البلاغ رقم 12814 لسنة 2010 ـ عرائض النائب العام ـ يكشف وقائع خطيرة منسوبة من 11 صحفياً بمجلة حكومية، ضد رئيس تحرير المجلة، وعضو لجنة سياسات الحزب الحاكم.
.. البلاغ الذي أحاله النائب العام منذ ساعات لنيابة وسط القاهرة، يشير لوقائع خطيرة، وممارسات شاذة، بلغت حد التطاول علي الذات الإلهية والرسل والسخرية من الشعائر الدينية!!
.. ما لدي من تحقيق وتفاصيل الواقعة شهادات تضمنها البلاغ الأخير، وسجلتها عريضة سابقة، تم تقديمها لرئيس الجمهورية في 10 مايو 2010 برقم 16 سجلات عابدين.
.. بعض هذه الشهادات تروي أن رئيس التحرير، المتخصص في الدفاع عن النظام والرئيس ونجله والتطاول علي معارضيه،ومنافسيه، رفع سقف التطاول ليصل للذات الإلهية عندما قال أمام العاملين في المجلة عقب مباراة مصر والجزائر «ربنا بتعكم طلع جزائري»!! فضلاً عن وصفه للرسول الكريم بأنه «إرهابي»!! ووصفه لفريضة الحج بأنها «كلام فارغ» ومجاهرته بالإفطار في رمضان وتحريض العاملين معه علي الإفطار قائلاً: «بالذمة فيه رب يعذب الناس، ويمنعهم من الأكل، والشرب، والنسوان»!!
.. أورد البلاغ المقدم للنائب العام ـ وقبله للرئيس ـ وقائع وسلوكيات شاذة، ومرفوضة أخلاقياً ودينياً أبرزها تعمده شرب الخمر علناً، وتحريضه أحد مساعديه علي عرض أفلام إباحية في صالة تحرير المجلة!!
.. كما أورد مقدمو البلاغ في تصريحات لجريدة إلكترونية «بر مصر»، أنهم حينما هاجموه، وانتقدوا هذه السلوكيات أكد لهم أن هذه الآراء والممارسات تأتي علي رأس توجهات الدولة«!!» وأن لديه تعليمات «عليا» بضرب المعترضين بالجزمة!! طبعاً كما هو مكلف بفعل ذلك مع معارضي النظام ومنتقديه!!
.. ومن هنا أود أن أثبت الحقائق الثلاث الآتية:ــ
.. أولاً: اعتذاري للذوق العام، ولمشاعر الناس، لاضطراري ذكر الأمثلة السابقة من أقوال وأفعال رئيس التحرير الحكومي وعضو لجنة سياسات جمال!! ليس بالقطع ترويجاً لها، بل إبطال لما يدعيه الرجل وأمثاله، من أن الهجوم عليه اعتداء علي حقه في حرية الاعتقاد والتعبير، فلو كان الأمر كذلك لدافعنا عنه، رغم خلافنا وعدم احترامنا لتاريخه المهني أو السياسي أو الشخصي!!
.. لذا لزم الإشارة لأمثلة من أقواله وأفعاله كي يتضح للرأي العام أن ممارسة التجريح والسباب والإهانة والسخرية من كل ما هو مقدس، لا تندرج تحت عنوان «الحرية» إنما تنتمي إلي «السربستية» بالمفهوم العثماني!!
.. ثانياً: عجبي ودهشتي الشخصية، أن هذا الرجل ـ تحديداً ـ بكل ما يتسم به من ضيق أفق، وتشنج ممجوج أمام الشاشات في مهاجمة لكل رأي مخالف لمن أتوا به في هذا الموقع، هو ذاته الذي يجيز التطاول علي من خلقه ويري أنه من الجائز انتقاد كل الرموز الدينية، بينما «الأجوز» أن يكون هذا في شئون الدنيا والسياسة.
.. فكيف يبيح الرجل لنفسه تجريح عقائد الناس، والسخرية وازدراء المقدسات والمثل العليا، وعقائد الخلق، بينما هو يستأسد أمام الكاميرات والشاشات دفاعاً عن أوضاع وأشخاص لا قداسة لهم ولا عصمة من النقد بطبيعة أعمالهم والمهام الموكلة إليهم!! فهل نقد الرئيس أو نجله «حرام» والتطاول علي الله والرسول والمعتقدات والعقائد والشعائر إبداع وحرية؟!
.. ثالثاً: ادعاء هذا الرجل أمام شهود الواقعة «مقدمي البلاغ» أن أفعاله وأقواله هي ترجمة لتوجهات الدولة وسياساتها ألا يستحق ويستدعي أن نسأل رمز الدولة وقد بلغه ما بلغه في المذكرة الرقمية 16 عرائض عابدين ماذا فعل تجاه هذا الرجل؟! أليس من حقنا أن نسأل الحزب الذي يدفع بهذا الرجل كمتحدث رسمي باسمه في معظم البرامج الفضائية والمحلية ماذا فعلتم تجاه هذه القيادة الحزبية؟! والسؤال الأهم لماذا تم اختياره وتصعيده رغم ضعف كفاءته المهنية إلا إذا كان المقصود هو مكافأته؟!
.. سمعت مرة من أستاذي «فيتالي ناؤمكين» المستشرق المعروف، قصة رواها لي في التسعينيات نقلاً عن «بريماكوف» رئيس المخابرات الروسية الذي اكتشف أن سكرتير عام الحزب الشيوعي الحاكم، يعمل لدي المخابرات الأمريكية!! وأن دوره الذي كلف به كان ـ فقط ـ اختيار الأسوأ في كل موقع«!!»
.. نشرت هذه القصة في مقال شهير بجريدة «الوفد» منتصف التسعينيات، وكل يوم أجد في مصر نماذج حية تذكرني بحكاية بريماكوف!!
.. أتوقع أن البلاغ 12814 والعريضة المقدمة للرئيس برقم 16 عابدين سينتهيان قريباً بصدور قرار بتعيين رئيس التحرير المشكو بحقه رئيساً لتحرير «الأهرام» أو «الأخبار» أو «المصور» أو «الجمهورية»!!
.. قل لي من معك! أقل لك من أنت! وإذا عرفت من أنت أستطيع أن أعرف من ينبغي أن يكون معك!