المكتب الإنسانى لـ«الأمم المتحدة»: روماتيزم القلب «مرض الفقراء» فى مصر ويعرض حياة الآلاف لـ«الخطر» كتب محمد عبدالخالق مساهل ٢١/ ٥/ ٢٠١٠ |
أكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة أن روماتيزم القلب واحدا من «أكثر أمراض القلب شيوعا» فى مصر، حيث وصفه بأنه مرض «مكلف» فى ظل ضعف التمويل والإنفاق لمكافحة المرض، منبها إلى أنه يعرض حياة آلاف المصريين للخطر، خاصة فى المناطق الفقيرة. وحذر فى تقرير له، أمس، من أن يتسبب هذا المرض فى «ضغط كبير» على الميزانية الصحية إذا ما استمر عدد المصابين فى الارتفاع، حيث أفادت نشوة الهجرسى، رئيس جمعية قلوب، مصر أن استبدال صمام واحد يكلف الدولة حوالى ٣٢.٠٠٠ جنيه مصرى، بينما تصل تكاليف جراحة القلب المفتوح إلى ١٠.٠٠٠ جنيه مصرى، مضيفة أن هناك حاجة لبذل المزيد من الجهود للوقاية من المرض. وأوضح المكتب أن المرض يتمثل فى مضاعفات للحمى الروماتيزمية، التى تنتج عن التهاب يصيب فى العادة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ٥ و١٥ عاما ويلحق أضرارا بصمامات القلب وينتج عن عدوى بميكروب سبحى يصيب الحلق. وأكد أن الحمى الروماتيزمية تنتشر فى المناطق الفقيرة، حيث تفتقر المنازل للتهوية المناسبة، منتقدا فى الوقت نفسه «غياب الأبحاث» الواجب إجراؤها عن المرض وكيفية مكافحته. ونقل عن الدكتور حسام فوزى، بمعهد القلب القومى، أنه لا توجد أرقام حديثة عن انتشار المرض فى مصر، حيث أفاد أن «آخر دراسة متوفرة هى عن انتشار المرض بين طلاب المدارس وتعود إلى عام ٢٠٠١، مشيرا ــ حسب الدراسة ــ إلى وجود ٩.٤ إصابة بروماتيزم القلب لكل ألف طالب. هناك نحو ٢٠ مليون طالب فى المدارس فى مصر مما يعنى أن ١٨٨.٠٠٠ منهم مصابون بروماتيزم القلب». وأعرب «فوزى» عن اعتقاده أن نسبة الانتشار الفعلى للمرض أعلى من ذلك بكثير، موضحا: «هذه الدراسة اقتصرت على طلاب المدارس فقط، فى حين أن هناك عديدا من الأطفال خارج المدارس ممن يعيشون فى أوضاع مزرية تجعلهم أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالحمى الروماتيزمية». أضاف أن أطفال المدارس يشكلون نحو ربع السكان، مما يعنى أن نسبة الانتشار فى عموم البلاد قد تكون أربعة أضعاف لتتجاوز الـ ٧٠٠.٠٠٠ حالة. فى حين قال الدكتور علاء الغمراوى، مدير البرنامج القومى لروماتيزم القلب بمحافظة الغربية، التابع لوزارة الصحة، إن «الحمى الروماتيزمية هى مرض الفقراء، منبها إلى أنها تنتشر على نطاق واسع فى المناطق الفقيرة المزدحمة، التى تفتقر إلى التهوية المناسبة، مما يسرع انتشار العدوى». وأضاف: «يعانى الفقراء عادة من ضعف المناعة فى ظل غياب التغذية السليمة ويفتقرون إلى الوعى الصحى، مما يفاقم انتشار المرض فى أوساطهم». |