دستور مرسى : وسلب ثروات المصريين بالاستحلال السّنى : ( 8)
أولا : جذور عقيدة الاستحلال السّنية
1 ـ بما يسمى بالفتوحات الاسلامية بدأ الصحابة ومبكرا بصبغ الاستحلال الجاهلى بصيغة اسلامية ، وقد سبق مرارا وتكرارا توضيح قيام الاسلام على السلام والمسالمة وفى إطار السلام نزلت تشريعات القتال لتحصره فى الدفاع فقط . ولكن قبيلة قريش بعد موت النبى وتحكمها بعده لجأت الى الفتوحات لتشغل الأعراب عن العودة للردة والتحرر من السلطة القرشية ، وبدأ تسويغ الفتوحات باستحلال غزو الأمم المجاورة التى يحرم اسلاميا العدوان عليها . وبتلك الفتوحات تمّ التطبيق العملى للإستحلال ؛ إستحلال قتل أبناء الشعوب الأخرى الذين يقاومون غزوا معتديا ، واستحلال إسترقاق رجالهم ونسائهم وذريتهم ، واستحلال إغتصاب نسائهم وبناتهم بزعم السبى ، واستحلال سلب أموال الشعوب المقهورة وفرض الجزية والخراج عليهم .كل هذا خروج عملى على تشريع الاسلام ، ولكنه كان الواقع المُعاش الذى قامت عليه وتأسست وتوطّدت (إمبراطوريات قريش العربية ) من الخلفاء الراشدين ثم الأمويين ثم العباسيين الى الفاطميين، وفى ظل هذا الواقع المعاش تأسست أديان أرضية للمسلمين من سنة وتشيع وتصوف.
2 ـ فى العصر العباسى تمّ تشريع هذا الاستحلال فى الفقه السّنى ليصبح جهادا إسلاميا بالمخالفة لتشريع القرآن ، ، وبينما ركّز التصوف والتشيع على العقائد فإن تركيز الدين السّنى ركّز على التشريع وصار رائدا فيه للشيعة والصوفية مع الاختلاف البيّن بين السّنة من ناحية والتصوف والتشيع من ناحية أخرى . ركّز التشريع السّنى فى الدين السّنى على علاج التناقض بين تشريع الاسلام والتشريع السّنى القائم على الاستحلال . وتم عقد الصلح الزائف بين النقيضين :( السّنة والاسلام ) عن طريق نسبة التشريع السّنى للاسلام واستعماله شعار الاسلام ، وتحت هذا الشعار تمّ تفريغ الاسلام من مضمونه ، فتشريعات القرآن يتم إبطالها وإلغاؤها بزعم ( النسخ ) وأن ( القرآن حمّال أوجه)، وما يقرره أئمة الدين السّنى يتم أسلمتها عبر أحاديث ينسبونها للنبى بعد موته بقرنين وأكثر ، ومصطلحات القرآن ومفاهيمه يتم تغريبها وتجهيلها بالتأويل والتفسير وما يسمى بأسباب النزول . بهذا تم (إتّخاذ القرآن مهجورا ) فأصبح مجرد تميمة أو قصيدة للغناء أو آيات فى الوعظ لا يعمل بها أحد . الى أن ظهرنا نحن ( أهل القرآن ) ردّ فعل للطغيان السلفى الوهابى الاخوانى ، نحتكم للقرآن فى هذا الدين السّنى القائم على الاعتداء والطغيان والفساد والاستبداد والإكراه فى الدين والارهاب والتعصب واستحلال الأموال والدماء والأعراض .
ثانيا تطبيق الاستحلال الوهابى السنى فى عصرنا الراهن :
1 ـ لن نتحدث بالتفصيل عن التاريخ الماضى للحكام المسلمين السنيين فى فرض الجزية على المسلمين ، أو فى سبى نساء المسلمين المغلوبين و سلب أموالهم وإقامة مذابح للمسلمين المنهزمين يقوم بها حكام مسلمون سنيون . وهذا العار يلطّخ تاريخ المسلمين بدءا من قتل الخليفة عثمان ونهب داره والتفكير فى سبى زوجته الى جرائم الخوارج والأمويين والعباسيين وتيمورلنك والمماليك والعثمانيين . لن نتحدث هنا عن استحلال السنيين ( الحكام ) لدماء وأموال وأعراض مسلمين آخرين . ولن نتحدث بالتفصيل عن قيام الفقه السّنى بتشريع هذا وتسويغه إرضاء لنزوات الخلفاء الطّغاة ، نذكر فقط أن التشريع السّنى يجعل ( عدّة ) الجارية نصف عدة الحرة ليتيح إغتصابها بأسرع وقت ممكن وبدون عقد زواج .
