مهرجان الكوميديا فى أحاديث الشفاعة فى ( البوخارى ) ب3 ف4 / 1

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ٢٣ - أكتوبر - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

 

النبى لا يشفع يوم الدين :( كتاب الشفاعة بين الاسلام والمسلمين )
الباب الثالث : تتبع موضوع الشفاعة فى تاريخ المسلمين الدينى
الفصل الرابع : مهرجان الكوميديا فى أحاديث الشفاعة فى ( البوخارى ) قسم (1 )

أولا : ( صحيح / صفيح ) ( البخارى / البوخارى )
1 ـ الله جل وعلا ( مالك يوم الدين ) أمر رسوله محمدا ان يعلن إنه ليس متميزا عن الرسل وإنه لا يدرى ماذا سيحدث له أو لغيره ، وانه مجرد مُتّبع للقرآن وأنه مجرد نذير مبين : (قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعاً مِنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ (9)(الأحقاف ). أى أن النبى كان لا يعلم الغيب ، وليس له أن يتحدث فى الغيبيات ومنها ما سيحدث يوم الدين ( الأعراف 187 : 188 الأنعام 50 ). وبالتالى فإن كل الأحاديث التى فيها غيبيات هى كاذبة ، ومنها أحاديث الشفاعة .
2 ـ ولم تأت أحاديث الشفاعة فى (سيرة ابن إسحاق ) وقد توفى محمد بن اسحاق عام 152 ولا فى سيرة ابن هشام التى لخّصها عن ابن اسحاق . وقد توفى ابن هشام عام 218 . ولم يرد للشفاعة سوى حديث واحد ذكر فى ( موطأ مالك ) وقد مات الامام مالك عام 179 هجرية ومات تلميذه محمد بن الحسن الشيبانى اشهر من كتب موطأ مالك عام 189 هجرية . ولم تأت روايات الشفاعة فى كتابات الشافعى المتوفى عام 204 هجرية . أى ظل عصر الصحابة والراشدين والأمويين ومعظم العصر العباسى الأول خاليا تقريبا من أساطير الشفاعة التى ضخّمها البوخارى فى العصر العباسى الثانى .
3 ـ نعم .! لقد جاءت إشارات قليلة عن الشفاعة فى ( الطبقات الكبرى) لمحمد بن سعد . وقد عاش ابن سعد فى العصر العباسى الأول بين عامى( 168 : 230 ) هجرية ، وقد عاصره البوخارى المولود عام 194 والمتوفى عام 256 هجرية . أى أدرك البوخارى المؤرخ ابن سعد وعاصر شهرته ووفاته ، وعاش البوخارى بعد ابن سعد 26 عاما . وقد اعتمد البوخارى على كتاب ( الطبقات الكبرى ) لابن سعد ونقل عنه دون أن يشير اليه ، بل إخترع أسانيد مختلفة عن أسانيد ابن سعد . ولكن لم ينقل البخارى عن ابن سعد تلك الشذرات القليلة عن الشفاعة لأن البوخارى توسّع فيها وأتى بما لم يقله أحد من قبله فى أساطير الشفاعة. يعنى إن البوخارى هو مخترع أحاديث الشفاعة والتى وقع فى هواها أئمة المحمديين بعده ، بدءا من الطبرى المتوفى عام 310 الى عصرنا البائس .
4 ـ والبوخارى كتب هذا الرجس الكاذب عن الشفاعة من خياله ، أو بالتعبير الدّارج : ( من دماغه ) . فلم ينقله عن كتاب مكتوب من قبله كما فعل ابن هشام فى السيرة التى نقلها عن سيرة ابن اسحاق . جلس البوخارى فى قعر بيته ، وكتب من دماغه تلك الأحاديث ، وزعم أنه سمع هذا الحديث من فلان عن فلان عن فلان...عن الصحابى فلان عن النبى أنه قال .!!. وقد كتبنا بحثا عن ( الاسناد فى الحديث ) وهو منشور هنا . وهو يثبت أن الإسناد إفك مضحك . هذا البوخارى مولود فى خلافة الأمين العباسى عام 810 ميلادية ، وعاش في عصر الفتن والاضطرابات السياسية والفكرية والدينية فى العصر العباسى فى خلافة المأمون والمعتصم والواثق والمتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز الى أن مات فى خلافة المهتدى عام 870 ميلادية . وقد إخترع إسنادا لتلك الأحاديث التى يكتبها من دماغه . أى يزعم أن شيخه فلان أخبره بهذا الحديث ، وان شيخه الذى عاش مثلا فى خلافة هارون الرشيد قد سمع نفس الحديث من شيخ سابق عاش فى زمن الخليفة المهدى ، وان هذا الشيخ السابق سمع نفس الحديث من شيخ أسبق عاش فى خلافة أبى جعفر المنصور ، ثم عن شيخ اسبق عاش فى خلافة مروان بن محمد الأموى ، ثم عن شيخ آخر عاش فى خلافة سليمان بن عبد الملك الأموى ثم عن شيخ آخر عاش فى خلافة عبد الملك بن مروان ثم عن شيخ أسبق عاش فى خلافة معاوية ، ثم عن الصحابى فلان الذى أدرك النبى وروى عنه .!! هو إسناد عن موتى سابقين عاشوا وماتوا وهم لا يعلمون شيئا عمّا أسنده البخارى اليهم بعد موتهم بعدة عقود من الزمن . بل بعض الرواة شخصيات وهمية إخترعها البوخارى ووضع على كاهلها هذه الأساطير . بإختصار : الإسناد هو إفك كوميدى يضحك منه الحزين ..ولا يصدقه إلّا نزلاء المستشفيات العقلية . هذا الإفك المفترى من حيث السند ومن حيث المتن تبوله البوخارى فى قلوب المحمديين فآمنوا به وقدّسوه ..ولا يزالون .
