أخي الحبيب الاستاذ محمد مهند مراد أيهم
المشرف على الرواق
أهلا بك وبالأحبة الذين تفضلوا بالسؤال ، ويسرنى التجاوب معهم سائلا الله جل وعلا ان يهدينا جميعا سواء السبيل .
أحمد صبحي منصور .
1 – سؤال الأستاذ خالد حسن : هل ينبغي علينا هجران من تطاول على الذات الإلهية وإن كان حسن المعاملة مع الآخرين انطلاقا من الآيات التي توصي بالهجر والإعراض وهو يخشى في حال هجرهم أن يفقد مصداقيته لديهم وبالتالي التأثير فيهم .؟
الاعراض والهجران يكون ردا على من يتعرض للمؤمن بالأذى بسبب عقيدته ، أقصد الأذى القولى أو الفعلى . أما من لا يؤذى المؤمن فهو أيضا مؤمن حسب سلوكه ، (مؤمن ) أى يأمن الناس جانبه ، وهو (مسلم ) أى مسالم حسب الظاهر ، ويجب التعامل معه باحسان طالما لم يقاتلنا ولم يخرجنا من ديارنا. واقرأ آيتى سورة الممتحنة (8 ، 9 ) والتفاصيل فى المقال البحثى عن الولاء والبراء من خلال سورة الممتحنة.
هو مسئول عن عقيدته ولسنا مسئولين عن اعتقاد الآخرين ، وكل ما يهمنا هو تعامله معنا إن خيرا أو شرا. وعلى أساس التعامل يكون توصيفنا للمسلم المؤمن سلوكا أى المسالم المامون الجانب ، ويكون أيضا توصيفنا للكافر المشرك حسب سلوكه فهو الظالم المعتدى الباغى الطاغى بما يفعله وليس بما يؤمن به.
2- سؤال الأستاذ محمد سمير : هل كانت دولة الرسول الكريم محمد علمانية وهل فاقت بعلمانيتها تلك الدول العلمانية التي نراها اليوم .؟
كانت دولة النبى محمد عليه السلام علمانية مؤمنة ، وهى الدولة الاسلامية الحقيقية ، وهى تناقض الدولة الدينية الكهنوتية التى تجهل مهمتها ادخال الناس الجنة طبقا لتصوراتها ، وتؤله نفسها وأصحابها والقائمين عليها. وكل ذلك مناقض للاسلام عقيدة و تشريعا واخلاقا وثقافة. والتفاصيل فى مقالنا : موجز التناقض بين الدولة الاسلامية و الدولة الدينية :
http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=13
3- سؤال للأستاذ محمد سمير : أن الدولة التي أقامها النبي الكريم كانت في مجتمع بسيط لذا كان النظام الإسلامي سائدا دون أن يفرض بشكل فعلي.. لذا أليس من الواجب أن تكون القوانين في الدولة العلمانية التي تطمح إليها أن تحكمها شرعة الله منعا للفلتان الأمني والفوضى الاقتصادية .؟
الدولة الاسلامية تترك جزءا كبيرا للبشر ليقننوا لهم تشريعات فى إطار المقاصد الاسلامية التشريعية الكبرى للاسلام ، وبحيث لا تخالف نصا تشريعيا و لا قاعدة تشريعية قرآنية.
والتفاصيل ستاتى فى بحث لنا سننشره فى باب التاصيل القرآنى عن تطبيق الشريعة الاسلامية من وجهة نظر قرآنية.
4-سؤال الأستاذ طلعت خيري المنياوي : لما أعطى الله للناس حرية الاختيار لماذا يحاسبهم بعد ذلك على اختيارهم وسؤاله الثاني هل يترك لمن يفسد في الأرض وينشر أفكارا هدامة حرية الاختيار .
فى البداية ليس لنا أن نحاسب الله جل وعلا على ما يفعل ولكن لنا أن نتدبر حكمته جل وعلا من خلال ما قاله فى القرآن العظيم.
