خلاف على الكعكة لا على المبدأ

خالد منتصر في الجمعة ٠١ - مارس - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

هل الخلاف الحادث الآن بين الإخوان والسلفيين هو خلاف على المبدأ، أم هو خلاف على كعكة الحكم؟، هل المعركة حامية الوطيس وتكسير العظام ما بين الفريقين هى معركة قيم وشريعة وفقه، أم أنها معركة سلطة وسياسة؟ سؤال يتردد فى الشارع وصلتنى عنه إجابات كثيرة أختار من بينها إجابة د.يحيى طراف الذى يقول:

لما خرج معاوية بن أبى سفيان على الإمام علىّ بن أبى طالب، لم يكن يريد إلا الدنيا، فجعل الدين والثأر للخليفة المقتول سبيله إليها. فطلب من عمرو بن العاص أن يحالفه، فقال له عمرو: «لماذا؟ أللآخرة؟ فوالله ما معك آخرة، إنما هى الدنيا نتكالب عليها، فلا كانت لك حتى أكون شريكاً فيها». فلما سأله معاوية عما يطلب، قال له: «إن المسلمين لن يعدلوا بعلىّ أحداً، فليست لك سابقته ولا قرابته، فاجعل لى مصر ما دامت لك ولاية». فتلكأ معاوية فى إجابته إلى طلبه، فحذره عتبة بن أبى سفيان من معاداة عمرو وقال له: «أما ترضى أن تشترى عمرو بمصر، إن صفت لك فليتك لا تُغلب على الشام» (كتاب عمرو بن العاص للعقاد).

كذلك تحالف الإخوان مع السلفيين باسم الدين طلباً للدنيا، وهم يعلمون جميعاً تمام العلم أنهم ليسوا بأصحاب سابقة فى الثورة على مبارك، وأن هناك ممن فجر الثورة ومات دونها من هو أحق منهم بالأمر، لكنها هى الدنيا تكالبوا عليها. فتحالف الفريقان معاً بشرط أن يقتسماها فيما بينهما. فلما رأى السلفيون فى الإخوان طمعاً فى الأمر ومغالبة عليه، ورغبة فى الاستئثار به دونهم، وقع الخلاف بينهم؛ فهو خلاف على حظ كل فريق من الكعكة وإن ادّعوا غير ذلك، وذاك شأن رافعى المصاحف فى كل زمان.

وليس أدل على خواء شعاراتهم، من أننا لم نر قادة حزب النور غاضبين كما غضبوا لما طرد مرسى أحدهم من خدمته، فهم لم يغضبوا حين قتل الإخوان الثوار وعذبوهم وعلقوهم على بوابة قصر الاتحادية على مرمى حجر من الرئيس الإخوانى، ولم يغضبوا حين قتل النظام أربعين ونيفاً من البورسعيديين، ولم يغضبوا حين اختطف النظام محمد الجندى وقتله، أو حين جرّد مواطناً مصرياً من ثيابه كما ولدته أمه وسحله عارياً أمام الاتحادية. لكنهم غضبوا غضبة لم يغضبوا مثلها قط لما استغنى مرسى عن خدمات أحدهم، لا وضع دستورياً له ولا حيثية كالوزير مثلاً، لا يعدو كونه فرداً فى حاشية مرسى لا يقدم ولا يؤخر.

وليس أدل على اختلال معاييرهم كذلك من خروج هذا المطرود على الأمة يبكى بالدمع السخين بكاء الثكلى على وحيدها. ولو أنه خرج على الأمة باكياً على ضياع الأخلاق يوم افتضح كذب زميله عضو البرلمان الذى ادّعى أن اللصوص سرقوه وكسروا أنفه، أو بكى أسفاً على الأخلاق يوم ضبط زميله، عضو البرلمان أيضاً، بداخل سيارة فى وضع مشبوه، لكان أدعى أن يحترمه الشعب ويحترم حزبه. لكنه لم يبكِ يومئذ، ولا بكى أو غضب أحد منهم، بل استقبلوا الشيخ غداة ضبطه فى مجلس الشعب وكأنه قد عاد لتوه من فتح القدس.

اجمالي القراءات 8613