5 ـ والبخارى فى أساطيره التى إخترعها عن الشفاعة يكتب دراما كوميدية يجعل فيها رب العزة الاها منزوع السلطات ، ومعه شخصية أخرى للنبى محمد الذى يجعله الاله المّدلل صاحب النفوذ ، وصاحب السيادة على الأنبياء السابقين . وطبعا فلا شأن لرب العزة بهذا ، ولا صلة لحقيقة النبى محمد وبقية الأنبياء عليهم السلام بذلك الإفك البوخارى . وحين نتندّر على هذه الشخصيات التى خلقها البوخارى فلأن هذا الإفك لا يستحق سوى السخرية منه وممّن إختلقه . والسخرية هى الردّ المناسب على المحمديين الذين يقدسون البوخارى ويباركون هذا الطعن المقيت فى الله جل وعلا ورسوله .
أخيرا :
ونقرأ هذه الأسطورة من اساطير الشفاعة للبوخارى ، ونعلّق على فقراتها أولا بأول :
1 ـ ( حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ عَنْ زَيْدٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ) تعليق : هذا هو الاسناد والعنعنة . ويلاحظ هنا أن البخارى جعل الاسناد والعنعنة عبر سبعة من الرواة ، وآخرهم الصحابى أبى سعيد الخدرى . هذا من عصر البخارى فى منتصف القرن الثالث الهجرى الى عصر النبى . كما لو أنّ البوخارى قد أجلسهم امامه جميعا بالترتيب وسمع من فلان عن فلان . أو كان معه جهاز تسجيل وقام بتسجيل رواياتهم ، وهم جميعا قالوا نفس هذه الرواية بلا تغيير فى أى كلمة أو أى حرف ، مع أنها رواية طويلة ..أو ( فيلم هابط ) .
2 ـ دعنا نقرأ متن أو سيناريو وحوار هذه الكوميديا : ( قَالَ : قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ قَالَ : هَلْ تُضَارُونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ إِذَا كَانَتْ صَحْوًا ؟ قُلْنَا : لَا. قَالَ : فَإِنَّكُمْ لَا تُضَارُونَ فِي رُؤْيَةِ رَبِّكُمْ يَوْمَئِذٍ إِلَّا كَمَا تُضَارُونَ فِي رُؤْيَتِهِمَا . ) التعليق : هنا يثبت البخارى رؤية الله يوم القيامة عن طريق هذا الافتراء ، وأن الصحابة جميعا سألوه فأجابهم بهذا . وقضية رؤية الله كانت ولا تزال محل جدل ، وقد نفاها المعتزلة فردّ عليهم البخارى وغيره بتأليف أحاديث خاصة أو بإدخالها ضمن أحاديث مطولة مثل هذا الحديث الاسطورة .
3 ـ ( ثُمَّ قَالَ : يُنَادِي مُنَادٍ لِيَذْهَبْ كُلُّ قَوْمٍ إِلَى مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ ، فَيَذْهَبُ أَصْحَابُ الصَّلِيبِ مَعَ صَلِيبِهِمْ وَأَصْحَابُ الْأَوْثَانِ مَعَ أَوْثَانِهِمْ وَأَصْحَابُ كُلِّ آلِهَةٍ مَعَ آلِهَتِهِمْ ، حَتَّى يَبْقَى مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ مِنْ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ وَغُبَّرَاتٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ. ). تعليق : هذا يجعل المسيحيين ضمن من يعبد الأوثان . فماذا عمّن يعبد القبور المقدسة أو الأنصاب من ( المحمديين ) ؟ سنعرف فى نهاية الفيلم أن مصيرهم الجنة والخروج من النار .