2 ـ لن نتحدث بالتفصيل عن التاريخ الماضى ، فقد أعادت الدولة السعودية بالوهابية هذا العار فى عصرنا الحديث والمعاصر . ووصل تطبيقه الى مصر الحديثة والمعاصرة . إذ بعد فترة من الليبرالية 1860 : 1952 عرفت فيها مصر المجلس النيابى والصحافة والأخذ عن أوربا ، بدأ زحف الوهابية من خلال الاخوان المسلمين والجمعيات السلفية الى أن تمّ لهم التحكم فى العقلية المصرية خلال عهد مبارك ذى الثلاثين عاما . ونجح الاخوان والسلفيون لأنهم يتحدثون باسم الاسلام وبأحاديث جرى العُرف قرونا على أنها أحاديث نبوية ، ويطالبون بتطبيق تشريعات ليست سوى أقاويل مختلفة ومتعارضة لفقهاء ، ولكنهم يجعلونها شرع الله جل وعلا . يرفعون شعارات فضفاضة ومقدسة مثل ( الاسلام هو الحل ) و ( الرسول إمامنا والقرآن دستورنا ) و ( تطبيق الشريعة الاسلامية ) ولكنهم فى الواقع يؤمنون بالاستحلال ويقومون بتطبيقه ما استطاعوا . ووقفنا نحن ( أهل القرآن ) ضدهم فكوفئنا باضطهاد مبارك ، وبتشويه سمعتنا بتهمة ( إنكار السّنة )
ثالثا : نماذج فى تطبيق الاستحلال الوهابى السنى فى عصرنا الراهن :
1 ـ أقام السعوديون دولتهم فى محيط ( مسلم ) شيعى وصوفى ، فأقامت الدولة السعودية الأولى المذابح للمسلمين ونهبت أموالهم واسترقت نساءهم ، وكان مؤرخو الوهابية يفخرون بما يفعلون مع ( الكفّار ). وحين أسّس عبد العزيز آل سعود الدولة السعودية الراهنة أسرف جنوده الأعراب المعروفون بالأخوان فى القتل والسلب والنهب وفق عقيدة الاستحلال . بل كان من ضحاياهم بعض الوهابيين العرب فى المدن لأنهم كانوا لاينتمون للإخوان ( إخوان عبد العزيز آل سعود ) . وفى النهاية إستحلّ أولئك الاخوان الثورة على سيدهم ( عبد العزيز ) بعد ان حكموا بكفره . فى عنفوان قوتهم كان زعماء الإخوان وفى ظل سيطرة عبد العزيز بيتزّون شيوخ القبائل ، يسلبون أموالهم وإلّا فالحرب والقتل ، والتفاصيل فى كتاب ( الاخوان السعوديون فى عقدين ) ص 84 ـ ) تأليف جون حبيب ، وهو مترجم ومنشور برعاية الدولة السعودية.
2 ـ ونظرة ( السبى ) أو إغتصاب النساء الحرائر تحكم عقلية الوهابيين . والأمثلة كثيرة فى عهدنا . فقد ضحّى المصريون بدمائهم فى حرب اكتوبر 1973 وخرجت مصر منها على حافة الافلاس بينما أرتفعت أسعار البترول بفضل دماء المصريين من 3 دولار الى 37 دولارا للبرميل وارتفع معها سعر المحاصيل الزراعية التى تستوردها مصر بما يفوق طاقة مصر التى خرجت من حرب اكتوبر منهكة إقتصاديا . واصبح الوضع عجيبا ، فالمنتصر يعانى الجوع والمستفيد من إنتصاره ـ بلا تعب ـ يعانى التخمة . وعانت مصر ـ من وقتها والى الآن ـ من حالة غريبة ، يأتى العجوز السعودي ( يشترى ) فتاة مصرية عذراء صغيرة و فقيرة، يشتريها بثمن بخس تحت مسمى المهر ، يحملها الى بلده حيث يتعاون مع أولاده وزوجاته فى إذاقتها الهوان ، أو يتمتع بها وقت إقامته بالقاهرة ، ثم يلقى بها فى الشارع عندما يعود . يتزوج أو يشتري بثمن بخس ، ويقدم زواج سفر باسم مستعار ، ويهرب ( بكل رجولة ) ليعود بعدها باسم جديد ليقابل نفس السماسرة ليبحثوا له عن عذراء جديدة . هو نوع جديد ومبتكر من ( السبى ) يقوم به من لم ينتصر على شعب إنتصر فجنى آخرون ثمن إنتصاره وكافئوه بسبى بناته ..!
