أخي الإنسان هل تؤمن بأن الله تعالى له ملك السماوات والأرض؟
1. أخي الإنسان هل تؤمن بأن الله تعالى له ملك السماوات والأرض؟
2. إذا كنت تؤمن بأن لله ملك السماوات والأرض وأنه الخالق لكل شيء، وأنه خلقك من ماء مهين من بين صلب وترائب أبيك، فأنشأك في بطن أمك، ثم السبيل يسره لك، فخرجت من رحمها لا حول ولا قوة لك، فأرضعتك لبنها لتصير بعد ذلك غلاما يأكل الطعام ويمشي بين الناس، إلى أن بلغت سن الحلم الذي جعله الله تعالى من الفطرة، لأنه سبحانه خلق الذكر والأنثى ومن كل شيء زوجين اثنين، ثم أصبحت شابا في أحسن تقويم أنعم الله تعالى عليك بالعقل وبالخيرات التي لا تعد ولا تحصى، فإذا كنت تؤمن بكل ذلك، فهل تعبد الله تعالى وحده ولا تشرك به شيئا؟
3. أخي الإنسان هل تعلم أنك من ذرية آدم عليه وعلى جميع الأنبياء السلام، وأنك شهدت بربوبية الله تعالى، والدليل قول الحق سبحانه: وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ(172). الأعراف. إذن هل أنت على عهدك فلا تشرك ربك بأرباب أخرى؟
4. أخي الإنسان إذا كنت تؤمن برب واحد لا شريك له، فإنك لا محالة تؤمن بملائكته وكتبه ورسله التي أرسلت هدى ونورا للعالمين، فكان آخر الكتب المنزلة القرآن العظيم الذي جعله الله تعالى مهيمنا على ما سبقه من الكتب فهو خلاصتها، لأنها كلها تدعو إلى وحدانية الله تعالى وإلى العمل الصالح، واجتناب الفساد والعمل السيئ، فهل أنت ممن يعمل صالحا ولا يشرك في عبادة ربه أحدا ؟
5. أخي الإنسان إذا كنت ممن يعتقد أن القرآن العظيم هو أحسن الحديث الذي لا ريب فيه، وأنه من عند الله تعالى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وأنه تنزيل من عزيز حكيم، فهل يمكن وهل من المعقول أن تصدق كتابا آخر يتناقض ويخالف ما جاء في كتاب الله تعالى المحفوظ بقدرته؟
6. فإذا كان الله تعالى يقول:
يَا أَهْلَ الْكِتَابِلَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (171) لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا (172) فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (173) يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا (174) فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (175). النساء.
وجاء في ظلال القرآن ما يلي:
وعن ألوهية الأقانيم الثلاثة كذلك! . . تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً :
{ فآمنوا بالله ورسله . ولا تقولوا : ثلاثة . انتهوا خيراً لكم } . .
وهذه الدعوة للإيمان بالله ورسله - ومن بينهم عيسى بوصفه رسولاً ، ومحمد بوصفه خاتم النبيين - والانتهاء عن تلك الدعاوى والأساطير ، تجيء في وقتها المناسب بعد هذا البيان الكاشف والتقرير المريح . .
{ إنما الله إله واحد } . . تشهد بهذا وحدة الناموس . . ووحدة الخلق . ووحدة الطريقة : كن . . فيكون . . ويشهد بذلك العقل البشري ذاته . فالقضية في حدود إدراكه . فالعقل لا يتصور خالقاً يشبه مخلوقاته ، ولا ثلاثة في واحد . ولا واحداً في ثلاثة :
{ سبحانه أن يكون له ولد } . .
والولادة امتداد للفاني ومحاولة للبقاء في صورة النسل . . والله الباقي غني عن الامتداد في صورة الفانين؛ وكل ما في السماوات وما في الأرض ملك له سبحانه على استواء :
{ له ما في السماوات وما في الأرض } . .