هو جل وعلا قرر أن يخلقنا ليختبرنا ، ولكى يكون الاختبار متوازنا وعادلا فقد منحنا الحرية المطلقة فى الاعتقاد وفى التصرف ، وأعلن أنه مؤاخذة ولا عقاب على المضطر و المجبر و المكره والناسى و المخطىء بدون قصد . المساءلة تكون عندما تتحقق للانسان حريته الكاملة فى الاختيار فيتعمد بقلبه أن يفعل كذا ويؤكد النية بالفعل.
وأنزل الله تعالى للناس الكتب السماوية وبعث بها الرسل ، وفى نفس الوقت هناك الشيطان وغوايته ووحيه ، وفى النفس البشرية قابلية للخير و للشر معا.
باختصار هداه الله تعالى ان يختار الطريق او السبيل إما شاكرا وإما كفورا، وتركه لاختياره وجعله مسئولا عن هذا الاختيار.
هذا هو يوم الدنيا حيث لا إكراه فى الدين ، وحيث يتحول دين الله جلا وعلا الى مساحة من الحرية للبشر يسىء معظمهم استغلالها فينشىء على انقاض الدين الالهى أديانا أرضية بوحى مزيف ، ويقيم على اساس تلك الأديان الأرضية جاها دنيويا يستاثر فيه بالسلطة والثرة مستخدما اسم الله تعالى ودينه العظيم .
ويحدث أن يتنازع مع غيره ممن هم على شاكلته ،أى يتسلط بعض الظالمين على بعض فيحل بهم عقاب الاهى فى الدنيا قبل العقاب الأبدى فى الآخرة ،أى أن الله تعالى لا يترك المفسدين بل يعاقبهم ويعذبهم بذنوبهم وفسادهم فى الدنيا ، والتاريخ ملىء بالأمثلة ، وحياتنا المعاصرة أيضا.
كل هذا الافتراء على الله تعالى ودينه يكون فى الدنيا ، حيث يسىء الضالون استعمال الحرية الممنوحة لهكم من الله جل وعلا .
لذا لا بد لأن يكون لدين الله تعالى يوم ، هو يوم الحساب أو يوم الدين ، وفى هذا اليوم يفقدون حريتهم ويصبحون أسر لعذاب أبدى خالد لا نهاية له.
5-سؤال محمد مهند مراد أيهم : إن كان الله قد ترك للناس حرية الاختيار وأمر بها الرسل والنبيين لماذا فرض نبي الله سليمان على ملكة سبأ أن تدخل ضمن شرعة الله أو على أقل تقدير أن تنصاع لأمره ونجد مما ورد في القرآن أنها كانت مسالمة ولنا في سورة النمل خير دليل على ذلك أليس هذا يناقض ما ذكرتم .؟
لا بد أن نفرق بين القصص و التشريع ، فالتشريع لا يؤخذ من القصص القرآنى . والقصص القرآنى له منهجه ،إذ لا يذكر كل الأحداث ، ولا يهتم بذكر الأسماء و الزمان والمكان . فالغرض الأساس هو العبرة فى إطار الدعوة للهداية. ومن هنا تظل هناك أسئلة عن تفصيلات تركها القرآن ، ولا محل للاجابة عنها لأنها غيب لا يعلمه إلا الله جل وعلا.
والعادة أن الناس ينظرون للقصص القرآنى على انه تاريخ ، وهناك فارق هائل بينهما. فالتاريخ يكتب الموضوع من بدايته الى نهايته بالأسماء و الزمان والمكان وسائر التفصيلات . ومباح لك فى التاريخ أن تسأل تلك الأسئلة ولكن ليس فى القصص القرآنى.
