فهل يعقل هذا؟؟؟
قيل إن الإمام مالك حملته أمه ثلاث سنين!!!

Brahim إبراهيم Daddi دادي في الإثنين ٢٤ - يونيو - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

 

عزمت بسم الله،

 

سألني سائل عن نسب الإمام مالك رحمه الله تعالى، فكان من الواجب علي أن أرجع إلى كتب السلف لأجيب السائل عن نسب الإمام مالك رحمه الله تعالى، وأثناء تصفحي لكتب التراث تفاجأت بما وجدت فيها من الاختلاف الكثير في نسب الإمام، وما تعجبت منه أكثر هو ما جاء في بداية صفحة  29 ج 1 من ترتيب المدارك وتقريب المسالك للقاضي عياض، أقول جاء في بداية الصفحة ما يخالف سنة الله تعالى والفطرة والعلم والعقل، إذ جاء فيها أنه اختلف في حمل أمه به قال: ابن نافع الصائغ والواقدي ومعن ومحمد بن الضحاك حملت به أمه ثلاث سنين وقال نحوه بكار بن عبد الله الزبيري، وقال أنضجته والله الرحم.

فهل الكاتبيريد بهذا الطعن في الإمام مالك رحمه الله تعالى، أم ماذا ؟؟؟

.   إليكم ما جاء في كتاب القاضي عياض في نسب الإمام مالك ومولده و وفاته والله المستعان:

 

والسعيد من عدت عثراته ومن ذا الذي يعطي الكمال فيكمل.

ونحن بعد هذا نسرد أخبار مالك رحمه الله وسيره وجملة تاريخه وأخباره باباً باباً حسبما سبق الوعد به.

ونبدأ بالترتيب بذكر نسبهثم نأتي بطبقات أصحابه تترى وبأعلام أهل مذهبه عصبة بعد أخرى والله المستعان على تحقيق ما أطلق على ألسنتنا من ذلك لا إله غيره.

باب في نسب مالك بن أنس الأصبحي

رحمه الله تعالى ونفع به آمين

قال إسماعيل ابن أبي أويس فيما حكاه عن الزبير ابن بكار القاضي وغيره أن مالك ابن أنس بن مالك بن أبي عامر بن الحارث بن غميان بن حنبل بن عمرو بن الحارث وهو ذو أصبح.

كذا غميان بالغين المعجمة المفتوحة والياء الساكنة باثنتين من أسفل.

وذكر ذلك غير واحد وكذا قيده الأمير أبو نصر بن ماكولا، وحكاه عن إسماعيل بن أبي أويس وخثيل بخاء معجمة مضمومة وثاء مثلثة مفتوحة وياء باثنتين من اسفل ساكنة هذا هو الصحيح.

وكذا قيده الأمير أبو نصر بن ماكولا وأتقنه وضبطه، وحكاه عن محمد ن سعد عن أبي بكر ابن أبي أويس.

وقال أبو الحسن الدار قطني وغيره جثيل بالجيم، وحكاه عن الزبير.

وأما من قال عثمان بن حنبل فقد صحفه وأما ذو أصبح فقد اختلف في نسبة اختلافاً كثيراً.

فقال الزبير ذو أصبح بن سويد ابن عمر بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سدد بن حميد الأصغر بن سبأ الأصغر بن كعب بن كهف الظلم بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية ابن جشم ابن عبد شمس بنو وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن ايمن بن هميع بن حمير، وإنما الأكثر هو عبد شمس بن سبأ - وإنما سمي سبا لأنه أول من سبا وغزا القبائل - بن يعرب بن يشجب بن قحطان.

وقال غيره ذو أصبح بن عوف بن مالك بن يزيد بن شداد بن زرعة.

وهو حمير ألأصغر ابن سبأ الأصغر بن حمير الأكبر بن سبأ الأكبر بن يشجب ابن يعرب ابن قحطان، وقيل ذو اصبح بن مالك بن زيد بن الغوث بن سعد بن عفير بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن جشم بن عبد شمس.

