وصف الإخوان لمظاهراتهم اليوم .."بالطوفان".. تكشف مدى الكذب الذي يُعانون منه حتى فقدوا الإحساس بأنفسهم وبكل معاني الصدق، وإذا سألتهم أنكم تكذبون سيُنكرون ويقولوا ما نقول إلا الحق..!!..كأنهم يُصارعون أنفسهم ويراودونها عن نفسها بأن تقبل ما لا تراه..!
ياسادة لو كان لكم من الطوفان نصيب لتحققت رؤى المشايخ وعاد مرسي فوق أجنحة الملائكة، ولرأينا الشعب يهتف في الشوارع لمرسي بدلاً من السيسي ،وستملأ صوره الشوارع والميادين ويتحول من يومٍ وليلة من رئيسٍ سَخِرَ منه المصريون إلى زعيمٍ قَلَب المائدة على الجميع...!
أنا لا أستغرب هذا السلوك ففي الماضي وأنا في الإخوان كنت أقرأ بيانات حركة حماس وتهديداتهم للعدو الإسرائيلي بأنهم رد حماس سيكون.."مزلزل"..وأن إسرائيل أوشكت على النهاية، وأن الشعب الصهيوني لن ينعم بالراحة بعد الآن..!
ثم بعد رؤيتي لتأثير الصواريخ لا أجد ما يُقنعني بأن الرد.."مزلزل"..بالفعل، وهو لا يمثل عند العدو إلا أثر من آثار قتل الآلاف فترد الحركة بعدة صواريخ لا تقتل سوى شخصين..!..هكذا قرأت الواقع...هم يقتلون منا الآلاف..ونحن نقتل منهم اثنين..ثم نزعم بأن الرد .."مزلزل"..!
أي استهتار هذا بالأرواح؟!..وما أدرانا بأننا- وعبر هذه البيانات- كنا نستفز العدو الإسرائيلي بأن يقتل من أهلنا المزيد ، وقتها كنا نفقد التعاطف ونسأل أنفسنا لماذا لا يتعاطف معنا الناس؟..ثم اكتشفت بأن إسرائيل كانت تروّج لبيانات حركة حماس في الغرب، وتنقل تهديداتهم بالحرف!
ما بين .."الزلزلة والطوفان"..يكمن هناك طائراً ضعيفاً وهزيلاً عاش طوال عمره في الكهوف، وعندما يرى النسر أو الأسد يقفز في الهواء معلناً عن غضبه، وأن ملك الغابة وملك الجو لن ينعموا من الآن بالراحة، وأنه الملك الجديد الذي لا طاقة لأحدٍ به، وما أن يراه الملوك حتى يُشهِدوا عليه الكون وعلى تصرفاته الحمقاء، وما هي إلا ثوانٍ حتى اقتسمته الملوك بعد أن قطعوه جزلتين أنهت حياة الغطرسة والغباء..