6- سؤال لمحمد مهند مراد أيهم:لماذا تهاجم منظمة حماس في فلسطين وهي التي وصلت إلى سدة الحكم بانتخابات نزيهة ديموقراطية كذلك تهاجم النظام الإيراني وحكمه من خلال الملالي والآيات ، ألم يكن وصولهم للحكم خيار الشعب الإيراني أتدعو للديموقراطية وحرية الرأي ثم تهاجم من وصلوا إلى الحكم عن طريقها .
حين نتكلم فى السياسة فالأمر مختلف كما بينته فى تعليقاتى على المعقبين على مقالى ( الهرشمة و المرشلة ) . ومنه أكرر قولى (الرؤى السياسية تختلف ليس فقط لعدم وجود ميزان نحتكم اليه ، وليس فقط لنقص المعلومات ولكن أضيف أيضا للرؤى المسبقة للكاتب . هناك من يتخذ موقفا عدائيا من الامبريالية الأمريكية ومن هذا المنطلق يفسر كل المصائب فى إطار التآمر الامريكى الغربى الاسرائيلى على العرب و المسلمين والاسلام. وهناك من هم مثلى يرى أن أساس الخطأ يرجع الينا نحن إذ رضينا بالاستبداد المحلى فاصطحب معه الفساد و وركع الاثنان معا للقوى الكبرى أو القوة الأمريكية تخطط حسب مصالحها ، ثم نحتج عليها لأنها تخطط لمصالح شعوبها الغربية و لا تخطط لمصلحة شعوبنا العربية الاسلامية ، ونسينا أننا نحن الذين أضعنا حقوقنا وتنازلنا عنها لحاكم فرد وبطانته ثم أفرغنا كل شحنات الغضب و الاحباط فى الغرب .)
كتاباتى السياسيى متسقة مع موقفى السياسى و العقيدى فى الانحياز التام لحقوق الانسان وحرية الفكر و المعتقد و الديمقراطية الحقيقية.
ومن هنا أعارض أى جهة تستخدم الديمقراطية للوصول للحكم ثم تنقض عليها فيما بعد ، كما أعارض أى جهة تستخدم دين الله تعالى فى الصراع السياسى للوصول للحكم .
ليس هذا حكما مسبقا على النيات والضمائر،ولكنه موقف مبنى على خلفية علمية .
الفارق بينى وبين الباحثين الآخرين من المتخصصين فى العلوم السياسية أنهم لا يفهمون حقائق الاسلام ويخلطون بين الاسلام و المسلمين وأديانهم الأرضية ، ولا يفهمون الفوارق بين أديان المسلمين الأرضية . ولذلك يسمونها حركات اسلامية ويضعونها جميعا فى سلة واحدة . ثم جاءت أحداث العراق فاكتشفوا ان هناك سنة وشيعة وخلافات عميقة ومتجذرة بينهما تستوجب ان يدمر كل منهما الاخر.
كمتخصص فى الاسلام والقرآن الكريم وتراث المسلمين وشريعتهم وتاريخهم وفرقهم من السنة و التشيع و التصوف فمنهجى أن أقيم كل حركة سياسية حسب مرجعيتها التراثية ودينها الأرضى ، وبه أعرف وأتأكد من حقيقة موقفها من الديمقراطية وقبول الآخر .
ليس الأمر مجرد معرفة بحثية ولكن الأكثر هو التجربة العملية والشخصية خلال ثلاثين عاما من المعاناة والاضطهاد بسبب عدم قبولهم للرأى المخالف واضطهاد اصحابه وملاحقتهم بفتاوى التكفير والقتل.
ونعطى مثلا خارج التجربة الشخصية .
فالحركات السياسية المنتمية للتصوف هى الأكثر قبولا للآخر و للديمقراطية ،وهى تؤمن بالتعددية ولا تمانع فى حرية المعتقد للآخرين ، لأن التصوف يقوم على التعدد وعدم الاعتراض والتسامح ،ولذا فان الحركات السياسية فى تركيا تقبل الديمقراطية و تداول السلطة فلا خشية على الديمقراطية عندما تصل الى الحكم ، ليس فقط لأن مرجعيتها هى دين التصوف ولكن أيضا لأنها نبتت وترعرت فى ظل علمانية أتاتورك .
