وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ.
عزمت بسم الله،
الممتثل لأمر الله تعالى فالدبر القول لما جاءه، ولم يجعل ما ورث عن آباءه حجابا مستورا لأحسن الحديث، الذي أنزل على محمد من ربه وهو الحق، فإن المتدبر في الكتاب يجد ما يُثبِّت به الله تعالى الذين آمنوا به بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ويضل به الظالمين الذين اتخذوا القرآن وراء ظهورهم. قال رسول الله عن الروح الأمين عن ربه:
يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ(27).إبراهيم.
أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَأَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمْ الْأَوَّلِينَ(68). المؤمنون.
وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمْ الْقَوْلَلَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ(51). القصص.
وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّيلَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ(13). السجدة.
وما يؤكد أن القرآن العظيم هو الوحي الذي سوف نسأل عنه لا عن غيره، وهو الكتاب الذي يهدي به الله تعالى من يشاء، ويضل به من يشاء، لا كما يدعي رجال الدين الذين ينقلون عن سلفهم أحاديث تنسب كذبا وزورا إلى رسول الله محمد عليه وعلى جميع الأنبياء السلام، أنه قال: (أوتيت القرآن ومثله معه).
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ أَخْبَرَنَا حَرِيزٌ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَوْفٍ الْجُرَشِيِّ عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ الْكِنْدِيِّ قَال َقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْقُرْآنَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَا يُوشِكُ رَجُلٌ يَنْثَنِي شَبْعَانًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَلَالٍ فَأَحِلُّوهُ وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ أَلَا لَا يَحِلُّ لَكُمْ لَحْمُ الْحِمَارِ الْأَهْلِيِّ وَلَا كُلُّ ذِي نَابٍ مِنْ السِّبَاعِ أَلَا وَلَا لُقَطَةٌ مِنْ مَالِ مُعَاهَدٍ إِلَّا أَنْ يَسْتَغْنِيَ عَنْهَا صَاحِبُهَا وَمَنْ نَزَلَ بِقَوْمٍ فَعَلَيْهِمْ أَنْ يَقْرُوهُمْ فَإِنْ لَمْ يَقْرُوهُمْ فَلَهُمْ أَنْ يُعْقِبُوهُمْ بِمِثْلِ قِرَاهُمْ.
مسند أحمد - (ج 35 / ص 37) المكتبة الشاملة.
من الملاحظ أن هذه الرواية لا توجد في ما يسمى ( الصحاح) إلا في كتاب مسند أحمد الذي تفرع منه المذهب السلفي الوهابي...
إذا كان الله تعالى قد أنزل على رسوله القرآن العظيم ووصفه بأنه ( أحسن الحديث ) (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُجُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِمَنْ يَشَاءُوَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ)(23). الزمر. فكيف يسمى ( ومثله معه) ؟؟؟
إذا كان الرسول قد بلَّغ القرآن العظيم، وشهد على ذلك الله تعالى والملائكة،( لَكِنْ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا)(166). النساء.
فهل بلغ الرسول مع القرآن العظيم حديثا غيره؟؟؟
المتدبر في كتاب الله تعالى، التارك للهو الحديث وراء ظهره، يجد أن القرآن العظيم هو الكتاب الوحيد الذي سوف نُسأل ونُحاسب على ما فيه من أوامر ونواهي، وهو المهيمن على ما سبقه من الكتب المنزلة، لأن الله تعالى تولى حفظه بقدرته من عبث العابثين بدين الله تعالى، فجاء اليهود وأعداء الدين ليضعوا أحاديث كتبوها بأيديهم ونسبوها إلى الوحي، فصدق بها الغافلون المغفلون، حتى جعلوها تقضي على كتاب الله تعالى، وتغير حلاله إلى حرام، وحرامه إلى حلال، وبدلوا وغيروا في أحكام الله حسب هواهم، وما يلي من الآيات يدل على أن الرسول عليه وعلى جميع الأنبياء السلام، سوف يبرأ إلى الله تعالى يوم الفرقان حيث يقول: وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا(30). الفرقان.
أقول المتدبر المؤمن بوحدانية الله تعالى وبوحدانية كتابه يجد مما أوحى الله تعالى إلى رسوله ليبشر به المتقين وينذر به قوما لدا هو القرآن وحده لا شريك له.... يقول الله تعالى: فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَبِهِالْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَبِهِقَوْمًا لُدًّا(97). مريم.
يقول المولى تعالى لرسوله:
وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا(86)إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا(87) قُلْ لَئِنْ اجْتَمَعَتْ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِلَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا(88)وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِمِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا(89)وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنْ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا(90)أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا(91)أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا(92) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهقُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا(93)وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمْ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا(94)قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنْ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا(95)قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْإِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا(96) وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَالْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِوَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وَجُوهِهِمْعُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْسَعِيرًا(97)ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآيَاتِنَاوَقَالُوا أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا(98)أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلًا لَا رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُورًا(99)قُلْ لَوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنفَاقِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا(100)... وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا(105)وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا(106)قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا(107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا(108). الإسراء.
السؤال الأخير ماذا لو ذهب الله تعالى بالذي أوحى إلى رسوله من القرآن ولم يحفظه؟؟؟؟؟؟؟؟؟
والسلام على من اتبع هدى الله تعالى فلا يضل ولا يشقى.
ولمن يريد قراءة المقال منسقا فعليه بالرابط: http://alharah2.net/alharah/showthread.php?t=60730&p=1017020#post1017020