وقيل هو عوف بن مالك بن زيد بن عامر بن ربيعة بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن يشجب.

ترتيب المدارك وتقريب المسالك - (ج 1 / ص 25) المكتبة الشاملة.

 

 

وقيل ذو أصبح ويحصب أبناء مالك بن زيد بن حمير.

هذا ما ذكر في نسب ذي أصبح من الخلاف ولا خلاف أنه من ولد قحطان، وقد اختلف في نسب قحطان ورفعه، وهل هو من ولد إسماعيل أم لا اختلافاً لا ينحصروليس من غرضنا فنعده.

قال القاضي أبو الفضل رضي الله عنه: لم يختلف العلماء بالسير والخبر والنسب في نسب مالك هذا واتصاله بذي أصبح إلا ما ذكر عن ابن إسحاق وبعضهم من أنه مولى لبني تميم وسنبين وهم من قال ذلك، والعلة التي من أجلها تطرق الوهم إليهم وأما أبو عبد الله محمد بن حمدويه الحاكم المعروف بابن البيع فقد غلط غلطاً شنيعاً لا خفاء به،ولا قاله أحد قبله ولا بعده.

وخلط في هذا تخليطاً كثيراً، فقال: مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر وهو الحارث بن عثمان بن حسل بن عمر بن الحارث بن عبد الرحمان بن عثمان بن عبد الله من ولد تميم بن مرة.

يلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم عند مرة بن كعب.

فعجباً له كيف اتفق هذا الغلط ومن اين تطرق له؟ ثم قال في باب آخر إنه من خولان فأين هذا من ذلك وكلاهما خطأ.

وإما وهم من زعم أنه مولى تميم فدخل عليه الوهم إذ وجده ينتمي إليهم ويحسب عدادهم بسبب حلفه معهم وإلا فنسبهم في ذي أصبح صحيح.

ذكر ذلك غير واحد من زعماء قريش ونسابها وغيرهم من أهل العلم كمحمد ابن عمران الطلحي، وعبد الملك ابن صالح وصعب بن ثابت الزبيري وعامر بن عبد الله الزبيري وأبي بكر اليعمري وابنه طلحة وأبي مصعب الزهري وأبناء أبي أويس وخليفة بن خياط العصيري والواقدي والبخاري وابن أبي خيثمة وأحمد بن صالح بن بكار القاضي ومن بعدهم الحفاظ، كالدار قطني وعبد الله التستري القاضي وأبي محمد العراب وأبي القاسم الجوهري وأبي القاسم الإلكاني وأبي نصر ابن ماكولا ومن لا ينعد كثرة.

بل كل من ذكر نسبه ولم يتابع أحد منهم ابن إسحاق على قوله من جاء بعده بل بينوا وجه وهمه.

قال عامر بن عبد الله الزبيري وذكر بيت مالك بن أنس أما أنهم من العرب من اليمن ذو قرابة بالنظر بن مريم.

وقال الدراوردي: قال لي أبو سهل ابن مالك نحن قوم من ذي أصبح ليس لأحد علينا ولاء ولا عهد.

وقال أبو مصعب: مالك من العرب صليبه وحلفه في قريش في بني تيم بن مرة.

قال محمد بن عمران لمن سأله عنه: وهو رجل من العرب من حمير من أنفسهم ما بيننا وبينه نسب إلا أن أمه مولاة لعمي عثمان بن عبيد الله وقال أبو بكر العمري السالمي: مالك صحيح النسب من أنفسهم لا من مواليهم.

وقال مصعب بن عبيد الله الزبيري: بنو أصبح الذين كان الملك فيهم بنو عم مالك.

قال الفرياني: سألت مصعباً عن مالك.

فقال: عربي شريف كريم في موضعه من ذي أصبح، بطن من اليمن من ملوك اليمن بني إبراهيم بن الصباح.

وقال أحمد بن صالح مالك من ذي أصبح صحيح النسب.

