قصة قصيرة جداً

كمال غبريال في الخميس ٠٣ - يناير - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

"بُعَيْد منتصف الليل استفاق من سبات أيام ستة، تمطى وهو يخرج من الكهف، عند فتحته الضيقة ثمة حفرة دفعه البعض للسقوط فيها، وفيما حاول بعض إخراجه، اكتفى آخرون بلومه أن استيقظ وحاول الخروج."
• تطور هادئ جدير بالملاحظة، الإخوان كانوا يروجون لسلطانهم بالدين، تمثل ذلك في تمسكهم بشعار "الإسلام هو الحل"، الآن بعد الثورة تراجع الترويج بالدين للدرجة الثانية، وصاروا يغلفون أنفسهم بعبارات (مخادعة خالية من المضمون) عن النهضة والتقدم الاقتصادي والعدالة الاجتماعية وما شابه، حتى السلفيون وهم يقدمون لحزبهم الجديد "الوطن"، اختفى تماماً الترويج بالدين، وصاروا يضمرونه تحت السطور، كاللص الذي يخفي خنجراً تحت ملابسه. . ليس هذا مؤشر على تطور فكرهم فهذا مستحيل، لكنه يشير لتطور فكر الشارع المصري.
• تلون الإخوان وخداعهم مقابل صراحة السلفيين لا ترجع لفارق استقامة أخلاقية، ولكن لتعاطي الإخوان السياسة منذ البداية فتعاملوا مع الآخر الذي اضطروا للتلاعب به ومعه، أما السلفيون فكانوا منغلقين على ذواتهم، ولا حاجة لهم لتقية أو مداراة وتجمل، وخرجوا علينا بأسلوبهم هذا فكانت دهشتنا، وسنشهد تدريجياً من السلفيين ذات منهج الإخوان الحربائي.
• يمكن القول أننا الآن في الحلقة الأخيرة من انقلاب يوليو 1952، فالإخوان كانوا جزءاً من هذا الانقلاب وأقصاهم عبد الناصر في صراعه معهم على السلطة.
• كلام العريان عن اليهود الذي قصد به مغازلة الغرب وخداعه، فضح حجم الفاشية فيمن يدعون الدفاع عن الدولة المدنية، كما فضح أيضاً فاشية الأقباط وتعصبهم، وهم من يتقمصون دور الملائكة والخراف الوديعة وسط ذئاب!!. . بئس المعارضين والمعارضة التي لا تستثني من تنديداتها التصرفات العقلانية التي يضطر لها الإخوان اضطراراً. . ربما قصد أن يدعو اليهود ليشهدوا جنازة وطنهم الأم مصر، بعد قيام الإخوان بذبحها وتكفينها!!
• ما حدث من شباب الإسكندرية ليلة رأس السنة عند كنيسة القديسين يثبت بديهية وهي أن الشعب المصري لم يتحول بكامله إلى وحوش متعطشة للدماء والكراهية. . الدنيا لسه بخير لكنها مهددة.
• أعتمد اعتماداً تاماً على مجهود الإخوان والسلفيين والجهاديين في عام 2013 الذي يترتب عليه إقتناع المصريين أن "العلمانية هي الحل" الذي لا حل سواه!!
• للذين ينددون بقانون التظاهر: لا يوجد قانون تظاهر في العالم كله يسمح بفعاليات ثورة جماهيرية تصل لمستوى إسقاط نظام الحكم.
• تحالف الليبراليين مع اليساريين والعروبجية لمواجهة الإخوان والسلفيين تكتيك فاشل بجدارة، فلسنا بصدد خناقة في مقهى بلدي، لكننا بإزاء رحلة لتطوير وعي وثقافة شعب يجب أن ينهض ليقاوم تتار العصر، وهذا لن يتأتى على أيدي هذه التشكيلة العجيبة المتهافتة. . أفضل ما تقوم به "جبهة الإنقاذ الوطني" لإنقاذ مصر هو اعتزال أفرادها العمل بالسياسة، فهم يرقصون الآن استبرتيز على أنغام الإخوان.
