تمنيات طائر الشمال لعام 2013

محمد عبد المجيد في الثلاثاء ٠١ - يناير - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

أتمنى في العام الجديد الآتي:
* أن تنجح ثورة يناير، ويخرج الشباب وأهلهم وأحبابهم وجيرانهم وأصدقاؤهم في يوم انتزاع ثورتهم المسروقة في 25 يناير 2013.
* أتمنى أن تستيقظ فجأة ضمائر القضاة وأعضاء النيابة بعد سنوات طويلة من التغييب والنوم والموت السريري لنزعة الحق، وبعد صمتهم على عشرات الآلاف من جرائم مبارك والمشير ومرسي، ورفضهم الوقوف مع الشعب، أوالخروج في ثورته الينايرية المجيدة، وغضهم الطرف عن اعادة الذين حكموا عليهم بالبراءة بواسطــة وزارة الداخلية.
* أن يكتشف شعبنا كله أن الخراب يأتي مع المزايدة الدينية، وأن الصوت الانتخابي في الصندوق المزيف يتحول إلى سيئة وذنب بمجرد أن يصوّت الناخب لصالح جماعة متطرفة ومفرّقة لأبناء الشعب.
* أن يعترف المستشار أحمد رفعت أنه وافق على مسرحية المحاكمة، طوعا أو كرها، وأنه قرأ ستين ألف صفحة ووجد فعلا آلاف الجرائم لجمال وعلاء مبارك، واضطر تحت ضغوطات شديدة لتبرئتهما، وحصل على ثمن كبير نتيجة جريمة الحُكم غير العادل.
* أن يخرج شاب مصري أصيل ومثقف ومتفتح وغير منتم لأي حزب أو جماعة، ويتولى قيادة الثورة من جديد.
* أتمنى أن لا يمس أبناءَ بلدي جحيمُ يوم شراء خيرت الشاطر وجماعته لأصول الدولة المصرية، فالجماعة عقدت العزم على تحويل المصريين إلى رقيق لا يعرفون إلــَـهً إلا قصر الحُكم والخليفة وأمير المؤمنين.
* أتمنى أن لا يأتي اليوم الذي يقف فيه الشاطر ومرسي وبديع ومبارك والمشير في شرفة القصر الجمهوري، ثم يجمعوا بصقة واحدة يلقونها علينا قائلين: لقد أعطيناكم في كل يوم سبعين دليلا على أننا أعداؤكم فلم تصدّقونا، وقبــَّــلتم يدَ إبليس.
* أتمنى انقلابا عسكريا عاجلا قبل أن تنهار مصر اقتصاديا، وقبل أن تختفي كنوز وأسرار ووثائق الدولة المصرية في المئة عام السابقة، فما سيقوم به الارهابيون الذين أخرجهم مرسي من السجن إلى الشورى والقصر والحُكم لا تستطيع دولة أن تتحمله، فتاريخ مصر سيكون بدون ذاكرة.
* أتمنى أن يُصدر الثوار بيانا سريعا وواضحا وصريحا بأن كل قوى المعارضة، مجتمعة أو منفردة، لا تمثل ثوار يناير من قريب أو من بعيد، وأن من يتحاور مع القتلة والمزورين والمزيفين وسارقي ثورة يناير لا يمثل إلا نفسه.
* أتمنى أن لا يهاجر من مصر مضطراً أي قبـطــي تحت ضغط التمييز الطــائفي الذي يمارسه الاخوان المسلمون والسلفيون، فمصر لا يملك فيها أي قبطــي أو مسلم شبراً واحدا أكثر من الآخر. والمسلمون في حاجة ماسة لأن لا يهاجر الأقباط وطنهم فقوتهم في توحدهم وإيمانهم بأنهم عنصر واحد.
* أتمنى أن يلهم اللــه المصريين البصيرة والحكمة والمعرفة والشجاعة ليكتشفوا حجم المؤامرة عليهم، وأن الفلول كالجنرالات ومثل الاخوان ويتفقون مع رؤوس المعارضة العجائزية ولا يختلفون عن قوى البلطجة.
* أتمنى أن ينتصر التسامح في سوريا بعد سقوط الطاغية الأسد وحزب البعث العربي الاشتراكي، ولا تكون هناك عمليات انتقامية عشوائية ضد الآخر( سني، شيعي، علوي، كردي، مسيحي، ماروني،) فالأحكام العادلة تصنع مستقبلا مشرقا للوطن، و( محاكمات دمشق) ليس فيها مجال للدين والحزب والطائفة والمذهب، إنما للأوغاد القساة من عائلة الأسد وأقربائه ومساعديه وجنرالات الدم وخاصة الذين وقفوا في صفه حتى يوم سقوطــه.
