النبى لا يشفع يوم الدين :( كتاب الشفاعة بين الاسلام والمسلمين )
الباب الثالث : تتبع موضوع الشفاعة فى تاريخ المسلمين الدينى
الفصل الخامس: الأرضية التاريخية التى نبتت فيها أساطير الشفاعة :
الحنابلة وصناعة منامات فى مدح أنفسهم وقادتهم : ب3 ف 5 / 11
مقدمة:
1 ـ السنيون الحنابلة إخترعوا لهم إلاها إستخدموه فى صراعاتهم السياسية ، وزعموا أن يكلمهم فى المنام ويغفر لهم ويدخلهم الجنة بمجرد موتهم وبلا إنتظار لمجىء اليوم الآخر ويوم الحساب وخلق الجنة والنار . وإخترعوا أيضا نبيا من وحى خيالاتهم يرونه فى المنام يضعون على لسانه ما يريدون . وفى كل الأحوال فقد إخترعوا دينا أرضيا يملكونه ويملكون الاله الذى إبتدعوه والرسول النبى الذى إخترعوه . ومن يؤمن بإله كهذا وبرسول كهذا فقد كفر بالله جل وعلا ورسوله . ومن يؤمن أن ( الله جل وعلا ) هو هذا الاله الذى يتحدثون عنه فهو عدو لله جل وعلا . العدو لله جل وعلا ورسوله هو من يؤمن بأن خاتم النبيين هو فعلا ذلك الرسول الذى يأتى فى أكاذيب ومنامات أولئك الحنابلة السنيين . هم أولياء الشيطان الذين كذبوا على الله جل وعلا وسيأتون يوم القيامة وجوههم مسودة: ( وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ (60)(الزمر) لأنهم ما قدروا الله جل وعلا حق قدره : (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67) الزمر) ،هم الذين إستهانوا برب العزة فإفترواعليه كذبا فاجرا، وسيأتون يوم القيامة بظلمهم وفُجرهم وقد بدت لهم سيئات أعمالهم وبدا لهم من الله جل وعلا ما لم يكونوا يحتسبون ، عندها سيتمنون لو أنّ لهم ما فى الأرض ليفتدوا به من العذاب الأليم :( وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ مِنْ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ (47) وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون (48)( الزمر ).
2 ـ الوهابية فرع من الحنبلية ، ومن الوهابية أتت السلفية والاخوان وما ظهر من تنظيماتهم وما بطن . إنّ وحنابلة اليوم يكررون الإفك الذى كان يمارسه حنابلة العصر العباسى . وقد توالى فى مناماتهم وأحاديثهم نفس الجُرأة على الله جل وعلا ورسوله ، وإختراع إله يستخدمونه فى صراعهم مع العسكر فى مصر ، وإختراع رسول يجعلونه أقل منزلة من رئيسهم مرسى العياط ، بل ويخترعون لهم ( جبريلهم الخاص ) الذى يتنزل لهم بما تهوى نفوسهم . هناك فيديو على الفيس بوك لمرشد الاخوان الطبيب البيطرى محمد بديع يزعم فيه أن عزل مرسي أشد عند الله من هدم الكعبة ، وفى قول آخر له : :" كيف يجرؤ الجيش على تعذيب مهدى عاكف رضي الله عنه وهو من الشيبة.. والله يستحى من ذلك " . وفى إعتصام رابعة قال الداعية السلفي فوزي السعيد إن من يشكك في عودة الرئيس محمد مرسي لمنصبه يشكك في الله، واصفًا مرسي بأنه "هدية من الله ". أما الشيخ أحمد عبدالهادي وهو من وعاظ جماعة الإخوان المسلمين، فقد أكّد لمعتصمى رابعة أن مرسي مؤيد برؤيا لأحد الصالحين ، قائلا إن بعض الصالحين في المدينة المنورة أبلغه برؤيا أن جبريل عليه السلام دخل في مسجد رابعة العدوية ليثبت المصلين، وأنه أيضا رأى مجلساً فيه الرسول صلى الله عليه وسلم، والرئيس مرسي والحضور، فحان وقت الصلاة، فقدّم الناس الرسول ولكن الرسول قدّم مرسي إماما فى الصلاة .
