عبدالحليم قنديل: رجل مخابرات أمريكية فى لقاءات جمعية البرادعى

في الأربعاء ٠٩ - يونيو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

المنسق العام لحركة كفاية:

عبدالحليم قنديل: رجل مخابرات أمريكية فى لقاءات جمعية البرادعى

الجمعة، 4 يونيو 2010 - 00:58

عبدالحليم قنديل المنسق العام لحركة كفاية عبدالحليم قنديل المنسق العام لحركة كفاية

حوار- محمد منير - تصوير: ياسر عبدالله

Bookmark and Share Add to Google
 
 

◄◄ جورج كان يبدى موافقة ظاهرية للخلاف مع أمريكا ويتصرف بطريقة مغايرة وعلاقته بـ «كفاية» منقطعة منذ شهور
◄◄ السفارة الأمريكية فى القاهرة تشبه مقر المندوب السامى البريطانى قبل 1952 الذى كان يتحكم فى كل شىء فى مصر
◄◄ لدينا أربع خطط فى كفاية لتولى مقاليد الحكم تبدأ بمقاطعة شاملة للانتخابات

جاء موقف حركة كفاية من مشاركة جورج إسحق، أحد القياديين السابقين، فى وفد للولايات المتحدة لدعوة المصريين هناك لتأييد البرادعى كمرشح للرئاسة، صادماً للبعض الذين رأوا فيه سلوكاً تخوينياً لا يتناسب مع طبيعة الحركة التى نشأت بتكوين فضفاض شامل لمعظم التمثيلات السياسية والفكرية فى الواقع المصرى بهدف الرفض الواسع الحدود للنظام السياسى فى مصر بجميع مستوياته.. بينما رآه البعض الآخر التزاماً بمبادئ الحركة وقبض على جمرة الموقف الذى رسخته نضالات أعضاء الحركة عبر ما يزيد على خمس سنوات.

وحركة كفاية نشأت بطبيعة خاصة وتكوين متميز بعد التغيير الوزارى المصرى فى يوليو 2004 من خلال وثيقة تأسيسية تطالب بتغيير سياسى حقيقى فى مصر، وبإنهاء الظلم الاقتصادى والفساد فى السياسة الخارجية، واتخذت الحركة من التظاهر وأشكال الاحتجاج المتعددة فى الشارع وسائل للتعبير عن رفضها، حيث لاقت مواجهة عنيفة من النظام الحاكم الذى لم يكن معتادا على هذا السقف العالى من المعارضة.. وهو ما تعتبره قيادات الجماعة نجاحاً أدى إلى رفع سقف الحريات، ليصل حد الانتقاد فى مصر إلى شخصيات كان محظورا التعرض لها تماما.

ويبدو أن تأثير الحركة لم يتوقف عند سقف الحريات فى مصر، فأدى إلى حراك سياسى، منه ما هو مؤيد لأهداف الحركة، ومنه ما رأى فيها حركة فوضوية تهدف إلى التوقف عند حدود الهدم والرفض ولا تخطو أى خطوة تجاه الإصلاح.. وهو جوهر الخلاف بين حركة كفاية الرافضة للنظام بأكمله وجميع أشكاله، والجمعية الوطنية للتغيير التى نشأت لتأييد البرادعى، وترى فى الإصلاح السياسى والدستورى للنظام القائم وسيلة للتغيير السياسى فى مصر، وشملت فى عضويتها عناصر مجتمعية مؤثرة من كل الأوساط الفنية والثقافية والإعلامية، ومعظمهم ممن عرفوا بعدم اهتمامهم بالشأن السياسى العام فى مصر.