ويكفي البشر أن يرتبطوا كلهم بالله ارتباط العبودية للمعبود؛ وهو يرعاهم أجمعين ، ولا حاجة لافتراض قرابة بينهم وبينه عن طريق ابن له منهم! فالصلة قائمة بالرعاية والكلاءة :
{ وكفى بالله وكيلاً } . .
وهكذا لا يكتفي القرآن ببيان الحقية وتقريرها في شأن العقيدة . إنما يضيف إليها إراحة شعور الناس من ناحية رعاية الله لهم؛ وقيامه - سبحانه - عليهم وعلى حوائجهم ومصالحهم؛ ليكلوا إليه أمرهم كله في طمأنينة . .
ويمضي السياق في البيان؛ لتقرير أكبر قضايا التصور الاعتقادي الصحيح ، وهي الحقيقة الاعتقادية التي تنشأ في النفس من تقرير حقيقة الوحدانية . . حقيقة أن ألوهية الخالق تتبعها عبودية الخلائق . . وأن هناك فقط : ألوهية وعبودية . . ألوهية واحدة ، وعبودية تشمل كل شيء ، وكل أحد ، في هذا الوجود.
ويصحح القرآن هنا عقيدة النصارى كما يصحح كل عقيدة تجعل للملائكة بنوة كبنوة عيسى ، أو شركاً في الألوهية كشركته في الألوهية :
{ لن يستنكف المسيح أن يكون عبداً لله - ولا الملائكة المقربون - ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعاً . فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله؛ وأما الذين استنكفوا واستكبروا فيعذبهم عذاباً أليماً ، ولا يجدون لهم من دون الله ولياً ولا نصيراً } .
لقد عني الإسلام عناية بالغة بتقرير حقيقة وحدانية الله سبحانه؛ وحدانية لا تتبلس بشبهة شرك أو مشابهة في صورة من الصور؛ وعني بتقرير أن الله - سبحانه - ليس كمثله شيء . فلا يشترك معه شيء في ماهية ولا صفة ولا خاصية . كما عني بتقرير حقيقة الصلة بين الله - سبحانه وكل شيء ( بما في ذلك كل حي ) وهي أنها صلة ألوهية وعبودية . ألوهية الله ، وعبودية كل شيء لله . . والمتتبع للقرآن كله يجد العناية فيه بالغة بتقرير هذه الحقائق - أو هذه الحقيقة الواحدة بجوانبها هذه - بحيث لا تدع في النفس ظلاً من شك أو شبهة أو غموض .
في ظلال القرآن - (ج 2 / ص 297) المكتبة الشاملة.
وجاء في تفسير اطفيش إباضي، ما يلي:
مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (40)
وعنه صلى الله عليه وسلم انه قال لعلى : « انا وانت ابو هذه الامة » وذلك فى التعظيم والشفقة ، وكل نبى اب لأمته لذلك ، وإنما هو ابو الثلاثة بنين وأربع بنات ، اولهم القاسم وبه يكنى ، ثم زينب ، ثم عبدالله واسمه الطاهر ، ولد بعد نزول الوحى ، ولذا سمى طاهرا ، ثم ام كلثوم ، ثم فاطمة ، ثم رقية ولدتهم خديجة فى مكة ، ثم ابنه ابراهيم من سريته مارية القبطية ، وكلهم ماتوا قبله الا فاطمة فبعده بستة أشهر ، وكل نسائه ثيبات الا عائشة ، ويروى عن الشعبى ، عن ابى جحيفة ، عن على ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « اذا كان يوم القيامة نادى مناد من وراء الحجاب يقول غضوا ابصاركم عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تمر الى الجنة » .