وقالت بنت طلحة ما لنا عليه عقد ولاء.

تعني جد مالك.

ولما قدم زياد بن عبيد الله المدينة قال ما هنا أحد من أهل العلم، فنسبوا له مالكاً.

فقال هذا بيت اليمن. فكان أول من استفتاه.

 

وقال عبد الملك بن صالح الهاشمي: مالك بن أنس من ذي أصبح. وجاء أبو المهاجر إلى عثمان بن عبد الله التيمي أو غيره، يشتكي بأبي عامر جد مالك ابن أنس وكان أبو المهاجر على الصدقة، فقال للتيمي ألا تعذرني من مولاك؟ قال ليس بمولاي، هو رجل من العرب من أهل اليمن.

 

باب في انتماء مالك وآله إلى تيم بن مرة من قريش وذكر نسب أمه

 

قال أبو عمر بن عبد البر الحافظ: لا أعلم أن أحداً أنكر أن مالكاً ومن ولده كانوا حلفاء لبني تيم بن مرة من قريش، ولا خلاف فيه إلا ما ذكر عن ابن إسحاق فإنه زعم أنه من مواليهم.

قال: وروى عن ابن شهاب أنه قال حدثني نافع ابن مالك التيمي، قال وهذا عندنا لا يصح عن ابن شهاب.

قال الإمام القاضي أبو الفضل رضي الله عنه، قول ابن شهاب هذا في صحيح البخاري أول كتاب الصيام.

وتعرف الموالي في لسان العرب بمعنى الحليف والتناصر وغيرهما معروف فلعله ما أراد ابن شهاب، ولذلك قال عبد الملك بن صالح الهاشمي مالك من ذوي أصبح مولى لقريش.

وقال الزبير بن بكار عداده في بني تيم بن مرة.

وقد روى عن مالك أنه لما بلغه قول ابن شهاب هذا ليته لم يرو عنا شيئاً.

ترتيب المدارك وتقريب المسالك - (ج 1 / ص 26) المكتبة الشاملة.

 

قال أبو سهيل عم مالك نحن قوم من ذي أصبح قدم جدنا المدينة فتزوج في التيميين فنسبنا إليهمومثله قول ابن عمران التميمي القاضي الذي تقدم ما بيننا وبينه نسب إلا أن أمه مولاة لعمي عثمان بن عبيد الله.

وقال الربيع بن مالك أخو أبي سهل عن أبيه قال لي عبد الرحمان بن عثمان بن عبد الله التيمي ابن أخي طلحة ونحن بطريق مكة يا مالك هل لك إلى ما دعانا إليه غيرك فأبينا، أن يكون دمنا دمك وهدمنا هدمك ما بل بحر صوفه.

فأجبته إلى ذلك.

وقال عبد الله ابن مصعب قدم مالك ابن أبي عامر متظلماً من بعض الولاة باليمن.

فمال إلى بعض بني تيم بن مرة فعاقده وصار معهم.

وقد روي أن مالك بن أبي عامر لم يجب عبد الرحمان بن عبد الله إلى الحلف الذي دعاه إليه، وقال له لا حاجة لي به والأول أصح وأشهر.

وذكر أن أبا عامر تحالف مع عثمان بن عبد الله في الجاهلية وقدما معاً المدينة.

وقيل إن أبا عامر إنما حالف في الجاهلية عبد الله بن جدعان، قال ابن أبي أويس: نحن أصبحيون حلفاء بني تيم.

فننتمي إلى قريش أحب إلينا من اليمن.

فالسبب الذي تقدم لهم من الالتفاف بتيم إما بالحلف على الأشهر والصحيح أو بالصهر انتسبوا تيمين فظن ابن إسحاق ومن لم يحقق الأمر أنهم مواليهم إذ لم يكن لهم نسب معروف فيهم.

وأما أمه، فقال الزبير هي العالية بنت ابن بكار شريك بن عبد الرحمان بن عبد الرحمان بن شريك الأزدية وقال ابن عائشة أمه طليحية مولاة عبد الله بن معمر وقد تقدم قول ابن عمران.

