العلمانيون قادمون

كمال غبريال في السبت ١٢ - يناير - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

 منذ سنوات أو حتى شهور قليلة لم يكن أحد يجرؤ أو حتى يفكر في أن يعلن أنه علماني. . الآن الأمر يختلف تماماً والعلمانيون قادمون.
• الإنسانية لا تعني البشر وحدهم، بل تشمل كل هذا الكون الرائع بما فيه من مجرات ونجوم وكواكب وكائنات وهضاب وبحار، هي احتضان كل ما هو كائن حباً في الوجود. . المجد للإنسان سيد الكون. . في ثقافة الموت لا فرق بين أن تكون قاتلاً أم مقتولاً، فكلا الحالتين عداء للحياة.
• السلفية العلمانية لا تقل كثيراً عن السلفية الدينية في خطورتها على الإنسانية والحضارة. . لم يتوصل كارل ماركس إلى أن "الماركسية (أيضاً) أفيون الشعوب"!!. . أقصد بالسلفية العلمانية التي أستهجنها اعتناق دوجما بائدة لها صورة العلم أو الفلسفة والتشبث المتحجر بمقولاتها، بغض النظر عن حقائق الواقع الراهن. . ستحل معظم مشاكلنا إذا اقتنعنا كل في مجاله أن "إكرام الميت دفنه"!!. . لا أعتقد في المنظومات المتكاملة والفلسفات التاريخية، وكفانا خبية منظومة "المادية الجدلية"، فالتاريخ شذرات وطفرات لا حاكم لها غير قانون "البقاء للأصلح"، وخلاف هذا محاولات فاشلة لجر التاريخ والمستقبل من عنقه كدابة ندفعها إلى رؤانا الطوباوية الحمقاء.
• ستمتد الحالة الراهنة لسنوات عديدة، وربما رغم مرارتها ومآسيها ستكون الفترة الأكثر خصوبة في تاريخ مصر الحديث، فهي فترة حراك مجتمعي ويقظة على وعي جديد مفارق لكل ما تشبثنا به خلال قرون طويلة من معتقدات وأفكار وقيم، ولا أتمنى أن يطرأ طارئ يخلصنا سريعاً من ورطتنا الراهنة، فكلما اشتدت المحنة وامتدت كلما كانت التغييرات الجذرية أكثر عمقاً وشمولاً لسائر مناحي حياتنا البائدة والمنافية لروح العصر وقيمه. . الحالة المصرية العامة هي المعيار، فقد كان نظام مبارك أفضل منها قليلاً، فيما نظام الإخوان أسوأ منها كثيراً وإن كان غير مفارق لها. . إذا كان الإخوان يحملون التخلف لمصر، فالمعارضة إن لم تكن تحمل التخلف أيضاً فهي لا تحمل أي شيء على الإطلاق. . "أبشر بطول سلامة يا مربع"!!
• الدعوة لتوحيد الصف دون التوصل لحسم قضايا الخلاف الجوهرية، وليس التعامي عنها بالتستر خلف توافق على أهداف عامة، هو تبسيط واستسهال قاتل، كإصرار مريض على غلق جروحه دون تطهيرها ثم التظاهر بالشفاء، فلا يلبث أن ينكفئ على وجهه ربما بغير قيامة تتلوه. الدعوة لتوحيد الصف دون التوصل لحسم قضايا الخلاف الجوهرية، وليس التعامي عنها بالتستر خلف توافق على أهداف عامة، هو تبسيط واستسهال قاتل، كإصرار مريض على غلق جروحه دون تطهيرها ثم التظاهر بالشفاء، فلا يلبث أن ينكفئ على وجهه ربما بغير قيامة تتلوه. . من يقول أن القناع قد سقط عن جماعة الإخوان هو في حقيقته أعمى يدعي الآن الإبصار.
• لعل أهم ميزة في المرحلة الراهنة هو ما نتوقعه من إكتشافات لحقائق وفضح لخرافات وأكاذيب، كذلك الفرز بين التيارات والتوجهات، ووضوح الوعي لكل تيار بما يفرقه عن غيره، لذا فمحاولات الإتلاف الآن بين ما يسمى التيارات المدنية هي بمثابة تشويش على عملية الوعي والفرز، بالإضافة لعدم جدواها السياسية، فمن السذاجة تصور أي انتصار سياسي حاسم على طيور الظلام خلال العشرة سنوات القادمة على الأقل. لعل أهم ميزة في المرحلة الراهنة هو ما نتوقعه من إكتشافات لحقائق وفضح لخرافات وأكاذيب، كذلك الفرز بين التيارات والتوجهات، ووضوح الوعي لكل تيار بما يفرقه عن غيره، لذا فمحاولات الإتلاف الآن بين ما يسمى التيارات المدنية هي بمثابة تشويش على عملية الوعي والفرز، بالإضافة لعدم جدواها السياسية، فمن السذاجة تصور أي انتصار سياسي حاسم على طيور الظلام خلال العشرة سنوات القادمة على الأقل.
• هناك خيط مشترك يمر عبر البرادعي وعمرو موسى وحمدين الصباحي، هو خيط رفيع في شخصية البرادعي، يزداد سمكاً لدى عمرو موسى، ويصبح في حمدين بسمك حبل غليظ، ذلك هو خيط العروبة اللعين. . بهدووووء: إذا صح أن العروبجية والإسلام السياسي صنوان، وصح أن البرادعي يجري في شرايين رأسه منقوع العروبة، فطبيعي أن لا يخلو الرجل من نوازع تأسلم سياسي رغم طيبته وإنسانيته.
• أن يحصل أحد على شهادة الدكتوراه من أمريكا وهو لا يجيد التحدث بالانجليزية، يعني بالأساس أنه يفتقد القدرة على التعلم، ليكون على أمريكا أن تراجع كيفية منح الشهادات العليا احتراماً لنفسها وللعلم وللدرجات العلمية. . في ثقافتنا الشعبية نطلق على بعض الشخصيات: "أجهل من دابة"، وتقال لمن ينطبق عليه توصيف "جهول" وليس مجرد "جاهل"!!
• لا أعتقد أنه د. السيد البدوي وحده، ولكن كثيرين من المنتمين لحزب الوفد الآن لا علاقة لهم بتاريخ الحزب الليبرالي الوطني.
• السلفيون هم ضمير الإخوان الذي يخفونه في صدورهم إلى يوم التمكين.
• لقد فشلنا في إدارة حياتنا فكرهناها، فاستدرنا لنكره بعضنا بعضاً، واعتنقنا من العقائد ما ينضح بالكراهية. . الوحدة الوطنية في نظر المعتدلين من التيار الإسلامي تعني أن يقبل الأقباط عن طيب خاطر أن يكونوا في وطنهم ضيوفاً على ذمة ناس ماعندهاش ذمة أساساً.
• لا يمكن القياس الآن على حادثة مصرع الفيلسوفة هيباثيا عام 415 على يد الرهبان، فبيننا وبين هذه الحادثة ستة عشر قرناً، تطورت فيها البشرية بأخلاقها وسلوكياتها بغض النظر عن العقائد الدينية، وعجز البعض عن التطور لا يعطيه الحق في استدعاء حوادث من عمق التاريخ ليبرر بها سلوكياته الهمجية وأخلاقياته المتدنية.
• ربما. . أقول ربما كما عقد مناحم بيجين زعيم حزب الليكود اليميني اتفاقية السلام مع مصر، يقدم مكتب الإرشاد على انهاء القضية الفلسطينية اللعينة تماماً، وسلملي على تحرير الأقصى!!                                   

اجمالي القراءات 7720