{ ولكن رسُول الله } لكن كان رسول الله ، قال هذا ليكون قد اثبت ما نفوه ، ونفى ما أثبتوه ، وكأنه قيل لكن ثبتت له الرسالة التى هى كالأبوة الحقيقة فى تعظيم المؤمنين له ، وفى شفقته ونفعه لهم { وخاتَم النَّبييَّن } اكد به الرسالة المتضمنة للابوة التعظيمية والشفقية ، لطول ما بينه وبين يوم القيامة ، فذلك طول للأبوة المذكورة بخلاف ابوة الانبياء قبله ، فدون تلم المدة ايضاً ، وقد يتكلم فى الزيادة عما هم عليه من تلك الشفعة على من يأتى بعدهم من الانبياء ، لعلهم بأنهم يأتون بعدهم ، وأما عيسى صلى الله عليه وسلم ، فإذا نزل شريعة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، يلهمه الله إياها ، او عمله اياها صلى الله عليه وسلم ليلة الاسراء ، او فى غيرها ، كما روى انه يسلم على عيسى فى الطواف ، ومن شريعته اذا نزل عيسى ان لا تقبل الجزية ، بل الايمان او القتل .
قال صلى الله عليه وسلم : « إن مثلى ومثل الانبياء من قبلى كمثل رجل بنى بنيانا فأحسنه واجمله الا موضع لبنة من زاوية من زواياه فجعل الناس يطوفون ويتعجبون له ويقولون : هلا وضعت هذه اللبنة فأنا اللبنة وأنا الخاتم للنبوة جئت فتممت الانبياء » قال صلى الله عليه وسلم : « انا محمد وانا احمد وانا الماحى الذى يمحوا الله به الكفر وانا الحاشر الذى يحشر الناس على قدمى وانا العاقب اى الذي ليس بعدى نبى » ويروى « انا محمد وانا احمد وانا المقفى وانا الماحى ونبى التوبة ونبى الرحمة » والمقفى المجعول آخراً .
{ وكان الله بكلِّ شئ عليماً } من ذلك علمه بحكمة كونه خاتم النبيين، واذا نزل عيسى عمل بسنته ، وحج وتزوج ، فهو من امته الا انه لا يقبل الجزية عن اهل الكتاب والمجوس ، بل ان لم يؤمنوا قتلهم ، وهذا دين سيدنا محمد اذا نزل عيسى ، ويصلى الى الكعبة .
تفسير اطفيش - إباضي - (ج 8 / ص 179) المكتبة الشاملة.
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) وَآَتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا (2) وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا (3). النساء.
{ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ يأَآيُّهَا النَّاسُ } الموجودون المكلفون من نزول الآية إلى القيامة ، أهل مكة وغيرهم ، الذكور والإناث ، فتناول الخطاب من سيوجد متوقفا إلى وجوده وصلوحه للخطاب ، كما تكتب إلى أحد غائب بأمر ونهى ، فيصله الكتاب ، وذلك بالحقيقة عند الحنابلة ، وعندى كما ينزل الحكم بشرط غير موجود فى الحين ، وبالتغليب للموجودين حين نزلت على من سيوجد وفيه أن الموجودين حين النزول لم يسمعوا الآية من رسول الله صلى الله عليه وسلم على الفور من نزولها مرة ، بل بعض سمع اليوم وبعض غدا ، وبعض بعد شهر أو سنة وأقل وأكثر ، فمن لم يسمع كمن لم يوجد ، أو بدليل خارجى ، فإن آخر الأمة مكلف بما كلف أو لها ، ووضع الجزية عند نزول عيسى من احكام هذه الأمة عند نزوله ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : « الحلال ما جرى على لسانى إلى يوم القيامة » ، والخطاب شامل للعبيد فى كل ما كلفوا به كالصلاة ، وما يرجع إلى سادتهم فإلى سادتهم { أنفَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِى خَلَقَكُم } علل الاتقاء بكونه خالقا لهم ، وذلك أن الموصول كالمشتق يؤذن بالغلبة ، ومثل ذلك الخطاب الذى هو بصيغة الذكور شامل للنساء تغليبا ، فتارة يدخلن تغليبا ، وتارة بصيغتهن ، مثل : « إن المسلمين والمسلمات » ، ومعنى قول أم سلمة : لم لا نذكر فى القرآن ، لم لا نذكر بصيغ النساء؟ وبعد سؤالها ذكرن بها { مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ } هى آدم وبقوله { وَخَلَقَ مِنْهَا } من ضلها الأيسر الأسفل ، قال البخارى ومسلم عنه صلى الله عليه وسلم : « استوصوا بالنساء خيراً ، فإنهن خلقن من ضلع » ، وإن أعوج شىء من الضلع أعلاه ، فإن ذهبت تقيمه كسرته ، وإن تركته لم يزل أعوج ، وبطل للآية والحديث ، نقول بأنها خلقت من فضله طينة آدم ، إذ لا حاجة إلى دعوى المجاز ، أى وخلق من جنسها زوجها ، ولو اختاره أبو مسلم الأصفهانى وجعله كقوله تعالى : والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا ، وقوله : إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم ، وقوله تعالى : لقد جاءكم رسول من أنفسكم ، وعلمنا أن الملائكة والدواب والطير والجن قبل آدم ، ولا نعلم صحة ما قيل أن قيل آدم ألف ألف آدم ، ولا ما قال ابن العربى ، إن قبل آدم بأربعين ألف سنة آدما غيره ، وحكم زين العرب من قومنا بكفر من أثبت آدما آخر { زَوْجَهَا } هى حواء فى الجنة على الصحيح ، وهو قول ابن مسعود وابن عباس ، وفى الدنيا عند كعب الأحبار ، ووهب ، وابن إسحاق ، ثم دخلاها معاً حملته الملائكة إلى الجنة...
تفسير اطفيش - إباضي - (ج 2 / ص 48) المكتبة الشاملة.
هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آَمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (158)
وفى البيهقى أَن أَول الايات ظهور الدجال ثم نزول عيسى ثم خروج يأجوج ومأجوج ثم خروج الدابة ثم طلوع الشمس من مغربها ، وهو أَول الآيات العظام المؤذنة بتغير أَحوال العالم العلوى ، وذلك أَن الكفار يسلمون فى زمن عيسى عليه السلام ولا ينفع الكفار إِيمانهم أَيام عيسى ، ويصير الدين واحداً فإِذا قبض عيسى ومن معه من المسلمين رجع أَكثرهم إِلى الكفر ، فعند ذلك تطلع الشمس من مغربهاغ فإِذا رآها الناس آمن من على الأَرض وذلك حين لا نيفع الإِيمان النفس التى لم تؤمن من قبل ولا النفس التى آمنت قبل وأَصرت على المعاصى ولا ينفعها عملها الصالح بعد كما قال الله عز وجل { لاَ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُهَا } توحيدها { لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ }...
تفسير اطفيش - إباضي - (ج 3 / ص 82) المكتبة الشاملة.
هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آَمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (158)
ويتصايح أَهل الدنيا ، وتذهل الأمهات عن أَولادها وتضع كل ذات حمل حملها ، وإِذا بلغا مقدار وقت العصر -وروى وسط السماء- ردا إِلى المغرب . وروى : للباب مصراعان من ذهب مكللان بالدر والجوهر ويكسيان بعد ذلك ضوءَهما ويطلعان من مطالعهما قبل ، ويشتد حرص الناس على حفر العيون وغرس الأَشجار والبنيان ، وتمكث الدنيا مائة وعشرين سنة السنة كالشهر والشهر طكالجمعة كآبائهم مائة وعشرين سنة بعد نزول عيسى عليه السلام وخروج الدجال ، ويمتع المؤمنون أَربعين سنة لا يتمنون شيئاً إِلا أَعطوه ، فيشرع فيهم الموت وتصير الكفار كالبهائم ينكح الرجل المرأَة فى وسط الطريق ، يقوم واحد عنها وينزل عليها الآخر ، وأَفضلهم من يقول : لو تنحيتم عن الطريق لكان أَحسن ، حتى لا يولد ولد إِلا بزنى ، ويعقم الله النساءَ ثلاثين سنة ويكون كلهم أَولاد زنى فتقوم الساعة على أَشرار الخلق ، وإِذا طلعت الشمس خر إِبليس ساجداً متضرعاً يقول : يا رب مرنى أَسجد لمن شئت ، فتقول له الشياطين : يا سيدنا ما هذا التضرع؟ فيقول : هذا الوقت الذى سأَلت ربى أَن ينظرنى إِليه ، والله أَعلم ولا حول ولا قوة إِلا بالله العلى العظيم ، وتلك الآيات أَمارات لقرب الساعة ، أَو أَمارات لوجودها واستقبالها وتقبل توبة من لم يشاهد الطلوع لحدوثه بعد ، أَو بلوغه أَو إِفاقته بعده ، واختلفوا فيمن شاهده ونسيه وصححوا على فرض إِمكان النسيان أَنها لا تقبل وأَنه لا يمكن النسيان وذلك حمل لظاهر الاية والأَحاديث على عمومها .