ونفس الحال تقريبا فى الأحزاب الدينية السياسية فى دول جنوب شرق آسيا كاندونيسيا و سنغافورة وماليزيا ..
ولكن يختلف الأمر فى الحركات الدينية السياسية التى نتجت وتفرعت عن الوهابية الحنبلية السنية فى منطقة الشرق الأوسط ( وأرجو أن تقرأ كتاباتى عن الاخوان المسلمين و الوهابية) . هم لا يعترفون بالآخر ولا بحقوقه ، ويتعاملون مع المسلم خارج دينهم الأرضى على أنه مشرك مستحق للقتل والاضطهاد ، وكذلك يفعلون مع الشيعة فى السعودية. وهم يتعاملون مع المختلف معهم من المسلمين الباحثين على أنه زنديق يجب قتله عند العثور عليه وبلا محاكمة و لانقاش ، ويجب قتله حتى لو تاب. ويتعاملون مع غير المسلم بمنطق الجهاد السنى القائل (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا ) وهم يقسمون العالم الى معسكرين متحاربين معسكر الايمان ومعسكر الكفر ، وهم يعتبرون الأمم المتحدة صرح الكفر و الديمقراطية رجسا من عمل الشيطان . وهم يعلنون ذلك وهم فى السلطة ولكن طبقا للتقية ـ وهم أيضا بارعون فى التقية ـ لا مانع من استخدام الديمقراطية للوصول الى الحكم فاذا وصلوا اليه انتهى دورها .
نفس الحال تقريبا مع الشيعة الاثناعشرية المتحكمة فى ايران والتى تجعل نفسها مصدر المهدى المنتظر الذى ستحكم به العالم . وهم كالسعودية فى اضطهاد المخالف لهم فى الدين فالأقلية السنية فى جنوب ايران تعانى اضطهادا قد يماثل الاضطهاد الذى تلقاه الشيعة فى المنطقة الشرقية فى السعودية. ولكن النظام الايرانى يخدع العالم بديمقراطية منقوصة يتحكم فيها الملالى ، وهى على أى حال أفضل من الاستبداد العقيم لدى نظم الحكم السنية العربية.
حماس ـ أقولها عن خبرة ـ جمعت أسوأ ما فى النظامين الفارسى الشيعى و العربى الوهابى .
هذه هى رؤيتى السياسية التى من خلالها أقف ضد من يتلاعب بالاسلام وبالديمقراطية.
وأحترم حق كل انسان فى الاختلاف معى .
وبالمناسبة فقد سبق وهاجمت حماس وتنبأت بالمساوىء التى ستحدث منها فى وقت كان الجميع يهللون لوصول حماس للسلطة . وارجع الى مقالات : ( ليس دفاعا عن اسرائيل ) و ( حماس قدس الأقداس )
7- سؤال لمحمد مهند مراد أيهم: لماذا تهاجم الحكومة السعودية على فرض الحجاب وعمل رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع أن ما يفعلونه هو مما يحبه الشعب السعودي هذا القول حسب رأي من عايشهم وسألهم ولا أراك تهاجم الحكومة الفرنسية على منعها الحجاب أليس موقف الحكومتين واحد بمنع الحرية الدينية والحرية الشخصية أليس هذا موقف متناقض .
أحترم حق كل انسان وكل شعب فيما يختاره ، مهما كان الخلاف ، ولكن أتدخل فقط حين ينسبون ذلك الى الاسلام.
تدخلى هو ممارسة لحقى كمفكر اسلامى وهب نفسه للدفاع عن الاسلام وتبرئته من خطايا المسلمين.
