إلي: سحرة فرعون.. المثل الأعلى الذي ضربه المصريون في التضحية في سبيل الحق..
" قَالُوا: لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ، إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنْ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى .. 72، 73 من سورة طه."
تمهيــــــــد
القرآن الكريم كتاب إلهي في الدعوة للهداية أساساً،وليس كتاباً متخصصاً في العلوم
أو في التاريخ ،إلا أنه من خلال دعوته للهداية حوى كل الأساليب من إيراد القصص
التاريخي وضرب الأمثلة والإتيان بالحقائق العلمية اليقينية.
وهكذا فالحقيقة التاريخية المذكورة في القرآن ليست هدفاً في حد ذاتها وإنما هي وسيلة للهدف الأساس وهو الهداية للحق . وتبعاً لذلك فإن منهج القرآن في إيراد القصص التاريخي يختلف عن المنهج التاريخي للمؤرخين ، فالمؤرخ حين يذكر حادثة تاريخية معينة لابد أن يهبط بها على أرض الواقع بأن يذكر المكان والزمان والأبطال ولا يهتم المؤرخ بإيراد العبرة من الأحداث بل ربما يتركها للقارئ.
أما القرآن فله شأن مختلف فالعبرة هي الأساس من إيراد القصص القرآني، يقول تعالى في نهاية سورة يوسف التي ركزت على قصة يوسف عليه السلام وآله " لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111) .
وقد يكون من الأوقع في الاعتبار والإتعاظ أن تتحرر الحادثة التاريخية من قيود الزمان والمكان وأسماء الأشخاص لتتحول الحادثة المحددة بالزمان والمكان إلى قضية عامة تنطبق على كل عصر وكل مكان وكل شخص إذا انطبقت عليه ملابستها .
وتلك عظمة القصص القرآني الذي لم يتحدث عن كفار قريش مثلا بأن يحصرهم في الزمان والمكان بل عمم الوصف فقال " الذين كفروا" أو" الذين أشركوا. " لينطبق ذلك الوصف على كل من يستحقه يقول تعالى " أَمْ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ ؟ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لا يَمْلِكُونَ شَيْئاً وَلا يَعْقِلُونَ ؟،قُلْ :لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً لَهُ مُلْكُ السماوات وَالأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ، وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ " الزمر 43 :45 .
فالقرآن يحول عقيدة القرشيين في القرن السابع الميلادي إلى قضية عامة لم يرد فيها ذكر للتحديد بالزمان أو المكان وبذلك تنطبق الآية على جميع من وصفتهم الآية بالذين " لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ ".
يحاول أن يستخلص الموعظة والعبرة من القصص القرآني عن مصر ، وذلك بعد أن يتتبع الإشارات القرآنية ليستضئ بها في رسم صورة تاريخية لأحوال مصر السياسية والاجتماعية في عصر الهكسوس والرعامسة " رمسيس الأول وخلفاؤه. "
التعليقات (7) |
[42647] تعليق بواسطة عائشة حسين - 2009-10-04 |
مصر ومصرا هل هناك فرق بينها
|
حذف التعليق |
تعديل التعليق |
. إذا كان الهدف الأساس من القصص القرآني العبرة والتخويف من الآخرة ، فإن القرآن يسمو بالقصص من محليتها لتعبر عن قضايا عامة تصلح لفهم كل عصر بفضل ما تحمله من أوصاف ودلالات عامة . لكن نعود إلى مصر في القرآن موضوع الكتاب هل كل لفظ مصر تعني مصر البلد التي نعرفها ؟ هل هناك فرق بين مصر و مصرا بالتنوين . شكرا أستاذنا الفاضل
|
[42667] تعليق بواسطة فتحي مرزوق - 2009-10-05 |
الأستاذ عبدالوارث الدسوقي ونصرة المظلوم
|
حذف التعليق |
تعديل التعليق |
بالرغم من أن الأستاذ عبدالوارث السوقي وقف وقفة بطولية في معركة كانت تبدو في الوهلة الأولى غير متكافئة إلا أنه بشعوره بصدق القضية وإصراره على الوقوف وبإصرار كفل له النجاح في مهمته ،لأنه لا يبغي من وراء وقفته مصلحة شخصية أو ظهور لأنه يقنع بإعداد الكوادر الصحفية هانئا بما يراه من تفوقهم وتقلدهم للمناصب الرفيعة فرحم الله الرجل وأسكنه فسيح جنانه ولا عزاء للمنافقين الذين يلعبون على كل الأحبال على رأي حلم على حسب الريح ما تودي .
|
[42677] تعليق بواسطة محمود مرسى - 2009-10-05 |
مسجدين مباركين ودواماً لأمتين .