3 ـ إنّ الشيطان لم ولن يقدم إستقالته .!!
4 ـ نعود الى تاريخ ( المنتظم ) لابن الجوزى المؤرخ الحنبلى ، وهو يورد بالإسناد والعنعنة خرافات وأكاذيب منامات تفترى على الله جل وعلا ورسوله كذبا ، ليرفع بها مقام شيوخ الحنابلة . هم ـ بالصدفة المحضة ـ من ذرية المجوس ، ولكن قفزوا فجأة الى الجنة بلا بعث ولا حشر ولا حساب . وطبقا للمنامات الحنبلية فهم الآن فى الجنة ، ومن لا يؤمن بهذا فقد كفر بالدين السُّنى الحنبلى .
أولا : نماذج من الإفتراء بالمنامات فى أغراض متنوعة
1 ـ إبراهيم بن طهمان أبو سعيد الخراساني . ت 163. ( ولد بهراة ونشأ بنيسابور.وورد بغداد وحدث بها .)، ( وكان لإبراهيم بن طهمان جراية من بيت المال فاخرة ) أى هو فارسى تخصص فى أكاذيب الحديث وجاء من بلده ( هراة ) فتم تعيينه فى بغداد ضمن الكهنوت الدينى العباسى بأجر ضخم ، أو جراية سخية من بيت المال . وكان جاهلا فى الفقه ، فقد ( سئل يومًا مسألة في مجلس الخليفة فقال: لا أدري . فقالوا له: تأخذ في كل شهر كذا ولا تحسن مسألة ؟ قال: "إنما آخذه على ما أحسن ،ولو أخذت على ما لا أحسن لفني بيت المال ولا يفنى ما لا أحسن ". فأعجب أمير المؤمنين جوابه وأمر له بجائزة فاخرة وزاد في جرايته . ). ونسبوا لابن حنبل قوله ( حدثني رجل من أصحاب ابن المبارك قال: رأيت ابن المبارك في المنام ومعه شيخ مهيب فقلت: من هذا معك قال: أما تعرف هذا سفيان الثوري . قلت: من أين أقبلتم قال: نحن نزور كل يوم إبراهيم بن طهمان . قلت: وأين تزورونه قال: في دار الصديقين دار يحيى بن زكريا ). ( المنتظم 8 / 266 : 267 ) . يعنى ان الأخ المحترم ابراهيم بن طهمان يعيش فى الجنة فى دار الصديقين فى بيت النبى يحيى بن زكريا . يعنى ( Room mate).!
2 ـ جرير بن عثمان ( أبو عون الرحبي الحمصي .) ت 163 . ( اتهموه بأنه كان يتنقّص علي بن أبي طالب عليه السلام . ) ، لذا إخترعوا هذا المنام يزعم فيه يزيد بن هارون أنه رأى الله جل وعلا فى المنام ينهى عن كتابة الأحاديث التى يرويها جرير بن عثمان لأنه يسب عليا بن أبى طالب. يقول ابن الجوزى : ( أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر بن ثابت قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن أبان الهيتي قال: أخبرنا الحسين بن عبد الله بن روح الجواليقي قال: حدثني هارون بن رضى مولى محمد بن عبد الرحمن إسحاق القاضي قال: حدثنا أحمد بن سنان قال: سمعت يزيد بن هارون يقول: رأيت رب العزة تعالى في المنام فقال لي: يا أبا يزيد لا تكتب عن جرير بن عثمان. فقلت: "يا رب ما علمت منه إلا خيرًا" . " فقال لي: " يا أبا يزيد لا تكتب عنه فإنه يسب عليًا . " ).!. ورى منام آخر فى مجلس ابن حنبل . يكرر نفس الموضوع ، ولكن الجديد هنا أن من رأى المنام ليس يزيد بن هارون ، بل رجل مجهول بلا إسم ، وأنه رأى يزيد بن هارون بعد موته ، فسأله السؤال المعتاد : ما فعل الله بك ، والجواب المعروف هو الرحمة والمغفرة مع عتاب ..نقرأ هذه الاسطورة التى يحكيها كالعادة القصّاص القزاز ، وينقلها ابن الجوزى بالاسناد عنه : ( أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد الأزرق قال: حدثنا محمد بن الحسين النقاش قال: مسيح بن حاتم قال: حدثنا سعيد بن شادي الواسطي قال: كنت في مجلس أحمد بن حنبل فقال له رجل: يا أبا عبد الله رأيت يزيد بن هارون في المنام فقلت له: ما فعل الله بك قال: غفر لي ورحمني وعاتبني فقلت: غفر لك ورحمك وعاتبك فقال: نعم قال لي: يا يزيد بن هارون كتبت عن جرير بن عثمان قلت: يا رب العزة ما علمت إلا خيرًا قال: إنه كان يبغض أبا الحسن علي بن أبي طالب . ). ويزعم ابن الجوزى الدقة فيقول معلقا ( قال المؤلف: وقد روينا من طريق آخر قال: والله ما سببته قط وإني أترحم عليه . )( المنتظم 8 / 266 : 267 ).
