مسيرة سلمية لآلاف البدو بوسط سيناء.. العادلي يلتقي كبار مشايخ القبائل لاحتواء غضبهم بعد تهديدات بتفج

في الثلاثاء ٢٩ - يونيو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

 

مسيرة سلمية لآلاف البدو بوسط سيناء.. العادلي يلتقي كبار مشايخ القبائل لاحتواء غضبهم بعد تهديدات بتفجير خط الغاز المغذي لإسرائيل
كتب محمد يوسف وعمرو إبراهيم وحاتم البلك (المصريون):   |  30-06-2010 01:00

عقد اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية أمس لقاء موسعا مع كبار مشايخ سيناء وأعضاء مجلسي الشعب والشورى عن سيناء عرض خلاله لأسباب الحملة الأمنية على وسط سيناء، والتي تستهدف ملاحقة مطلوبين من البدو صدر بحقهم أحكام بالسجن، على رأسهم سالم لافي السجين الهارب، بحسب ما أعلن الدكتور منير الشوربجي الأمين العام للحزب "الوطني" بشمال سيناء.
يأتي ذلك بعد أن هدد بدو سيناء بتفجير خط الغاز الذي يربط مصر بالأردن وإسرائيل، ردا على حملة المداهمات التي تقوم بها الشرطة لبيوت البدو واعتقال عدد كبير منهم في الحملة التي تشهدها قرى وسط سيناء، وبعد أن هاجم عدد من البدو المسلحين معبر العوجة التجاري مع إسرائيل.
وأكد العادلي أن أبناء سيناء يمثلون جزءًا غاليا من مصر، وأشار إلى أن العمل الأمني يجب أن تتوازى مسارات فاعلياته بالتعاون مع المواطنين والقيادات السياسية والشعبية بصفة عامة، وكذا رؤوس العائلات وشيوخ القبائل بمحافظات متعددة ذات طابع اجتماعي خاص بها سواء بالصعيد أو بالمحافظات الحدودية.
وشرح العادلي دوافع الحملة الأمنية، قائلاً إنها موجهة ضد عناصر من المطلوبين، معتبرًا أنه من غير المقبول في الوقت الذي تشهد فيه سيناء طفراتٍ جديدة في عملية التنمية أن تسعى بعض العناصر الإجرامية لتتخذ من بعض الدروب والجبال أوكاراً لها ومجالاً لممارسة نشاطها الإجرامي، مؤكدًا أن ذلك وضع لا يُمكن التهاون بصدده.
وشدد على ضرورة أن يكون هناك تعاون من جانب المواطنين مع الشرطة في إنفاذ القانون، لافتًا إلى أن المصالح الخاصة والعامة لأبناء سيناء تمثل محوًرا رئيسيًا من اهتمام القيادة السياسية، وأن الخطة الطموحة لتنمية سيناء تتطلب مقومات آمنة تحفز المستثمرين على الاستثمار وتتطلب حرصًا على عدم تهديد المصالح العامة والخاصة وهو لن يتحقق إلا بعمل جادٍ من أبناء سيناء أنفسهم تكاملاً مع مسارات العمل التنفيذي.
وأشار إلى أن أجهزة الأمن لن تُثنيها عن إنفاذ القانون بكل حزمٍ، مُحاولات إثارة البلبلة وخلط الأوراق بهدف تأليب الرأي العام، أو ترويج المرتبطين بالعناصر الإجرامية الهاربة من تنفيذ أحكام في قضايا جنايات قتل واتجار في المخدرات لأية شائعات.
ولفت إلى استمرار حملات مكافحة زراعة المواد المخدرة في سيناء، مدللاً بذلك على أن الإجراءات الأمنية الراهنة لا تمثل مُتغيرًا في السياسات أو ثوابت العمل الأمني بصفة عامة سواءً بسيناء أو غيرها، وأن تكليفات مُحددة لأجهزة الشرطة بالالتزام الكامل في إجراءاتها بما يوجبه القانون وحُسن التعامل مع أبناء سيناء تقديرًا لأوضاعهم الاجتماعية وأعرافهم القبلية.