باب في ذكر آل مالك وبيته ونسبه

ذكر القاضي بكر بن علاء القشيري أن أبا عامر بن عمر وجد أبي مالك رحمه الله من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وشهد المغازي كلها مع النبي صلى الله عليه وسلم خلا بدراً وابنه مالك جد مالك كنيته أبو أنس من كبار التابعين ذكر ذلك غير واحد يروي عن عمر وطلحة وعائشة وأبي هريرة وحسان بن أبي ثابت وكان من أفاضل الناس وعلمائهم وهو أحد الأربعة الذين حملوا عثمان ليلاً إلى قبره وغسلوه ودفنوه وكان خدنا لطلحة يروي عنه بنو أنس وأبو سهيل نافع والربيع.

مات سنة ثنتي عشرة ومائة وذكر أبو محمد الضراب أن عثمان رضي الله عنه أغزاه إفريقية ففتحها.

وروى التستري محمد بن أحمد القاضي أنه كان ممن يكتب المصاحف حين جمع عثمان المصاحف وكان عمر بن عبد العزيز يستشيره، وقد ذكر ذلك مالك في جامع موطأه.

قال أبو القاسم الإلكاني الحافظ كان لأبي أنس بن مالك ابن أبي عامر أربعة بنين، أحدهم أنس أبو مالك الفقيه.

قال غيره وبه كان يكنى.

روى عنه ابنه مالك.

قال الضراب وقد روى ابن شهاب عنه وقاله ابن أبي حاتم يرويه عن أبيه.

قال أبو إسحاق بن شعبان روى مالك عن أبيه عن جده عن عمر حديث الغسل واللباس.

قال ابن وهب سئل مالك عن أبيه فقال كان عمي ثقة أبو سهيل.

قال أبو مصعب كان أبو مالك بن أنس مقعداً وكان له قصر بالحرف يعرف بقصر المقعد.

قال غيره وكان يعيش من صنعة النبل قال الإلكاني والثاني نافع أبو سهيل، روى عنه مالك أيضاً وإسماعيل ومحمد ابنا جعفر ابن أبي كثير والدراوردي وغيرهم.

قال الإمام أبو الفضل رضي الله عنه، وقد روى عنه ابن شهاب أيضاً.

والثالث أويس وجد جده أبي أويس أبي إسماعيل وأبي كر وسيأتي ذكرهما.

وسماه غيره أوسا مكبراً ووهم.

روى عن أبيه أيضاً وزعم الضراب أنه روى عن ابن شهاب أيضاً.

والرابع الربيع.

قال إسماعيل جالسته، قال أبو حاتم لم يرو عنه العلم.

قال أبو القاسم الجوهري لم يرو عنه إلا سليمان بن بلال وذكر التستري لأبي بكر الأويسي عنه رواية، وذكر أيضاً ابنه مالك بن الربيع وفيه نظر.

وقد روى أربعتهم عن أبيهم مالك بن أبي عامر، وقد خرج أهل الصحيح البخاري ومسلم ومن بعدهم عن مالك بن أبي عامر وأبي سهيل ابنه كثيرا.

قال إسحاق بن شعبان عمومة مالك ثلاث نافع والنظر ويسار.

قال الضراب كان لمالك عم يقال له النظر به كان يعرف مالك أولاً، وكان يقال مالك ابن أخي النظر، فما لبث إلا يسيراً حتى قال الناس النظر عم مالك.

وقال محمد بن طلحة والأشهر أن النظر الذي كان به يعرف مالك أولاً ثم صار يعرف به أخ مالك كذا ذكر أحمد بن صالح والأصح والأعرف في أعمام مالك الأول.

ترتيب المدارك وتقريب المسالك - (ج 1 / ص 27) المكتبة الشاملة.

 

قال مالك كان لي أخ في سن ابن شهاب فألقى أبي يوماً علينا مسألة فأصاب أخي وأخطأت فقال لي أبي ألهتك الحمام.