3 ـ عبد الله بن الفرج أبو محمد القنطري ت 201 . يروى ابن الجوزى : ( أخبرنا القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا العتيقي قال: حدثنا محمد بن العباس قال: حدثنا العباس بن العباس الجوهري قال: حدثنا عبد الله بن عمرو قال: حدثنا محمد بن بيان المكي قال: حدثني صاعد قال: لما مات عبد الله بن الفرج حضرت جنازته ، فلمّا واريته رأيته في الليل في النوم جالسًا على شفير قبره، ومعه صحيفة ينظر فيها فقلت له: "ما فعل الله بك ؟ "قال:"غفر لى ولكل من شيع جنازتى ". قلت : "انا كنت معهم ؟ "قال : "هو ذا إسمك فى الصحيفة .".) ( المنتظم 10 / 102 : 103 ) .
4 ـ الإمام الشافعى ت 204. ( أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا إسماعيل ابن علي الأستراباذي قال: سمعت طاهر بن محمد البكري يقول: حدثنا الحسن بن حبيب الدمشقي قال: سمعت الربيع بن سليمان يقول: رأيت الشافعي بعد وفاته في المنام فقلت: يا أبا عبد الله ما صنع الله بك ؟ قال: أجلسني على كرسي من ذهب ونثر علي اللؤلؤ الرطب . ) معقول ؟ ولكن ما هو هذا اللؤلؤ الرطب ؟ وما درجة إختلافه عن اللؤلؤ اليابس ؟ وما هو سعره فى البورصة ؟..وفى منام آخر ( أخبرنا أبو ظفر بإسناد له عن أبي بيان الأصفهاني يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقلت: يا رسول الله محمد بن إدريس الشافعي ابن عمك ،هل نفعته بشيء أو خصصته بشيء ؟ قال: نعم سألت الله تعالى أن لا يحاسبه فقلت: بماذا يا رسول الله؟ قال: إنه كان يصلي عليِّ صلاة لم يصل بمثل تلك الصلاة أحد فقلت: وما تلك الصلاة ؟. قال: كان يصلي علي اللهم صل على محمد كلما ذكره الذاكرون وصل على محمد كلما غفل عنه الغافلون . )( المنتظم 10 / 138 : 139 ). يعنى أن الشافعى لن يتعرض للحساب ، والسبب هو تلك الصيغة فى الصلاة على النبى . وهى دعوة لكل من يريد النجاة من الحساب أن يقول هذه الكلمات .
5 ـ ( أحمد بن حرب بن عبد الله بن سهل بن فيروز : المروزي ت 234 ). بعد سلسلة من الاسناد والعنعنة يقول زكريا بن أبي دلويه يقول: ( رأيت أحمد بن حرب بعد وفاته بشهر في المنام فقلت: ما فعل بك ربك قال: غفر لي وفوق المغفرة . قلت : وما فوق المغفرة قال: أكرمني بأن يستجيب دعوات المسلمين إذا توسلوا بقبري. ) ( 11 / 211 ). هنا حصل الأخ الفارسى ابن فيروز المروزى (من مرو) على الغفران، وبأن يكون قبره مُستجاب الدعاء لمن يتوسّل به.!