* أتمنى ثورة في السودان الحبيب، وأن يعلق السودانيون طاغيتهم اللعين في جذع شجرة، ويعود للسودان أمنه وأمانه، ويأكل الشعب من خيرات بلده، ويتم الافراج عن السجناء من بيوت الأشباح.
* أتمنى أن يقبض شعبنا اليمني على طاغيته علي عبد اللــه صالح الذي ما يزال طليقا، يحكم من خلف الستار، ويتمتع بمليارات شعب فقير، وتحميه السعودية والغرب.
* أتمنى أن ترفع الجزائر يدها عن الصحراء المغربية، وأن تقوم وحدة بين البلدين الشقيقين، وتقوم ثورة جزائرية تنهي عصر الجنرالات والميليشيات المسلحة.
* أتمنى أن يفهم العالم أن شيوخ الفضائيات وأباطرة الفتوى في السعودية ومصر والعالم الإسلامي لا يمثلون الاسلام من قريب أو من بعيد.
* أتمنى أن تقوم في الأردن ثورة شريطــة أن يكون الأردنيون قد تعلموا من التجارب في مصر وتونس وليبيا وسوريا والعراق أن أللصوص الأقرب إلى سرقة ثورتهم هم الجماعات الاسلامية، فإذا تولى الاخوان المسلمون الحُكم في الأردن فقد انتهى هذا البلد إلى غير رجعة.
* أتمنى أن يستيقظ الفلسطينيون من غفوتهم، فمشكلتهم مع قياداتهم تعادل مشاكلهم مع قوى الاحتلال الصهيوني، وأن يصارحوا أنفسهم بالسذاجة والبلاهة التي جعلت أصحاب أعدل ثورات العرب أسرى الاسرائيليين وقيادات تمزق الوطن بين الضفة الغربية قطاع غزة، فأنا لا أفهم كيف صمت الفلسطينيون على هذه المهانة وجعلت محمود عباس وهنية زعيمي دولتين بدلا من النضال كدولة واحدة ضد محتليهم.
* أتمنى عقد مؤتمر عالمي بقيادة الأزهر الشريف ومئات العلماء ينتهي إلى رفض كل الفتاوى التي صدرت في نصف القرن المنصرم ما لم توافق عليه مشيخة الأزهر مهما كان العالــِـم أو الفقيه الذي أفتى.
أتمنى أن يتوحد الليبيون حول طرابلس الغرب في حكومة مركزية عادلة بعيداً عن أفكار التطرف والقاعدة، فالليبيون الأحرار يستحقون دولة حرة وآمنة بعدما أذاقهم العقيد المهرج كل صنوف الذل والعذاب لأكثر من أربعة عقود.
* أتمنى أن تتمكن تونس الخضراء من التوحد حول الديمقراطية ففيها أول ثورة فجــَّـرت ربيع العرب، وبدأت مع حكومة من عدة توجهات لكنها اجتمعت حول اقامة دولة المؤسسات إلى أن جاء السلفيون بتخلفهم وقرروا أن يجعلوا شعبنا التونسي يتحسر على أيام الطاغية الهارب اللعين زين العابدين بن علي.
أتمنى للعراق أن يعود دولة السنة والشيعة والأكراد والتركمان والمسيحيين فقد تحالف الكثيرون على تمزيقه وجعله( جمهورية أبو غريب) من صدام حسين والأمريكيين والغرب والعرب وحكومة المنطقة الخضراء والمتعاونين اللصوص وإيران فتمزقت بلاد الرافدين شر ممزق، وظن كل حزب وجماعة ومذهب وعقيدة وطائفة أنهم أصحاب الأرض فإذا بالمالكي وأمريكييه يضحكون عليهم لأنهم غرباء في عراقيهم.
وتظل تمنياتي أكبر من مئات الصفحات، بل أكبر مما يتسع له ما تبقى من عمري.
تمنياتي ليست فقط مصرية وعربية وإسلامية ونرويجية لكنها تخرج إلى إلى الإنسانية بدون تمييز، فكلنا لآدم.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 31 ديسمبر 2012

اجمالي القراءات 8194