الدكتور عبدالحليم قنديل، القيادى وأحد مؤسسى الحركة ومنسقها العام الآن، رأى فى حواره مع «اليوم السابع» أن حركة كفاية انتقلت من مرحلة التوقف عند حدود التعبير عما تكره، إلى مرحلة التعبير عما تريد، نافياً صفة الفوضوية عن الحركة. وكشف عن خطوات الحركة لإنهاء النظام الحاكم، والانتقال إلى نظام يعتمد على تداول السلطة عبر مرحلة انتقالية يقودها مجلس رئاسى شعبى مواز.. كما أوضح أن الموقف من جورج إسحق كانت له إرهاصات سابقة.

◄ رأى البعض فى موقفكم من جورج إسحق موقفا تخوينيا لا يتناسب مع مساحة حرية الرأى التى تنادى بها الحركة؟
- تكفير، تجريم، تخوين.. يقولوا زى ما هم عاوزين يقولوا.. لم يصدر عنى أو عن كفاية أى تكفير أو تخوين ضد أى شخص لكن يبدو أن بعض الناس بيحبوا يرددوا هذا الكلام لغرض فى نفس يعقوب، أو لغرض فى نفس لاظوغلى (تعبيرا عن مباحث أمن الدولة). وأتحدى إن أى حد يمسك أى لفظ لنا فيه تخوين أو تكفير.

◄ نريد تحديد وتوضيح لموقفكم من جورج إسحق؟
- جورج بالنسبة لى زميل نضال ورفيق طريق، وهو من مؤسسى حركة كفاية وأول منسق عام لها، وتم اختياره بالتوافق.. وكنا نقصد بهذا الاختيار تصدير رسالة للمجتمع المحتقن طائفياً بأن هناك قبطيا تم اختياره رئيساً لحركة سياسية على أساس المواطنة وليس على أساس دينى، بعدها جاء الدكتور عبدالوهاب المسيرى، وتلاه الدكتور عبدالجليل مصطفى ثم أنا.

◄ ما الذى غير موقف الحركة منه؟
- جورج طوال فترة علاقته بكفاية كانت له تصرفات نتحفظ عليها، فمثلاً فى عام 2005 شارك فى مؤتمر فى تركيا وتبين أن ضمن المشاركين فيه إسرائيليون.. وأعلن إسحق أنه لم يكن يعرف ونحن صدقناه آنذاك.. كما أنه شارك عام 2006 فى مؤتمر فى الأردن بتمويل أمريكى، وهو ما يتعارض مع مبادئ كفاية.

◄ ما هذه المبادئ؟
- كفاية تربط قضية الديمقراطية فى مصر بالقضية الوطنية والقضية الاجتماعية، وترى أن مصر واقعة تحت الهيمنة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلى، وترى أن النظام الحاكم المصرى موال لهما.. ولهذا فالعداء لإسرائيل وأمريكا محور أساسى فى برنامج كفاية، وهناك ربط لدينا بين التخلص من هذا النظام واستبداده، والعداء مع الصهيونية والإمبريالية الأمريكية، وهو ما كان جورج يختلف معه دائما، ربما كان يبدى اقتناعا ظاهرا به، لكن كانت له تصرفات مغايرة مثل ما ذكرته ومثل سفره الأخير إلى أمريكا.