6 ـ وكان سليمان بن داود المعروف بالشاذكوني ( ت 234 ) مشهورا بالكذب فى الحديث . يقول ابن الجوزى عنه (قد طعن في الشاذكوني رحمه الله جماعة من العلماء ونسبوه إلى الكذب وقلة الدين فذهبت بتخليطه بركات علمه . وقال يحيى: كان الشاذكوني يكذب ويضع الحديث وقد جربت عليه الكذب .وقال البخاري: هو عندي أضعف من كل ضعيف وقال النسائي: ليس بثقة . ) . لاحظ أن ابن الجوزى يترحّم عليه لأن الكذب فضيلة فى دين مؤسس على الكذب، يقول : ( قد طعن في الشاذكوني رحمه الله جماعة من العلماء ونسبوه إلى الكذب وقلة الدين ). ويبدو أنه بسبب براعته فى الكذب فقد صنعوا له منامات بعد موته بأن الله جل وعلا غفر له : ( أنبأنا إسماعيل بن أحمد قال: سمعت أبا القاسم يوسف بن الحسن الزنجاني يقول: سمعت أبا نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ يقول: سمعت أبا الحسين بن قانع يقول: سمعت إسماعيل بن طاهر البلخي يقول: رأيت سليمان الشاذكوني في النوم فقلت: ما فعل الله بك يا أبا أيوب فقال: غفر الله لي . قلت: بماذا قال: كنت في طريق أصبهان أمر إليها فأخذتني مطرة وكانت معي كتب ولم أكن تحت سقف ولا شيء فانكببت على كتبي حتى أصبحت وهدأ المطر . فغفر لي الله بذلك . ) ( المنتظم 11 / 213 : 214 )
7 ـ وجمع ( سريج بن يونس الفارسى المروزي ( ت 235 ) بين الملامح الصوفية والحنبلية ، هو استاذ مسلم بن الحجاج والبغوي وأبى زرعة وغيرهم .ويرون عنه كرامات، ويفترى هو فيقول ( رأيت فيما يرى النائم أن الناس وقوفبين يدي الله تعالى ، وأنا في أول صف . ونحن ننظر إلى رب العزة تعالى . فقال: " أي شيء تريدون أن أصنع بكم "؟فسكت الناس ،فقلت أنا في نفسي: ويحهم قد أعطاهم كل ذا من نفسه وهم سكوت . فقنعت رأسي بملحفتي وأبرزت عينًا وجعلت أمشي وجزت الصف الأول بخطى فقال لي: أي شيء تريد؟ فقلت: رحمة سر بسر. إن أردت أن تعذبنا فلم خلقتنا ؟ قال: قد خلقتكم ولا أعذبكم أبدًا . ثم غاب في السماء . ) ( المنتظم 11 / 228 : 229 ). هنا إفتراء آثم على رب العزة ، وطعن فيه جل وعلا ، وهدم للدين الحق واليوم الآخر ، ولكن يتناقله الحنابلة بالفخر ويعدونه منقبة لهذا الكذّاب الأشرّ.
