اعتبر المهندس سيف الاسلام النجل الثانى للزعيم الليبى العقيد معمر القذافى أن بلاده لم تعد تحتاج إلى "قائد عظيم"، رافضا فكرة توريث السلطة فى ليبيا مؤكدا أن وقت "الأنظمة العسكرية والملوك وأولياء العهود قد ولى".
وقال سيف الاسلام الذى ينظر اليه الكثيرون على أنه الوريث المحتمل للسلطة فى ليبيا على الرغم من اعتزاله الحياة السياسية والعمل العام منذ عام 2008 فكرتي، وأنا واثق جداً من ذلك. أن الشعب الليبي لا يحتاج إلى ملك مجدداً، لا يحتاج إلى زعيم عظيم مجدداً.
وأضاف فى مقابلة مع صحيفة "صاندي تايمز" البريطانية تلقت( الدستور) نسخة مترجمة منها " في المستقبل، وانا اتحدث الآن عن المستقبل، ومن اجل الشباب، سيحتاجون إلى مدراء (أو اداريين)... لإدارة البلاد، لادارة سياسة الاسكان، لادارة التعليم، قطاع الصحة، السياحة، الصناعة. لذا فإن المستقبل هو للمدراء (أو الاداريين). والشعب سينتخب ادرايين، لإدارة البلاد وليس ملوك وزعماء. هذه رؤيتي لليبيا في القرن الحادي والعشرين.
وتابع" إن كنت تتحدثين عن العودة للنظام العسكري، ملك، ولي عهد، عائلة، زعماء... هذا الزمن قد ولى، انتهى، بالاضافة إلى أن الليبيين لا يحتاجون إلى ذلك مجدداً. إنهم في حاجة إلى ادرايين. لذا في ليبيا لدينا العديد من الاداريين الجيدين، ويجب أن يكون لدينا نظام يمنحهم فرصة أن يتولوا المناصب التي تمكنهم من ادارة البلاد في الاتجاه الصحيح، وحيث يمكن لليبيين أن ينتخبوا افضل الاداريين لادارة البلاد. هذه رؤيتي."
وسئل عن تعثر مساعى ليبيا لجذب السياحة العالمية اليها فقال سيف الإسلام: "بسبب لعنة النفط، وبسبب أن ليبيا لديها الكثير من النفط والغاز، لذا فإن الحكومة تعتقد أننا لا نحتاج إلى السياحة والسياح. ولكن الآن استطعت أن اغير وجهة نظرهم، والآن ليبيا تستثمر الكثير من الاموال في هذا القطاع، سواء في الفنادق، المنتجعات، الغاء التأشيرات، حيث لن تكون هناك تأشيرات مجدداً على الاجانب".
وأضاف "قريباً لن يكون هناك تأشيرات، لذا سنخلق المناخ الصحيح للسياحة في ليبيا. ولا تنسي بأنه خلال سنوات المواجهة مع الغرب، اعتقدنا، أو أن الحكومة كانت تعتقد بأن السياح هم جواسيس. لذا لم يكن هناك سياح في ليبيا لأنهم يتجسسون في البلاد. ولكن الآن، اعني أن الناس غيرت من وجهة نظرها واكتشفوا أن ذلك كان خطأ، وإن السياحة قطاع هام لليبيا، لذا فنحن الآن في الطريق الصحيح. اخيراً".
وأثار نجل القذافى الجدل مجددا باعلانه ترحيبه بالسماح بتناول الخمور فى أماكن السياحة فى ليبيا وقال "ناقشنا هذا الموضوع مع العديد من الناس في البلاد. يجب أن نقوم بذلك مثلما هو الحال في ماليزيا، مصر، تونس، المغرب، الجزائر، سوريا. لذا يمكنك تقديم المشروبات للاجانب فقط، السياح في الفنادق مثل باقي البلدان، اعني يجب أن نكون مثل أي بلاد عربية أو مسلمة. لذا يمكنهم بيع المشروبات في الفنادق للاجانب والسياح."