◄ هل هذا يستدعى أخذ موقف عنيف منه وإدانته؟
- لم نأخذ موقفا منه، ولكننى أوضح أن علاقة جورج منقطعة بكفاية منذ شهور وانضم للجمعية المصرية للتغيير، وطوال الوقت كان هناك التباس لدى الصحفيين بأن جورج ما زال يتحدث باسم كفاية، وحدث أن نشرت جريدة «الشروق» خبراً عن هذا اللقاء فى الولايات المتحدة، وذكرت فى الخبر مشاركة كفاية فى هذا المؤتمر، وذلك فى التباس وخلط ما بين جورج وكفاية رغم أنه لا يمثلها، ووقتها أصدرنا بيانا ننفى فيه علاقتنا بهذا الموضوع.. والحقيقة أننى طوال الوقت كنت أطلب من جورج أن يوضح أنه متحدث باسم الجمعية المصرية للتغيير وليس كفاية، ولم يكن يفعل، وأثناء سفره الأخير للولايات المتحدة كانت الصحف تنشر كل أنشطته هناك باعتباره ضمن حركة كفاية، ومن ضمن ما نشر عن أخباره هناك ما يتعلق بنواحٍ أخلاقية حول خلاف بينه وبين أحد المنظمين للقاء بسبب مبالغ نقدية وبدل تذاكر سفر وأشياء من هذا القبيل، ونشر الخبر باعتبار أن جورج ضمن حركة كفاية، ولهذا التشوش أصدرنا بيانا وكنا لا نحب ذلك، ولكنها الضرورة لمواجهة هذا الالتباس الذى قد يكون متعمداً، وطالبنا فى البيان بالمساءلة لماذا يتم الزج باسم حركة كفاية فى الموضوع.

◄ ولكن البعض يندهش لإدانتكم لمن يتوجهون للمصريين فى أمريكا لدعوتهم للمشاركة فى الحراك السياسى فى مصر ويرى فيه انتزاعا لحقوقهم فى الوطن؟
- نحن نفرق بالطبع بين الحكومة الأمريكية والشعب الأمريكى والإعلام الامريكى، ونحن نقصد بالعداء الإدارة الأمريكية والسياسة الأمريكية.. ونقصد السفارة الأمريكية التى تشبه مقر المندوب السامى البريطانى قبل 1952 الذى كان يتحكم فى كل شؤون مصر، ولهذا نجد الآن السفيرة الأمريكية تتجول فى محافظات مصر، وتتدخل فى شؤون مصر باعتبارها ولاية أمريكية.. والنظام الحاكم المصرى عينه دائما على إرضاء إسرائيل كرسالة وسيطة لإرضاء الباب العالى فى واشنطن.. وهذا بدا واضحا فى العديد من التصرفات، منها الإفراج عن عزام عزام، واتخاذ قرار توصيل الغاز لإسرائيل قبل الاستفتاء على الرئاسة عام 2005.. وبالنسبة لادعاء جورج بأنه كان يخاطب المواطن المصرى الذى يعيش فى أمريكا، فهذا غير دقيق لأننا يجب أن نفرق بين نوعين من المصريين فى الخارج، الأول هو المسافر لمهمة محددة ويحمل جنسية واحدة وهى الجنسية المصرية، وهذا له جميع الحقوق المكفولة للمواطن المصرى بالداخل، والثانى الذى يحمل جنسيتين، وهذه الفئة تصوت فى بلدانها الجديدة وتدفع الضرائب فى هذه البلدان، ولا يمكن أن يزدوج ولاؤهم بين مصر وأمريكا، فهناك تضارب طبيعى فى المصلحة، كما أن توجه أى حركة إلى أمريكا للدعاية للتغيير فى مصر هو استضعاف بالخارج وليس استقواء، لأنه يفقدها مصداقيتها، والمتغطى بأمريكا عريان، وهناك أيضاً معلومات مؤكدة عن حضور شخص لهذه اللقاءات وصفته بعض الصحف الأمريكية بأنه كبير محللين فى المخابرات الأمريكية.

◄ حركة كفاية عمرها يزيد بقليل على خمس سنوات ورغم ذلك شهدت انشقاقات وتحركات داخلها لا تتناسب مع كونها حركة واسعة المبادئ والتشكيل؟
- فكرة وجود انشقاقات فى حركة كفاية فى غير محلها، لأنه لا يوجد فى المجتمع حركتان باسم كفاية.. ولكن لأنها حركة مخاطرة بدأت بشعار لا للتوريث، ثم انتقلت من مرحلة التعبير عما تكرهه إلى التعبير عما تحبه، وبالتالى من الطبيعى أن تشهد حركات جريان فى النهر، فهناك أناس يروحون وأناس يجيئون، ونحن لسنا بصدد الحديث عن فريق كرة لنتحدث عن غياب لاعب وحضور لاعب.