3 ـ وتحت ضغط الفقر والحاجة لجأ المصريون للعمل فى السعودية حيث يتم معاملتهم باسترقاق حقيقى تحت شعار الكفيل .! ، ويتلذّذ السعوديون بإذلال المصريين بالذات ، من إغتصاب أطفالهم ونسائهم وسجن الأبرياء منهم ، وهم فى ذلك يعتمدون على أن مبارك كان خادما مطيعا لهم. ثم أصبح الاخوان والسلفيون نعال النفوذ السعودي فى سيره فى مصر متحكما فيها . وقلت هذا فى مقال سابق بعنوان :( خطورة أن يكون الرئيس المصرى إخوانيا )، فطالما أن شجرة الاخوان قد زرعها فى مصر آل سعود ، وطالما أن الاخوان والسلفيين يؤمنون بالوهابية السعودية ، وطالما أن أكبر دعاة السلفية فى مصر هم ممن تخرجوا فى السعودية ومن غلمان آل سعود ، وطالما أن قنواتهم الفضائية ومساجدهم وأحزابهم ومنظماتهم تنفق عليها السعودية فإن إسترقاق السعوديين للمصريين لن يقتصر على العاملين فى السعودية بل سيشمل المصريين فى الداخل مرتبطا بالسلب والنهب والسبى . وسيكون الحكام الإخوان والسلفيون هم الوسيط فى سبى المصريات يتمتعون بالوصف المصرى لمن يقوم بهذه المهنة الواطية الحقيرة ، كما سيكونون شركاء السعوديين والخليجيين فى نهب مصر بأكثر ما كان فى عهد مبارك .
4 ـ وما أسرع السعوديين فى الاستغلال الجنسى للنساء المسلمات المشردات بسبب الحروب والمذابح ، بدلا من النخوة والشهامة ( التى يقال بأنها طبع عربى ) تقفز لدى الوهابيين غريزة الاستحلال بالسبى فى حرب لم يشاركوا فيها ، ولكن يسارعون الى إغتنام مكاسبها بافتراس الضحايا المسلمات تطبيقا لعقيدة ( السبى) ، وبطرق الاحتيال الفقهى السنية . نجا من السبى الوهابى مسلمات ( الصومال ) لأن الوهابيين يؤمنون ( باللحم الأبيض المتوسط ). ولهذا لم تنج منه مسلمات البوسنة والهرسك، ويحدث الآن مع مسلمات العراق وسورية . ويتبرع فقيه سلفى بتسويغ الزنا بهن بأن تتزوج الفتاة رجالا كثيرين الواحد منهم تلو الآخر بلا عدّة .
5 ـ وهذا يذكرنا بأنواع للزنا إبتدعها التشريع السلفى مؤخرا تحت مسمى الزواج ، منه أن بعض دعاة السلفية فى أمريكا يروّج للاسلام بين الأمريكيات،وأكثرهن لسن متزوجان،وحين تدخل إحداهن فى الاسلام يتعين عليها أن تتزوجه ـ عدة أيام أو اسابيع بلا مهر ـ ليطهّرها .!!. هذا أيضا يذكّرنا ببعض السلفيين فى مصر ، وهم بيبحون زواج المرأة أكثر من زوج فى اليوم الواحد بلا حاجة الى مدة العدة ، ويشرّع لهن بأن قراءة ( عدّة يس ) تكفى . أى تقرأ سورة ( يس ) وبذلك تنقضى عدتها .. هذا كله استحلال للسبى ولكن بلا حرب .
6 ـ ويسير السبى جنبا الى جنب مع السلب وتحت شعار الاسلام . هل تذكرون فضيحة توظيف الأموال ، ومن تورّط فيها من الدعاة ( الشعراوى و عبد الصبور شاهين وبعض شيوخ الأزهر ) والتى تم بها نهب ثروات المصريين ، وضاعت بين فساد السلطة و تحايل أرباب الدين السّنى بزعم تحريم التعامل مع البنوك وتأسيس ما يسمى بالبنوك الاسلامية .!