ليس هذا هجوما ، هو فقط توضيح لحقائق الاسلام المظلوم من خلال القرآن الكريم ومخالفتها لما اخترع المسلمون فى اديانهم الأرضية فيما بعد . وهى نفس المهمة التى وردت فى قانون الأزهر فيما يخص دور عضو هيئة التدريس فى الأزهر ، وهو تجلية حقائق الاسلام .
هم يعتبرون ذلك هجوما ، وينسون أنهم ينسبون للرسول عليه السلام ما لم يقله ، وينسبون لشرع الرحمن مالم يأذن به، وأنهم السبب فى تشويه الاسلام واتهامه بالارهاب والتخلف و التطرف و التزمت ..
لو قالوا إن هذا هو ما نحبه ونرتضيه دون ان ينسبوه للاسلام لكففت عنهم ولن تكون لى علاقة بهم ، وهو نفس موقفى من غير المسلمين فى بلادهم كالفرنسيين وموقفهم من الحجاب ، وهو نفس موقفى من غير المسلمين من الأقليات فى دول الشرق الأوسط . أحترم حريتهم ولا شأن لى بما يفعلون أو يقولون لأنهم لا يتمسحون بالاسلام، وانما يعبرون عن ثقافتهم ودينهم ..
8- سؤال للأستاذ ناصر العبد : بالنسبة لمن اختل توازنه العقلي أو اختلت لديه المحاكمة العقلية أو من ولد مختلا هل نلزمه بما نراه نحن أم نترك له الخيار .
ليس عليه حرج ..
9- سؤال للأستاذ ناصر العبد : كثير من القوانين تحكم على الجاسوس ( أو من نسميهم بالمنافقين ) بالإعدام هل تؤيد تلك العقوبة أم ترى أنه بعمله لصالح جهة معادية يعتبر من مبادئ حرية الاختيار وحين تذكر أن النبي الكريم كان يتركهم دون عقاب هل هو شيء مختص بالنبي أم يجب أن يعمم.
أولا : هناك فارق بين المنافق و الجاسوس ،قد تجتمع الصفتان ولكن ليس كل منافق جاسوسا .
النفاق مرض قلبى لا يحاسب عليه الا من يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور .زجل وعلا.
وليس فى الاسلام محاكم تفتيش تحاسب على الايمان والاعتقاد ، ومن يفعل ذلك فقد اغتصب لنفسه مهمة الاهية وجعل نفسه الاها مع الله جل وعلا.
ثانيا : ليس فى الاسلام عقوبة للقتل خارج القصاص . بل إن القتل قصاصا ليس هو الأعم فى شرع الاسلام لأن هناك الدية و الصفح من أهل القتيل ، والتفاصيل ستأتى فى بحثنا القادم عن تطبيق الشريعة الاسلامية ، وسننشره فى باب التأصيل القرآنى بعونه جل وعلا.
ثالثا : وعليه .
فان أى قانون يحاكم الناس على عقائدهم وأى قانون يحكم بالقتل خارج القصاص فهو شرع لم يأذن الله تعالى به.
مع ملاحظة أن شرائع الأديان الأرضية للمسلمين تقتل الناس بما يعرف بحد الردة وحد الرجم وحد تارك الصلاة..ألخ ..
10- سؤال للأستاذ إبراهيم دادي:بما أن علماء الدين الأرضي أفتوا بأنه يجوز للحاكم قتل ثلث الرعية لإصلاح حال الثلثين فهل مر في تاريخ المسلمين من طبق هذه القاعدة(يريد مثالا على ذلك إن حدث ذلك ).
من حسن الحظ أن كان جبابرة الطغاة من حكام المسلمين أرق وأرحم بالمسلمين من أولئك الفقهاء. أولئك الفقهاء كانوا يتقربون للحكام بما يرضيهم ، ولكن الحكام كانوا يدركون أن تنفيذ هذه الفتوى لن يجعل لهم رعية ، فكيف يكون أحدهم ملكا إذا قتل شعبه ؟
لذلك ظلت تلك الفتوى السامة حبرا على ورق و عارا على كل من كتبها وأفتى بها.