8 ـ الحسن بن عيسى بن ماسرجس أبو علي النيسابوري ت عام 240 .( كان نصرانيًا فأسلم على يد ابن المبارك . ولما أسلم الحسن سمع من ابن المبارك ورحل في طلب العلم وقدم بغداد حاجًا، فحدث بها فسمع منه أحمد بن حنبل والبخاري ومسلم وابن أبي الدنيا . وعد في مجلسه بباب الطاق اثنتا عشرة ألف محبرة.) أى كان عدد تلامذته الذين يكتبون أكاذيبه فى الحديث 12 ألفا،منهم ابن حنبل والبخارى ومسلم . هذا النصرانى السابق صنعوا له مناما جعلوا الاههم الذى صنعوه يغفر ليس له فقط بل لكل من حضر جنازته ولكل من (غاب عنها بعذر) ولكن صلّى وترحم عليه : ( سمعت أبا يحيى البزاز يقول: كنت فيمن حج مع الحسن بن عيسى وقت وفاته بالثعلبية ودفن بها ، فاشتغلت بحفظ محملي وآلاتي عن حضور جنازته والصلاة عليه لغيبة عديلي عني ، فحرمت الصلاة عليه ،فأريته بعد ذلك في منامي ، فقلت له: يا أبا علي ما فعل بك ربك ؟ قال: غفر لي ربي قلت: غفر لك ربك كالمستخبر . قال: نعم غفر لي ربي ولكل من صلى علي . قلت: فإني فاتتني الصلاة عليك لغيبة العديل عن الرحل . فقال: لا تجزع فقد غفر لي ولمن صلى علي ولكل من ترحم علي .) ( المنتظم 11 / 276 : 278 )
9 ـ قتيبة بن سعيد فارسى من بلخ ( 150 : 240 ) كان شيخا للبخارى وغيره ( روى عنه الأئمة: أحمد ويحيى وأبو خيثمة وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو زرعة والبخاري ومسلم بن الحجاج ) . وصنعوا له مناما جعله من العلماء : ( قال أبوه: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام بيده صحيفة فقلت: يا رسول الله ما هذه الصحيفة ؟ قال: فيها أسماء العلماء قلت: ناولني أنظر فيها اسم ابني . فنظرت فإذا فيها اسمه. ). ( المنتظم 11 / 279 ـ )
10 ـ محمد بن رافع بن أبي زيد القشيري النيسابوري شيخ عصره بخراسان ت 245 . ( قال الحاكم: وقد دخلت عليه داره ،وتبركت بالصلاة في بيته ،واستندت إلى الصنوبرة التي كان يستند إليها . ) أى إن الحاكم المحدّث المشهور صاحب المستدرك كان يتبرك بمخلفات هذا الرجل . أكثر من ذلك : ( ورؤي في المنام فقيل له: ما فعل الله بك قال: بشرني بالروح والراحة )( المنتظم 11 / ـ 338 ).
11 ـ ابوزرعة ( 200 : ت 264 ) فارسى من الرى . كان رفيقا لابن حنبل فى جمع الحديث ، ورفيقا له فى المبالغة فى الكذب ، فإذا كان ابن حنبل يزعم أنه كان يحفظ ألف ألف حديث فإن أبا زرعة تفنن فى المبالغة فى الكذب فى مقدرته على الحفظ : ( سمعت أبا زرعة يقول: إن في بيتي ما كتبته منذ خمسين سنة ولم أطالعه منذ كتبته، وإني أعلم في أي كتاب هو وفي أي ورقة هو وفي أي صفحة هو وفي أي سطر هو. وما سمعت أذني شيئًا من العلم إلا وعاه قلبي ، وإني أمشي في سوق بغداد فأسمع من الغرف صوت المغنيات فأضع إصبعي في أذني مخافة أن يعيه قلبي . ) . وصدّق الناس مبالغاته لأن دينهم مؤسّس أصلا على الكذب . لذا رووا عن رجل مجهول من العراق : ( قال رجل من أهل العراق: سمعت أحمد بن حنبل يقول: صح من الحديث سبع مائة ألف حديث وكسر. وهذا الفتى - يعني أبا زرعة - قد حفظ ستمائة ألف ) . وقال ابن الجوزى :( وقال أبو بكر بن أبي شبة: ما رأيت أحفظ من أبي زرعة . وقال ابن راهويه: كل حديث لا يعرفه أبو زرعة فليس له أصل . ). ( سئل أبو زرعة الرازي عن رجل حلف بالطلاق أن أبا زرعة يحفظ مائتي ألف حديث هل حنث ؟ قال: أحفظ مائتي ألف حديث كما يحفظ الإنسان {قل هو الله أحد} وفي الذاكرة ثلثمائة ألف حديث . ). بعد مباراة الكذب هذه نأتى الى كذب هذا المنام الذى يزعم : ( رأيت أبا زرعة في المنام فقلت: يا أبا زرعة ما فعل الله بك ؟ قال: لقيت ربي تعالى فقال لي: يا أبا زرعة إني أوتى بالطفل فآمر به إلى الجنة ، فكيف من حفظ السنن على عبادي؟! تبوأ من الجنة حيث شئت) ( المنتظم 12 / ـ 195 ).
