ننشر قصيدة " المفسدون في الا رض" التي كانت قد أثارت جدلا كبيرا في الجزيرة العربية وسببت اعتقال شاعرها عبد المحسن حليت ، ويعتبر الحليت (45 عاما) الذي أتم دراسته في الولايات المتحدة ، أحد الكتاب والشعراء الاكثر شعبية في السعودية كما انه ينتمي إلى أسرة متدينة ومحافظة من المدينة المنورة.
" المفسدون في الأرض" هذه القصيدة التي انتشرت انتشار النار في الهشيم والتي دفع الشاعر الأديب حريته ثمنا لها حيث اعتقله قوات آل سعود وتعرض للتعذيب في سجنه.
وكانت السلطات السعودية قد أقالت رئيس تحرير صحيفة
"المدينة" السعودية السيد محمد المختار بسبب إجازته لنشر القصيدة وقامت بمصادرة النسخ المتبقية من عدد الصحيفة الذي نشر فيه القصيدة
والشاعر عبد المحسن حليت هو مواطن سعودي نجل احد وجهاء المدينة المنورة وقد درس في الولايات المتحدة
ويعتبر الأكثر شعبية في من بين بقية الشعراء والأدباء
وكان المقصود في أبيات قصيدتة هم قضاة آل سعود وهو الجهاز الذي ظل في منأى عن تناول النقد أو الإشارة اليه بالاعتراض او التشكيك فيه..!!
نص القصيدة:
المفسدون في الارض..!!
الشاعر عبد المحسن حليت
كُلكم قاتـلٌ ولا استثنـاءُ والقتيلُ القضاءُ والشـرفاءُ
سقطت رايةُ الحسينِ وعادت من جديدٍ بثوبـها كـربلاءُ
مات عصرُ الفاروقِ ، لم تبقَ منهُ غير ذكرى سُطورها بيضاءُ
واعتلتْ عُصبةُ اللصوصِ وماتتْ في السجونِ العـدالةُ العذراءُ
كُلكم من سقوطها مستفيدٌ كلكم مذنبٌ .. ولا أبرياءُ
أكبرُ المجرمين أنتمْ ولـكن لا وجوهٌ لكم ولا أسـماءُ
أيها المرتَشونَ من أين جئتمْ ألغيرِ التُقاةِ كـان القـضاء؟
تدَّعونَ التُقى وأنتمْ ضِباعٌ أَكَلتنا .. فـكُلنا أشــلاء
تحتَ أنيابكم نَئنُ .. ومنكم لا فـقيرٌ نـَجا ولا أغنيـاء
فكأنـَّا وحـلٌ وأنتم زُلالٌ وكـَّأنا أرضٌ وأنتم سـماء
نحنُ أهلُ الضلالِ دوماً وأنتم عندنا المرســلونَ والأنبياء
لكُمُ الدينُ كُلهُ ولنا الشركُ فنحـنُ الخوارجُ السفـهاء
فأبونا "الحجاجُ" وابنُ "سلولٍ" وأبوكمْ "عليُّ" و "الزهـراء" !!
نحنُ من خانَ كلَّ شرعٍ ودينٍ وعلى الدينِ أنتـمُ الأمنـاء!!
كلُّ صوتٍ سـواكمُ شيطانٌ كلُّ رأيٍ عـداكمُ فـحشاء
وعروقُ الإيمانِ جفَّتْ لدينا ولديـكمْ عُـروقهُ خضراء
أعذرونا فنحنُ نسلُ "يزيد"ٍ أيـها التابعـونَ والخـلفاء
أيها المفسدونَ في كلِّ أرضٍ قاتل اللهُ علمكمْ ، والسماء
كم ذبحتمْ من آيةٍ وحديثٍ ولِحاكُمْ كم لطَّختها الدماء
فالدساتيرُ كالعبيدِ لديكمْ والقوانينُ في يديكمْ إِماء
وتُداجونَ ألفَ طاغٍ وطاغٍ ولهُ وحدهُ يكونُ الـولاء
ولهُ منـكمُ النفاقُ المُصفَّى والركوعُ الطويلُ والإنحناء
وتُحِلُّونَ ما يـراهُ حـلالاً فالفتاوى منكمْ ومنهُ الجزاء
وإذا قالَ حرِّمـوا حرَّمتُمْ كلَّ ما يشتهيهِ ، حتى الهواء
هو مـولاكمُ الذي تعبدوهُ فهوَ نعمَ المولى ونعمَ الرجاء!!
أيها المتُخمونَ فسقاً .. أهذا ما تقـولُ الشريعةُ السمحاء؟!
كيفَ صارَ القضاءُ عنزاً حلوباً يتسلى بحـَلْبِها من يشــاء
أَكْلُ لحمِ الخنزيرِ في عُـرفكمْ شِركٌ،وأكلُ الحقوقِ فيهِ الشفاء
وكلامُ "الصكوكِ أحلى لديكمْ من كلامِ الـذي لـهُ الأسماء
لا من الناسِ تستحونَ ولا اللهِ الذي منهُ يستـحي الأنبـياء
كلُ ظلم بنا وكـلُ فســادٍ أنتمُ الرأسُ فيـهِ والأعضـاء
فلوجهِ الدينارِ قُمتمْ وصُمتمْ فهو بـاقٍ وما سواهُ فنـاء
ولعينـيهِ كـم فَقأتُمْ عيوناً فلعينـيهِ يُستحَبُّ الدعـاء!!
ونهبتمْ من أجـلهِ البرَّ والبحرَ ومنكمْ لم تنـجُ إلا السـماء
وتُحَنونَ كـل يومٍ لِحاكُمْ كي يزولَ البياضُ والإرتخاء
والفسادُ الذي يعربدُ فيها لا خضابٌ يخفيهِ أو حِنَّاء
أيها الـُمظلمونَ .. لم يبقَ وجهٌ فيكمُ يستحي .. ولم يبق مـاء
كم يعاني من فسقكمْ أتقياءٌ ويقاسي من زيفكمْ علمـاء
هُمْ مع الله يَسهرونَ .. وأنتـمْ في جحورٍ لكمْ بناها الريـاء
فهمُ الشمسُ إن تعالى ظلامٌ وهمُ السيفُ إن تمادى البغاء
وهم الذائدونَ عنا .. وعنهمْ ستذودُ الســماءُ والأنبياء
فَلِحـاهُمْ منيرةٌ بتُـقـاها ولحاكُــمْ تُنـيرها الظلماء
كَمْ تُحَنونها على كل وجـهٍ ليزولَ البياضُ والإرتخــاء
والفسادُ الذي يعربدُ فيها لا خضابٌ يخفيهِ أو حِنَّـاء
أيها الغارقونَ في وحْلِ دُنياكمْ وفـيهِ جميعُـكم شهـداء
لستُ أهجوكمُ فأنتمْ ذئابٌ وكثيرٌ على الذئابِ الهجـاء
أنتمُ الميتـونَ شيخاً فشيخاً وبِكُمْ لا يليقُ إلا الرثــاء !!