عندما تُصبح الأخلاق رهينة للمصالح، لقد جعلونا نفكر في حقيقة البراجماتية وعلاقتها بالأخلاق، تكفي هذه الجملة لرصد الأفعال الأمريكية الحمقاء في دعم الجماعات الإرهابية في مصر وسوريا ، بينما تحاربها في دول أخرى، رغم أن النسيج الاجتماعي والسياسي بل والثقافي واحد، عصابات مسلحة ومن جنسيات محلية وأجنبية تحارب الدولة فتقف واشنطن موقف المتفرج وتستخدم سلاح الديمقراطية وحقوق الإنسان لتكتيف الدولة وإخضاعها لرغبات ومطامع تلك الجماعات، بل وتعلن بكل صفاقة دعم تلك العصابات بالسلاح تحت دعاوى نشر الديمقراطية!!
أمريكا ومنذ دعمها للإرهاب الإسرائيلي ومجازره في فلسطين أصبحت تدعو لتماسك الدول والأنظمة السياسية في مواجهة أي جماعة ترفع السلاح دون لجوئها للخيار الديمقراطي أو للمجتمع الدولي، هذا المجتمع الدولي الهُلامي الذي يسري في أوصال البيت الأبيض كالأثير لا تراه سوى في أعين المتكلمين، ليتهم شرحوا لنا ما هو المجتمع الدولي، فالأفضل أن يسموه بالمجتمع الغربي أو مجتمع الأثرياء وأصحاب النفوذ.
نحن اليوم أمام حدث فارق وعظيم فقد نددت أمريكا بعملية نيروبي الإرهابية!.. ووعدت حكومتها بمساعدتها في مكافحة الإرهاب، يأتي ذلك بعد سنوات من نهاية الحرب الأمريكية على الإرهاب وانتقالها للحرب من أجل الديمقراطية!..
أي أبله يصدق أن واشنطن تحارب من أجل قيم العدالة والمساواة ، أي أحمق يصدق دعاوى واشنطن وهي التي أعطت الغطاء السياسي والقانوني لجماعات الإرهاب في سوريا ومصر، فقد ذاق المصريون والسوريين ويلات وشرور تلك الجماعات، وسقط آلاف الشهداء ضحية للتطرف الديني الأعمى ولم تنبت أمريكا بشق كلمة إدانة واحدة ترفع عن شأنها عار دعم تلك الجماعات في الشرق الأوسط.
ضحايا نيروبي ومصر وسوريا هم أناس أبرياء وآمنين كل جريمتهم إما أنهم عارضوا تلك العصابات أو كانوا ممثلين للدولة التي تحاربها تلك الجماعات، أو صادف وجودهم في مكان الجريمة، مشهد محزن ومخزي فاضح لمن يدعم الإرهاب في مواجهة الشعوب فهو كالقاتل سواء... فارق أن الإرهابي يقتل بيده أما الذي يدعمه فيقتل بلسانه، فليرحم الله شهداء نيروبي ومصر وسوريا والخزي والعار لأمريكا راعية الإرهاب في العالم.