سبق وأن كتبت مقالاً عن كل من باسم يوسف وعاطف عبد الرشيد، إبان حكم تنظيم الإخوان، إنتهيت فيه أن كليهما وطني يحب مصر ولكن كل من وجهة نظر مختلفة، إلا أنه يبدو حقاً أن لا توجد ثوابت في السياسة، فباسم يوسف، الذي سبق وأن ذكرت أنه شخص محب لوطنه، بدا لي يوم الجمعة 25 من أكتوبر 2013، بشخص يمارس مهنة العُهر السياسي كمحترف لا كهاوي ! وإنني أراه قد سقط هذه المرة سقطة لن يوم من بعدها، لأنه لم يسيئ فقط إلى النظام الحاكم بعد ثورة 30 يونيو 2013، بل أساء إلى شعب مصر كافة، عندما شبه المصريون بإمرأة عاهرة، لا تفكر إلا في الحب وممارسة الجنس ! ولا تشعر بلذة أو إستمتاع مع زوجها الذي هو "محمد مرسي" وترغب في الزواج من إبن خالتها الذي هو الفريق أول/ عبد الفتاح السيسي ! ثم فوجئت تلك المرأة، بأن إبن خالتها يرشح لها الزواج من رجل كبير ويقصد به المستشار/ عدلي منصور !
أي إنحطاط وإسفاف هذا الذي قام به المدعو باسم يوسف، الذي أثبت خروجه عن نصوص الأخلاق والأدب، أو النقد البناء، وكيف لشخص يسيئ إلى الشعب الذي هو منه ويشبهه بهذا التشبيه الذي لا يوصف بالإنحطاط ! كيف سمح لنفسه، أن يصور شعب هو صاحب أقدم حضارة في التاريخ بهذه الصورة المخزية !؟
من هو باسم يوسف ؟
هذا الشخص لم يكن معروفاً قط قبل أحداث 25 يناير 2011، وظهر فجأة عبر الشبكة العنكبوتية Youtube، بعد رحيل الرئيس مبارك، تلقفته جماعة الإخوان فيما بعد، وأخذت تروج له لأتفاقه معها في الهدف وهو إسقاط الحزب الوطني، وتفكيكه، ثم تلقفته قناة On TV، واعدت له برنامجاً الذي عرف بإسم "البرنامج" قام من خلال برنامجه هذا بإستهداف شخص "توفيق عكاشه" والإساءة إليه، وإستغل بساطة الرجل التي يتكلم بها من خلال الفئة البسيطة التي يستهدفها، وحقق هدفه وإستطاع الوصول إلى الناس عن طريق الضرب على أجساد آخرين والإساءة إليهم، ثم توقف برنامجه حتى ظهر علينا مرة أخرى بنفس إسم البرنامج، ولكن من خلال قناة cbcهذه المرة، وكان برنامجه صورة كربونية لبرنامج مذيع أمريكي هو جون ستيوارت، ولاقى برنامجه نجاحاً، نظراً لأن المصريون كانوا قد كرهوا الإخوان وحكمهم، وكان الشعب مستعد لإستقبال أي شئ عن الإخوان، فذاع سيط باسم يوسف، حتى توقف برنامجه قبل ثورة 30 يونيو 2013، ثم عاود مرة أخرى يوم 25 من أكتوبر 2013، ليكون أداة إساءة للمصريين جميعاً، فقد إستخدم كافة أساليب العُهر السياسي في برنامجه الذي أراه قد أصبح قميئاً.
