ذكر الله في القرآن صيغتان مختلفتان يمتان لبعضهما البعض و يختلفان في التوصيف. فذكر الله عن (آدم) في قصة إسكانه الجنه و أمر الملائكه و ذكر أيضا صيغة بني آدم فما الفرق بين تلك الصيغتين ؟
فهل يكمن الفرق في تلك الآيتين؟:
فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ الأعراف (22) هذه الآيه تتحدث عن( آدم) و زوجه بعدما
يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ الأعراف (26) هذه الآيه تتحدث عن بني آدم !!!!
عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ الأعراف (89) :
عندما تكلم الله عن خلق عيسي شبهه مثل خلق آدم (و ليس بني آدم)
خلق آدم ( الخلق الأول) كان من طين: `الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ` السجدة (7) و تدعمة العديد من الأيات.
و عندما يحدثنا نحن بني آدم (قارئي القرآن يتكلم المولي عز و جل عن عملية تصوير في الأرحام و هنا : هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ آل عمران (6)
هنا يستكمل الله الحديث عن التصوير في الأرحام مسبوقا بتخليق الطين(الخلق الأول) في الآيه التاليه:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ" الحج (5) -
عندما تكلم الله عن سوأة آدم قال(بدت....... بعد الأكل من الشجره التي حرّمها الله عليهما((((((مثني))))))))) فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ الأعراف (22) و فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى طه (121)...... المهم هنا أن السوأه عند آدم بدت بعد ما أكل من الشجره التي لم يكن لها وجود(ظهور) قبل الأكل من الشجره.
و لكن عندما تكلم عن بني آدم تكلم علي أنهم لهم سوأه و أن الله أنزل عليهم (((((((((جمع)))))))))) لباس يواري سوآتهم و أيضا ريش... يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ الأعراف (26) و المهم هنا أن بني آدم عندم عوره و أنزل الله لهم لباي ليواري تلك العوره و أيضا ريشأ.
الفرق الذي نلاحظه هنا أن أدم لم تكن سوأته بيّنه(ظاهره) و بدت بعدما أكل من الشجره و إستعمل لأول مره ورق الشجر ليواري سوأته
السوأه: هي الأعضاء التناسليه الظاهره من جسم الإنسان و هي في تلك الآيات واضحه و جلية المعني حيث أم المواراه هنا بمعني الإخفاء بعد الظهور
أما بني أدم فله سوأه و أنزل الله له لباس أي علّمه إستعمال الجلود (بعد ذلك القماش) لصناعة اللباس لنواري سوأتنا
إذا أول فرق بين أدم(الخلق الأول=خلق الطين) هو أنه لم يكن له سوأة بينه(ظاهره) بعكس بني آدم التي يقوم بعملية و هذا ما سيساعد البشر في الكشف عن الفرق بين عيسي عليه السلام عند عودته(إن صح تأويل عودته) و بين من سيطلق عليه الدجال الذي ربما تم التخطيط له للتشويش علي عيسي الحقيقي حيث أن عيسي عليه السلام أشار الله الله إلي خلقه أنه مثل آدم (الذي ليس له سوئه) لإن عيسي كان تخليق طين و ليس تخليق أرحام.
عيسي لم يكن حمله في الرحم و لكن في الفرج و كان حملا خفيفا و مدته قصيره جدأ.
هيا نتدبر بعمق إخواني
الفرق الثاني : هو أن آدم خلقه الله علي هيئه بشر و بني آدم أصبح إنسان بعد النفخ فيه من روح الله(إمداده بالعلم ) و البشر هنا دلاله علي الجهل و عيشة الجاهلية الأولي (فأي إنسان يعيش عيشة الجاهليه الأولي و لا يرقي بالتعليم إلي مستوي الإنسانيه فهو بشر و ليس إنسان. و البشر هو الخلق الأولي الذي لا تظهر فيه الأعضاء التناسليه و لذلك قال الله تعاللي لدقة الحديث و لدرأ الإتهام أن عيسي الإبن الشرعي لله لأن روح الله هي من أحملت مريم. حيث قال الله ان روحه تمثلت في صورة بشر( ليس هناك أعضاء تناسليه بيّنه أو ظاهره : فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا مريم (17) .
فآدم هو خلق أول( بشر لم تكن أعضاءه التناسليه ظاهرة ) و عيسي مثله مثل آدم.
وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا الفرقان (54) -
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ الحجر (28) -
إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ ص (71) -
و الله تعالي أعلي و أعلم و
أضطررت أن أضيف التعليق هنا لعدم عمل خاصية إضافة تعليق
أخ عبد الرحمن شكرا لتعليقك و هذا ما نحتاجه ... ان نتدارس سويا و"تَدْرُسُونَ (37) "و بعد
نحن نعلم أن القرآن جائنا بالآيه التاليه:"مُتَشَابِهَاتٌ (7) "
فالأصل في فهم معني الكلمه هو سياق النص فعندما يتكلم المولي عن (1)بدت لهما سوأتهما و (يخصفان عليهما من ورق الجنه ... ففي الأولي ظهور شئ كان خافيا و في الثانيه إستعمل ورق الشجر لتغطية السوأة التي بدت و لم تكن ظاهره من قبل الأكل. و لاحظ أن الخليقه تحولت بعد أن بدت السوأة و التناسل أن يتكاثر و يتم التصوير في الأرحام(بني آدم) و نحن أيضا تخليق أرحام صورنا الله في أرحام أمهاتنا و هذا ما يؤكده إشارة المولي أن عيسي لم يكن تخليق أرحام بل مثله مثل آدم (خلقه من طين) فعيسي بذلك لم تكن أعضاءه التناسليه ظاهرة مثله مثل آدم(الخلق الأول).
أما ما أشرتم إليه "
يؤكد ما أوصلنا المولي إليه من أن بني آدم( من خلق آدم بعد بدأ عملية التناسل) لديه أعضاء تناسليه(عوره) و لذلك فإن الله أنزل عليه أدوات يواري تلك السوأه.
فكل تلك الآيات المحكمات تؤكد بعضها بعض أن الرؤيا التي هدانا الله إليها هي الأقرب.
أما عن إبني آدم و قتل احدهما للآخر فهناك إحتمالات عديده لم نعرفها عن هيئة المقتول(ربما تم تجريده من ملابسه"الريش مثلا" ) و لذلك ذكر أنه عجز أن يواري سوأة أخيه. فهذه الآيه تحتمل التأويل فهي من المتشابهات.