بنية النص القرآنى والعدد سب7ـــة
مقدمة:
دراسة القرآن تستمد مشروعيتها من طبيعة القرآن نفسه فهو نص أنزل ليقرأه كل من يدخل في خطابه، ولا يحده زمان أو مكان. أما البنية في تعريفها البسيط فهي نسق عقلاني يحدد وحدة الشيء وهي القانون الذي يفسره،وبالتأمل في القرآن يمكننا أن نجد فيه مفهوم البنية كأفضل مثل لها، فهو نسق واحد مترابط ترابطاً عقلانياً تعبر عنه روابط كثيرة بين آياته وسوره، وكمنطلق في الإسلام فإن للقرآن هيمنة مطلقة على ما دونه من نصوص، وأدق ما يمكن أن يكشف هذه الهيمنة هو بنية القرآن كنظام محكم.
أن القرآن المجيد واحد لا يقبل بناؤه وإحكام آياته التعدّد فيه أو التجزئة في آياته، أو التعضية بحيث يقبل بعضه، ويرفض بعضه الآخر، فهو بمثابة الكلمة الواحدة أو الجملة الواحدة أو الآية الواحدة، وإذا كانت قد تعددت آياته وسوره وأجزاؤه.
فتأتي كلمات الله على صورتين تكوينية تتمثل بالكون والأشياء، وتكليفية تتمثل بالنصوص المتضمنة للتعاليم الإلهية، فالكلمات هي أجزاء الكون وأجزاء النص، وهي قابلة للقراءة والمعاينة والفهم والاعتبار، فالكون المخلوق أثر بارز قد أُمر الإنسان بتدبره والنظر فيه، وكذلك كلمات الله الأخرى التي وصفها الله بأنها لا تنفد ، وهذه المقابلة بين كلمات القرآن وكلمات الكون لها دلالتها على الانتظام والدقة.
ومن هنا يمكن أن نقول أن هناك علاقة بين كلمات الله سبحانه التكوينية ( الكون والأشياء ) والتى يمثلها رقم 7 فى كل أنحاء الكون والأشياء " اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (65:12) ، وكلمات الله سبحانه التكليفية ( إفعل ولا تفعل ) والذى يؤكد أن هذا هو كلام الله سبحانه وتعالى وأنه ليس قول البشر والذى يمثلها رقم 19 حصرا " عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30: 74). ثم يستمر السياق يقول:
" كَلَّا وَالْقَمَرِ * وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ * وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ * إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ* نَذِيرًا لِلْبَشَرِ * لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ * 32-74:37
بعد أن قدمت هذا الملخص السريع عن العلاقة بين الكون والأشياء من جهة وكلمات الله المقروءة ، نعرض بعض من المقاطع القرآنية أو النصوص القرآنية - على سبيل المثال لا الحصر - ليأكد أن البنية القرآنية هى نسق واحد مترابط ترابطا عدديا تعبر عنه روابط كثيرة بين آياته وسوره، وهذا يؤكد مرة ثانية على أن الإعجاز العددى فى القرآن الكريم له الخاصية الفريدة فى إثبات الإحكام فى البنية القرآنية كما قال عز من قائل : " الر كِتَبٌ أُحْكِمَتْ ءآيَتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ " 11:1
بالنظر فى عدد حروف هذه الآية الكريمة نجد أن عدد حروفها = 35 = 7 × 5
والآن إليكم بعض المقاطع القرآنية التى بنيتها تعتمد على رقم 7 ، مجرد أمثلة لأن ما فى القرآن الكريم من إعجاز لا يعد ولا يحصى.