12 ـ يحيى ( حيكان ) إمام نيسابور . ت 267 . هنا منام يرويه أئمة الحديث ، ففى إسناده البيهقى والحاكم : ( أنبأنا زاهر بن طاهر قال: أنبأنا أبو عثمان الصابوني وأبو بكر البيهقي قالا: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم قال: سمعت الحسن بن يعقوب المعدل يقول: سمعت أبا عمرو أحمد بن المبارك المستملي يقول: رأيت يحيى بن محمد في المنام فقلت: ما فعل الله بك قال: غفر لي. قلت: فما فعل الخجستاني ؟ قال : هو فى تابوت من النار والمفتاح فى يدى .).( المنتظم 12 / 216 ) الخجستاني هو قاتل والد يحيى بسبب خصومة سياسية . وقد عوقب فى هذا المنام بحبسه فى تابوت من النار ، ومفتاح التابوت فى يد يحيى ( حيكان ) .
13 ـ الفتح بن شخرف ت 273 من كش الفارسية . يروى ابن الجوزى ( قال أحمد بن حنبل: ما أخرجت خراسان مثل فتح بن شخرف ). ثم يخترعون مناما يخاطب فيه الاههم هذا الفتح بن شخرف : ( أخبرنا عبد الرحمن بن محمد أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي أخبرنا أبو الفضل الزهري قال: سمعت أبا الطيب المعلم يقول: ( رأيت رب العزة تعالى في النوم فقال لي: يا فتح! احذر لا آخذك على غرة . قال: فتهت في الجبال سبع سنين . )( المنتظم 12 / 256 ). لم يقولوا لنا متى بدأ ومتى إنتهى هذا التوهان . لأن توهانهم لم ينته .!
14 ـ أبو العباس البرتي القاضي ت 280 .( وحكى العلاء بن صاعد قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام ، ودخل عليه أبو العباس ، فقام إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فصافحه، وقّبّل بين عينيه ، وقال: مرحبًا بالذي يعمل بسنتي وأثري .) ( المنتظم 12 / 337 ).
15 ـ منصور بن عمار ( ت 225 ): ( سمعت أبا بكر الصيدلاني يقول: سمعت سليم بن منصور بن عمار يقول: رأيت أبي منصورًا في المنام فقلت: ما فعل بك ربك فقال: إن الرب قربني وأدناني وقال لي: يا شيخ السوء تدري لم غفرت لك؟ قال: فقلت: لا يا إلهي قال: إنك جلست للناس مجلسًا فبكيتهم فبكى فيهم عبد من عبادي لم يبك من خشيتي قط .فغفرت له ووهبت أهل المجلس كلهم له ووهبتك فيمن وهبت له .) . ومنام آخر يقول ( أخبرنا محمد بن أبي القاسم أنبأنا رزق الله بن عبد الوهاب عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: سمعت أبا بكر الرازي يقول: سمعت أبا العباس القاضي يقول: سمعت أبا الحسين يقول: رأيت منصور بن عمار في المنام فقلت له ما فعل الله بك قال: وقفت بين يديه فقال لي: أنت الذي كنت تزهد الناس في الدنيا وترغب عنها ؟ قلت: قد كان ذلك ، ولكن ما اتخذت مجلسًا إلا وبدأت بالثناء عليك .) ( المنتظم 11 / 109 ).
16 ـ يحيى بن يحيى ت 226 .يروى البيهقى والحاكم هذا المنام الفاجر : ( أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا الحاكم أبو عبد الله النيسابوري قال: سمعت أبا الحسن محمد بن الحسن السراج الزاهد - وكان شديد العبادة - قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام ، كأنه قد أقبل إلى أن وقف على قبر يحيى ابن يحيى، وتقدم وصف خلفه جماعة من أصحابه ، فصلى عليه . ثم التفت إلى أصحابه فقال: هذا القبر لأمان لأهل هذه المدينة .)(المنتظم 11 / 115).هنا دعوة لتقديس قبر يحيى بن يحيى ، وينسبون هذا للنبى .
