أكد الدكتور هشام شيحة وكيل وزارة الصحة والمجالس الطبية المتخصصة انه تم وضع بروتوكولات جديدة لنظام العلاج على نفقة الدولة حيث تواكب ما وصفه بالتطوير العلمي واستخدام التكنولوجيا الحديثة.
وأوضح شيحة في برنامج صباح الخير يا مصر بالتليفزيون المصري الاثنين أن البروتوكولات الجديدة تشمل ملء إقرارات العلاج على نفقة الدولة وإرسالها عبر شبكة الانترنت خلال 48 ساعة.
وطبعا غير معروف من سيملأ الإقرارات ويرسلها عن طريق الانترنت هل هي المستشفيات أم الأفراد الذين في معظمهم فقراء وربما لا يستطيعون الكتابة والقراءة فضلا عن استخدام الكمبيوتر ووصف تشخيص الحالة ورفع التقارير الطبية!!!!!.
وأضاف أنه تم وضع ضوابط مشددة للحد من قرارات العلاج على نفقة الدولة التي تم الموافقة عليها فى
السابق وشملت عمليات تجميلية لافتاً إلى انه لن يتم الحصول على اى قرار الا بعد العرض على لجنة ثلاثية من كبار الأطباء.
إذن جوهر السياسة الجديدة هي تجفيف منابع هذه الخدمة والتضييق على المرضى من الفقراء وممن لا يملكون ترف دفع آلاف الجنيهات للمستشفيات، وهو ما أكده شيحة الذي قال أن وزارة الصحة ستصدر قرارات بقيمة 5 مليون جنيه فقط يوميا، وهو ما يمكن تنفيذه حتى تتمكن وزارة الصحة من سداد مديونياتها للمستشفيات مشيرا إلى انه تم إدراج 10 أمراض جديدة ضمن قائمة العلاج على نفقة الدولة ومنها عقار الانترفيرون الذى يدخل لأول مرة بالقائمة.
وماذا لو زاد المرضى وارتفعت تكاليف علاجهم حيث أن المبلغ المرصود قد لا يكفي لعلاج عدة حالات خطيرة تحتاج لعمليات جراحية عاجلة؟ معنى ذلك أن هناك قسما كبيرا من المواطنين سيتركون لكي يموتوا لأن نظام الطاغية مبارك لن يوفر لهم المزيد من الأموال لعلاجهم. فهل يوجد نظام علاج في العالم يتحدث عن سقف الانفاق بدون مراعاة حاجات الناس وآلامهم.
وماذا لو احتاجت حرمكم أو حرم وزير آخر أو مسئول كبير لقرارات للعلاج في أكبر مستشفيات أوروبا وأمريكا بتكلفة 2 مليون جنيه كما حدث مع حرم وزير الصحة الملياردير الذي يملك أكبر مستشفى استثماري في مصر، ستعطون المتبقى للمرضى من أبناء العبيد وتخصمون منه تكلفة علاج كبراء البلد؟.. آه يا بلد
وأضاف السيد شيحة إلى انه سيتم تأجيل العمليات الغير طارئة مثل استئصال المرارة حتى تتوافر اعتمادات مالية حتى لا تتكرر التجارب السابقة مشيراً إلى أن هناك جهودا مستمرة للارتقاء بمنظومة العلاج على نفقة الدولة.
وهل كان من الممكن تأخير عملية استئصال مرارة الرئيس يا سيد شيحة التي سافر لاستئصالها في أكبر مستشفى في ألمانيا مصطحبا معه جيش من الاطباء والمساعدين والسكرتارية والحراس، أم أن مرارة الرئيس وآلامها تختلف عن مرارات الشعب الذي يجب عليه أن يتحمل الآلام.
وهل لم تجد الدولة من الميزانيات لكي تقوم بتقليصها وتخفيضها سوى علاج الناس بعدما تفشت الأمراض والأوبئة على أيديكم وبسبب سياساتكم التي لوثت التربة والمزروعات والماء والهواء فتبوأت مصر بسببكم سدة ترتيب البلاد الموبوءة بالأمراض والأورام والأوبئة.
ألا ينفق وزراؤكم من النثريات ومصروفات المكاتب والسياسرات أضعاف أضعاف مثل هذه المبالغ التي تحاولون خصمها وتوفيرها على حساب أرواح الناس التي لم تعد تساوي عندكم شيئ.
الرئيس العجوز عندما وقع حفيده – رحمه الله- صريعا لأزمة مرضية غامضة نقل لأفضل المستشفيات وأرسلت الطائرة لإحضار أمهر الأطباء من فرنسا، ثم تقرر نقله فاحضرت طائرة الإسعاف الطائر التي نقلته لفرنسا ورغم هذه الجهود فاضت روحه البريئة، ولكن بعد أن استنفذت الأسباب وأنفقت الأموال، ألا يحق لأطفال مصر ومرضاها أن يحصلوا على شيئ من هذا الاهتمام وهذه الرعاية، وماذا لو كان ما ينطبق على عائلة الرئيس هو ما ينطبق على باقي أبناء الشعب وقيل له لا توجد ميزانية ولن نستطيع اعطائك قرارا للعلاج على نفقة الدولة؟ هل لو كان الرئيس مواطنا وواجه مثل هذا الصلف، أو منع هو أو أقاربه من تلقي العلاج وتركوا حتى الموت، هل كان سيشعر بالنتماء أو الرضى من هذه النظام الذي يحكم وأفسد الحرث والنسل.
أرجوكم ألعبوا بعيد عن علاج الناس وعن مواساة فقيرهم وضعيفهم ولا تستأسدوا على هذه الشريحة ووفروا من المليارات التي تنفقونها على الترف والطغيان والإفساد في الإرض.
نظام العلاج على نفقة الدولة كما قلنا هو نظام فاشل لحكومة تتخبط ولشعب يئن. وربنا ينتقم من الظلمة.