4 ـ ( ثُمَّ يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ تُعْرَضُ كَأَنَّهَا سَرَابٌ. فَيُقَالُ لِلْيَهُودِ : مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ ؟ قَالُوا كُنَّا نَعْبُدُ عُزَيْرَ ابْنَ اللَّهِ. فَيُقَالُ : كَذَبْتُمْ لَمْ يَكُنْ لِلَّهِ صَاحِبَةٌ وَلَا وَلَدٌ، فَمَا تُرِيدُونَ؟ قَالُوا: نُرِيدُ أَنْ تَسْقِيَنَا. فَيُقَالُ : اشْرَبُوا. فَيَتَسَاقَطُونَ فِي جَهَنَّمَ ) أى هنا نجد البوخارى قد صنع الاها كاذبا مُخادعا ، يجعل جهنم سرابا من الماء يعرضه أمام اليهود العطشانين الغلابة ، ويدعوهم للشرب فيندفع اليهود لروى ظمئهم فيتساقطون فى جهنم 5 ـ ويكرر نفس الخدعة للنصارى :( ثُمَّ يُقَالُ لِلنَّصَارَى مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ فَيَقُولُونَ كُنَّا نَعْبُدُ الْمَسِيحَ ابْنَ اللَّهِ فَيُقَالُ كَذَبْتُمْ لَمْ يَكُنْ لِلَّهِ صَاحِبَةٌ وَلَا وَلَدٌ فَمَا تُرِيدُونَ ؟ فَيَقُولُونَ : نُرِيدُ أَنْ تَسْقِيَنَا .فَيُقَالُ : اشْرَبُوا . فَيَتَسَاقَطُونَ فِي جَهَنَّمَ ). التعليق : والبوخارى يجعل النصارى فى هذا السيناريو غاية فى الغباء ، إذ يقعون ببساطة فى نفس الخدعة التى وقع فيها اليهود أمامهم ، ويتساقطون مثلهم فى جهنم ..يا عينى .!! .
6 ـ وبعد إلقاء اليهود والنصارى فى جهنم لا يبقى سوى ( أمة محمد ) أو بتعبير البوخارى ( حَتَّى يَبْقَى مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ مِنْ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ ) التعليق : أى هم بين برّ وفاجر ..OK يا بوخارى . ولو أنك لم تذكر أغلبية سكان العالم من بوذيين وهندوس و سيخ ..الخ .
7 ـ ونعود للسيناريو والحوار : ( فَيُقَالُ لَهُمْ مَا يَحْبِسُكُمْ وَقَدْ ذَهَبَ النَّاسُ ؟ فَيَقُولُونَ : فَارَقْنَاهُمْ وَنَحْنُ أَحْوَجُ مِنَّا إِلَيْهِ الْيَوْمَ ، وَإِنَّا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِيَلْحَقْ كُلُّ قَوْمٍ بِمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ وَإِنَّمَا نَنْتَظِرُ رَبَّنَا ) التعليق : يعنى ينتظرون الى أن يأتى لهم ربهم الذى إخترعه البوخارى فى هذا الفيلم الهابط .
8 ـ وهنا سيداتى وسادتى : تنتفتح الستارة ويظهر على الشاشة الممثل الذى يقوم بدور الاله الذى إخترعه البوخارى. هذا الاله يأتيهم متنكرا : ( قَالَ فَيَأْتِيهِمْ الْجَبَّارُ فِي صُورَةٍ غَيْرِ صُورَتِهِ الَّتِي رَأَوْهُ فِيهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ فَيَقُولُ أَنَا رَبُّكُمْ . فَيَقُولُونَ أَنْتَ رَبُّنَا ؟؟!! ) أى يستنكرون أن يكون ربهم . ولكن يعرفه الأنبياء .
