آحمد صبحي منصور
في
الإثنين ٢٩ - أكتوبر - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
إن التدخّل من جانبى إستجابة لطلبك ليس فى المصلحة ، وأنّه لا بد من حل الشقاق بينكما ــ وفقطــ دون تدخّل من الأهل والأقارب والأصدقاء . هناك خصوصيات بينكما يجب أن تظل بينكما ، وألّا تخرج عنكما . وبعد هذا العمر من المعاشرة الزوجية تزداد وتتأكد الخصوصيات و تكون ( حمى ) مقدسا لا يجب مناقشتها مع طرف ثالث مهما كانت درجة قرابته وقربه .
هناك خلافات تكون بين الزوجين داخل عش الزوجية ، وقد تكون يومية ، وقد تكون هامشية ، وقد تكون أساسية ، وفى كل الأحوال لابد من حلّ هذه الخلافات أولا بأول بين الزوجين فقط ، على أساسين : الحل الجذرى حتى لا تتكرر ، وتخلى الزوجين معا عن الأنانية ، والرغبة فى التنازل والتصالح لاستمرار الحياة الزوجية ولرعاية الأطفال ، ولأن الحياة بدون الزوج الأخر لن تكون بنفس السعادة خصوصا فى وجود أطفال وتاريخ مشترك من السعادة .
يكفى لكل من الزوجين أن يتذكر حين الخصومة الملامح الايجابية للزوج الآخر وأهمية مواصلة الحياة. الخلافات الزوجية لا مفرّ منها ، فهى قائمة ومستمرة بسبب وبلا سبب ، والمهم كيفية حلها فى وقتها وتجاوزها سريعا أوّلا بأول لتتحول المشاجرات بينهما الى ما يشبه ( الملح ) فى الطعام ، أى تكون عاملا فى تجديد المحبة وكسر رتابة الحياة الزوجية . .
فى حالة عدم الحل الجذرى والسريع للخلافات الزوجية تتحول الى ما يشبه الجرح الدائم غير مكتمل الشفاء فى الجسم ، مما يجعله يقوم بتجميع جراثيم حوله بما يهدد ببتر العضو . وهنا يتحوّل الخلاف الى شقاق يجعل احد الزوجين يغادر عش الزوجية ويعلن الشقاق..
وحل الشقاق كما سبق هو فى مناقشة أسبابه بين الزوجين فقط على أساس أنهما أمضيا عمرا مع بعضهما فى الماضى ، قاما معا بانشاء بيت وإنجاب أطفال ، وأصبح لهما معا تاريخ مشترك وكيان مشترك لا يصح بعده أن ينفصلا أو أن يجرّب أحدهما زواجا آخر . وإذا كان هذا فى الماضى فإن الحاضر والمستقبل يستوجب مناقشة أسباب الشقاق بالرغبة فى حلها ، وباعتراف الطرف المخطىء بخطئه ، والتزامه بألا يكرر هذا الخطأ وأن يعتذر عنه ، وقيام الطرف الثانى بقلب مفتوح بالصفح والعفو والغفران والرغبة فى فتح صفحة جديدة نقية من أخطاء الماضى.
كما قلت يا ابنى الحبيب .. هذه مهمة لا يقوم بها سواك مع رفيقة العمر.
إذا تعذّر هذا .. وتحتّم تدخلى للإصلاح فلا يمكن أن أتدخّل إلا بطلب منكما معا والتزام الطرفين بالرغبة فى الاصلاح وحل المشاكل .. أما طلب طرف واحد فهو ينطبق عليه المثل الشعبى المصرى : ( يا داخل بين البصلة وقشرتها لا ينوبك إلا حرارتها ..).