نجل عبد الحكيم عامر: عبد الناصر قام بقتل والدي خوفًا من كشف الأسرار وهيكل كتب: انتحر المشير

في الإثنين ٠٧ - يونيو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

 

كشف عن وصيته: لماذا خسرت مصر الحرب؟.. نجل عبد الحكيم عامر: عبد الناصر قام بقتل والدي خوفًا من كشف الأسرار وهيكل كتب: انتحر المشير
كتبت مروة حمزة (المصريون):   |  08-06-2010 01:17

أكد جمال عبد الحكيم عامر، أحد قيادات "الضباط الأحرار" ووزير الدفاع الأسبق، أن والده اغتيل ولم ينتحر كما ذكرت الرواية الرسمية حول أسباب وفاته الغامضة، في أعقاب تحميله المسئولية عن هزيمة مصر أمام إسرائيل في حرب يونيو 1967.

كشف عامر للإعلامية رولا خرسا لبرنامج "الحياة والناس" على فضائية "الحياة" عن وصية المشير التي كتبها بعنوان: "لماذا خسرت مصر الحرب" قبل وفاته يوم 7 سبتمبر 1967 والتي كتبها خلال محبسه الانفرادي وبشكل سري، وتم تهريبها إلى الولايات المتحدة مع أحد الأشخاص الذي كان يثق فيهم ونشرتها صحيفة "لايف" الأمريكية.

وقرأ عامر بعض نصوص الوصية التي نشرت بالإنجليزية وتم ترجمتها للعربية ونشرتها بعض الصحف العربية لكنها لم تنشر في أي صحيفة مصرية حتى الآن، ومما قاله المشير عبد الحكيم عامر، إنه لا ينكر مسئوليته عن الهزيمة، وتكلم عن حرب اليمن واعتبرها سببا رئيسا لضعف الجيش المصري، وكتب أيضا أنه شعر بأنه سيغدر به وسيقتل ولهذا كتب الوصية.

وقال عامر في الوصية: لو كانت هذه الوصية كتبت في عجالة، وذلك لأني أخشى ما يخبئه القدر لي، فلقد فقدت الثقة في صديقي وأخي جمال ولم أعد أشعر أني آمن منه وأتلقى التهديدات منذ إعلاني أني مستعد لمحاكمة علنية، ومنذ ساعتين زارني ضابط مخابرات هددني بإنهاء حياتي لو تكلمت وقلت له إني سأتصل بالرئيس، فقال لي لو كنت تظن أن صداقتك بالريس ستنقذك فأنت واهم".

واستطرد قائلا: بالفعل حاولت الاتصال وقالوا لي الريس مشغول وتهرب من الحديث إلي فشعرت بنية الغدر وأن هناك شيئا ما يحاك ضدي، وأدعو الله أن يحمي بلدنا وأن يعيد لها الحياة بعد هذه النكسة، وأخيرًا أطلب من الله المغفرة الله أكبر والمجد لمصر، ووقع باسمه وكتب تاريخ الوصية 7 سبتمبر 1967.

ورفض جمال عبد الحكيم عامر أن يكشف عن اسم ضابط المخابرات الذي هدد المشير بتصفيته، وقال: "ربنا خده وخلصنا منه"، وتابع: الحمد لله كل من آذوا المشير ربنا انتقم منهم ومنهم الليثي ناصف الذي وقع في انجلترا ومات بطريقة بشعة وغيره وغيره.

وحمل عامر، الرئيس جمال عبد الناصر رفيق درب والده المسئولية عن "اغتياله"، وتابع: عندما شعر عبد الناصر ومن حوله بأن المشير ممكن أن يكتب مذكراته أو أسرار خشوا أن تظهر للرأي العام قاموا بقتله والتخلص منه ودعوه لزيارة مع الرئيس في منشية بكري وحذرنا والدي، وأخوته ووالدتي حذرته من هذه الزيارة لكنه رفض، وقال إنه صديقي ولن يتعرض لي بأذى.

