وسائل للتقدم
العلمانية والليبرالية

Ezz Eddin Naguib في الأحد ١٦ - ديسمبر - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

العلمانية والليبرالية
العلمانية والليبرالية ليستا أديانا وإنما هما وسيلتان للتقدم

فالعلمانية لا تُحارب الأديان

ولكنها ترفض تدخل رجال الدين في السياسة
لأن رجال الدين عندما يُسيطرون على دين يتحجر في أيديهم فيمنعوا الفكر ويحجروا على العقل
والتاريخ عموما وتاريخ المُسلمين خصوصا شاهد على هذا
فعندما كان الإسلام غضا انتشر العلم لأن القرآن يحض على التفكر والتدبر وإعمال العقل والاجتهاد في فهم النصوص
ثم تم الحجر على العقل ومُنع التدبر والاجتهاد وانتشر الجهل وانحطت أمة المُسلمين فصرنا في ذيل الأمم وعالة على الإنسانية
والعلمانية تُطلق العنان لعقل الإنسان ليتفكر ويُبدع ويخترع ويتقدم ويجتهد

ولكن الإخوان والسلفية يتهمون العلمانيين بالكُفر لأنهم خاضوا مُعترك السياسة فتاجروا بدين الله واستغلوه للوصول إلى السُّلطة

فمن يُوافقهم ويقول نعم فلهم الجنة

ومن يُعارضهم ويقول لا فلهم  النار

فقد عينوا أنفسهم وكلاء لله في الأرض وحاملي مفاتيح الجنة

واستغلوا المساجد للدعاية لأنفسهم في المساجد

مع أن سُبحانه يقول: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً} الجن18

ولكنهم لا يفقهون

ولا يفهموا قوله تعالى أيضا: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} التوبة107

ولكنها التجارة بدين الله من أجل الدنيا ومن أجل طاغوتهم، فيُدلسون على الناس، ويهجرون كلام الله.

أما الليبرالية فهي الحُرية، أي حُرية الاختيار وهو ما منحه الله سُبحانه للإنسان فمن شاء فليُؤمن ومن شاء فليكفر، وهو باختياره هذا يختار مصيره في الآخرة، فليس لأحد ولا للنبي نفسه أن يُكره الناس على الإيمان
آآ {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ} يونس99
ولكن السلفية والإخوان يظنون أنه بإمكانهم أن يُرغموا الناس على دخول الجنة؛ وهذا غباء، فالإيمان في القلب، ومهما صنعت من قوانين لعقاب تارك الصلاة أو المُجاهر بالإفطار الخ فلن تنجح إلا في خلق جيل من المُنافقين، ولكن شيوخ الإخوان والسلفية يُتاجرون بدين الله للتسلط والبلطجة على الناس باسم الدين، ويُشايعهم أتباعهم المُغيبون الذي تركوا التفكير لشيوخهم فساروا وراءهم كالأنعام وراء الراعي، فهم لا يسمعون كلام الله ولا يعقلونه ليعملوا به.
آ {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً} الفرقان44
ولا فائدة تُرتجي من الحوار مع هؤلاء الأتباع فهم يُرددون ما حفظوه من كلام سادتهم وكُبرائهم بدون إعمال عقولهم لأن شيوخهم أفهموهم أن العقل هو الهوى، وأن من لا شيخ له فشيخه الشيطان، وبذلك سيطروا عليهم، وأضلوهم وهم يحسبون أنهم مُهتدون.
آ {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا} الأحزاب67

اجمالي القراءات 10013