11-سؤال للأستاذ إبراهيم دادي: من هو أول حاكم قتل أو قاتل الناس لتثبيت دعائم حكمه .
فى تاريخ المسلمين فان معاوية هو أول من قاتل ليحتفظ بحكمه للشام حين عزله (على ). ثم استمر فى قتال الخوارج ليحتفظ بحكمه خليفة للمسلمين بعد أن بايع له أتباع الحسن بن على .
فى تاريخ البشر المكتوب فربما كان هو مينا نارمر اول حاكم مصرى قام بتوحيد مصر تحت حكمه .
12- سؤال للأستاذ إبراهيم دادي:ما هو المسوغ الحقيقي لحروب الردة التي حدثت في عهد أبي بكر وهل كانت لأجل الزكاة .
الرد التفصيلى سيأتى فى سلسلة مقالات الصحابة ، وسنعرف أن الأمر كان أكبر من التعلل بالزكاة .
13- سؤال للأستاذ إبراهيم دادي. هل الرسول محمد ( عليه السلام) قاتل أو أمر بقتل مرتد أو مانع زكاة أو مسالما من أهل الكتاب؟
لم يحدث على الاطلاق .
14- سؤال للأستاذ إبراهيم دادي :هل كان هناك من مرتدين أو ممن منعوا الزكاة في عهد النبي الكريم وكيف تعامل معهم النبي الكريم.؟
كان النبى محمد يحزن على من يرتد عن الاسلام فيقول الله تعالى له (وَلاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ اللّهَ شَيْئاً يُرِيدُ اللّهُ أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) ( آل عمران 176 ).
وكان دفع الزكاة اختياريا وليس بالفرض من الدولة ، ولذلك حين تكاسل بعضهم عن دفعها نهى الله تعالى رسوله من أن يأخذها منهم وقال إنه جل وعلا لن يقبل صدقاتهم ونفقاتهم (قُلْ أَنفِقُواْ طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ. وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ . ) ( التوبة 53 ـ )
15- سؤال للأستاذ إبراهيم دادي ألم تكن حرية الإيمان والكفر في عهد الرسول هي السائدة وكان الناس يعمرون الصوامع والبيع والمساجد يذكر فيها اسم الله؟.
نعم ..
16- سؤال للأستاذ إبراهيم دادي في أي عهد بالضبط انحرف المسلمون عن دينهم ابتغاء عرض الدنيا وترك ما عند الله في الآخرة؟وأين وضع المسلمون قول الله تعالى: وَقُلْ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ."29" الكهف.؟
بدأ ذلك بما يسمى بالفتوحات والتاطورات الناتجة عنها. والتفاصيل ستاتى فى مسلسل مقالات الصحابة. ومن الطبيعى بعدها أن يهجروا القرآن وتشريعاته ، ثم ينشئوا أديانا أرضية تسوغ لهم ما يرتكبون .
17- سؤال للأستاذ إبراهيم دادي إذا كان الإسلام دين الحرية فمن أين استورد المسلمون الإرهاب والعنف؟ ألم يأمر الله تعالى رسوله قائلا: لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ(22). الغاشية؟
لم يستوردوه .
هو القانون الذى كانت تحكم به قريش و تتعامل به مع المسلمين فى مكة ، وتحاربهم به فى المدينة ، فلما اختلفت الموازين السياسية بانفضاض الأعراب عن سيطرة قريش اضطرت قريش للدخول فى الاسلام قبيل وفاة النبى محمد ، وفى خلافة أبى بكر استعادت قريش نفوذها واسترجعت دينها القائم على العنف فدخلت بالمسلمين الى الفتوحات .. والتفاصيل ستاتى فى مسلسل مقالات الصحابة. ومن الطبيعى بعدها أن يهجروا القرآن وتشريعاته ، ثم ينشئوا أديانا أرضية تسوغ لهم ما يرتكبون ..