وروى قائلا: ذهب في سيارته مع السائق وصف ضابط فقاموا بإلقاء القبض على السائق وصف الضابط وتركوا والدي يدخل فوجد جلسة نصبت له والريس لم يحضر إلا قليل بينما جلس مع زكريا محيي الدين وعبد المنعم رياض والسادات وعلي صبري، وحدثت مشادة بينهما في الكلام لتحميله وحده مسئولية النكسة، لكنه لم يكن يخاف وواجههم، وانتهت الجلسة بتحديد إقامته في بيته بالجيزة ووضع حراس على البيت، وبالفعل ظل في البيت 14 يوما ونحن وأخوتي نخرج بينما هو غير مسموح له بالخروج.

وحول ما كان يفعله المشير عامر وهو بمفرده في البيت، قال" كان طبيعيا ويضحك معنا لم يريد أن يشعرنا بشيء وكان يلعب الشطرنج مع زوج أخته محمد عزب، وكان يحدثنا عن عائلته ووالده وذكرياته منذ طفولته.

واستدرك: بعد 14 يوما وجدنا أمن وحشود خارج المنزل وسيارة إسعاف ودخل عبد المنعم رياض والفريق فوزي وتحدثا إليه ورفض الذهاب معهما فرفع أحد الضباط السلاح في وجه أبي فضربه المشير، وقال له: تأدب أنت ترفع سلاحك أمام المشير وهدأه عبد المنعم رياض وفي لحظة انقضوا عليه جميعًا، وأخذوه إلى خارج البيت ورفض أن يدخل عربة الإسعاف فأخذوه في سيارة سوداء وذهبوا به إلى مستشفى القوات المسلحة في المعادي، وادعوا أنه أخذ سم أثناء جلستهم معه، وهذا لم يحدث وكانت كذبة تمهيدًا بقولهم إنه انتحر.

وأشار إلى أن حسين عبد الناصر زوج أخته وهو أخو الرئيس جمال عبد الناصر قام بزيارته آنذاك وعرف أنهم قاموا بالكشف عليه ونقلوه من مستشفى المعادي لاستراحة الرئيس في المريوطية، ورفضوا أن يرجع لبيته وكان معه طبيان يتناوبان عليه حتى الساعة 5 عصرًا، وفي يوم "مقتله" كان بصحة جيدة إلى أن زاره دكتور بطاطا وهو دكتور من رئاسة الجمهورية وكان آخر واحد زاره وخرج من عنده، وبعدها توفي والدي وفي اليوم الثاني كتب هيكل: انتحار المشير عبد الحكيم عامر.

واستطرد جمال عامر: أخذوا جثته وكفنوه وراحوا به على البلد لدفنه بعد أن بلغونا أنه سيقام له جنازة عسكرية وسافرنا على البلد ووجدنا حشودا عسكرية هائلة والأمن منع أهل البلد من السير في جنازته ومنعنا من تلقي العزاء فلم نقيم عزاء للمشير ورجعنا القاهرة، وبعدها أدعوا أن صلاح نصر هو الذي أعطى السم للمشير وصلاح نصر نفى هذا وقال: أنا لم أقتل المشير وهو لم ينتحر ولن يتعاطى سما وهل كنت أعلم أن النكسة ستحدث حتى أقتله.

واتهم جمال عامر كل من كانوا في الاستراحة مع المشير بتدبير حادث "قتله" بما فيهم الفريق فوزي وعبد المنعم رياض وبعلم الرئيس جمال عبد الناصر، على حد قوله.

وحول لقائه بالرئيس عبد الناصر، قال: التقيت به بعد عام بناء على نصيحة حسين عبد الناصر كي يصرف لنا معاش والدي، وزرته أنا وأختي آمال كي نسأله عن صرف معاش المشير ومستحقاته وإعطائنا سيارته الخاصة ولبى لنا مطلبنا وصرف لنا 500 جنيه معاش ولم يصرف مكافأة ولا أي مستحقات أخرى.
اجمالي القراءات 12354