سعاد صالح: لا يجوز سياسيا أو دينيا تولي مسيحي للرئاسة
الدكتورة سعاد صالح أثناء زيارتها لحزب الوفد - خاص لمصراوي
القاهرة - "أى مبادئ تخالف ثوابت دينى لن أتبعها .. ولن يجبرنى أحد على مخالفة دينى إرضاءَا لمطالب بشرية " بهذه الجملة القاطعة ردت الدكتورة سعاد صالح استاذ الفقه المقارن بجامعة الازهر على الاتهامات التى وجهت لها بتناقض فكرها مع مبادئ حزب الوفد الذي يتبع مبادئ علمانية والذي انضمت اليه منذ ايام قليلة.
ورفضت صالح خلال الحوار الذي أجراه جابر القرموطي فى برنامج "مانشيت" على اون تى فى ، مساء الاحد، تولي المسيحيين منصب رئيس الجمهورية مع اعطائهم الحق فى تولى كافة المناصب القيادية مفسرة ذلك بأن الاقباط لا يعترفون برسالة الرسول محمد صلَّى الله عليه وآله في الوقت الذي يعترف به المسلمين بكافة الأديان السماوية التي سبقت الاسلام، كما انه لا تجوز الولاية فى بلد غالبيته يدين بالإسلام لغير المسلم.
وتسبب هذا التصريح في العديد من المداخلات التليفونية الساخنة لبرنامج مانشيت أبرزها مكالمة رجل الاعمال نجيب ساويرس الذي رفض ما قالته صالح.
وأكد خلال مداخلته أنه لا يمكن لانسان يؤمن بالله أن يكون كافرا فالجميع يؤمن بنفس الاله.
وأضاف "لا نقبل كمسيحيين اى تفرقة بأى تفسير لاى معنى تحرمنا من حقنا فى المشاركة السياسية ، وطالما جواز السفر يحمل وصف المصري فمن حقي تولى اى منصب فى الدولة .
كما اكد صلاح سليمان المستشار القانونى لحزب الوفد فى مداخلته أن صالح تتحدث باعتبارها استاذ فقه وليس عضو بالوفد لان الوفد حزب علمانى يطبق الدستور ويطالب بالمواطنة والوحدة العنصرية بين المسلمين والاقباط ، مطالبا الدكتورة سعاد صالح ان تراجع ثوابت حزب الوفد التى من غير المقبول المساس بها وأبرزها المساواة بين المسيحيين والمسلمين.
دفاع صالح
ودافعت صالح مؤكدة انها لا تستطيع الحكم بتكفير او ايمان اى شخص لكن مثلا البابا شنودة استند فى رفضه لحكم الادارية العليا بالزام الكنيسة بالسماح للاقباط بالزواج الثانى الى الانجيل وتمسك بقراره احترام لدينه والمسلمين أيضا عليهم ان يحترموا دينهم.
ولفتت الى ان الاسلام لم يقر النقاب ولم يحرمه فهو عادة وليس عبادة لكنه فى العصر الحالى يحدث نوعا من العزلة للمراة فى الاوساط السياسية على وجه التحديد.
ووصفت سعاد صالح جماعة الاخوان المسلمين بانهم من يتغلفون بالدين فى سبيل الحصول على السلطة معربة عن امنيتها ان تكون الشعارات الدينية التى يرفعونها تكون "عملا وقولا".
ولفتت الى الخلافات التى شهدتها الجماعة فى انتقال منصب المرشد العام لها وغياب الديمقراطية عنها، رافضة مبدأ الاخوان في رفض تولي المرأة المناصب القيادية لان الاسلام كرم المرأة وجعل القاعدة الاساسية المساواة بين الرجل والمراة فى المشاركة السياسية وبناء المجتمع لكن حرمانها من المشاركة فى بناء مجتمعها أمر غير جائز.
حزب الوفد
وقالت صالح انها انضمت للوفد بعد ان رأت الصورة الحضارية التى خرجت بها انتخابات رئاسة الحزب ورأت استخدام طاقتها الدعوية من خلال لجنة الشؤون الدينية والمرأة فى الحزب بهدف التحرك فى الشارع بين الناس ، وأعربت عن املها فى أن يصل الوفد بعد مرحلة التكوين التى يمر بها الى ان يكون بيت الامة بالفعل ويحقق الطموحات التى تمناها منه المواطن المصري بعد افتقادها لسنوات طويلة مؤكدة انها لا تشعر بوجود اى احزاب فى مصر تؤدى دورها المطلوب تجاه المصري المطحون.
ولفتت صالح الى انها ستسعى الى التنسيق مع المؤسسات الدينية فى مصر من خلال الوفد الذي وصفته بانه علمانى لكنه ليس كافرا .
زيارة القدس
وحول محاولات بعض رجال الاعمال المصريين والعرب ومنهم اقباط شراء اراضي فلسطينية منعا لمحاولة تهويد الاقصي قالت صالح: إن الاراضي المقدسة لها جانبين الاول سياسي والتعامل معه من خلال رفض التطبيع والجانب الدينى متعلق بامكانية شراء رجل اعمال مسيحي لمقدسات اسلامية مؤكدة ان ذلك يحتاج الى فتوى تصدر من المجامع الفقهية.
وأكدت صالح انها مع زيارة المسجد الاقصي حتى لو بتأشيرة اسرائيلية لانها تذهب لمساندة الفلسطيين وليس التطبيع مع اسرائ