ممثل روسيا السابق في منظمة المؤتمر الاسلامي: في روسيا بعد عدة عقود سيزداد عدد المسلمين الى ثلاثين بالمئة من عدد السكان
01.07.2010 آخر تحديث [08:51]
ضيف هذه الحلقة من برنامج "حديث اليوم" هو فينامين بابوف ممثل روسيا السابق لدى منظمة المؤتمر الإسلامي وذلك بمناسبة الذكرى الخامسة لانضمام روسيا الى منظمة المؤتمر الإسلامي.
عن تاريخ العلاقات بين روسيا والعالم الاسلامي والجهود التي بذلت لتعزيز تلك العلاقات يقول ضيف "حديث اليوم" ان تلك المرحلة كانت "مهمة في تاريخ العلاقات بين روسيا والعالم الاسلامي ، وتطلب ذلك الكثير من اللقاءات والزيارات ، والان يمكن القول اننا فعلا نتقارب مع العالم الاسلامي .. تعرفون انه في العالم الحديث هناك عدة اقطاب في العالم وروسيا واحد منهم ، ونعتقد ان العالم الاسلامي سيصبح قطبا مستقلا وتقارب هذين القطبين له تاثير على العلاقات الدولية نحن والدول الاسلامية توحدنا العدالة الانسانية ، وهذا ما يدفع الى تقاربنا واعتقد انا تقاربنا هذا سيزيد من عدالة النظام العالمي عموما".
وفي معرض رده على سؤىل فيما اذا كانت روسيا تتطلع الى الانتقال من صفة مراقب الى عضوية تامة في منظمة المؤتمر الاسلامي يقول فينيامين بابوف " نعم بالطبع وهذا ما قاله الرئيس الروسي السابق فلاديمير بوتين عند انضمام روسيا كعضو مراقب الى منظمة المؤتمر الاسلامي ، وهذا يعتبر خطوة جبارة بالنسبة لروسيا ، لانه للمرة الاولى في تاريخ روسيا يشعر المسلمون الروس انهم يستطيعون التواصل مع اخوانهم في الدين، لان ذلك لم يكن متاحا سابقا لاسباب عديدة ومعروفة ما فعله الرئيس بوتين هو خطوة تاريخية في تاريخ روسيا الحديث ونتائج هذه الخطوة ستظهر لاحقا، لانها خطوة باتجاه عشرين مليون مسلم روسي، اي خمسة عشر بالمئة من سكان روسيا وهم رحبوا بهذه الخطوة التي اصبحت بموجبها روسيا جزءا من العالم الاسلامي وهذا امر واقع".
ويعبر الممثل السابق لروسيا في منظمة المؤتمر الاسلامي عن اعتقاده بانه " في المستقبل سوف تتطور العلاقات بين روسيا والعالم الاسلامي واعتقد انه بعد عقدين من الزمن سوف يصبح عدد المسلمين في العالم كعدد المسيحيين، وفي روسيا ايضا بعد عدة عقود سيزداد عدد المسلمين الى ثلاثين بالمئة من عدد السكان ، لذلك اعتقد ان خطوة انضمام روسيا الى منظمة المؤتمر الاسلامي هي خطوة سياسية جبارة في تاريخ روسيا خلال السنوات العشر الاخيرة"
وعن العقبات التقنية التي يقول السيد كامل اسحق انها تحول دون تمتع روسيا بعضوية كاملة في المنظمة يقول ضيف "حديث اليوم" تعرفون هناك قوانين وشروط للانضمام الى منظمة المؤتمر الاسلامي ومن هذه الشروط ان يكون رئيس البلاد مسلما او ان يكون المسلمون غالبية السكان او ان يكون الاسلام هو الدين الرسمي ، ولا شرط من هذه الشروط ينطبق على روسيا المسألة ليست بالعضوية انما في ان هذا الحدث شكل بداية للتقارب بين روسيا والعالم الاسلامي ، فكما تعرفون ان ثمانين بالمئة من الروس هم مسيحيون وعندما اعلن بوتين عن رغبته بالانضام لهذه المنظمة لم ترق الفكرة للبعض وآخرون شككوا بذلك والبعض لا يزال يشكك الى الان ، ولكن على الرغم من ذلك فان روسيا تسير باتجاه التقارب مع دول العالم الاسلامي والعالم الاسلامي يرحب بذلك".
