ماسورة الشماتة التى طفحت على مواقع التواصل الاجتماعى من البعض فى أحداث بوسطن تدل على مدى الانحطاط والجلافة وغلظة الحس التى وصل إليها هؤلاء والتى يسرى تيارها الكهربى الشرير داخل نخاع المجتمع بشكل هستيرى جعل من القسوة والدموية وبرودة المشاعر قانوناً جديداً، وللأسف يتخذ ستاراً شرعياً دينياً فى معظم الأحيان، شاهدت أيضاً شخصاً يدعى سالم مع الإعلامى أحمد موسى على قناة التحرير يفخر بعلاقته ببن لادن والظواهرى على مدى عشرين عاماً، وهو حر فى هذا الفخر، ولكنه ليس حراً فى أن يظل لمدة ساعة يفخر بالأعمال الإرهابية لتنظيم القاعدة ويقول إن فرنسا عليها الدور ولم يهتز له جفن أو رمش أو ضمير تجاه الضحايا أو التوتر الذى سيحدث إذا ما ثبت أن مسلماً أو عربياً قد قام بهذه العملية الخسيسة! ونقل أيضاً على لسان داعية إسلامى شهير منوط به حماية حقوق الإنسان أن من قام بهذا العمل كتب اسمه فى الجنة!! ما هذا الهراء، وما هذا التطوع والتبرع من تلقاء النفس بتلبيس التهمة واتخاذ دور الإرهابى عن طوع وبكل رحابة صدر وبابتسامة واسعة؟ لماذا هذا التشفى؟ ولماذا نطبق نظرية «يستاهلوا اللى يحصل لهم» بعد كل عملية إرهابية أو انفجار أو سقوط طائرة أو سفينة فضاء أمريكية أو أوروبية.. إلخ، ولا نتذكر أن هذه الدول هى التى تمنحنا الأدوية؛ لأننا عاجزون عن صناعتها، والقمح؛ لأننا فاشلون خائبون فى زراعته، حتى الأسلحة التى نطلقها عليهم هى من صناعة هذه الدول الكافرة التى نؤجج النار ضدها!! هناك بالطبع سياسات أمريكية خاطئة ولكننا لا بد أن نفصل ما بين السياسات والشعوب، ليس هناك شر مطلق وليس هناك خير مطلق، ولابد أن نصلح من فشلنا وخيبتنا التقيلة أولاً قبل أن نرمى بهذا الفشل وهذه الخيبة على شماعة الآخرين، ومن كان يجرى فى الماراثون الرياضى كان لا يحمل سلاحاً ضدك، ومن الممكن جداً أن يكون متضامناً معك فى قضيتك! ومن يشمت فى إنسان مات أو بترت ساقه أو احترق جسده هو مفتقد لأبجديات الإنسانية وبديهيات الآدمية.