رابعا : الاخوان وسلب المصريين أموالهم الآن :
1 ـ المال هو المعبود الأكبر للإخوان ، وبسبب الخلافات المالية حدث أول إنقسام داخل الاخوان بسبب تمسك حسن البنا بسرية الحسابات السرية للجماعة ، وفى سبيل المال رضى حسن البنا بأخذ معونة مالية من الاحتلال البريطانى ، وفى سبيل المال حدث أول تطور فى الجماعة وهو ان يستقيل المرشد عاكف مقابل رشوة تبلغ عشرات الملايين ، ويتولى بديع . ومع أنّ المرشد عاكف هوصاحب عبارة (طظ فى مصر ) لكنه لا يقول ابدا ( طظ فى الفلوس ).
2 ـ فى مقال سابق بعنوان ( شاطر ومشطور وبينهما ..؟ ) أشرنا الى المسكوت عنه من دور المهندس خيرت الشاطر فى الضغط على سارقى مصر وناهبيها ( آل مبارك ) والذين قاموا بتهريب معظم أموالهم للخارج . هم الآن تحت يد الاخوان ، وجزء كبير من الاختلاف بين الاخوان والنائب العام السابق ( عبد المجيد محمود ) أنه لا يتعاون كما يريد الاخوان فى التفاوض مع الناهبين السابقين . ويمكن ان نستشف حرص الاخوان و( الشاطر ) على أن تؤول هذه الأموال فى الداخل والخارج الى حسابات الإخوان عن طريق النائب العام الجديد الذى ينتمى اليهم ، و( طظ فى مصر ).
هم يعلمون بعجزهم عن إنقاذ مصر التى تحتاج الى كونستلو من خبراء الاقتصاد ليصلحوا ما خرّبه مبارك فى ثلاثين عاما ، وسيكون صعبا على هذا الكونستلو تفعيل هذا الاصلاح فى عدة سنوات ، فهل يستطيعه مرسى بأهله وعشيرته ؟ هم يعرفون ان فشلهم حتمى ، وأنهم أعجز من إدارة شركة بالطريقة الحديثة فكيف بدولة مشرفة على الافلاس ؟ لذا فالحل أمامهم هو عنوان المسرحية المصرية فى التسعينيات ( خد الفلوس واجرى ). وهم فى مرحلة ( الجرى ) القادمة يريدون تأمينا ماليا فى الداخل والخارج ، بأن تنتقل أرصدة وعقارات وممتلكات آل مبارك الى آل الاخوان فى الخارج وفى الداخل .
3 ـ وفى مقال آخر قديم أشرنا الى التحويلات المليونية بالمئات التى أمطرها الخليجيون الوهابيون على الاخوان والسلفيين ، ويتردد كلام كثير عن مشاركة ( خيرت الشاطر ) لشخصيات خليجية ليشاركوه فى نهب مصر والاستيلاء على ثرواتها بمثل ما كان يفعل مبارك .
4 ـ بالتوازى مع جهاد الاخوان فى وضع أيديهم على ثروات مبارك وآله فى الداخل والخارج يعملون أيضا على سلب ثروات المصريين العاديين ، باتباع اسلوب مبارك ب ( التسقيع ) ليس فى الأراضى ولكن فى خنق الاستثمار وشيوع الفوضى ليضطر أصحاب المصانع والعقارات الى بيعها بثمن بخس والهرب خارج مصر . بل وبدأ الآن ومبكرا أن أصدر مرسى القانون بالقانون رقم 160 لسنة 2012والخاص بتعديل بعض أحكام قانون البنك المركزي والجهاز المركزي والجهاز المصرفي والنقد الصادر بالقانون رقم 88 لسنة2003 والذي ينص علي استبدال نصي الفقرتين الاولي والثالثة من المادة رقم 116 منالقانون رقم 88 لسنة 2003 حيث نص تعديل الفقرة الاولي علي " ادخال النقد الاجنبيللبلاد او إخراجه منها مكفول لجميع المسافرين في حدود عشرة الاف دولار امريكي او مايعادلها من العملات الاجنبية الاخري " بينما نص تعديل الفقرة الثالثة علي "يحظرادخال النقد الاجنبي او اخراجه من خلال الرسائل والطرود البريدية" علي ان ينشر فيالجريدة الرسمية وتكون له قوة القانون ويعمل به من تاريخ صدورة والمؤرخ في 19ديسمبر 2012. وصدرت التعليمات امس الخميس 27 ديسمبر للمنافذ الجمركية بالمنشور رقم 36تعليمات من رئيس مصلحة الجمارك للتنفيذ بكل دقة منعا للمسائلة القانونية ولحسن سيرالعمل وذلك بتعليمات من وزير المالية المصري.).