ويواصل فينيامين بابوف مستطردا "اذكر عندما كنا في كولالمبور في المؤتمر العاشر للمنظمة، وتحدث حينها الرئيس بوتين، وعلما ان كلمته لم تستغرق سوى خمس دقائق، لكنها قوطعت مرات عدة بالتصفيق الحار. وعندما خرج الرئيس بوتين من القاعة توافد اليه الكثيرون لمباركة ما قاله في خطابه لانها كانت المرة الاولى التي نمد فيها يد التعاون الى العالم الاسلامي وهذا كان مباشرة بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر عندما كان الغرب يندد بالاسلام ويدعي ان الاسلام يصنع الارهاب ونحن قلنا حينها لا فالاسلام دين سام وعظيم ويرفض الارهاب بكافة اشكاله وان ليس للارهاب دين او قومية"
وعن الانجازات التي حققتها روسيا على المستوى السياسي يقول ضيف الحلقة ان " الامر يكمن باننا فعلا استطعنا ان نتوصل الى الكثير من النجاحات، ففي روسيا مثلا وهذا كان سرا فقناتكم الموقرة كانت نتيجة من نتائج التقارب بين روسيا والعالم الاسلامي
ثانيا – لقد قمنا بتأسيس مجموعة الرؤى الاستراتيجية الروسية والعالم الاسلامي التي يتراسها حاليا يفغيني بريماكوف وهو رجل حكيم، بالاضافة الى الرئيس التتري السابق منتيمير شايمييف وهذان الرجلان لعبا دورا كبيرا، وتضم هذه المجموعة ايضا عشرات الشخصيات السياسية البارزة والمعروفة وقد اجتمعنا خمس مرات اولا في موسكو ومن ثم في قازان وفي اسطنبول وفي جدة والمرة الاخيرة كانت في الكويت اما الاجتماع القادم فسيكون في شمال القوقاز وذلك بعد انضمام الرئيس الانغوشي يونس بك يفكوروف الى هذه المجموعة وقد دعا الى عقد الاجتماع المقبل في شمال القوقاز، واود ان اشير الى اننا تمكنا من الوصول الى مستوى جيد من الثقة المتبادلة".
وعن مساهمة روسيا في البرامج التنموية في الدول الاسلامية يؤكد فينيامين بابوف :"نعم عند انضمامنا لهذه المنظمة خصصنا مبالغ كبيرة وقدمنا المساعدات للمحتاجين والايتام في إندونيسيا بعد كارثة تسونامي دون الاعلان عن ذلك.. نعم يوجد لدينا برامج مختلفة ومشاريع مشتركة مع العديد من دول منظمة المؤتمر الاسلامي ونحن الان بصدد اصدار كتاب عن الجهود الحثيثة التي بذلها الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي الدكتور اكمل الدين أغلو، كما واننا نقوم بمساعدة الطلاب الذين يدرسون علوم الشريعة الاسلامية .. اضافة الى ذلك وقعنا اتفاقية مع بنك التنمية الاسلامية وهذا البنك سيساهم بتمويل عدة مشارع منها مراكز دراسات اسلامية ومراكز اخرى ، كل ذلك يؤكد اننا قادمون على عمل مشترك وبناء".
وبخصوص دور الجمهوريات ذات الاغلبية الاسلامية ضمن الاتحاد الروسي يوضح ضيف "حديث اليوم" انه " هنا يمكن ذكر العديد من الامثلة لكنني أريد بداية أن اشير الى ثلاث جمهوريات تنشط بشكل كبير في هذا المجال وهي بلا شك تتارستان برئيسها السابق والرئيس الجديد الذي يستمر في نفس النهج، لقد نظموا الكثير من المؤتمرات ومنذ وقت قريب نظموا مؤتمر التمويل الاسلامي وهناك تعاون متين فيما يتعلق بأبحاث تاريخ الاسلام في روسيا. الاسلام جاء الى روسيا قبل المسيحية هذا ما يجب ان يعرفه الناس ونحن معا نعمل الكثير من البحوث بهذا الشان. مثلا تتارستان أريد ان اقول إنه في الآونة الاخيرة تؤثر كثيرا وتبذل جهدا خصوصا في باشقورتيستان، هناك لدينا إدارة مركزية دينية للمسلمين الروس برئاسة المفتي تاج الدين إنهم ينشطون كثيرا في هذه الاعمال وأريد ايضا أن اذكر جمهوريتين أو ثلاثة في القوقاز تنشط أيضا في هذا المجال مثلا الجمهورية الشيشانية برئاسة قاديروف الذي يولي اهتما كبيرا بهذه القضايا الآن ممثل روسيا في منظمة المؤتمر الاشسلامي بعد استقالة شامييف وحضور يفكوروف الرئيس الانغوشي وهو بطل روسي لقد شارك في اللقاء الاخير لمجموعة الرؤيا الاستراتيجية روسيا والعالم الاسلامي في الكويت وهو ينظم اعمالا كبيرة وهناك العديد من المشاريع والتي حسب رأيي ستكون مشتركة وأريد ان أذكر هنا أيضا جمهورية داغستان أتعرفون لماذا لأن هذه الجمهورية المتميزة والتي تشتهر منذ زمن بوجود الكثير من المتدينين المسلمين الحقيقيين الذين كانوا على الدوام متحمسين خلال ايام الحج في مكة وكانوا دائما في الصفوف الاولى، هذا ما يجب التذكير به.. انهم فعلا يلعبون دورا كبيرا وأنا اعتقد ان مثل هذه العلاقات سوف تأخذ مجراها في التوسع، لأن امامنا الكثير من البرامج والندوات التي سوف تقام في هذه الجمهوريات ونحن سندعوا الكثير من الفقهاء الى شمال القوقاز، فنحن مبدئيا اتفقنا أنه حتى نهاية هذا العام سيزورنا الشيخ يوسف القرضاوي في شمال القوقاز".