وكان لمالك ابنان يحيى ومحمد وابنه اسمها فاطمة، زوج ابن أخته وابن عمه إسماعيل بن أبي أويس.

قال ابن شعبان ويحيى بن مالك يروى عن أبيه نسخة وذكر أنه روى الموطأ عنه باليمن، وروى عنهما ابن سلمة وابنه محمد.

قدم مصر وكتب عنه.

حدث عنه الحارث بن مسكين وزيد بن بشر قال أبو عمر بن عبد البر كان لمالك أربعة من البنين يحيى ومحمد وحماد وأم البهاء.

فأما يحيى وأم البهاء فلم يوص بهما إلى أحد أوصى بالآخرين إلى إبراهيم بن حبيب رجل من أهل المدينة.

وقال ابن شعبان حبيب وهو اللآلي ويعرف ببابين أنه هو كان وصيه مع داود بن أبي زنير ولعل إبراهيم ولد حبيب هذا.

فالله أعلم.

وقد ذكره في الرواة عنه ابن أبي إسحاق، وذكر أيضاً إسحاق بن إبراهيم ابن حبي بابين وذكرهم الثلاثة في المدنيين فالله أعلم.

وأرى قوله إسحاق وهم، وإنه أبو إسحاق.

وقال قاسم بن أصبغ: إبراهيم بن حبيب ثقة من أصحاب مالك، وهو وصيه.

قال الزبير، كان لمالك ابنة تحفظ علمه يعني الموطأ.

وكان تقف خلف الباب فإذا غلط القارىء نقرت الباب فيفطن مالك فيرد عليه.

وكان ابنه محمد يجيء وهو يحدث وعلى يده باشق ونعل كتب فيه، وقد أرخى سراويله فيلتفت مالك إلى أصحابه ويقول إنما الأدب مع الله: هذا ابني وهذه ابنتي.

قال الفروي: كنا نجلس عنده وابنه يدخل ويخرج ولا يجلس.

فيقبل علينا ويقول: إن مما يهون علي أن هذا الشأن لا يورث وأ، أحداً لم يخلف أباه في مجلسه إلا عبد الرحمن بن مفرج القرطبي في رواة مالك وأبو بكر الخوارزمي البرقاني الحافظ في كتابه في الضعفاء الذين اتفق رأيه ورأي أبي منصور بن حكمان مع أبي الحسن الدار قطني على تركهم.

وتوفى أحمد هذا سنة ست وخمسين ومائتين.

باب في مولد مالك

رحمه الله تعالى والحمل به ومدة حياته ووقت وفاته

قال الإمام القرطبي أبو الفضل رضي الله عنه: اختلف في مولده رحمه الله تعالى اختلافاً كثيراً،فالأشهر في ما روي من ذلك قول يحيى بن بكر أن مولده سنة ثلاث وتسعين من الهجرةفي خلافة سليمان بن عبد الملك بن مروان.

وقال ابن عبد الحكم بل سنة أربع وتسعين.

وقال إسماعيل بن أبي أويس كان في خلافة الوليد.

قال غيرهما في ربيع الأول منها.

وروي عن محمد ابن عبد الحكم أن مولده سنة أربع وتسعين وقال أبو موسى سنة تسعين.

وقيل سنة ست وتسعين، وقيل سنة سبع وتسعين، وقال أبو داود السبجستاني سنة ثلاث وتسعين، وقال أبو إسحاق الشيرازي سنة خمس وتسعين.

قال محمد بن سعيد مولى سفينة قال مالك أتى عمي أبو سهيل إلى عمر بن عبد العزيز وهو أمير المدينة ليفرض لي فقال احتلم؟ فقال سل أباه فهو أعلم مني به.

قال مصعب بن عبد الله: هذا خطأ.

عزل محمد عن المدينة سنة ثلاث وتسعين.

