عن الخطيب البغدادى وكررها ثلاث مرات ( المناقب 442 : 443 ) والتى يزعم فيها أحدهم أنه رأى أحمد بن حنبل فى المنام بعد موته فقال له السؤال المعتاد : ماذا فعل الله بك ؟ فقال : ( غفر لى ، ثم قال : يا أحمد ضُربت فى ؟ قلت : نعم يارب . قال : يا أحمد هذا وجهى قد أبحتك النظر اليه . ) (تاريخ بغداد 4 / 421 ) . الواضح من صياغة هذه الأكذوبة هو الترويج لاعتقاد الحنابلة فى رؤية الله ، تعالى عن ذلك علوا كبيرا .

4 ـ ونمضى مع ابن الجوزى فى أساطيره عن ضرب ابن حنبل ، والتى لم يذكرها الخطيب فى تاريخ بغداد ، منها أن بعضهم يزعم أنه كان يطوف بالبيت فسمع هاتفا من خلفه يقول ( ضرب أحمد بن حنبل اليوم ) . طبعا هذا قبل ظهور السى إن إن . وقد سجل صاحينا التاريخ ، وتأكد من أن الهاتف لم يكذب عليه ( مناقب 335 ). بل وقد اعلنت جهنم غضبها فزفرت زفرة أصابت إمرأة بالشيب فى ( صدغها ) . يقول ابن الجوزى : (  حدثنى بعض من أثق به أن إمرأة رأوها فى النوم وقد شاب صدغها ، فقيل لها : ما هذا الشيب ؟ فقالت : لما ضرب أحمد بن حنبل زفرت جهنم زفرة لم يبق منا أحد الا شاب .! )(مناقب 471 ) . الراوى مجهول مع أنه موصوف بالثقة . والمرأة مجهولة ، ولا نعرف إن كانت حية أو ميتة ، وإن كانت ميتة فهل هى فى الجنة أم فى النار ، واذا كانت فى النار فهل نثق بكلامها ؟ ثم هى إمرأة لها لحية وقد شابت لحيتها ..حاجة تكسف .!

5 ـ وفى الباب رقم 96 وتحت عنوان ( فى ذكر عقوبة من آذاه )( مناقب 484 ـ  ).يفترى ابن الجوزى روايات عن خلفاء وغيرهم ، يذكر ما حدث لخصوم ابن حنبل  من موت ومرض ونكبات . وهى تحدث للجميع من الخلفاء والحنابلة وكل البشر . ولكنه يعتبرها كرامة لابن حنبل ، وإنتقاما الاهيا من خصومه . ولا ينسى أن يصيغ أساطير عن بعضهم ، يزعم أنه تعرض لابن حنبل بكلمة فعوقب بمرض فى لسانه ، وتكرّم هاتف فى المنام جاء صاحبنا ونبهه أن هذا المرض بسبب تعرضه لابن حنبل فتاب وتم شفاؤه . وهناك رجل فرح بما حدث من ضرب لابن حنبل فدخل المسجد ليصلى لله جل وعلا شكرا فانخسفت به الأرض الى صدره فاستغاث بالناس فأغاثوه . وهناك شخص آخر سىء الحظ قليل البخت فرح بما حدث من ضرب لابن حنبل فخسفت به الأرض ولم يجد من ينقذه .؟!. وآخر رمى قبر إبن حنبل بطوبة فعوقب بأن ( جفّت يده ) ، أما الرجل المأمور بضرب ابن حنبل فقد عاقبوه فى أساطيرهم، فقالوا ( مكث خمسة واربعين يوما ينبح كما تنبح الكلاب ) ( مناقب 484 ، 492 : 493 ).

ختاما

لقد ذكر رب العزة جل وعلا قتل بعض الأنبياء وقتل بعض الذين يأمرون بالقسط من الناس : ( البقرة 61 ، آل عمران 21 ، 112 المائدة 70 ). ولم يرد فى كتابه الكريم هذا التهويل ، مع أننا بصدد أنبياء تم قتلهم ظلما وعدوانا لأنهم يبشرون بكلمة الحق . أما الحنابلة فى دينهم الملاكى فقد إختلقوا لهم الاها يعمل فى خدمة الاههم ابن حنبل لمجرد أنه ضرب بأقل قدر معروف من السياط . إن رفع ابن حنبل فوق مستوى الأنبياء القتلى أبلغ دليل على تأليههم له . 

اجمالي القراءات 13832