• انقلاب دول الخليج على الإخوان المسلمين سيجفف منابع تمويلاتهم، فلا يتبقى لهم سوى "دولة قطر الجماهيرية العظمى"!!. . ألا ترصدون التماثل بين أداء جناحي تنظيم انقلاب يوليو 52، حين كان الجناح العسكري (عبد الناصر) يحاول تصدير ما يسميه ثورة لدول الخليج، فيما يحاول الإخوان الآن تصدير ظلامهم لذات الشعوب؟. . هل يكون "ضاحي خلفان" هو أسد الخليج الذي يردع الثعالب والضباع والذئاب؟. . أخشى أن تعتقل دولة الإمارات "عصام الحداد" الذي ذهب ليحرر الخلية الإخوانية المعتقلة هناك!!
• الكهانة دجل وتغييب وتدليس وارتزاق. . من يحملون المباخر أمام الأيقونات، لابد وأن يستخدموها أمام عرش السلطان. . "الأنبا باخوميوس يترأس القداس الجنائزى لأحد ضحايا كنيسة "مصراتة". . نرجو أن يكون بخلاف شنودة بتاع "ربنا موجود" و"مسيرها تنتهي" و"كله للخير" و"الطناش سيد الأخلاق"!!. . لماذا تصر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على تجاهل المسيحية وعهدها الجديد، والهرب إلى كهانة اليهودية وعهدها القديم الحافل بالأساطير؟!!. . الحديث عن كوتة للأقباط في مجلس الإخوان هو توسل لكي يأخذ الإخوان الأقباط على كتفهم وهم رايحين في سكة اللي يروح ما يرجعش.
• رغم القرون الطويلة ربما لم تبرأ شبه جزيرة أيبيريا تماماً من مما أصابها من العرب، فليس مصادفة أن أسبانيا والبرتغال قد تأخرتا عن سائر دول أوروبا في الديموقراطية، وظلتا لعقود تحت قهر فرانكو وسالازار، وهما الآن في مؤخرة الدول الغربية نمواً اقتصادياً. . يبدو أن إنتاجنا الوفير من القمامة التي تسد علينا كل الطرق هو الذي دفعنا للتفكير في تصديرها لأسبانيا والبرتغال.
• إذا أردت أن تتهافت عليك القنوات الفضائية والصحف، عليك أن تصير مهووساً أو تتصنع الهوس. . زمان كان المهاويس يطاردهم الأطفال بهتاف "العبيط أهه" وقذف الحجارة، الآن يستضيفهم مذيعون لامعون في قنوات فضائية مناضلة ليتحدثوا عن مصير الشعب المصري وثورته.
• تماثل بين نظامي مبارك والإخوان: كان مبارك يسير في طريق إصلاح الاقتصاد المصري بخطى مترددة، والإخوان أيضاً يسيرون بخطى مترددة لكن في طريق تخريبه.
• سؤال للبرادعي: لماذا رفضت أيام مبارك خوض انتخابات رئاسية إلا بعد تغيير قواعد اللعبة وملابساتها، وتقود الآن تياراً يخوض انتخابات برلمانية وفق قواعد وملابسات أكثر سوءً؟!!
• في ثقافتنا الشفاهية نتخيل للكلمة قوة الفعل، وقد نكتفي بالطرب لسماعها وكأننا قد حققنا المراد، من هنا سر تخوفي مما يقوم به بعض الإعلاميين والكتاب من عزف منفرد في هجاء الإخوان، أن ندمن المعارك والانتصارات الكلامية.
• تحت ستار مناهضة الإخوان بأي ثمن نفاجأ بهلوسات ذوي العقليات المضروبة بفيروسات العروبة واليسار والتأسلم السياسي المشرب بشعارات علمانية من قبيل التجمل.                                   

اجمالي القراءات 9046