17 ـ يحيى بن معين المروزي من مرو ( ت 233 ). كان شيخا لأحمد بن حنبل وأبى خيثمة ومحمد بن سعد والبخاري وغيرهم. قالوا إنه توفي بالمدينة وهو ذاهب إلى الحج . وزعموا( أنه خرج من المدينة فرأى في المنام قائلًا يقول: أترغب عن جواري؟ فرجع فأقام ثلاثًا ومات . ) وصنعوا له مناما كالعادة : (
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد أخبرنا أحمد بن علي الخطيب قال: سمعت الأزهري قال: سمعت محمد بن الحسن الصيرفي قال: حدثنا أبو أحمد بن المهتدي بالله قال: حدثني الحسين بن الخصيب قال: حدثني حبيش بن مبشر . قال: رأيت يحيى بن معين في النوم فقلت: ما فعل الله بك قال: أدخلني عليه في داره وزوجني ثلاثمائة حورية ثم قال للملائكة: انظروا إلى عبدي كيف تطرّى وحسُن.).(المنتظم 11 / 205) . يعنى أن الأخ يحيى أفندى ابن معين أدخله الاههم فى داره ، وزوجه بثلثمائة حورية من حوارى الجنة ، وباهى به الملائكة لأن الأخ المحترم يحيى بن معين عندما ذاق الحور العين (تطرّى وحسُن )، أى كان قبلها معفّن وزبالة .!
18 ـ بشر المعروف بالحافي مروزي ولد بمرو وسكن بغداد . توفى عام 227 . هنا منام درامى مصطنع مفتعل يرويه القزاز القصّاص الراوى : ( أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر بن علي بن ثابت قال: أخبرني عبد الله بن يحيى السكري أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد الصواف حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبو حفص عمر ابن أخت بشر الحافي قال: حدثتني أمي قالت: جاء رجل إلى الباب فدقه فأجابه بشر: من هذا قال: أريد بشرًا فخرج إليه فقال له: حاجتك . قال: عافاك الله أنت بشر ؟ قال: نعم . حاجتك ؟ قال: إني رأيت رب العزة تعالى في المنام وهو يقول: اذهب إلى بشر فقل له: يا بشر لو سجدت على الجمر ما أديت شكري فيما قد بثثت لك - أو نشرت لك - في الناس . فقال له: أنت رأيت ذلك ؟ قال: نعم رأيته مرتين ليلتين متواليتين . فقال: لا تخبر به أحدًا . ثم دخل وولى وجهه إلى القبلة وجعل يبكي ويضطرب ، وجعل يقول: اللهم إن كنت شهرتني في الدنيا ونوهت باسمي ورفعتني فوق قدري على أن تفضحني في القيامة فعجل الآن عقوبتي خذ مني بمقدار ما يقوى عليه بدني. )
ويزايد ابن الجوزى فى الكذب فيقول : (قال المصنف: وقد جمعت كتابًا فيه فضائل بشر الحافي وأخباره ، فلهذا اقتصرت على ما ذكرت ها هنا، كراهية للإعادة والتطويل .) ( المنتظم 11 / 124).
19 ـ وبعد ان كتب ابن الجوزى فى المنتظم صفحات عن ابن حنبل ت 241، قال أيضا إنه كتب كتابا فى مناقب ابن حنبل : ( قال المصنف: فضائل أحمد رضي الله عنه كثيرة وإنما اقتصرنا ها هنا على هذه النبذة لأني قد جمعت فضائله في كتاب كبير جعلته مائة باب ، ثم مثل هذا التاريخ لا يحتمل أكثر مما ذكرت. والله الموفق .) ( المنتظم 11 / 289 )
أخيرا :
1 ـ يقول جل وعلا :( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذْ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمْ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93) الأنعام )
2 ـ ودائما : صدق الله العظيم