واستعرض العادلي الإجراءات التي تقررت وتم تنفيذها خلال السنوات الأخيرة للتيسير على أبناء سيناء في العديد من الخدمات ذات الصلة باختصاص وزارة الداخلية، ومنها توجيه قوافل خدمية من قطاع المرور للتجمعات القبلية بالعديد من المناطق لإصدار تراخيص القيادة والسيارات وإنشاء وحدة مرور جديدة بمدينة نِخل بوسط سيناء لتقديم الخدمات المرورية بمناطق محيطة بالنقب والقسيمة والحسنة ووادى العمرو، حيث تم استصدار حوالي ثمانية آلاف رخصة.
كما تم تطوير خدمات قطاع الأحوال المدنية بإنشاءات وتجهيزات مُستحدثة بالعديد من مناطق محافظتي جنوب وشمال سيناء، إلى جانب إصدار بطاقات الرقم القومي للمواطنين بالمواقع النائية بالمحافظتين، وتشكيل لجان لتدارك حالات ساقط القيد وتقديم خدمات مُجمعة للمصالح والهيئات حيث تم إصدار حوالي 47 ألف بطاقة رقم قومي منذ 2008، كما تم إنهاء حوالي مائتي نزاع وخصومة صُلحًا وفق الأعراف السائدة، فضلاً عن الموافقة على طلب رفع أسماء من سبق اتهامه في قضية ارتكاب أعمال إجرامية
إلى ذلك، نظم الآلاف من بدو سيناء، أمس مسيرة سلمية جابت مناطق وقرى وسط وشمال سيناء، احتجاجا على تصريحات اللواء مراد موافي محافظ شمال سيناء التي يصف فيها بدو سيناء بالخارجين على القانون، مع التهديد والوعيد لهم، وأيضًا احتجاجًا على سوء معاملة الشرطة المصرية لهم.
وشملت المسيرة قرى المهدية والبرث ومناطق السواركة والترابين ووادى العمرو وأم قطف وأم شيحان، حيث شوهد المئات من سيارات النقل والنصف نقل ذات الدفع الرباعي وهى تحمل الآلاف من البدو وتسير في مسيرة سلمية كبرى في الطرق الرئيسية المؤدية إلى وسط وشمال سيناء.
وصرح موسى الدلح أحد كبار أبناء قبيلة الترابين، أن المسيرة السلمية هي احتجاج على تصريحات محافظ شمال سيناء التي وصف فيها البدو بالخارجين على القانون وغير الشرعيين، بالإضافة إلى انتهاء اجتماع مشايخ وعواقل قبائل سيناء مع وزير الداخلية دون أي وحل لمشاكل وطلبات أبناء سيناء من البدو والحضر.
وطالب الدلح بتغير المشايخ الحكوميين حيث أنهم لا يعبرون عن مطالب قبائلهم، وطالب بأن يأتي شيخ القبيلة بالانتخاب الحر المباشر وفقا لرغبة جميع أفراد القبيلة، وليست بالتعين حتى لا يكون ولاؤه للأجهزة الأمنية.
وتقوم الشرطة المصرية منذ أسبوع بشن حملات أمنية مكثفة على القرى البدوية في وسط سيناء تم فيها مداهمة البيوت والمنازل، ما أدى إلى اشتباكات عنيفة استمرت لعدة أيام طوال فترات النهار، وقد هاجم البدو معبر العوجة مع إسرائيل، ما دفع السلطات المصرية إلى إغلاقه.
وأوقعت الاشتباكات إصابات عديدة بين الشرطة والبدو، فضلاً عن هدم المنازل وقتل عشرات من الماعز والأغنام، وكذلك إطلاق الرصاص بكثافة على خزانات المياه البلاستيكية والتي يخزن فيها مياه الشرب في البيوت البدوية، مما أدى إلى إعطاب تلك الخزانات بفعل رصاص الشرطة وفقا لتصريحات البدو في وسط سيناء.
اجمالي القراءات 5818