معرفتي بشخص باسم يوسف :
لا تربطني أي علاقة بباسم يوسف، ولم ألتقي به سوى مرة واحدة، في شهر رمضان من عام 2012، وقتها كنت أنا والدكتور/ سعد الدين إبراهيم بفندق الفورسيزون بجاردن سيتي بالقاهرة، وكان معنا أشخاص آخرين، وكان باسم يوسف هو وزوجته يجلسان مع علاء الأسواني، وعندما إقترب موعد السحور، مر على طاولتنا باسم يوسف، وجاء ليحي د. سعد الدين إبراهيم، ثم قدم التحية إلى كل المجموعة المتواجدة على نفس الطاولة، وقتها لم يكن باسم يوسف، يظهر على أي قناة فتلك الفترة هي ما بين عمله في قناة On TVو قناة cbc، وفي ذلك اليوم لم أجد راحة نفسية لهذا الشخص، لا أعلم السبب ولكن إنتابني شعور داخلي جعلني حتى لا أفكر بمد يدي للسلام عليه، وكنت أعتبره مجرد حالة إستخدمها الإخوان في البداية، حتى إنتشرت ثم إنتهت بنهاية برنامجه في قناة On TV، إلا أنه عاد بعد ذلك ببرنامج (البرنامج) ولكن بشكل مختلف تماماً، على قناة قناة cbc، ولعودته على تلك القناة أسباب :
اولاً/ باسم يوسف كان صديق دراسة لإبن د. سعد الدين إبراهيم، ومن خلال هذه العلاقة، قام د.سعد الدين إبراهيم، بدعوة باسم إلى زيارة أمريكا بعد رحيل نظام الرئيس مبارك، ونظراً لعلاقات د. سعد الدين، القوية والمتعددة المجالات في أمريكا، طلب باسم منه أن يتوسط لدى جون ستيوارت، صاحب البرنامج الشهير في أمريكا، ليتدرب لديه ويكون قادراً على عمل صورة كربونية لبرنامج جون ستيوارت بأمريكا، وبالفعل توسط د. سعد الدين إبراهيم لباسم يوسف، وذهب الاخير ليتدرب على آلية العمل كإعلامي بشكل جديد لمدة ثلاثة أشهر متواصلة بأمريكا، عاد بعدها لقناة cbc، وفي إحدى حلقات باسم يوسف، قام بمهاجة المستشار/ مرتضى منصور، فما كان من الآخر إلا أن هاجمه على عدد كبير جداً من القنوات الفضائية، وأخرج خلال هجومه على باسم يوسف، العديد من الأسرار !
وأثناء التحقيقات مع باسم يوسف، بتهمة إهانة محمد مرسي، إتصل بي د. توفيق عكاشة وقال لي : لقد طلب مني بعض الناس أن أتوسط للصلح بين كل من المستشار/ مرتضى منصور وباسم يوسف، ومع أنني في خلاف مع باسم يوسف، إلا أن أخلاق الفرسان تحتم علي أن لا أحاربه في ظل أزمته الحالية وإحالته للتحقيق بسبب إتهامه بإهانة رئيس الجمهورية وقتها "محمد مرسي" ثم طلب مني وساطة د. سعد الدين إبراهيم، وقال أنها وساطة مطلوبة لإجراء الصلح، لأن باسم يوسف قد يتنصل من أي إتفاق !
فما كان مني إلا أن إتصلت بالدكتور/ سعد الدين إبراهيم، وأبلغته بما دار من حديث، ووافق الرجل على الوساطة، ووقتها كانت المفاجئة بالنسبة إلي، فقد جاء رد باسم يوسف بالموافقة الفورية على الصلح مع المستشار/ مرتضى منصور، شريطة أن يعتذر مرتضى منصور لوالدة باسم يوسف ! وقتها أدركت مدى خوف وهلع باسم يوسف من المستشار/ مرتضى منصور، والذي رفض تقديم أية إعتذارات.
ثم سارت الأمور فيما بعد، دون أن يهاجم مرتضى منصور، باسم يوسف، نظراً لأنه كان يمر بأزمة مع نظام حكم جماعة الإخوان، وهكذا حقاً هي أخلاق الفرسان.