9 ـ يقول السيناريو : ( فَلَا يُكَلِّمُهُ إِلَّا الْأَنْبِيَاءُ ) ويتعرف عليه الأنبياء عندما يكشف لهم ساقه فيسجدون له :( فَيَقُولُ هَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ آيَةٌ تَعْرِفُونَهُ فَيَقُولُونَ : السَّاقُ .! فَيَكْشِفُ عَنْ سَاقِهِ ، فَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ وَيَبْقَى مَنْ كَانَ يَسْجُدُ لِلَّهِ رِيَاءً وَسُمْعَةً فَيَذْهَبُ كَيْمَا يَسْجُدَ فَيَعُودُ ظَهْرُهُ طَبَقًا وَاحِدًا) التعليق : هنا يضع البوخارى تلاعبه بقوله جل وعلا عن بعث الناس من القبور : (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ (42) القلم ) . إذ تنشق القبور يوم البعث ويبدأ ظهور سيقان البشر ، ثم بقية أجسادهم . وبعد البعث يكون مساق الناس فى الحشر ، الى حيث العرض أمام الله جل وعلا صفّا واحدا ، يقول جل وعلا عن هذا الحشر : (وَالْتَفَّتْ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (30) القيامة ) البوخارى يضع عامدا هذه الفقرة فى هذا الحديث ليجعل الساق هى ساق رب العزة .
10 ـ ثم يقول البوخارى : ( ثُمَّ يُؤْتَى بِالْجَسْرِ فَيُجْعَلُ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ . قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْجَسْرُ ؟ قَالَ : مَدْحَضَةٌ مَزِلَّةٌ عَلَيْهِ خَطَاطِيفُ وَكَلَالِيبُ وَحَسَكَةٌ مُفَلْطَحَةٌ لَهَا شَوْكَةٌ عُقَيْفَاءُ تَكُونُ بِنَجْدٍ يُقَالُ لَهَا السَّعْدَانُ . الْمُؤْمِنُ عَلَيْهَا كَالطَّرْفِ وَكَالْبَرْقِ وَكَالرِّيحِ وَكَأَجَاوِيدِ الْخَيْلِ وَالرِّكَابِ فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ وَنَاجٍ مَخْدُوشٌ وَمَكْدُوسٌ فِي نَارِ جَهَنَّمَ حَتَّى يَمُرَّ آخِرُهُمْ يُسْحَبُ سَحْبًا ) . التعليق : أساطير المحمديين تتخيل جسرا بين الجنة والنار إسمه الصراط ، يعبره الناس ، فالمؤمنون يعبرونه بسلام والكافرون يتساقطون من فوقه الى الجحيم . وهذا خيال بائس ساقط لأن المقصود بالصراط فى السياق القرآنى هو الطريق الذى يختاره الفرد فى علاقته بربه ، هو ( الدين ) وهو ( السبيل ) . قد يكون الصراط مستقيما وقد يكون معوجا مختلفا . ولقد شاء رب العزة أن نيكون الناس أحرارا فى إختيار طريقهم وصراطهم . والبوخارى هنا يصف ما يتخيله من هذا الكوبرى فوق الجنة والنار ، وقد تساقط من فوقه بعض المؤمنين فى سيناريو البوخارى .
11 ـ ويزعم البوخارى أن المؤمنين يتوسلون بمحمد لينجى من سقط من فوق الكوبرى الى النار : ( فَمَا أَنْتُمْ بِأَشَدَّ لِي مُنَاشَدَةً فِي الْحَقِّ ). ثم تأتى عبارت غامضة فى السيناريو : ( قَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ الْمُؤْمِنِ يَوْمَئِذٍ لِلْجَبَّارِ).
12 ـ ويقول البوخارى عن تشفع المؤمنين فى إخوانهم الذين سقطوا من فوق الكوبرى ( الصراط ) الى جهنم : ( وَإِذَا رَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ نَجَوْا فِي إِخْوَانِهِمْ يَقُولُونَ : رَبَّنَا إِخْوَانُنَا كَانُوا يُصَلُّونَ مَعَنَا وَيَصُومُونَ مَعَنَا وَيَعْمَلُونَ مَعَنَا فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : اذْهَبُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ دِينَارٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ . وَيُحَرِّمُ اللَّهُ صُوَرَهُمْ عَلَى النَّارِ . فَيَأْتُونَهُمْ ، وَبَعْضُهُمْ قَدْ غَابَ فِي النَّارِ إِلَى قَدَمِهِ ، وَإِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ ، فَيُخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا ) أى يعطيهم القوة على إخراج إخوانهم من النار من كان منهم فى قلبه مثقال دينار من إيمان ، يعنى حوالى نصف أوقية أو ربع رطل أو ثُمن كيلو ..مثلا . وطبعا لا بد أن يذهبوا ومعهم ( ميزان ) يزنون به أعمال أولئك الناس المؤمنين الذين كانوا يصلون ويصومون ليخرجوهم من النار طالما وصل إيمانهم الى مثقال دينار بالعُملة الأردنية . ويخرجونهم من النار ..