وأما وفاته فالصحيح ما عليه الجمهور من أصحابه ومن بعدهم من الحفاظ وأهل علم الأثر ممن لا يعد كثرة أنه توفى سنة تسع وسبعين ومائةواختلفوا في أي وقت منها فالأكثر على أنه في ربيع ألأول قاله إسماعيل ابن أبي أويس وابن أبي زنبر وابن بكير وأبو مصعب الزهري وغيرهم، واختلفوا بعد ذلك فقال ابن أبي أويس والواقدي وابن سعد صبيحة أربع عشرة من الشهر المذكور.

وقال أبو مصعب لعشر مصت منه وحكى أبو علي البصري في الكتاب المغرب أن وفاته يوم الأحد لثلاث خلون من هذا الشهر وقال ابن وهب في تاريخ ابن سحنون يوم الأحد لثلاث عشرة خلت منه، وحكى أبو عمر بن عبد البر لعشر خلون منه، وقال ابن سحنون في إحدى عشرة ويقال في اثنتي عشرة من رجب من السنة.

وقال مصعب الزبيري وخالف هذا كله حبيب كاتبه ومطرف فيما ذكر عنه.

قاللا سنة ثمانين.

وخالف أيضاً الفزاري فحكى عنه ابن سحنون وأبو العرب التميمي أن، وفاة مالك سنة ثمان وتسعين وهذا وهم والأول هو الصحيح.

واختلف على هذا في سنه.

فقال ابن نافع الصائغ وابن أبي أويس ومحمد بن سعيد وحبيب أنه توفى سنة خمس وثمانون وقيل أربع وثمانون وقيل عن ابن نافع سبع وثمانون، وقاله سحنون وقال الواقدي تسعون.

وقال الفريابي وأبو مصعب ست وثمانون وذكر عن ابن القاسم سبع وثمانون وقاله ابن سحنون وأبو العرب وعن القعنيني تسع وثمانون.

ترتيب المدارك وتقريب المسالك - (ج 1 / ص 28) المكتبة الشاملة.

 

وقال أيوب بن صالح اثنتان وتسعون وقال أبو محمد الضراب وهذا خطأ والصواب ست وثمانون وهو الأشبه مع قول ابن القاسم على الأصح من مولده ووفاته.

واختلف في حمل أمه به فقال ابن نافع الصائغ والواقدي ومعن ومحمد بن الضحاك حملت به أمه ثلاث سنين وقال نحوه بكار بن عبد الله الزبيري، وقال أنضجته والله الرحم.

وأنشد الطرماح:

 تظن بحملنا الأرحام حتى ... تنضجنا بطون الحاملات 

قال ابن المنذز وهو المعروف وروي عن الواقدي أيضاً أن حمل أمه به سنتان.

قاله عطاف بن خالد ولا خلاف أن وفاته بالمدينة.

 

باب في صفته وخلقه

قال أبو عاصم: ما رأيت محدثاً أحسن وجهاً من مالك.

وقال عيسى ابن عمر المديني: ما رأيت قط بياضاً ولا حمرة أحسن من وجه مالك، ولا أشد بياض ثوب منه.

ووصفه غير واحد من أصحابه، منهم مطرف وإسماعيل والشافعي وبعضهم يزيد على بعض، قالوا كان طويلاً جسيماً عظيم الهامة أبيض الرأس واللحية شديد البياض إلى الصفرة، أعين، حسن الصورة أصلع أشم عظيم اللحية تامها، تبلغ صدره ذات سعة وطول، وكان يأخذ إطار شاربه ولا يحلقه ولا يحفيه ويرى خلفه من المثل.

وكان يترك له سبلتين ويحتج بفتلة عمر لشاربه، إذا همه الأمر.

ووصفه أبو حنيفة أنه أزرق أشقر.

قال أبو العباس بن شريح القاضي وذكرت له صفته هذه صفة عاقل.

وقال: الفراسة تدل على أن من هذه صقته كان عاقلاً.

وقال مصعب الزبيري كان مالك من أحسن الناس وجهاً وأحلاهم عيناً وأنقاهم بياضاً وأتمهم طولاً في جودة بدن.