ما هو سبب توقف برنامج باسم يوسف على قناة On TV؟
كان باسم يوسف يتقاضى مبلغ متفق عليه وهو خمسة ملايين جنيه في خلال شهر رمضان 2011، ولكن ما أن وجد باسم يوسف أن برنامجه بدء يحقق مشاهدة عالية، فإذا به بدء يطلب مبلغاً مالياً، يعادل 24 مليون جنيه في العام الواحد ! فما كان من ألبرت شفيق مدير قناة On TV، إلا أن رفض طلب باسم يوسف، نظراً لأن أرباح برنامجه من الإعلانات لا تكفي لتجعل في مقدور القناة أن تدفع له ما طلب مبلغ باهظ ! فما كان من باسم يوسف إلا ان ترك العمل بالقناة، وظل منتظراً عروضاً أفضل، حتى إلتقى بالدكتور/ سعد الدين إبراهيم، والذي ساعده في التدريب في برنامج جون ستيورت كما ذكرت آنفاً.
مما ذكرته يتضح الآتي :
- باسم يوسف شخص يبحث عن المال في المقام الأول، ولا حقيقة لشعارات الوطنية أو المبادئ.
- باسم يوسف ليس بالشخص الشجاع أو الهمام ! بل إنسان خائف مرتجف.
- باسم يوسف لا يهاجم إلا الكبار، فالكبار فقط قد يتغاضون، عن ملاحقته ففي النهاية الرجل كما قال عن نفسه مجرد "أراجوز"
- قد يفعل باسم يوسف أي شئ من أجل المال، حتى لو كان ذلك على حساب خيانتة لوطنه، فمن يعيش بلا مبادئ لا غرابة إن باع وطنه أيضاً.
أسباب إختلافي مع باسم يوسف بعد عودته الضالة :
أولاً/ لم يتوجه باسم يوسف بأي نقد، لسيده/ محمد البرادعي، الذي ترك البلاد في الوقت الذي كان الوطن فيه بحاجة إليه.
ثانياً/ لم يتحدث باسم يوسف عن جرائم الإرهاب والدماء المصرية التي أزهقت بلا ذنب يذكر.
ثالثاً/ أساء باسم يوسف لشعب مصر عندما شبهه بإمرأة عاهرة.
رابعاً/ إستهدافه لشخص الفريق أول/ عبد الفتاح السيسي في محاولة منه، للنيل من شعبية الرجل.
خامساً/ أساء باسم يوسف للجيش المصري بأحط الألفاظ.
سادساً/ مقابلة الإحسان بالإساءة في شخص المستشار/ عدلي منصور رئيس الدولة.
سابعاً/ غيرتهُ الشخصية من بعض الشخصيات السياسية، ومحاولته الإساءة إليها لحساب البرادعي وأعوانه.
الرأي في التعامل مع باسم يوسف بعد سقطته الأخيرة :
- لابد من رفع دعوى مستعجلة لإيقاف عرض برنامج باسم يوسف فوراً.
- لابد من محاكمة باسم يوسف، على إساءته لشعب مصر، ومقاضاته ورفع دعوى تعويض عليه بمبلغ لا يقل عن 100 مليون جنيه.
- لابد من إصدار أمر من النائب العام يقضي بمنع باسم يوسف من السفر، حتى لا يهرب أمواله خارج البلاد، وحتى لا يضر بسمعة مصر في الخارج.
في النهاية أقول :
إن الحرية مسؤلية، وحرية الإنسان تقف عندما تبدأ حرية الآخر، والحرية لا تعني إسفافاً أو إنحطاط أخلاقي، فإن خرجت الحرية عن الأخلاق، فإنها تعد إنحلالاً، وعلينا أن نعلم أن بلداً مثل أمريكا التي تعد من أكثر بلدان العالم ديمقراطية، إلا أنها مجتمع محافظ يرفع من شأن الأخلاق، ومن يخرج عنها تجب محاسبته ومعاقبته على قدر الخطأ.
أقول قولي هذا وأستغفرُ الله لي ولكم
شادي طلعت