عن الفوضي سألوني وقد تداخلت الأجناس الأدبية .. ورغم تنازع الرواية والشعر حول من يكون ديوان العرب ، فقد أصبحنا نري الكتابات النوعية وكتابات تستعصي علي التجنيس .. واستعصي علي الفهم كيف تستمر الديكتاتوريات في العالم العربي وقد غربت في شتي أرجاء المعمورة .. وتعود الأساطير من جديد وتقترب نهاية العالم وكذب المنجون ولو صدفوا .. لكن الصدفة تأتي وينزاح ديكتاتور تونس وهو زين العابدين اسما وبعده مبارك مصر .. وتتداخل النظريات عن الفوضي والفوضي الخلاقة والفوضي المنظمة والفوضي التقليدية .. وهطلت الأمطار بغزارة مع الثلوج في معظم البلاد العربية التي قامت بها ثورة أو تنتظر وبصورة لم تحدث منذ زمن ..
وتعود الفوضي ويتداخل الخريف العربي مع ربيعه بل يتقدم الشتاء مبكرا .. لكن الشمس تشرق من جديد وعام تبرز من غيومه وكوارثه التي ألفها المصريون لينعموا بدفء المقاومة المستمرة لمن يفكر في احتلال الكرسي .. وتزعم الروايات أنها تتنبأ بالثورات وينافسها الشعر .. لكن أن تري الثورة يتم سرقتها جهارا نهارا .. هذا ما لا توافق عليه الشمس ..
وتأتي قرية باب الشمس بالضفة الغربية علي أرض انتزعها المغتصب نموذجا .. هم الشباب من جديد وها نحن هنا.. قرية باب الشمس التي أقامها شباب الفلسطينيين علي أرضهم المغتصبة ستظل الحدث البارز لبدايات عام 2013 .. وتأتي كنقطة متقدمة بعد أحداث 2012 والمتمثلة في تطور المقاومة والصمود بل وتحقيق انتصار في معركة عامود السحاب أو الطير الأبابيل بين إسرائيل وغزة .. أيضا نجاح السلطة الفلسطينية في تحقيق نصر سياسي بالحصول علي مقعد بالأمم المتحدة .. ويبدو الأمل في التواصل بين الأجيال والدور الثقافي الذي يمثله الشعر والرواية ديوان العرب الحديث .. فمن رواية قرية باب الشمس الي رواية رجال حول الشمس نلمح ما نقصده بالتواصل الذي يمثل استمرار روح المقاومة بل الأمل في حل مشكلة القضية الفلسطينية بأيدي أبنائها ..
رواية رجال حول الشمس للروائي غسان كنفانيتجمع بين الرمزية والواقعية والهجرة إلي الخارج ، فتحقيق الحلم الفردي ليس حلا ناجحا لمشكلة شعب .. بل لا يحل مشكلة الفرد نفسه لأن من يخسر وطنه لا يربح شيئا ولو أصبح من الأثرياء.. ويبقي أمل العودة .. ويبدأ الأمل مع الصمود والتحدي لتتعدد مجالات المقاومة داخل الأرض المحتلة .. وكأني المح شباب قرية "باب الشمس" يقول نحن هنا .. والظاهرة في اختيار الاسم توحي أنه المستمد والمستوحى من رواية الكاتب اللبناني الفلسطيني الياس خوري، التي تستحضر فلسطين أدبيا، وتحكي قصة النكبة والتشريد والصمود والنضال الفلسطيني وتطلعات شعبنا نحو المستقبل ليتحقق التواصل بين الداخل والمهجر وبين التراث والمستقبل بيد شباب ظن الجميع أنه قد استسلم لتغيير هويته .. تري ماذا سيقول الميدان في الأيام القادمة