مباحث أسوان .. محاضر وهمية ومتكررة ضد المواطنين !!

أسوان – خاص:

أكد العديد من الشباب الذين التقيناهم بمدينة ومركز أسوان ممن سبق لهم دخول أقسام الشرطة وأمضوا فترات مختلفة أن مباحث قسم أول وثان أسوان ومباحث مركز أسوان دأبت على تحرير محاضر وهمية ومتكررة ضدهم حيث يقوم ضباط المباحث بإرغام المقبوض عليه بأن يشير بأصبعه على أحد “الأحراز” الموجودة على مكتب الضابط لتحديد التهمة التي يختارها برضاه وهي إما: سكين، أو شريط برشام مخدر، أو لفافة بانجو، أو غير ذلك من المصائب والويل لمن يبدي اعتراضه!!، وذلك لعمل المحضر الذي يقوم به ضابط المباحث رغبةً منه في استكمال عدد محدد من القضايا المطلوبة منه والتي تساهم في زيادة راتبه وترقيته ورضا المسئولين عنه، أما في مقر مكتب التحقيقات فيبدو الأمر داعياً للابتسام لأن السكين نفسه يتردد عليه كل يوم ويكون الإفراج هو القرار في الغالب!

وفي مقابلة لبعض المواطنين – رفضوا ذكر أسمائهم – والذين اتهموا في قضايا مخدرات و أكدوا أنهم لا علاقة لهم بذلك يقول م . ع :”  تم إلقاء القبض علىّ وحبسي  في سجن أسوان 8 أشهر على ذمة قضية اتهامي بالاتجار في المخدرات وبالرغم من أنني لم أبلغ من العمر 17 عاماً إلا أن شرطة أسوان حبستني مع المساجين ”

ويقول ع .ع  :” تم  حبسي 4 أشهر ونصف على ذمة قضية مخدرات وأنا لا دخل لي إطلاقاً بشيء اسمه مخدرات

أما ر . س – موظف – فقد تم حبسه لحين سداد قسط كمبيوتر – مع أنه لا يعرف لماذا وكيف يتم التعامل معه ولم يشتر شيئاً بالتقسيط – وبعد سداد القسط وخروجه تبين له وجود تشابه اسمه مع آخر يعمل طبيبا !!

ومن الحالات الصارخة حالة أحد الشباب حيث توجهنا لمنزله لمقابلة والدته الحاجة … -55سنة – لتحكي لنا عن المحضر الكاذب الذي حررته أجهزة الأمن ضد ابنها فقالت في مرارة :”ابني بائع متجول تم إلقاء القبض عليه وتركه داخل حجز قسم شرطة بندر أسوان وأثناء تواجده داخل الحجز قامت النيابة بالتفتيش  على سجن مركز أسوان واكتشفت تواجده و10 محتجزين آخرين بالسجن دون مبرر قانوني فقامت النيابة بتحرير محضر بالواقعة فطلب ضباط المباحث بالتنازل بأسمائهم عن اتهام الشرطة باحتجازهم دون وجه حق فرفض التنازل وبعد ضغوط قبله ولكن الضباط لفقوا له قضية اتجار مخدرات وقد استمر حبسه في هذه القضية الملفقة ما يقرب من 3 سنوات وسنه في ذلك الوقت 17 عاماً فقط ،مما اضطرنا لبيع كل ما نملك حتى غرفة نومه التي أعدها لزواجه قبيل القبض عليه للصرف على المحامين والسفر للزيارات طوال هذه المدة مع أنه ابني الوحيد بعد 3 بنات وأنه عائلنا وهو الذي يقوم بالصرف علينا”

يقول أحد رموز “خور عواضة” – وهي أكثر المناطق التي تحرر بها محاضر وهمية–: ” إنها من أكثر المناطق المبتلاة بهذا الشأن في محافظة أسوان والتي يقطنها الفقراء من بني هلال، فأين دور حكومة الحزب الوطني من هؤلاء؟! وأين تقرير التنمية البشرية الصادر كل عام دون تناول مشاكل هذه الطبقة الفقيرة؟! وما طرق حلولها؟! بدلاً من تهميشهم الثقافي والتعليمي – حيث انتشار الأمية بينهم – والاجتماعي – حيث انعدام التنمية الاجتماعية من خلال فقدان دور الجمعيات الأهلية – والسياسي – حيث رفضت الحكومة دخول عضو واحد منهم أيّاً من المجالس المحلية  على الرغم من كثرة عددهم!!” ويضيف: ” ما تفعله أجهزة الأمن والمسئولون بالمحافظة تجاه أمثال هؤلاء الشباب – وخاصة صغار السن منهم – إنما يؤدي للعودة إلى غول الإرهاب وفقدان الانتماء لوطننا الحبيب مصر بدلاً من تصوير مصر وكأنها “كولومبيا” جديدة فبحسبة بسيطة لعدد القضايا المسجلة في المحاضر الرسمية يظن الناس وكأن مصر وشعبها مجرد حوادث سرقة بالإكراه وتعاطي وتجارة مخدرات و… و…!!!”.