◄ ما تأثير حركة كفاية على الواقع المصرى؟
- حركة كفاية طرحت الكثير من الأفكار وانتصرت لها، مثل فكرة التوريث وانتقاد رأس السلطة. وأهم إنجازين حققتهما كفاية هما تعميم انتقاد الرئيس، والذى ظهر فى البداية كأنه خروج عن النص ثم أصبح لغة عادية. والإنجاز الثانى يرتبط بنظال المئات من أعضاء كفاية المحاصرين الذين قدموا نموذجا لكيفية الخروج للشارع وانتزاع حقوق التظاهر والتعبير.. وهذان الإنجازان مرتبطان بمرحلة التعبير عما نكره، ومنهما انتقلنا إلى التعبير عما نحب أو نريد، بطرح البديل وهو الإنجاز الثالث الذى نسعى لتحقيقه من خلال فكرة الرئيس الموازى أو الرئيس البديل، وهى فكرة تعتمد على مقاطعة كل الألعاب الانتخابية التى يفرضها النظام الحالى باعتباره نظاما غير شرعى، وباعتبار أيضا أن كل الانتخابات بعد تعديل الدستور، الذى استفتى عليه صوريا فى مارس 2007، هى انتخابات كرتونية ليس لها مصداقية، ويؤكد ذلك التعديلات التى ألغت المادة 88 التى تنص على الإشراف القضائى على الانتخابات، وبعد هذه المقاطعة اقترحنا مبادرة عملية حتى لا نتهم بالسكون، وهى مبادرة تتكون من عدة خطوات، الأولى: برلمان حقيقى للشعب المصرى يتكون من نواب البرلمان المعارضين الحاليين والسابقين على مدار 30عاما مضت، إضافة إلى شخصيات عامة راديكالية وقادة الإضرابات الاجتماعية وممثلى النقابات الموازية.. ونتصور أن عدد أعضاء هذا البرلمان سيصل إلى 500 نائب، وقيمة هذا البرلمان أنه سيكسر حالة الانعزال عند الناس.. أما الخطوة الثانية فهى قيام هذا البرلمان باختيار بديل رئاسى وليس مرشحا رئاسياً، سواء كان فردا يطلق عليه الرئيس الموازى، أو جماعة تحمل اسم المجلس الرئاسى الموازى، وكله يندرج تحت نظام حكم مواز فى الشارع يقودنا للخطوة الثالثة وهى خلق حالة من العصيان السلمى وجمع توقيعات شعبية لتغيير الدستور وليس تعديله، والمطالبة بتسليم مقاليد الحكم للبديل الرئاسى.

◄وماذا بعد ذلك؟
- نتصور بعد ذلك أن مصر ستمر بفترة انتقالية مدتها عامين ستشهد خلالها إصلاحات اجتماعية، مثل مواجهة الغلاء وصرف إعانات بطالة ووقف طرد الفلاحين، وغيرها.. وأيضا ستشهد هذه الفترة إجراء ثلاثة استفتاءات شعبية، الأول حول وقف برنامج الخصخصة، والثانى حول إلغاء القيود المترتبة على معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، والثالث حول إلغاء المعونة الأمريكية، وحل جميع هيئاتها فى مصر.. وفى نهاية فترة العامين يصدر دستور جديد للبلاد تعده جمعية تأسيسية، بعد ذلك يسير الحكم متداولا مثل بقية البلاد... وبهذا يكون لدينا سيناريو ما قبل إنهاء هذا النظام، وسيناريو ما بعد إنهاء هذا النظام.. هذا الفهم لم يكن موجوداً لدى كفاية من قبل.. فقد كنا نعرف ما نكره، ولكننا لم نكن نعرف ما

 

اجمالي القراءات 6435