بَاَسِمْ يُوُسُفْ وَعَاَطِفْ عَبْدْ اَلْرَشِيْدْ

شادي طلعت في الإثنين ١١ - فبراير - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

 

 

شخصيتان ظهرتا بعد ثورة يناير، كلاهما عكس الآخر، ولا أنكر أني كنت لا أقبل رؤيتهما أو الإستماع إليهما في البداية، إلا أنني أصبحت مهتماً بمتابعتهما، فكلاهما مصري وكلاهما يتمتع بخفة دم مصرية، ظاهرة في باسم يوسف، وأيضاً في عاطف عبد الرشيد حتى وإن حاول إخفائها !

ومع أني أنتمي للتيار اليبرالي الذي ينتمي إليه باسم يوسف، إلا أني لا أستطيع أن أتهم عاطف عبدالرشيد بالخيانة، فكلا الشخصين وطني يحب مصر، ولكن الآلية تختلف من هذا إلى ذاك، فباسم يوسف يرى أن مدنية الدولة هي السبيل الوحيد للخروج من كبوة الوطن في الوقت الحالي، وعاطف عبد الرشيد يرى أن أسلمة الدولة سواء بالأخونة أو  بالسلفنة أو بأي مسمي يحمل شعاراً إسلامياً هي الحل للخروج من الأزمة، إنه صراع الدولة المدنية والدولة الدينية، وهذا كان موجوداً قديماً وفي الحاضر، وسيكون في المستقبل أيضاً، ولكن ليس هذا ما شغلني بمتابعة كلا الشخصين، فما شغلني هو طبيعة كلا الشخصين في إدارة الصراع، فكلاهما كما ذكرت آنفاً مصري وقد طغت مصريتهما على أدائهما في العرض.

من يتابع كل من الشخصين سيكتشف الآتي :

-         كلاهما يحب مصر ولا مزايدة على أحدهما.

-         كلاهما يتمتع بخفة دم كما ذكرنا آنفاَ.

-         كلاهما لا يدعوا للعنف، وكلاهما يدعوا لإستخدام القوة !

-         كلاهما يخاطب فئة عريضة من الشعب.

-         كلاهما يشعراني بأن في قلبهما رحمة في النهاية.

بقي سؤال ماذا لو حمل كل من باسم يوسف وعاطف عبد الرشيد سلاحاً، وسار كل منهما في مظاهرة وإلتقى الجمعان، هل سيرفع كل منهما السلاح في وجه الآخر؟ وإن رفعا السلاح فهل يمكن أن يحاول أي منهما قتل الآخر؟

أرى أن الإجابة ستكون بالنفي، فلن يرفع أي منهما سلاحه على الآخر، ولا يمكن أن يقتل أي منهما الآخر، فمصريتهما ستطغى عليهما، وهذا ما يميزنا نحن المصريون، فمهما إختلفنا فكرياً أو عقائدياً، ومهما زادت حدة الخلاف، فلن يقدر أحد أن على أن يدفعنا إلى أن نكون مثل دول أخرى يتناحر فيها الشعب الواحد ! فالمصريون أول شعب في العالم عرف معنى الدولة، من قبل أن يبعث الله نبيه إبراهيم عندما قدم إلى مصر، وكانت مصر دولة لها حاكم ووزارات وخلافه من أركان الدولة.

وإني والله لأذكر وقت أن تنافس المتنافسون في إنتخابات رئاسة الجمهورية 2012، وكيف كان أداءُ السلفيين المتحمسين لترشح حازم صلاح أبو إسماعيل وقتها، فقد كان بعض أنصاره يقدمون إلي بعض المنشورات عن مرشحهم، فكنت أشير إليهم بالرفض لأني لن أنتخب حازم صلاح أبو إسماعيل، فكانوا يبادلوني بالإبتسامة ! هكذا المصريون إخوة في النهاية حتى وإن إختلفوا، وكم حاول المتآمرون أن يشعلوا نار الفتن بين المسلمين والأقباط وكانت الفتنة الكبرى عندما أحرقت كنيسة إمبابة، إبان ثورة يناير 2011، وقتل 20 مصرياً في تلك الأحداث المؤسفة، نصفهم مسلم والنصف الآخر مسيحي ! وظن الكارهون للوطن، أنها بداية للحرب الأهلية، فكانت النتيجة أن شجب المسلمون تلك الأفعال الكارثية، وعلى الجانب الآخر أعلن المسيحيون رفضهم لكل من حمل سلاحاً أو قتل أخاه.

أرى أننا بمصريتنا لن نميل يوماً عن هويتنا، فليس فينا أي جسد غريب إلا جسد واحداً فقط وهو/ جماعة الإخوان، إذ تعد هي الخطر الأكبر على مصر ، فحديثي السابق كله إنطوى على وحدة تجمع الشعب وهي مصريتنا، اما جماعة الإخوان فإنها تقدم مصلحة الجماعة على مصلحة مصر، وهذا مكمن خطورتها، وعلى المصريين أن يحذروا من أي شئ يريد أن ينال من مصريتهم.

في النهاية :

كتبت مقالي بإسم شخصيتين، هما باسم يوسف وعاطف عبدالرشيد، والواقع أني وجدت في حديثي عنهما عرضاً لواقع نعيشه، كما أني أجدهما ظاهرتين جديدتين على الساحتين الإعلامية والسياسية، وأنا لا أشعر بقلق إن ظل الصراع الداخلي يسير بالشكل الذي يسير عليه كل من باسم يوسف وعاطف عبدالرشيد، فكلاهما صاحب إتجاه سلمي يسعى لإقناع أكبر قطاع ممكن من الناس، حتى وإن كان نقده لاذعاً، لكن يبقى الإختيار في النهاية للشعب، بينما يبقى الخطر الوحيد على مصر، من جماعة الإخوان فقط لأنها الداعية إلى العنف كما تؤثر مصلحتها على مصلحة الوطن الذي يأويها، لكنها والله لن تنجح في مصر بأفكارها الهدامة، حتى وإن كانت قد نجحت في دول أخرى، إلا أن مصر مقبرة لكل من حاول تقسيمها أو زعزعة أمنها.

تحياتي إلى شعب مصر، وتحايتي إلى باسم يوسف وعاطف عبد الرشيد، مع الإحتفاظ بألقابهما.

 

أقول قولي هذا وأستغفرو الله لي ولكم

 

شادي طلعت  

اجمالي القراءات 8809