تفسير اطفيش - إباضي - (ج 3 / ص 84) المكتبة الشاملة.
هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33)
{ هُوَ الَّذِى أَرْسَلَ رَسُولَهُ بالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ } شريعة الإِسلام سماها هدى لأَنه يهتدى بها إِلى الخير ، وديناً لأَنه يجازى عليها وتعتاد ، أَو الهدى القرآن ، أَرسله رسوله بذلك ليتم فكيف ينقطع { لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ } أَل للاستغراق ، أَى الأَديان ، ولذا قال { كُلِّهِ } وهاء يظهره للدين لقربه ، وإِظهاره على الأَديان بخذلان أَهلها وبالنسخ ، أَو للرسول فيقدر على أَهل الأَديان ، أَو المعنى يطلعه على جميع دينه لا يخفى منه شئ عنه { وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ } ولو كرهوا فوضع الظاهر موضع المضمر العائد للكفار ، ليصفهم بأَنهم ضموا إِلى الشرك الكفر برسوله ، والمراد الإِشراك بالله عز وجل ، أَو الكفر والشرك واحد كرر للتأْكيد ، وذلك فى زمانه صلى الله عليه وسلم وبعده أَو عند نزول عيسى ، قال أَبو هريرة والضحاك : ذلك إِذ نزل عيسى . قال أَبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إِذا أَنزل عيسى أَهلك الله الملل كلها ، إِلا دين الإِسلام » ، وعن المقداد : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « لا يبقى على وجه الأَرض بيت مدر ولا وبر إِلا أَدخله الله كلمة الإِسلام » . إِما بعز عزيز أَو بذل ذليل . . إِما أَن يجعلهم من أَهله فيعزوا به ، وإِما أَن يذلهم فيديونوا له . . . . . . .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . . . .
تفسير اطفيش - إباضي - (ج 3 / ص 432) المكتبة الشاملة.
أترك التعليق لأولي الألباب على ما جاء به الشيخ اطفيش عن نزول عيسى عليه وعلى جميع الأنبياء السلام. وعن علامات قيام الساعة، لأن الله تعالى يقول:
يَسْأَلُونَكَ عَنْ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةًيَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ(187). الأعراف.
أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمْ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ(107). يوسف.
وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(77). النحل.
يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنْ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا(63). الأحزاب.
إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ. "47" فصلت.
اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ(17). الشورى.
هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ(66). الزخرف.
وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ(85). الزخرف.
رغم كل هذه الآيات البينات نجد كتب البشر تضرب عرض الحائط بها ، فتجعل للساعة أمارات غريبة عجيبة، مثل خروج الدجال ونزول نبي الله عيسى عليه وعلى جميع الأنبياء السلام، ليكون هو آخر الأنبياء، ثم تطلع الشمس من مغربها، فذلك موعد الساعة حسب كتب البشر التي نجد فيها الاختلاف الكثير.وصدق الله العظيم حيث يقول: يَسْأَلُونَكَ عَنْ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا(42)فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا(43)إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا(44)إِنَّمَا أَنْتَ مُنذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا(45)كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا(46). النازعات.
لمن يريد قراءته من هذا الرابط:
http://alharah2.net/alharah/showthread.php?t=63036http://alharah2.net/alharah/showthread.php?t=63036
والسلام على من اتبع هدى الله تعالى فلا يضل ولا يشقى.