|
حذف التعليق |
تعديل التعليق |
دائماً كتب ومقالات الدكتور منصور تثير فينا التأمل والتفكر في تاريخ أماكننا وأممنا ، فمن الملاحظ أن الله تعالى قد أكرم أمتين متجاورتين لأنهما يضمان على أرضيهما مسجدين مباركين مقدسين،هاتان الأمتان هما الأمة المصرية القبطية ، والأمة العربية في الحجاز التي يوجد بها مكة والتي تضم المسجد الحرام ،فقد استمر وجود هذه الأمة حول البيت الحرام ولم تندثر إلى وقتنا هذا ، وقد زقها الله تعالى الرزق الوفير رغم ما هم فيه من تجاوز لحدود الله في كثير من الأحيان ، وكانت دعوة إبراهيم عليه السلام في القرآن الكريم أن أجيبت وزيادة من عند الله تعالى {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ }البقرة126إذن إكراماً للبيت الحرام فإن الله تعالى قد أمر ووعد بأن يرزق حتى الكافر المجاور للمسجد الحرام مادام للمسجد الحرام وجود وكيان ، وهذا يعني وجود واستمرارية الأمة المجاورة للمسجد الحرام .
|
[42749] تعليق بواسطة عبدالمجيد سالم - 2009-10-07 |
بلاط صاحبة الجلالة والموقف المتحيز
|
حذف التعليق |
تعديل التعليق |
كان الدكتور أحمد يكتب مجانا في الأخبار ورضيت مؤسسة ضخمة كالأخبارعلى نفسها أن تأخذ أجر من يستحق لتعطيه لكثيرممن لا يستحقون .. وكان يحارب الأستاذ الدسوقي طواحين الهواء لكي ينشر للدكتور مجانا في الوقت الذي ينشر غيره بدون حرب ناعما بالأجر المغدق ، ما هذه المفارقات التي تحدث في بلاط صاحبة الجلالة .حتى عندما شعر الرجل الطيب الأستاذ الدسوقي بقلة ذات اليد لدى الدكتور أحمد مع وفرة في ترفع نفسه وتعففها ، رحب باقتراحه بتأليف كتابا هادئا على حد تعبيره وحتى بعد طبعه لم يتم تسويقه بالطريقة المعتادة وتمت محاربته رغم إيرادته المرتفعة وطبع مؤلفات أخرى رغم خسارةالجريدة الفعلية !!!
|
[42816] تعليق بواسطة سوسن طاهر - 2009-10-09 |
المساومة وركوب الموجة
|
حذف التعليق |
تعديل التعليق |
رفض الدكتور منصور أن يكون سلاحا رخيصا في يد مجموعة تحاول التغلب على أخرى في الجامعة بالرغم من أن عودته لوظيفته المرموقة في الجامعة مصدر الرزق الوحيد لديه وهو صاحب أسرة .جاء الرفض عن قناعة لأن من يقفون معه الآن كانوا هم نفسهم ضده . وهم لا يشاركونه نعتقده وإنما تحركهم نار الانتقام فقط وكل الأسلحة مباحة في الحرب كما يقولون ، حتى في المناظرة رفضها هي الأخرى لأسباب لا تتعلق بالمال أو الأجر إنما كان الرفض لأن الصحفي لم يعطه وعدا بعدم تغيير أو حذف في أقواله ، وهذا لإيمانه الصادق بأن الرزق ليس بيد هؤلاء أو أولئك ولكن هو بيد الله فقط . كم من الرجال قابلت في حياتي !! أن مصرنا بخير طالما أن بها وسيظل إن شاء الله أصحاب مبادئ وقيم رغم ما يمرون به من صعوبات تجعل البعض يتنازل أو يغمض عينيه حتى تمر الموجة بعدها يعود وقد استفاد من مرتين واحدة من سكوته وأخرى بعد الموجة .وهو قطعا لم يقل إني أغرق لأن مثله لايمكن أن يغرق نظرا لأن في حوزته الكثير من التجارب والزوارق التي تنجيه من الموج الأزرق الذي يصيب العينين ..
|
[42829] تعليق بواسطة نورا الحسيني - 2009-10-09 |
إتاحة قراءة هذه الكتب القيمة.
|
حذف التعليق |
تعديل التعليق |
كنت أجول في أحد أماكن بيع الكتب القديمة وأثناء بحثي وجدت هذا الكتاب ( مصر في القرآن الكريم ) للدكتور أحمد صبحي منصور . وعلى الرغم من امتلاكي نسخة أحتفظ بها اشتريته وأهديته لإحدى صديقاتي التي أعجبت أشد أعجاب بالكتاب وبطريقة المؤلف في الكتابة واعتماده على القرآن الكريم . وظللت بعدها أبحث علّي أجد كتب أخرى منسية لم يتم مصادرتها ولكني لم أجد. ولكن بنشر الكتب على موقعكم أهل القرآن أتحتم لنا قراءتها فجزاكم الله خيراً وقواكم على هذا الجهاد السلمي ونشر الفكر بطريقة ميسرة لنا .
|
[42883] تعليق بواسطة sara hamid - 2009-10-10 |
مسكين يا دكتور احمد ما هذه المحنة التي مررت بها
|
حذف التعليق |
تعديل التعليق |
والله قلبي يتقطع الما وانا اقراء المقدمة يا ساتر عبالك كنت عايش في غابة وحوش
|