المستفاد من هذا القانون ألّا يستطيع أحد إدخال أو إخراج أى دولار أو عملة أجنبية من والى مصر إلّا فى حدود عشرة آلاف دولار أو ما يعادلها من العملات الأجنبية . وايضا حظر دخول أو خروج الأموال من والى مصر من خلال الرسائل والطرود البريدية ، أى تفتيش الرسائل والطرود للتأكد من عدم ارسال أموال للخارج أو مجىء أموال من الخارج .
5 ـ المفهوم من شبح الافلاس الذى يلوح فى الأفق ، ومن معرفة الجميع بتآكل الاحتياطى النقدى من الدولار وإحتمال تعويم الجنيه ليفترسه الدولار ، ومن لجوء مرسى الى الاقتراض من البنك الدولى أن مصر عطشى لمجىء الدولار من الخارج ، خصوصا تحويلات المصريين فى الخارج وهى صاحبة فضل هائل فى إنقاذ الاقتصاد المصرى المبتلى دائما بالسلب والنهب والفساد . وهذا العطش المصرى للدولار القادم من الخارج يعالجه مرسى بالعكس تماما ، وهو تحديد وتحجيم الوارد من الدولار لمصر فى حدود 10 آلاف دولار،وغلق كل المنافذ التى يمكن أن يتسرب منها ( وباء ) الدولار لمصر .
6 ـ من هذه الحكاية نفهم المقصود من هذا القانون الغريب الذى أصدره مرسى فى غيبة المجلس التشريعى. كنت مع صديق زائر جاء من مصر حديثا . هو على المعاش ، وينتمى الى طبقة الأثرياء ، له أراض زراعية وعمارة فى القاهرة وشقق بالقاهرة والاسكندرية والساحل الشمالى ، وهو مكتئب بما يحدث لمصر ولم يعد يأمن على نفسه وثرواته بها ، وأولاده استقرّ بهم الحال فى أمريكا ، وفى وحدته هو وقرينته يريد أن يأتى ليعيش مع أولاده فى أمريكا ، وأن يبيع ممتلكاته فى مصر ويشترى بها مسكنا فى أمريكا بجانب أولاده . وفعلا عرض بيع عمارته وجاء له مشترون بمبلغ 6 مليون جنيه ، إلّا أنه لسوء حظّه أمهلهم فرصة الى أن يزور أولاده فى أمريكا ثم يعود ليبيع العمارة وغيرها . وعندما زارنى فى بيتى سمع بالقانون الجديد ..أى لو باع عقارته فلن يتمكن من تحويلها الى أمريكا دولارات . ونفس الحال مع صهره ، وهو رجل أعمال ناجح يملك مصانع ، وأدرك ان خسارته اليومية لا تمكنه من الصمود فقرر البيع والهجرة ، وجاء القانون ( الموسوى ) فجأة ليسد عليهم الطريق . قال لى صديقى ماذا يفعل ؟ قلت له : الحل مع بلدياتك ابن مدينة المنصورة المهندس خيرت الشاطر ، إذهب اليه مستعدا لأن تبيع له عقاراتك بالسعر الذى يريده هو، وسيكتب لك شيكا بالدولارات من حساباته الجارية هنا فى البنوك الأمريكية . قال : ولكنه سيشتريها بثمن بخس .. قلت : وهذا هو السبب من إصدار قانون مرسى . قال : ولكن حزبهم إسمه : ( الحرية والعدالة ) فهل من الحرية أن يتحكموا فى ثروتى التى أسستها بعرقى وكفاحى وبالمال الحلال ؟ وهل من العدل سلب أموالى بعد أن تجاوزت السبعين عاما ؟!. قلت : هذه هى طبيعة الاخوان ، هم يقولون ( طظ فى مصر .. ولا طظ فى أموال مصر .!)، هم يرفعون شعارات برّاقة مقدسة ، ومن خلالها يطبقون عقيدتهم فى الاستحلال ، وهم خبراء فى الخداع وفى التحايل .. وجاء دستورهم يعبّر عن هذا الاستحلال و هذا الخداع .. وما تراه الآن ليس سوى مقدمة ..
قال صديقى وماذا عن المستقبل ؟ قلت : الأخطر هو عندما يتم تطبيق المادة (22): ( تلتزم الدولة باحياء نظام الوقف الخيري وتشجيعه. وينظم القانون الاوقاف ويحدد طريقة انشاء الوقف وادارة الموجودات الموقوفة واستثمارها وتوزيع عوائدها على مستحقيها وفقا لشروط الواقفين. ). بهذه المادة البرّاقة الحنونة الطيبة سيتمكن الاخوان من سلب الثروة المصرية ..
انتظرونا ..