13 ـ ولكن لا يكفيهم هذا لأنه لا يزال بعض إخوانهم ( المؤمنين ) فى النار ، وإيمانهم أقل من مثقال دينار .يعنى بالدرهم أى بالعملة الامارتية ، أو بالدراخمة اليونانية . ويتشفعون فيهم : يقول السيناريو الهابط : ( ثُمَّ يَعُودُونَ ، فَيَقُولُ : اذْهَبُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ نِصْفِ دِينَارٍ فَأَخْرِجُوهُ ، فَيُخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا . ) .
14 ـ ولا يكتفون بهذا ، لأنه لا يزال فى النار من المؤمنين الذين كانوا يُصلُّون ويصومون من فى قلبه مثقال ذرة من إيمان ، يعنى واحد على مليون من الجرام من الايمان . لذا يعودون للتشفع فيهم ليخرجوهم من النار . يقول السيناريو : ( ثُمَّ يَعُودُونَ . فَيَقُولُ : اذْهَبُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ . فَيُخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا . قَالَ أَبُو سَعِيدٍ فَإِنْ لَمْ تُصَدِّقُونِي فَاقْرَءُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا) . ولأن البوخارى يرى إنها كذبة واسعة ( حبتين ) وغير قابلة للتصديق فإنه يستشهد بآية قرآنية هى دليل ضده وليست دليلا له .
15 ـ ويستمر سيناريو البوخارى يقول : ( فَيَشْفَعُ النَّبِيُّونَ وَالْمَلَائِكَةُ وَالْمُؤْمِنُونَ . ) وبعد شفاعتهم لا يبقى فى النار إلا القليلون من ( أمة محمد ) ، وهؤلاء يشفع فيهم اله البخارى نفسه . أى يشفع فيهم بنفسه عند نفسه ، يقول البوخارى فى فيلمه الهابط : ( فَيَقُولُ الْجَبَّارُ : بَقِيَتْ شَفَاعَتِي . ) أى بقى أن يشفع هو بنفسه عند نفسه فيقبض قبضة من الناروتخرج قبضته مليئة بأقوام من المحمديين من أهل النار يلقيهم فى ماء الحياة عند الجنة ( على شمالك وانت عند نافورة ميدان التحرير ) :يقول البوخارى المعتوه : ( فَيَقْبِضُ قَبْضَةً مِنْ النَّارِ فَيُخْرِجُ أَقْوَامًا قَدْ امْتُحِشُوا ، فَيُلْقَوْنَ فِي نَهَرٍ بِأَفْوَاهِ الْجَنَّةِ يُقَالُ لَهُ مَاءُ الْحَيَاةِ ، فَيَنْبُتُونَ فِي حَافَتَيْهِ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ ، قَدْ رَأَيْتُمُوهَا إِلَى جَانِبِ الصَّخْرَةِ وَإِلَى جَانِبِ الشَّجَرَةِ . فَمَا كَانَ إِلَى الشَّمْسِ مِنْهَا كَانَ أَخْضَرَ وَمَا كَانَ مِنْهَا إِلَى الظِّلِّ كَانَ أَبْيَضَ .) أصحاب النار هؤلاء يلبسون اللؤلؤ والخواتيم ويقام لهم حفل إستقبال فى الجنة ، مع إنهم ما عملوا خيرا فى حياتهم الدنيا . يقول البخارى فى خاتمة هذا الفيلم : ( فَيَخْرُجُونَ كَأَنَّهُمْ اللُّؤْلُؤُ . فَيُجْعَلُ فِي رِقَابِهِمْ الْخَوَاتِيمُ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ فَيَقُولُ أَهْلُ الْجَنَّةِ هَؤُلَاءِ عُتَقَاءُ الرَّحْمَنِ أَدْخَلَهُمْ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ عَمَلٍ عَمِلُوهُ وَلَا خَيْرٍ قَدَّمُوهُ فَيُقَالُ لَهُمْ لَكُمْ مَا رَأَيْتُمْ وَمِثْلَهُ مَعَهُ ). وتأتى (النهاية ) السعيدة ( The End ) لهذا الفيلم الهابط . ويخرج المحمديون من قاعة السينما وقد تشجعوا على العصيان وطاعة الشيطان ، إذ ليس هناك حساب ولا عقاب بل هو يوم من الشفاعات يشفع فيه الجميع من المؤمنين والأنبياء وحتى ربّ البوخارى يشفع بنفسه عند نفسه . ويتمتع بهذه الشفاعات المحمديون فقط . أما اليهود والنصارى فقد تم وضعهم فى النار فى أول الفيلم . وعليه العوض ومنه العوض .!!
لكن أين شفاعة ( محمد ) ؟ هى فى الأفلام القادمة .
انتظرونا ..

اجمالي القراءات 13796