قال بعضهم: كان مالك ربعة من الرجال والأول أشهر.

قال غيره: دخلت على مالك فرأيته في إزار.

وكان في أذنيه كبر كأنهما كفا إنسان أن دون ذلك.

قال الحكم بن عبدة: دخلت مسجد المدينة وإذ بمالك وله شعرة قد فرقها.

قال أحمد بن إبراهيم الموصلي رأيت مالكاً مضموم الشعر.

قالوا ولم يكن يخضب ويحتج بعلي رضي الله عنه وهذا هو المشهور عنه.

وقد روى أن بعض ولاة المدينة قال له: لم لا تخضب يا أبا عبد الله؟ فقال له: هذا بقي عليك من العدل.

وقد روى ابن وهب أنه رأى مالكاً يخضب بالحنا وروى نحوه عبد الرحمان بن واقد، ولم يقل بالحنا.

قال الواقدي: عاش مالك تسعين سنة لم يخضب شيبته ولا دخل الحمام ولا حلق وفي رواية ولا حلق قفاه.

باب في ملبسه وطيبه

وحليته ومسكنه ومطعمه ومشربه

قال محمد بن الضحاك كان مالك جميل الوجه نقي الثوب رقيقه يكره أخلاف اللباس.

قال خالد بن خداش: رأيت على مال طيلساناً طرازياً وقلنسوة وثياباً مروية جياداً وفي بيته وسائد وأصحابه عليها قعود، فقلت له يا أبا عبد الله الذي أرى شيئاً حدثته أم وجدت الناس عليه؟ قال: رأيت الناس عليه.

قال الوليد بن مسلم: كان مالك لا يلبس الخز ولا يرى لبسه، ويلبس البياض، ورأيته والأوزاعي يلبسان السيجان ولا يريان بلبسها بأساً.

قال بشر بن الحارث: دخلت على مالك فرأيت عليه طليساناً يساوي خمسمائة قد وقع جناحاه على عينيه أشبه شيء بالملوك.

قال أشهب: كان مالك إذا اعتم جعل منها تحت ذقنه وأسدل طرفها بين كتفيه.

قال ابن وهب: رأيت على مالك ريطة عدنية مصبوغة بمشق خفيف.

وقال لنا هو صبغ أحبه ولكن أهلي أكثروا زعفرانها، فتركته.

وقال لنا ما أدركت أحداً يلبس هذه الثياب الرقاق إنما كانوا يلبسون الضفاف الأربيعة، فإنه كان يلبس مثل هذا، وأشار إلى قميص عليه عدني رقيق.

قال الزبيري: كان مالك يلبس الثياب العدنية الجياد والخراسانية والمصرية المرتفعة البيض ويتطيب بطيب جيد، ويقول ما أحب لأحد أنعم الله عليه إلا ويرى أثر نعمته عليه وخاصة أهل العلم، وكان يقول أحب للقارىء أن يكون أبيض الثياب.

قال ابن أبي أويس: ما رأيت في ثوب مالك حبراً قط.

قال أشِهب: كان مالك يستعمل الطيب الجيد المسك وغيره.

قال الواقدي: كان مالك يجلس في منزله على خماع ونمارق مطروحة يمنة ويسرة في سائر البيوت لمن يأتيه من قريش والأنصار، ووجوه الناس.

قال أشهب: كان مالك إذا اكتحل لضرورة جلس في بيته وكان يكرهه إ لعلة.

ترتيب المدارك وتقريب المسالك - (ج 1 / ص 29) المكتبة الشاملة.

 

 فأنا أبرأ إلى الله تعالى مما قيل عن مدة حمل الإمام مالك رحمه الله تعالى، لأن ذلك يخالف سنة الله تعالى في خلقه فلا يمكن أن يبقى الجنين في بطن الأم أكثر مما قدر الله تعالى في علمه، 

 

وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا."15" الأحقاف.

والسلام على من اتبع هدى الله تعالى فلا يضل ولا يشقى.

اجمالي القراءات 54768