وحذر نجل القذافي من أن ليبيا يمكن أن تواجه "متاعب حقيقية إذا فشلت في تبني مقاربة أكثر ليبرالية فيما يخص علاقاتها مع الغرب".
وتابع: "أود أن أجعل ليبيا بمثابة فيينا منطقة شمال أفريقيا"، في إشارة إلى مدينته الأوروبية المفضلة.
وكثيرا ما تثير تصريحات نجل القذافى الذى يتولى رئاسة مؤسسة القذافى للتنمية وهى مؤسسة غير حكومية مسجلة فى سويسرا ويستخدمها واجهة لنشاطاته السياسية والاعلامية جدلا حول مستقبله السياسى فى البلد التى يتولى والده العقيد القذافى السلطة فيه منذ نحو أربعين عاما.
والقى نجل القذافى امس محاضرة فى جامعة موسكو والتى تعد من أعرق الجامعات الروسية وهي ذات المحاضرة التي ألقاها في الجامعة الأمريكية في القاهرة وجامعة لندن للاقتصاد والعلوم السياسية بعنوان حول ماضي ومستقبل ليبيا .
وتناول سيف الإسلام في محاضرته الحاجة الى بدء الإصلاح في ليبيا من الصفر، وأنه ستكون بليبيا في القريب العاجل إدارات محلية وبلديات، معتبرا أن أية عملية إصلاح على مر التاريخ لابد وأن تواجه خطراً، وأنه لا يوجد أي ضمان بنسبة 100 بالمئة.
وكان نجل القذافى قد قال فى نفس المحاضرة فى القاهرة قبل عدة شهور إن لدى ليبيا نظاماً ديمقراطياً ومنهجية غير شمولية، إلا أنه أرجع المشكل الواقع في ليبيا لنقص الكفاءة، مضيفا : "في بعض الأحيان تكون لدينا أفكار خيالية ورومانسية، لكن الحقيقة أمر مختلف" .
وأوضح أن الدستور له أهمية حيوية في تحقيق الرخاء لليبيا، وأن على البلاد أن تحث الخطى نحو إصلاح نظامها الإداري، مضيفاً "نحن في حاجة لوجود حوكمة".
وخلص الى أن المجتمع المدني ضعيف، وتحدد الدولة مساره، لا يوجد سوى القليل من المبادرين النشطين -القطاع الخاص- معظم الناس يعملون أو يتعاملون مع "بيزنس" الخدمات للدولة أو قطاعها النفطي، أو بكيفية أخرى يكسبون عن طريق العقود الحكومية، أفضل حملة المهارات الشابة وأكثرهم كفاءة يعملون عادة كممثلين لشركات النفط الأجنبية.
وسيدشن نجل القذافى معرضه الفنى المعنون (الصحراء ليست صامتة)، في متحف الهيرميتاج بسان بيترسبرغ الروسية, برعاية شركة خطوط السكك الحديد الروسية.
ويعد هذا المتحف الذي سيحتوي على عدد من لوحات سيف الإسلام الفنية والتي تصل إلى حوالي 56 لوحة مع عدد من لوحات الفنانين الليبيين ومجموعة من القطع الأثرية من جميع متاحف ليبيا، القصر الضخم الذي بني في القرن الثامن عشر على الطراز الباروكي الأنيق هو موضع فخر روسيا ومدينتها الشمالية سان بيترسبرغ.
ويعتبر الهيرميتاج هول تاريخ فني بأسره لكثرة محتوياته الأثرية وتراثه العريق الذي يعود لأكثر من ثلاثمائة سنة، إذ يضم أكثر من نصف مليون قطعة فنية وتراثية كاللوحات والرسومات والمنحوتات من جميع أنحاء العالم، وأكثر من مليون قطعة من العملات المعدنية والميداليات تمثل حضارات شعوب بلاد الشرق والغرب.
يشار الى أن سيف الإسلام قد جال بمتحفه ه العديد من العواصم العالمية ابتداء من باريس ثم لندن، وبرلين، وطوكيو، ومدريد، وآخرها في مدينة سان باولو البرازيلية فى شهر مارس الماضى.