مسؤول مصري إلى طهران لبحث العلاقات الثنائية

في الثلاثاء ١١ - ديسمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

في أول زيارة يعلن رسميًا عن قيام مسؤول مصري رفيع بها إلى إيران، منذ انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1980، أعلن وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط، أن مساعده السفير حسين ضرار سوف يتوجه إلى طهران حاملاً رسالة إلى نظيره الإيراني ذات صلة بالعلاقات الثنائية، غير أنه لم يشأ الدخول في مزيد من تفاصيل تلك العلاقات المشوبة بالتوتر خلال الفترة الماضية .

وزار القاهرة عدد من المسؤولين الإيرانيين، كما شهدت القاهرة وطهران فعاليات تجارية مشتركة، كما زار مسؤولون مصريون طهران خلال السنوات الماضية، للمشاركة في مؤتمرات واجتماعات إقليمية ودولية، غير أن هذه هي المرة الأولى التي توفد فيها مصر مسؤولاً رسمياً إلى إيران، وتعلن ذلك، لبحث العلاقات الثنائية المقطوعة بين البلدين منذ اندلاع الثورة الإسلامية في العام 1980، وعقب توقيع مصر على اتفاقية السلام مع إسرائيل .

وخلال الفترة الأخيرة اتجهت العلاقات المقطوعة أساسًا بين البلدين لمزيد من التوتر، بعد اتهامات سربتها مصادر في القاهرة تحدثت عن ضلوع أجهزة الاستخبارات الإيرانية في اختطاف واغتيال إيهاب الشريف سفير مصر السابق لدى بغداد‏ قائلة إنها أقدمت على ذلك بهدف استبعاد الوجود المصري عن العراق .

وإضافة إلى ما تستشعره القاهرة من هواجس حيال التنامي الإقليمي للنفوذ الإيراني في المنطقة، خاصة في العراق ولبنان، فإن هناك أيضًا خلافات في المواقف حيال مسألة أمن الخليج، وجزر الإمارات العربية التي تحتلها، إضافة إلى ملفات أمنية أخرى عالقة، لا تزال تقف حائلاً دون استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين .

قصة العلاقات
وفي الملف النووي الإيراني فقد أكدت القاهرة مرارًا على لسان كبار مسؤوليها إنها تتعامل معه من منظور فني وقانوني، وبما تطرحه الوكالة الدولية للطاقة الذرية من تقييم باعتبارها الجهة الفنية المنوط بها التأكد من مدى إلتزام الدول بتعهداتها بموجب اتفاق الضمانات الموقع بين إيران والوكالة الدولية.

وكثيرًا ما أبدت دوائر دبلوماسية وأمنية مصرية مخاوف حيال أفكار تصدير الثورة التي تتبناها إيران، فضلاً عن إيوائها ورعايتها لبعض عناصر الجماعات الإرهابية المصرية، وتعترف ذات المصادر بأن هناك أزمة ثقة متبادلة، سواء لدى طهران أو القاهرة، فضلاً عن تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية التي تعزز هذه المخاوف .

من جانبه قال مصطفى الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان المصري، إن بلاده تتطلع لقيام علاقات طيبة مع إيران، لافتًا إلى أن هناك أوجه كثيرة للتعاون بين البلدين، غير أنه استدرك قائلاً إن هناك تصرفات رمزية تتمسك بها إيران لا مبرر لها، وتثير قلق مصر، في إشارة إلى تمسك إيران بوجود شارع في طهران يحمل اسم قاتل الرئيس المصري الراحل أنور السادات .

وظلت العلاقات بين إيران ومصر خلال أكثر من نصف قرن مضى متوترة، وفي عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كانت هناك قطيعة كاملة بين البلدين بسبب العلاقات بين إيران وإسرائيل حينئذ، وكانت الفترة الوحيدة التي شهدت ازدهارًا في العلاقات بين البلدين هي السنوات القليلة التي سبقت قيام الثورة الإسلامية في إيران، حيث ربطت علاقة حميمة شاه إيران بالرئيس المصري الراحل أنور السادات .

وسرعان ما تدهورت تلك العلاقات ووصلت إلى القطيعة الكاملة، عام 1980 بعد اندلاع الثورة في إيران، وإبرام مصر اتفاقية السلام مع إسرائيل، ونشطت بين الحين والآخر مساع حثيثة لتحسين العلاقات بين البلدين، إلا أنها باءت بالفشل، بعد أن اصطدمت في أحيان كثيرة بمناخ عدم الثقة السائد بينهما، وتباين وجهات النظر حول جملة من القضايا أبرزها المسائل الأمنية وتراجع رصيد الثقة بين الجانبين .






 

اجمالي القراءات 3824