يابنى إسرائيل سورة البقرة 40-43
1- اذكروا نعمتى التى انعمت عليكم
2- واوفوا بعهدى
3- وءامنوا بما انزلت مصدقا لما معكم
4- ولا تكونوا أول كافر به
5- ولا تشتروا بئاياتى ثمنا قليلا
6- ولا تلبسوا الحق بالباطل
7- وأقيموا الصلاة وءاتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين
نعم اللــه على بنى اسرائيل سورة البقرة 47-58
1- انى فضلتكم على العالمين
2- وإذ نجيناكم من ءال فرعون
3- وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم
4- وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده
5- ثم عفونا عنكم من بعد ذلك
6- وإذ ءاتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون
7- فتاب عليكم
8- وإذ قلتم ياموسى لن نؤمن لك حتى برى اللـــه جهرة فأخذتكم الصاعقة
9- ثم بعثناكم من بعد موتكم
10- وظللنا عليكم الغمام
11- وأنزلنا عليكم المن والسلوى
12- وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا
13- وادخلوا الباب سجدا
14- وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين
وإذ اخذنا ميثاق بنى إسرائيل سورة البقرة 83
1- لا تعبدون إلا اللــه
2- وبالوالدين إحسانا
3- وذى القربى
4- واليتامى
5- والمساكين
6- وقولوا للناس حسنا
7- وأقيموا الصلاة وءاتوا الزكاة
وإذ قال إبراهيم سورة البقرة 126-129
1- رب اجعل هذا بلدا ءامنا
2- وارزق أهله من الثمرات
3- ربنا تقبل منا إنك أنت اسميع العليم
4- ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك
5- وأرنا مناسكنا
6- وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم
7- ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم ءاياتك
ءايات لقوم يعقلون سورة البقرة 164
1- إن فى خلق السماوات والأرض
2- واختلاف اليل والنهار
3- والفلك التى تجرى فى البحر
4- وما أنزل اللــه من السماء من ماء فأحيا بها الأرض بعد موتها
5- وبث فيها من كل دابة
6- وتصريف الرياح
7- والسحاب المسخر بين السماء والأرض
ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق و المغرب ولكن البر من سورة البقرة 177
1- ءامن بالله واليوم الآخر
2- والملائكة
3- والكتاب
4- والنبيين
5- وءاتى المال على حبه
6- ذوى القربى
7- واليتامى
8- والمساكين
9- وابن السبيل
10- والسائلين
11- وفى الرقاب
12- وأقام الصلاة وءاتى الزكاة
13- والموفون بعهدهم
14- والصابرين فى البأساء والضراء وحين البأس
دعاء سورة البقرة 286
1- ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا
2- ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا
3- ربنا ولا تحملنا ملا طاقة لنا به
4- واعف عنا
5- واغفر لنا
6- وارحمنا انت مولانا
7- فانصرنا على القوم الكافرين
عيسى- عليه السلام- أنى قد جئتكم بئاية من ربكم آل عمران:49-50
1- أنى أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا
2- وأبرئ الأكمه والأبرص
3- وأحى الموتى بإذن اللــه
4- وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون فى بيوتكم
5- ومصدقا لما بين يدى من التوراة
6- ولأحل لكم بعض الذى حرم عليكم
7- وجئتكم بئاية من ربكم
المحرمات فى الزواج النساء:23-24
1- أمهاتكم
2- وبناتكم
3- واخواتكم
4- وعماتكم
5- وخالاتكم
6- وبنات الأخ
7- وبنات ألخت
8- وأمهاتكم الاتى أرضعنكم
9- وأخواتكم من الرضاعة
10- وأمهات نسائكم
11- وربائبكم الاتى فى حجوركم من نسائكم الاتى دخلتم بهن
12- وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم
13- وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف
14- والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم
نعم اللــه 14:32،33
1- اللــه الذى خلق السموات والأرض
2- وأنزل من السماء ماء
3- فأخرج به من الثمرات رزقا لكم
4- وسخر لكم الفلك
5- وسخر لكم الأنهار
6- وسخر لكم الشمس والقمر
7- وسخر لكم الليل والنهار
فإعادة دراسة القرآن تستمد مشروعيتها من طبيعة القرآن نفسه فهو نص أنزل ليقرأه كل من يدخل في خطابه، ولا يحده زمان أو مكان، كما أن ما كتبه المفسرون هو تجربة في فهم القرآن، إن كشفت عن جوانب من معانيه وأحكامه فإن جوانب أخرى ما تزال مكنونة فيه، وإن لم تتقدم مناهج المفسرين على مر العصور في كشف جوانب جديدة، فإن سؤال المنهج يبدو ملحاً والمدخل إلى دراسة القرآن يبدو مفصلياً في إمكانية إضافة جديدة في فهم النص واكتناه معانيه.
وبالتأمل في القرآن يمكننا أن نجد فيه مفهوم البنية كأفضل مثل لها، فهو نسق واحد مترابط ترابطاً عقلانياً تعبر عنه روابط كثيرة بين آياته وسوره، للقرآن هيمنة مطلقة على ما دونه من نصوص، وأدق ما يمكن أن يكشف هذه الهيمنة هو بنية القرآن كنظام محكم. فسياق حديث القرآن عن الكلمات والكتاب يشير إلى انتظام القرآن كبنية متكاملة ونظام واحد.
أيها الأخوة والأخوات، كل ما سبق هو مجرد أمثلة ولدى المزيد الذى لا يعد ولا يحصى ونلتقى مرة ثانية فى الجزء الثالث من هذه السلسلة إن شاء الله السميع العليم.
لكم منى كل التقدير والإحترام.